1290عار البصرة يتجلى في معمل الورق..! مسامير

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 06:56
المحور: كتابات ساخرة
    

لا أريد اليوم أن أتحدث عن المذابح والمقاصل التي تقطع أوصال بلدنا منذ حرب الخليج الأولى حتى اليوم لكنني أريد الحديث عن مصنع الورق في البصرة . لا شك أن القارئ العزيز يعرف أكثر مني أن الورق مادة على شكل صفحات رقيقة تصنع بنسج الألياف السليولوزية للخضروات ، وتستخدم مادة تلك الصفحات في الكتابة والطباعة والتغليف والتعبئة وفي كتابة رسائل الحب والغرام بين العشاق أجمعين وفي الوفاء بالعديد من الأغراض التي تتراوح بين ترشيح الرواسب من المحاليل وصناعة أنواع معينة من مواد البناء لتغليف الجدران كما هو الحال في البيوت الاوربية.
في حضارة القرن العشرين، أصبح الورق عنصرا أساسيا وأصبح تطوير الآلات من أجل إنتاجها السريع مسئولا عن زيادة التعليم وارتفاع المستويات التعليمية في المدارس والجامعات لدى الناس عبر أنحاء العالم بصورة عامة إضافة إلى فائدة الورق في تعميق جذور الروتين في دوائر الدولة العراقية بصورة خاصة وفق مبدأ ( كتابنا وكتابكم ) . كذلك فأن الورق مادة أساسية مهمة في عمل مليون لجنة تحقيقية تم تشكيلها في العراق منذ عام 2003 كي يكتب القضاة والمسئولون في ذيل بعض الأوراق كلمتي ( أغلق التحقيق ) ..!!. لا ننسى أيضا أن الورق صار شيئا مهما في الحمامات والتواليت وفي صناعة ( الكلينكس ) أيضاً ..!
من شدة اهتمام المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم بأن يكون العراق منتجا للورق لا مستوردا له فقد قام بإنشاء معمل الورق في مدينة الدير بالبصرة وزودها بالخبراء الأجانب وأطلق على المعمل الكبير اسما كبيرا ( معمل البصرة للصناعات الورقية المتطورة ) وكان الزعيم قاسم والحق أقول انه لم يكن يريد منافسة الورق الفنلندي لأن فنلندا بلد صغير يعيش سكانه من تصدير كميات هائلة من الورق إلى أنحاء العالم ..!
لكن حلم عبد الكريم قاسم لم يتحقق مع الأسف الشديد فبعد مرور 45 عاما على تأسيس معمل الورق أصبح حاله الآن كما يقول صديقي الفلاح العمار تلي أبو سلام ( عبد الواحد كرم ) ( حال السدانة بالماي ) ..! فقد أصبح المعمل شبه متوقف عن الإنتاج لأنه إذا أنتج أي نوع من ورق الصحف والطباعة فأن تكاليفه ستكون ضعف تكاليف الورق المستورد من فنلندا ..! الشيء الآخر الذي توقف في هذا المعمل هو راتب الموظفين والعمال فهم لا يقبضون رواتبهم في نهاية كل شهر كما هو حال الموظفين والعمال في الصين وبنكلادش والصومال وفيتنام بل عليهم في كل شهر أن يتعاركوا مع الإدارة ويتصايحوا مطالبين بأجورهم ورواتبهم المعطلة ..!
أخيرا تفتقت عبقرية إدارة المعمل على ضرورة تكريس المعمل وإنتاجه على صناعة ( الفايلات ) لكي تستطيع أن توفر لمعظم اللجان التحقيقية في العراق كافة لتأمين ما يساعدها على حفظ أوراقها من الضياع والفقدان ..! ولكي يتم ضمان عدم المساس بهذه الأوراق من قبل الفئران والجريدية المعششة في اغلب دوائر الدولة قررت إدارة معمل ورق البصرة التركيز فقط على صناعة وإنتاج ( فايلات الكارتون المقوى ..) الذي سينتصر على كل شيء إلا صداع الموظفين والعمال ..!
********************
• مسمار الكلام :
• صار مجتمع البصرة مثاليا : نفط الزبير ليس فيه حرارة والتمر خستاوي والفايل ديراوي والأمن أفغاني ..!!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل