أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر














المزيد.....

أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن يدور في خلدي أن أشهد هذا الانتهاك الصارخ لحرية الرأي في كردستان العراق ، ونحن الذين توسمنا أن تكون كردستان مناراً للديمقراطية التي ستمتد أنوارها على أرض العراق الطيبة كافة ، بعد تلك العقود السوداء من الطغيان الذي مارسه النظام البعثي الفاشي ، وبشكل خاص نظام صدام حسين الديكتاتوري الوحشي البشع .
لكن آمالي وآمال الكثير من أخواني المثقفين قد خابت بعد الذي جرى في تلك المنطقة التي كانت الملجأ لكل أحرار العراق المناضلين ضد الطغيان الصدامي وأجهزته القمعية ، والتي بذل أبناء الشعب الكردي دماء مئات الألوف من أبنائه لكي يعيش في ظل نظام حكم ديمقراطي حقيقي يقدس حقوق الإنسان وحرية الرأي والمعتقد ، والتعبير بكل حرية ، ونقد كل ما يجده من سلبيات تتناقض والمبادئ الديمقراطية والحريات العامة ، وفي مقدمتها حرية التعبير عن الرأي دون خوف من سيف النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية .
لقد صُعقت كما صُعقَ الكثير من الأخوة الكتاب والمثقفين العراقيين لنبأ الحكم الصادر على الكاتب الكردي الوطني الدكتور كمال سيد قادر بالسجن لمدة ثلاثين عاماً من قبل المحاكم في كردستان العراقية عقاباً له على مقال انتقد فيه السلبيات والفساد الذي ينخر بالمجتمع العراقي ، وكردستان جزء من هذا المجتمع ، ذلك الفساد الذي أصبح حديث الجميع تتناوله جميع الصحف وصحافة الإنترنيت وكافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، لكنني لم اسمع لحد الساعة أن أحداً من الذين تحدثوا عن الفساد قد أحيل إلى المحاكمة في بغداد أو أي مدينة عراقية أخرى عدى كردستان .
فأي محكمة هذه التي أصدرت هذا الحكم الجائر بحق الكاتب كمال سيد قادر ؟
وأي قاضي هذا الذي قبل على نفسه أن يصدر هذا الحكم ؟
وعلى أي مادة قانونية استند القاضي الهمام في حكمه الجائر هذا ؟
وهل هناك في كردستان قانون يجري إتباعه غير قانون العقوبات البغدادي النافد في العراق ؟
ليدلنا القاضي الذي حلف اليمين يوم أصبح قاضياً على هذه المادة التي استند إليها في قراره الذي تجاوز عقوبة الإعدام في البلدان الديمقراطية بثلاثة أمثال .
إن كان القاضي قد أصدر الحكم الجائر بذاته دون فرض من أية جهة عليا فقد اقترف جريمة مخالفة القانون ، وجريمة خيانة القسم الذي أداه ، وإن كان قد تم فرض قرار الحكم عليه من السلطة السياسية ، وهذا ما أعتقده ، فقد خان ضميره ، أو باعه بثمن بخس على حساب الحق والعدل .
لست هنا في معرض الدفاع عن صحة أو عدم صحة ما جاء في المقال ، وإذا ما اقترف الكاتب كمال سيد قادر جريمة التشهير ونقل أخبار كاذبة ، أو انه نقل ما وجده حقاً واقعاً على الأرض ، لكني الذي أود التأكيد عليه أن جريمة التشهير لا تتفق مع القرار المجحف الذي أصدره القاضي بحقه إطلاقاً ، وبالتالي فإن هذا القرار هو قرار سياسي وليس قضائي ، وهو بلا شك يتعارض ومبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة ، بل وينسفها من الأساس ، وإذا ما استمرت هذه المحاكم في إصدار قرارات جائرة كهذه فإن الحلم بفيدرالية كردستانية ديمقراطية ستغدو مجرد أوهام ، وسيسود النظام القمعي الدكتاتوري الذي كافح الشعب الكردي الشقيق عقوداً طويلة ضد تسلطه على رقابهم ، ولا فرق بين دكتاتورية صدام وأي دكتاتورية أخرى ما دام الهدف واحد .
إنني أدعو السلطة الحاكمة في كردستان العراق ، ومن منطلق الحرص على التجربة الديمقراطية الوليدة في كردستان بشكل خاص والعراق بوجه عام ، ومن منطلق حبي الخالص للشعب الكردي الشقيق إلى إطلاق سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر فوراً ، وتجنب استخدام هذه الوسائل القمعية ضد المواطنين ، وفي المقدمة منهم الكتاب والمثقفين الحريصين على مصلحة البلاد ، وحقوق الإنسان والعدالة ، وإجراء تحقيق عادل يتولاه قاضٍ نزيه يحترم قدسية اليمين والعدالة ، حول ما جاء في مقالة الدكتور كمال سيد قادر ، ومعالجة الخلل والفساد إن صح ما ذكره في مقاله حرصاً على مصالح الشعب والوطن ، وإذا ما ثبت بطلان ما ذهب إليه فعلى المحكمة أن تقرر العقوبة التي ينص عليها القانون ، والتي لا اعتقد أنها تتجاوز السجن لبضعة أشهر أو الغرامة .
إن ما يؤسف له أشد الأسف هذا الصمت الرهيب لنقابة الصحفيين ، والكتاب والمثقفين والحقوقيين الأكراد على هذا الحكم الجائر الصادر بحق زميل لهم ، فهذا السكوت يشجع السلطة على المضي في هذا السبيل المنافي للديمقراطية وحقوق الإنسان ، وإذا كان الضحية اليوم هو الدكتور كمال سيد قادر فغداً سيكون الآخرون معرضون لهذا المصير بلا أدنى شك ، أو أن يروا ويتلمسوا الجور والظلم دون أن ينبسوا بحرف واحد احتجاجاً ، ويرتضوا بالعبودية ولتذهب الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى الجحيم .
أما القاضي الذي أصدر هذا الحكم الجائر فليس أمامه إلا أن يستقيل ويتوارى عن أنظار المواطنين من أبناء شعبه خجلاً ، وليعتذر للدكتور كمال سيد قادر ويعترف بحقيقة كونه قد أصدر حكماً تم فرضه عليه دون وجه حق ، ويكّفر عن هذه السيئة الكبرى التي اقترفها ليس في حق الدكتور كمال سيد قادر ، بل بحق كل المواطنين المؤمنين بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لأنقاذ العراق ،ونزع فتيل الح ...
- مقاومة أم إرهاب ؟
- مَن سيفوز في الانتخابات ؟
- خاب أمل الشعب بأسلوب محاكمة طاغية العصر وزبانيته
- مبروك لمنبر الحوار المتمدن عيده الرابع
- الانتخابات العراقية المرتقبة وخيارات الشعب
- الإرهاب واحد سنياً كالن أم شيعياً ولا حل لأزمة العراق غير ال ...
- المشاكل والاضطرابات الشخصية التي تجابه أبناءنا
- حارث الضاري ومؤتمر الوفاق
- مقترحات من أجل قانون دولي لمكافحة الإرهاب
- الأشقاء العرب وجرائم الإرهابيين في العراق والأردن
- َمنْ يقود النشاط الإرهابي في العراق البعثيون أم الزرقاوي ؟
- هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة جلاد الشعب العرقي صدام حس ...
- الشعب العراقي وعمرو موسى والجامعة العربية
- مستقبل الديمقراطية والإصلاح في العالم العربي
- حكام سوريا والحسابات الخاطئة
- الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف
- ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟
- الأكثرية السنية الوطنية مغيبة ، وصالح المطلك لا يمثل سوى حزب ...
- بمناسبة طرح موضوع اصلاح منظمة الأمم المتحدة ، هذاهو الطريق ل ...


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر