أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - هل يشعل حسن نصر الله شرارة الحرب في الشرق الأوسط؟















المزيد.....

هل يشعل حسن نصر الله شرارة الحرب في الشرق الأوسط؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تتسارع التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط ، مما تهدد بالانزلاق نحو الحرب الشاملة في الشرق الأوسط ، ومن المعروف أن الحرب غالباً ما تنتطلق بشرارة تطلقها جهة ما نتيجة حسابات خاطئة، ولاسيما وإن الشرق الأوسط يمثل المنطقة الأخطر في عالم اليوم .
فحكام إيران قد تملكهم الغرور بقدراتهم العسكرية، التي يجري تخصيص الجانب الأكبر من مواردهم النفطية لتطويرها، مستغلين ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية، وارتفاع دخلها ، من أجل التسلح بمختلف أنواع الأسلحة ، بما فيها طوحهم بامتلاك السلاح النووي، وسعيهم الحثيث في هذا السبيل في تحدي خطير لإرادة المجتمع الدولي لثنيها عن هذا السلوك الخطر.
ومن أجل إشغال الرأي العام العالمي عن نشاطاتها النووية، فإن حكام طهران أخذوا يصعدون من تدخلاتهم عن طريق أعوانهم في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين، رغبة منهم في خلط الأوراق ، واكتساب الوقت لإكمال خططهم في مجال التسلح النووي، غير مبالين بما يمكن أن يحدث من انفلات سريع للأمن في هذه المنطقة التي باتت تنتظر من يشعل الشرارة لينفجر الشرق الأوسط برمته .
لقد اخذ حكام طهران يلعبون لعبة خطرة سيكونوا هم أول من يحترق فيها، ويحرقون بالتالي شعبهم الذي اغتصبوا إرادته، وسلبوه كل حقوقه وحرياته، باسم الدين، وباسم نظام ولاية الفقيه ، ويحرقون معهم شعوب المنطقة بنيران الحرب التي إذا انطلقت شرارتها فلن ينجُ منها أحد في المنطقة ، بل سيمتد تأثيرها ليصيب العالم أجمع .
إن منطقة الشرق الأوسط بوجه عام، ومنطقة الخليج بوجه خاص، تمثل شريان الحياة لدول وشعوب العالم اجمع، حيث يخرج من باطنها هذه الطاقة النفطية التي لا يمكن أن يتخلى عنها العالم ، وأن أي حرب تندلع في المنطقة ستصيب شعوب العالم باضرار وأزمات، وربما بكوارث اقتصادية خطيرة.
لكن حكام طهران ما زالوا يصمون آذانهم، ويغمضون عيونهم، غير آبهين بالمخاطر الجسيمة التي يقودون إليها شعوبهم وشعوب المنطقة والعالم ، فتراهم يمارسون دوراً إجرامياً خطيراً بدعم مليشيات الإرهاب والقتل في العراق تسليحا وتمويلاً ، ولا مانع لديهم إن كانت تلك المليشيات شيعية أم سنية، فالمهم إشعال الحرب الطائفية لعل ذلك يؤدي إلى خروج قوات الولايات المتحدة وحلفائها من العراق ليقع العراق فريسة سهلة لإمبراطورية ملالي طهران، ومن أجل ذلك يجري تجنيد وسائل إعلامهم ، وتغلغل عناصر مخابراتهم بالتعاون والتنسيق مع أعوانهم الذين أوصلتهم السياسة الأمريكية الخاطئة إلى قمة السلطة لإذكاء الصراع الطائفي في البلاد وإزهاق أرواح المزيد والمزيد من المواطنين العراقيين كل يوم ، وهروب الألوف منهم من البلاد بحثا عن ملجأ آمن لهم في مختلف بقاع الأرض .
إن ما يمارسه النظام الإيراني في العراق من دور تخريبي وتدميري ، يمتد إلى لبنان وفلسطين حيث حزب الله بقيادة حسن نصر الله ، وحركة حماس بقيادة خالد مشعل المقيم في سوريا مع العديد من أعوانه، والذين يحركهم ملالي طهران كما يحركون بيادق الشطرنج ، وليس بخافٍ على أحد أن ميليشيات حزب الله وحماس يتلقيان الدعم الواسع النطاق من حكام إيران تسليحا وتمويلاً ودعماً إعلاميا واسع النطاق.
لقد أشعل حسن نصر الله الحرب في لبنان في العام الماضي مع إسرائيل من دون علم الحكومة اللبنانية الشرعية وموافقتها ، وجرى نقل الأسلحة والصواريخ من إيران عبر الأراضي السورية حيث يرتبط حكام سوريا بحلف استراتيجي مع حكام طهران ، حتى أصبحت مليشيات حزب الله أقوى من الجيش اللبناني الرسمي، وتلك هي المهزلة التي لا يمكن القبول بها في أي بلدٍ من بلدان العالم.
لقد تسببت تلك الحرب، التي تقع مسؤوليتها على إيران و حزب الله فرع لبنان، من الويلات والمصائب الكبرى للشعب اللبناني حيث قتل ما يزيد على 3000 مواطن ، وجرى هدم عشرات الألوف من المساكن التي بات أهلها دون مأوى ، وأتت الحرب على معظم الطرق والجسور والمنشآت الخدمية الأخرى في كل أنحاء لبنان ، هذا ناهيك عن الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان ، والديون الهائلة التي تقدر بعشرين مليار دولار ، وكل ذلك جرى لمصلحة الأسياد في طهران .
ولم تمضِ سوى أيام قليلة على وقف الحرب حتى بادر حسن نصر الله بتحويل سهامه نحو الحكومة اللبنانية بادئاً بشن الحرب عليها بغية إسقاطها بالتعاون مع ميشيل عون المعروف بانتهازيته ، وطموحه بتسلق منصب رئاسة الجمهورية مهما كانت الوسائل والسبل، وهم اليوم وبعد أكثر من خمسين يوماً من الاعتصام لعناصرهم وميلشياتهم أمام رئاسة مجلس الوزراء ، وانسحاب وزراء حزب الله من الحكومة ، وتعطيل المؤسسات الدستورية وعمل الحكومة، مستهدفين إسقاط حكومة السيد فؤآد السنيورا، غير عابئين بما يمكن أن تـؤول إليه تطورات الأحداث ليس على لبنان فحسب، بل مستقبل الشرق الأوسط برمته.
وفي فلسطين يتصاعد النشاط الإيراني ودوره التخريبي من خلال احتضان حركة حماس ودعمها بالمال والسلاح ، وتشجيعها على تخريب أي جهد لإحلال السلام في الضفة الغربية وقطاع غزا ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، من خلال دعواهم بعدم الاعتراف بدولة إسرائيل، حتى لكأنما وجود إسرائيل متوقف على اعتراف حماس بها، غير مدركين إن سلوك قادة حزب الله وقادة حماس هذا، وإصرارهم على السير في هذا الطريق الخطر لن يوصلهم إلا إلى حرب جديدة ، وهذه الحرب إن وقعت فلن تكن مقصورة على لبنان أو فلسطين ، بل سيكتوي بنيرانها شعوب المنطقة كلها وفي المقدمة منها الشعب السوري والشعب الإيراني بكل تأكيد .
إن أية محاولة من جانب حزب الله لإسقاط حكومة لبنان الشرعية المنتخبة ، والتي تحضى بدعم وإسناد جميع بلدان العالم ما عدا إيران وسوريا طبعاً، والسعي لاغتصاب السلطة في لبنان، بتوجيه ودعم وإسناد من حكام طهران، وبمساعدة حكام سوريا، وحليفها أميل لحود الذي نصبته رئيساً للجمهورية، عندما كانت مخابراتها العسكرية تمثل الحاكم الفعلي في لبنان قبل خروج قواتها العسكرية منه، وعلى أثر اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق، وذلك في محاولة لمنع تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري التي تشير المعلومات المتسربة من لجنة التحقيق الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة عن ضلوع مسؤولين كبار في سوريا ولبنان في جريمة الاغتيال، ستعني وقوع الحرب لا محالة، والتي ستمتد من لبنان وفلسطين إلى إيران الرأس المدبر لما يجري في المنطقة اليوم من مخططات تخريبية .
إن حكام طهران مخطئين جداً إذا اعتقدوا أن بإمكان جيشهم وإمكاناتهم العسكرية قادرين على كسب الحرب إن وقعت ، وعليهم إن يتعلموا الدرس من سابقهم صدام حسين وغروره الذي أوصله إلى تلك النتيجة في حرب الخليج الثانية وحرب الخليج الثالثة التي انتهت بسقوط نظامه ، وأوصلته في نهاية المطاف إلى حبل المشنقة حيث كانت النهاية.
فهل سيشعل حسن نصر الله شرارة الحرب ؟

22/1/2007



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة الرئيس بوش في العراق تفتقد أهم ركائز نجاحها
- متى يحتفل الشعب العراقي حقاً بأعياده؟
- الدرس الذي لم تتعلمه أحزاب الاسلام السياسي الشيعي من أحداث ع ...
- من ذاكرة التاريخ : في الذكرى الخمسين لانتفاضة الشعب العراقي ...
- من ذاكرة التاريخ خمسون عاماً على العدوان الثلاثي على مصر عا ...
- آمال ستذروها الرياح
- من ذاكرة التاريخ سبعون عاماً على انقلاب الفريق بكرصدقي الق ...
- من ذاكرة التاريخ سبعون عاماً على انقلاب الفريق بكر صدقي ال ...
- الإسلام السياسي يشكل تهديدا خطيرا لمستقبل الديمقراطية في الع ...
- ميشيل عون متآمر على لبنان وحكومته الشرعية ومكانه السجن
- خياران لا ثالث لهما ، الوطنية العراقية أو الكارثة
- من أجل جبهة عريضة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية واللبر ...
- محنة الطائفة المندائية ومسؤولية السلطة وقوات الاحتلال في حما ...
- ماذا سيقول وندل ولكي لو عاد اليوم إلى العراق من جديد ؟
- أمس بكى الرئيس السنيورا وأبكانا على لبنان والعراق
- فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق
- لبنان ضحية حرب إجرامية
- ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم
- ثورة 14 تموز بين حامد الحمداني والدكتور فواز غازي حلمي
- ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - هل يشعل حسن نصر الله شرارة الحرب في الشرق الأوسط؟