أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - سيعود شارع المتنبي من جديد رغم أف قوى الظلام والفاشية














المزيد.....

سيعود شارع المتنبي من جديد رغم أف قوى الظلام والفاشية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 11:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مواكب النور إن ركضاً وإن خببا
لا بــد بالغة في سيرها الأربــا
لا عفلـقٌ موقـفٌ يومــاً إرادتها
ولا المجانين ممن أحرقوا الكتبا

نعم هذا هو منطق التاريخ بحتمية أن تمضي الشعوب في مسيرتها إلى الأمام مهما حاولت قوى الظلام والفاشية إيقاف مسيرتها ، ربما تفلح في عرقلة أو تأخير هذه المسيرة، لكن هذا التأخير هو بكل تأكيد مرحلة مؤقتة، ولا تلبث الشعوب أن تتجاوزها ، وتمضي في مسيرتها الظافرة نحو الأمام لتواكب مسيرة غيرها من الشعوب المتقدمة التي جابهت فيما مضى من تاريخها ما يجابهه الشعب العراقي اليوم من طغيان قوى الظلام المتخلف، وقوى الفاشية السوداء، التي عملت طيلة أربعة عقود من الطغيان والتسلط ، على إحراق الكتب وسجن وتعذيب وإعدام مقتنيها ، وفرض أجندتها الفاشية على المجتمع العراقي من رياض الأطفال وحتى طلاب الدراسات العليا في الجامعات.
لم يبقً خلال تلك العقود كتاباً واحداً في المكتبات بصورة علنية يدعوا للفكر الإنساني الحر، ويؤكد على الحقوق والحريات العامة ، وفي المقدمة منها حرية الفكر ، فقد تم جمع تلك الكتب وإحراقها ، وملاحقة كل من يشك النظام الفاشي بامتلاك نسسخ منها ، واتخاذها أداة جرمية توصل المواطن إلى دوائر الأمن والمخابرات حيث يلاقي شتى أنواع التعذيب ، وربما يؤدي به إلى الموت ، وإلى السجن إن بقي على قيد الحياة .
وسقط ذلك النظام الذي ظن دكتاتور العراق صدام أن نظامه باقٍ إلى الأبد ، وإن شعب العراق قد تم ترويضه ، ولم يعد قادراً على معارضة النظام .
نعم سقط النظام على الرغم من أن سقوطه كان على أيدي القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية ، التي احتلت البلاد، ولكن وبكل تأكيد إلى حين ، فالشعب العراقي الحر لا يرتضي بالاحتلال ، وكان حلم الشعب أن يتم سقوط النظام على أيدي أبنائه ، لكن الشعب العراقي اليوم قد خرج من ذلك القمقم الرهيب حيث حجب عنه النظام كل شئ ، فلا انترنيت ولا كتاب ولا صحيفة ولا أجهزة الإستقبال، ولا تلفون نقال سوى ما يرتضيه النظام ، والويل كل الويل من يخالف ذلك .
لكن الشعب العراقي اليوم قد تحطمت أمامه كل الأبواب المغلقة ، ودخل الإنترنيت في دور الملايين من المواطنين بما يضمه من معلومات متجددة هي أشبه بالمحيط، مما يتعذر على أي متابع الإطلاع على كل ما فيه، ودخلت أجهزة الاستقبال التلفزيوني [الستلايت] في معظم البيوت العراقية إن لم نقل كلها ، وأصبح العالم كله رهن كبسة واحدة على جهاز الريموت لينتقل المواطن شرقاً وغربا في هذا العالم المترامي خلال لحظات، تنقل له كل ما يستجد من الأخبار والبرامج العلمية والتعليمية والثقافية والصحية والترفيهية والرياضية لحظة بلحظة ، ودخل التلفون النقال ليحمله الكبار والصغار بعد أن دُمرت الشبكات الأرضية وتعطل معظمها عن العمل ، وامتلأت المكتبات بشتى أنواع الكتب التي كانت محرمة في ظل النظام الفاشي المنهار، وبات شارع المتنبي ملتقى المثقفين الذين حرموا لأربعة عقود من الحصول على كتاب جيد يرفض الفاشية الفكرية، ويدعو للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
لكن قوى الظلام والفاشية أبت إلا أن تدمر هذا الشارع التاريخي بما يحتويه من مطابع ومكتبات تضم أمهات الكتب التراثية والتاريخية والفلسفية والعلمية والقصصية لتحرقها، وتحرق أصحابها وروادها في محرقة وحشية بشعة تأبى وحوش الغاب اقترافها ، فهؤلاء الوحوش الآدمية هي اشد وأقسى من كل وحوش الأرض .
لقد احترق شارع المتنبي واحترقت الكتب التي تظمها المكتبات، لكنها بكل تأكيد ستعوض ، وسيعود شارع المتنبي مزهواً بمكتباته وكتبه من جديد ، وسيبقى شهداء شارع المتنبي مخلدين في ذاكرة كل مواطن عراقي حر شريف ، وستلعن الأجيال اللاحقة كل أولئك المجرمين القتلة من قوى الظلام والفاشية الذين يمارسون اليوم جرائمهم البشعة بحق المواطنين الأبرياء، ولن تنطلي أكاذيبهم بدعوى مقاومة الإحتلال ، فهم لا يقاومون الإحتلال ، بل يوجهون كل نشاطهم الإرهابي الجبان نحو المواطنين الأبرياء العزل ، وضد الفكر التقدمي الإنساني الهادف لخير وسعادة وحرية الإنسان العراقي ، ورحم الله شاعر العرب الأكبر الجواهري حيث يقول:
لراية الفكر تاريخ يحدثنا بأن ألف مسيح دونها صلبا



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة المرأة العراقية في القرن الحادي والعشرين
- مصداقية الإدارة الأمريكية في تبرير الحرب على العراق
- هل ستوصل الخطة الأمنية الجديدة العراق إلى شاطئ السلام ؟
- مناهج ديمقراطية علمانية لا مناهج دينية طائفية أو تكفيرية
- سنوات الجحيم كتاب جديد للباحث حامد الحمداني
- ماذا لو افلح الديمقراطيون في حملتهم لسحب القوات الأمريكية من ...
- هل يشعل حسن نصر الله شرارة الحرب في الشرق الأوسط؟
- خطة الرئيس بوش في العراق تفتقد أهم ركائز نجاحها
- متى يحتفل الشعب العراقي حقاً بأعياده؟
- الدرس الذي لم تتعلمه أحزاب الاسلام السياسي الشيعي من أحداث ع ...
- من ذاكرة التاريخ : في الذكرى الخمسين لانتفاضة الشعب العراقي ...
- من ذاكرة التاريخ خمسون عاماً على العدوان الثلاثي على مصر عا ...
- آمال ستذروها الرياح
- من ذاكرة التاريخ سبعون عاماً على انقلاب الفريق بكرصدقي الق ...
- من ذاكرة التاريخ سبعون عاماً على انقلاب الفريق بكر صدقي ال ...
- الإسلام السياسي يشكل تهديدا خطيرا لمستقبل الديمقراطية في الع ...
- ميشيل عون متآمر على لبنان وحكومته الشرعية ومكانه السجن
- خياران لا ثالث لهما ، الوطنية العراقية أو الكارثة
- من أجل جبهة عريضة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية واللبر ...
- محنة الطائفة المندائية ومسؤولية السلطة وقوات الاحتلال في حما ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - سيعود شارع المتنبي من جديد رغم أف قوى الظلام والفاشية