أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حامد الحمداني - تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين














المزيد.....

تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 09:57
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


تمر علينا يوم غد ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي عمل في صفوف الحزب أو كان أحد أصدقائه أو من جماهيره ، حيث استطاع الحزب بقيادته الحكيمة المتمثلة بالرفيق فهد استقطاب جماهير واسعة من أبناء شعبنا، وزجها في النضال من أجل التحرر والديمقراطية ، ومن أجل تحقيق حياة حرة كريمة لشعبنا ، وهكذا استطاع الرفيق الشهيد يوسف سلمان [فهد] مؤسس الحزب ربط قضية النضال السياسي بالنضال الاجتماعي فيما يخص تحرير المرأة ، ومتابعة القضايا المعيشية لشعبنا وربطها في مجرى النضال العام .
وبسبب تلك السياسة الحكيمة استطاع الحزب جر جانب كبير من المثقفين العراقيين ، ومن الطبقة العاملة ،و الفلاحين الكادحين ، ومن الطلاب الثوريين إلى صفوفه وزجها في النضال من أجل تحقيق أهداف الحزب التي تصب بكل تأكيد في خدمة قضايا الشعب والوطن ، واستطاع الحزب أن يتصدر نضالات شعبنا ويقود انتفاضاته الباسلة عام 1948 [ وثبة كانون المجيدة ] وعام 1952 [ وثبة تشرين المجيدة ] وانتفاضة عام 1956 أبان العدوان الثلاثي على مصر ، وقدم الحزب التضحيات الجسام في هذا السبيل .
وهكذا بدا النظام الملكي يركز جهود أجهزته القمعية لمحاربة الشيوعيين والزج بهم في غياهب السجون لأعوام طويلة ، وتعرضهم للتعذيب الشديد أثناء اعتقالهم لانتزاع الاعترافات منهم عن تنظيمات الحزب ، وكان في مقدمة من جرى زجهم في سجون النظام الرفيق الخالد[ فهد] سكرتير اللجنة المركزية للحزب ورفيقيه الخالدين[ زكي بسيم وحسين] و[محمد الشبيبي] عضوي المكتب السياسي للحزب ، حيث حكم عليهم بالسجن المؤبد ، كما ضم السجن أعداد غفيرة من كوادر ورفاق الحزب ، وتحول السجن إلى مدرسة للنضال ولدراسة الماركسية ، ويحضرني هنا ما كتبه الشاعر الشيوعي محمد شرارة وهو يودع رفاقه عند ما ا نتهت مدة محكوميته ، وقبل أن يغادره بقوله :
ترائى حينما قــرب الــوادعُ كسارية يرف بها الشــراعُ
يخاف من النوى والبعد عنكم ويأخذه الجــوى والالتــياعُ
وأحرار السجون وإن أُحيطوا بأسوار السجون هم السباعُ
وهـم حرس الحياة وهم حُمـــاةٌ حماة الشعب إن حمي الصراعُ
نزلتم في السجون فحــل فيـــها ضــياء الفكـر والقـلب الشجاعُ
ولاحـــت في دخـولكمو إليــها كما لاحــت بسوسنها البقــــاعُ
هنا في السجن فلسفة الأمـاني هنا الوعي العميق ، هنا الشعاعُ
بنــــاة غــدٍ وإن غـــداً ســموٌ ســمو ٌ في الروابط واتســــُاع
سـموٌ في العواطف واتصـــالٌ كما اتصلت بمعصمها الــذراعُ
وعـــاطفة وأشــواق وحــبٌ عمـــيقٌ لا يـمـــر به نـــــــزاعُ
تعاطفت الشعوب به وذابــت حناناً كما ذابـت بسوسنها البقـاع
بنـاة غــدٍ وداعــاً فالصواري تلــوح لي وقــد خفــق الشــراعُ
سأذكر مجدكم ما دمت حـــياً وما غنى على الـورق اليـــراعُ
واذكــر ما بقيت دم الضحايا وما فعــلت بـه تــلك الضــباعُ
على كبدي إذا ذكروا لهـــيباً وفـي قلــبي شـجون والتـــياعُ
وداعٌ والحنين لــكم ســيبقى ســخيناً كلما ذُكـر الــــــوداع

لم يفت السجن في عضد الرفيق فهد ورفاقه الأبرار، فقد مارسوا نشاطهم السياسي وهم داخل السجن ، وكان مالك سيف يقود الحزب بالنيابة عن فهد ويتلقى منه التعليمات .
لكن كبس الشرطة السرية لمقر اللجنة المركزية وانهيار مالك سيف ، واعترافه بان فهداً هو الذي يقود الحزب من داخل سجنه ، جعل النظام الملكي الحاكم آنذاك وعلى رأسه عبد الإله ونوري السعيد يقرر إعادة محاكمة فهد وحازم وصارم والحكم عليهم بالإعدام وتنفيذ الحكم في 14 شباط عام 1949، وسط غضب واستنكار الشعب العراقي ، وصعد الرفاق البواسل أعواد المشانق وهم يهتفون باسم الوطن والحزب والشيوعية
لقد كان لي شرف الانتماء والعمل في صفوف الحزب منذ عام 1950، وحتى عام 1963 ، وتعلمت منه الكثير ، تعلمت منه الأخلاق الشيوعية السامية ، ومحبة الشعب العراقي بوجه خاص ، والإنسانية بوجه عام ، وتشبعت بالفكر الأممي الذي يجعل الإنسان يعتز بقوميته ، ويحترم سائر القوميات الأخرى ، هذا الفكر الذي هو نقيض للفكر القومي الفاشي الاستعلائي الذي جلب على العراق الكوارث والويلات والمصائب بعد أن استطاع حزب البعث بالتعاون مع حلفائه القوميين المزيفين اغتيال ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة بانقلاب 8 شباط الفاشي الذي دبرته الإمبريالية عام 1963 ، والذي كان موجه بالأساس لمحاربة الشيوعية والفكر التقدمي الإنساني ، فكان كل ما أنجزه الانقلابيون هو المجازر الكبرى التي ذهب ضحيتها عشرات الألوف من خيرة أبناء شعبنا البرة ، وزج مئات الألوف بالسجون.
ورغم إسقاط حكم حزب البعث في 17 تشرين الثاني من نفس العام على يد شريكهم عبد السلام عارف ، لكنهم استطاعوا بدعم من الإمبريالية العودة إلى الحكم من جديد في انقلاب 17 تموز 1968 ، واستمروا على حكم العراق حتى إسقاط حكمهم على يد الجيوش الأمريكية والبريطانية في السابع من نيسان 2003 ، بعد أن جلبوا الكوارث على الشعب ، وملؤا ارض العراق بالقبور الجماعية ، وما زال الشعب العراقي يعاني من جرائم فلول ذلك النظام الكريه حتى يومنا هذا .
تحية نابعة من القلب للحزب الشيوعي العراقي في عيد تأسيسه الميمون ، هذا الحزب الذي بقي عصياً على إرادة أعداء الإنسانية والحرية والديمقراطية الذين سعوا بكل ما أوتوا من قوة لإستئصاله ، لكنهم باءوا بفشل شديد وحلت عليهم لعنة التاريخ .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والثروة النفطية والمطامع الإمبريالية
- مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن
- جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي
- الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها
- المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين
- واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في ...
- الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو السبيل لدرء أخطار الح ...
- تطوير المناهج الدراسية ضرورة ملحة لبناء مجتمع ديمقراطي
- من يقف وراء جريمة تفجير مقامي علي الهادي وحسن العسكري في سام ...
- من أجل منع تسيس الجيش العراقي وخلق دكتاتور جديد في البلاد
- السرقة ودوافعها وسبل علاجها لدى الأطفال والمراهقين
- أعيدوا لقائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم حقوقه
- هكذا وقع انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963
- مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان
- حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربي ...
- التأخر الدراسي وسبل معالجته
- مخاطر الأزمة العراقية الراهنة والسبيل للخروج من المحنة
- إيران واللعبة الخطرة
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة
- أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حامد الحمداني - تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين