أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - ماذا سيقول وندل ولكي لو عاد اليوم إلى العراق من جديد ؟














المزيد.....

ماذا سيقول وندل ولكي لو عاد اليوم إلى العراق من جديد ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوائل الخمسينات من القرن الماضي حضر إلى العراق الخبير الاقتصادي المعروف آنذاك [ وندل ولكي ] بدعوة من الحكومة العراقية كي يدرس سبل تطوير الاقتصاد العراقي ، وتحسين أدائه بما يساهم في رفع مستوى معيشة الشعب العراقي ، وقد قام السيد [ وندل ولكي] بدراسة أحوال الاقتصاد العراقي آنذاك بكل جوانبه ، واطلع على أحوال المجتمع العراقي فهاله ما رأى وما وجد ، وقرر مغادرة العراق واعدا الحكومة بإرسال تقريره حال الانتهاء من إعداده ، وبعد أيام أرسل تقريره المعروف في مظروف ، والذي تضمن عبارة قصيرة واحدة ، وكانت تلك العبارة تتضمن التالي :
{ شعب جاهل تحكمه عصابة من لصوص } .
تذكرت ذلك التقرير وأنا أرى اليوم والحسرة تدمي فؤادي على ما نشهده في عراقنا المنهوب والمنكوب ، الفساد والرشوة والسرقات التي ضربت أطنابها في جميع مرافق الدولة من القمة حتى القاعدة ، ولم تقتصر تلك السرقات على الأفندية من حكامنا الجدد ، وإنما شملت المعممين على مختلف ألوانهم وأشكالهم فقد استحلوا المال الحرام دون واعز من دين أو ضمير، ولم تعد السرقات بألوف ولا حتى ملايين الدنانير ، بل سرقات كبرى بمليارات الدولارات ، من قبل قادة العراق الجدد ممن كانوا يسمون أنفسهم بالمعارضة لنظام صدام حسين القمعي الفاشي سارق قوت الشعب ، والذين دخلوا العراق وراء الدبابات الأمريكية، وبوأهم الحاكم الأمريكي بريمر أعلى مناصب الدولة في مجلس الحكم ، وفي الحكومات التي شكلها الأمريكيون فيما بعد ، والتي أفرزت لنا نظاما طائفيا مدعوما بميلشيات عاثت وتعيث في البلاد فسادا ونهبا وقتلا وتخريبا بما لم يعرفه الشعب العراقي من قبل .
تذكرت ذلك التقرير وأنا أسال نفسي :
إذا كان وندل ولكي قد وصف الوضع الاقتصادي والاجتماعي في العهد الملكي بهذا الوصف ، وهو ما لا يمكن مقارنته بأية حال من الأحوال بوضعنا الحالي هذه الأيام ، فماذا سيقول لو عاد اليوم إلى الحياة ، ودعته حكومتنا الرشيدة ليضع لها تقريراً عن الوضع الاقتصادي للعراق ، وأحول الشعب العراقي البائسة ، وهو يعاني اليوم أقسى الظروف التي لا يمكن أن يتحملها الإنسان ، حيث القتل على الهوية بالعشرات وأحياناً بالمئات كل يوم ، باسم الدين والطائفة ، وحيث يقتل الشيعي أخاه السني، ويقتل السني أخاه الشيعي، وحيث يُطارد وُيهجر ويُقتل المواطنون من الطائفتين المسيحية والصابئة بكل وحشية، وحيث تمتهن الحقوق والحريات الشخصية للمواطنين ، وتفرض ميلشيات الأحزاب الدينية الشيعية الحجاب على المرأة العراقية ، وُتهدد بالقتل كل من لا تلتزم بالحجاب ، وحيث البطالة تعم البلاد بشكل رهيب حيث بلغت أحد عشر مليون عاطل استناداً إلى مصادر الأمم المتحدة التي أشارت على ذلك مؤخراً ، وحيث يفتقد المواطن أهم الخدمات الضرورية من كهرباء وماء صافي ورعاية صحية ووقود ، وحيث الجهل بلغ الحد الذي لم يبلغه في أوائل القرن الماضي !! .
لا شك أن السيد وندل ولكي سيصرخ على الفور أعيدوني إلى قبري ، فلقد تخلف الشعب العراقي مئات السنين عما وجدته عليه في أوائل الخمسينات من القرن الماضي وتبوأ المعممون المتخلفون السلطة وسيطروا على كل مرافق البلاد بفضل سيدهم بوش ، ووقع العراق في براثن المحتلين الأمريكيين والبريطانيين وأزلامهم الجدد من جديد .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمس بكى الرئيس السنيورا وأبكانا على لبنان والعراق
- فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق
- لبنان ضحية حرب إجرامية
- ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم
- ثورة 14 تموز بين حامد الحمداني والدكتور فواز غازي حلمي
- ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها
- إلى أي مصير تقودون العراق وشعبه ؟
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الرابعة والأخيرة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الثالثة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز-الحلقة الثانية
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الأولى
- حذار قبل أن يأتي الطوفان
- حكومة إنقاذ وطني علمانية مستقلة هو الحل
- تسييس الدين يفسد الدين والسياسة
- ماذا يريد الجعفري ؟
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين
- العراق والثروة النفطية والمطامع الإمبريالية
- مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن
- جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي
- الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها


المزيد.....




- وفاة روث بوزي نجمة برنامج -شارع سمسم- عن عمر يناهز 88 عاما
- تقرير الوظائف بأمريكا يخالف التوقعات.. وترامب يدعو مجددا لخف ...
- السعودية.. إحباط تهريب أكثر من 1.5 مليون حبة كبتاغون مخبأة ب ...
- حزب الإصلاح البريطاني يتصدر الانتخابات
- مصر.. ما حقيقة هدم أهرامات الملكات في الجيزة؟
- تخجل من البطالة؟ مكاتب وهمية في الصين تتيح للشباب التظاهر با ...
- زلزال قوي آخر بقوة 6.4 درجة يضرب جنوب تشيلي
- ما هدف إسرائيل من توسيع حربها على غزة؟
- الشرطة الألمانية: إصابة 8 أشخاص ثلاثة منهم في حالة خطرة بحاد ...
- نهج متكامل: قيرغيزستان تستلم منظومة إس- 300 من روسيا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - ماذا سيقول وندل ولكي لو عاد اليوم إلى العراق من جديد ؟