أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - حكام سوريا والحسابات الخاطئة















المزيد.....

حكام سوريا والحسابات الخاطئة


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها القيادة السورية لا تمثل خطراً جسيماً على سوريا وحدها ، بل على المنطقة العربية بأسرها ، وتخطئ هذه القيادة إذا اعتقدت أن هذه السياسة يمكن أن تحقق لها أهدافها المرسومة والتي يمكن تحديدها في ثلاث أهداف رئيسية :
الهدف الأول : ويتلخص في محاولة الضغط على القوات الأمريكية المتواجدة في العراق والتي تقض مضاجع القيادة السورية ، ولاسيما وأنها باتت تشعر بأن سوريا قد باتت مطوقة من جميع الجهات ، في الوقت الذي بدأت الضغوط الدولية تشتد عليها بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق ، وصدور قرار مجلس الأمن رقم 1559 القاضي بتشكيل هيئة تحقيق دولية بقيادة المحقق الألماني [ ميلتس ] ، وما يدور في مختلف الأوساط السياسية عن دور سوري في القضية ، وبات الجميع ينتظرون بفارغ الصبر يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر حيث يقدم المحقق الدولي [ ميلتس] تقريره عن التحقيقات التي أجراها حول اغتيال الحريري، وما ستتبعه من إجراءات دولية ضد كل من دبر وخطط ومول ونفذ عملية اغتيال الشهيد الحريري ، وتشير الدلائل إلى أن حكام سوريا الذين ينتابهم القلق من نتائج التحقيق قد بدأوا يستعجلون الأمر حيث شنوا هجومهم عبر وسائل الأعلام على السيد سعد رفيق الحريري ، ورئيس وزراء لبنان السيد فؤاد السنيورا .
لكن الخبر الذي نزل اليوم على العالم أجمع وعلى المحقق الدولي [ ميلتس ] بوجه خاص كالصاعقة حول نحر أو انتحار اللواء غازي كنعان وزير الداخلية ، وضابط المخابرات الكبير الذي كان الحاكم الفعلي في لبنان طيلة أكثر من عشرين عاماً قد اسقط في يد حكام سوريا وأوقعهم في مأزق خطير لا يمكن الخروج منه .
وسواء كان غازي كنعان قد تم نحره أو قد انتحر فعلاً فالحقيقة التي لا جدال فيها أن الحدث هذا مرتبط ارتباطاً كلياً بالتحقيقات الجارية حول مقتل الحريري وعلاقة النظام السوري في الجريمة حيث أن كنعان هو أحد الشهود السوريين الرئيسيين الذين جرى استنطاقهم من قبل المحقق ميلتس ، ومن المؤكد أن غياب غازي كنعان الأبدي المفاجئ ، وقبل 9 أيام من تقديم المحقق الدولي ميلتس تقريره حول الجريمة استهدف إخفاء الحقائق عن مجريات حادثة اغتيال الشهيد رفيق الحريري ، ومن المؤكد أن يلجأ ميلتس إلى إجراء تحقيق جديد حول نحر أو انتحار غازي كنعان وخصوصاً إذا ما كان ما ورد في شهادته ما يستشف عن علاقته وعلاقة النظام السوري بجريمة الاغتيال ، ولكن في كل الأحوال فإن غياب كنعان لن يكون في صالح النظام السوري حتى ولو كان بريئاً من جريمة الاغتيال ، وسيكون في انتظار النظام أياماً عصيبة في الأيام القليلة القادمة .

الهدف الثاني: ويتلخص في محاولة استقطاب العناصر البعثية في العراق وقياداتها المتواجدة على الأراضي السورية إلى الجناح السوري لحزب البعث يراودهم الأمل بعودة البعثيين إلى السلطة من جديد تحت القيادة السورية ، وهو الذي لا يمكن أن تسمح الولايات المتحد بقيامه ، وقد كان من أهم أسباب تدبير الانقلاب الصدامي ضد البكر ، واستلام صدام حسين مقاليد السلطة المطلقة في العراق هو محاولة البكر وحافظ الأسد تحقيق الوحدة بين البلدين والحزبين وكانت القيادتين على وشك إعلان الوحدة بين سوريا والعراق وتوحيد جناحي الحزب عندما تم تدبير انقلاب صدام حسين ضد البكر وقيامه بإعدام كافة أعضاء الوفد العراقي المفاوض مع الجانب السوري حول وحدة البلدين والحزبين ، وكانوا جميعاً من كبار قيادي الحزب، وتم تخريب مشروع الوحدة بين البلدين والحزبين.
ومعلوم للجميع أن الجناحين قد دخلا منذ أمد بعيد في صراع من أجل الهيمنة على الحزب مما جعل العلاقات بين البلدين سوريا والعراق الذين حكمهما حزب البعث بجناحيه المتنافسين ، في أسوأ أحوالها ، وتخللتها صراعات دموية من خلال تدخل النظام الصدامي في الحرب التي كانت دائرة في لبنان إلى جانب ميشيل عون الذي سلمه الرئيس اللبناني المنتهية ولايته [ أمين الجميل ] السلطة ضد القوات السورية المتواجدة في لبنان ودعمه بالسلاح والخبرات العسكرية وحتى الضباط والخبراء العسكريين .
كما جرى تنفيذ الأعمال الإرهابية وتفجير السيارات المفخخة من قبل النظامين ضد بعضهما البعض ، وهكذا جاءت الفرصة سانحة بعد إسقاط النظام الصدامي لاستقطاب البعثيين العراقيين للجناح السوري من خلال الدعم اللوجستي والمادي الذي تقدمه سوريا للمتمردين وقياداتهم المتواجدة في سوريا لكي ينفذوا جرائمهم الوحشية ضد الشعب العراقي ، كما أصبحت سوريا مركزاً لتجمع وعبور أنصار القاعدة والعناصر السلفية المتخلفة القادمة من مختلف البلدان العربية والإسلامية ، والمغسولة أدمغتها النتنة، إلى العراق لكي تمارس جرائمها الانتحارية البشعة كي تنتقل بأسرع ما يمكن إلى الجنة الموعودة لتحتضن حور العيون ، والتمتع بما لذ وطاب !!

الهدف الثالث : يتمثل في تنفيذ الاتفاقات المعقودة بين سوريا وإيران حول تعاونهما المشترك في مختلف المجالات حيث تتميز العلاقة بين البلدين ومنذ أمد طويل بالتعاون والتنسيق في مختلف القضايا المتعلقة بالمنطقة ، ولاسيما وأن حكومة ملالي طهران تشارك سوريا القلق من تواجد القوات الأمريكية في العراق خوفا على نظامها المكروه من قبل الشعب الإيراني ، ولاسيما وان إيران قد باتت هي الأخرى مطوقة من جميع الجهات من قبل القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان والعراق شرقا وغرباً ، وتواجد الأسطول الحربي الأمريكي والبريطاني في الخليج ، لذلك باتت مصلحة البلدين في إبعاد القوات الأمريكية عن العراق من خلال تشجيع ودعم العناصر الإرهابية اللوجستي والمادي والسلاح .
كما أن إيران ترمي في تدخلها السافر في العراق ودعمها للأحزاب الإسلامية الشيعية ، والمرتبطة معها بوشائج كبيرة ، ولاسيما المجلس الأعلى لما يسمى بالثورة السلامية في العراق وذراعها المسلح [ قوات بدر] التي جرى تأسيسها وتسليحها وتدريبها وتمويلها من قبل الحكومة الإيرانية، و التي يراودها الأمل في الهيمنة على العراق بعد أن عجزت عن ذلك أبان حرب الخليج الأولى التي شنها الدكتاتور صدام حسين بالنيابة عن الولايات المتحدة عام 1980 والتي دامت 8 سنوات بسبب إصرار القيادة الإيرانية على الاستمرار بالحرب حتى النصر ، تلك الحرب المجنونة التي حصدت أرواح أكثر من مليون من شباب العراق وإيران ناهيكم عن مئات الألوف من الأرامل والأيتام والمعوقين الذين جاوز عددهم المليون ، والخراب الاقتصادي والاجتماعي الذي حل بالبلدين جراء تلك الحرب .
إن حسابات الحكومة السورية في سعيها المحموم لدعم الإرهابيين في العراق رغم كل المخاطر المحدقه بسوريا ، وسعي الولايات المتحدة لتنفيذ أجندتها المرسومة في الشرق الأوسط ، والتي تعتبر النظام السوري الداعم لحزب الله الإيراني ـ فرع لبنان ـ مصدر إرهاب خطير في المنطقة ، تنم عن قصر نظر كبير للقيادة السورية في قراءة الظروف الدولية في عصرنا الحاضر الذي غدت فيه الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم ، والقيادة السورية يبدوا أنها تعيد تكرار نفس الأخطاء التي وقع بها دكتاتور العراق صدام حسبن عندما تحدى الولايات المتحدة ، وظن أن جيشه قادر على منازلة الجيوش والأسلحة الأمريكية فكانت الهزائم النكراء في حرب الخليج الثانية وحرب الخليج الثالثة التي انتهت بإزاحة النظام الصدامي في التاسع من نيسان 2003 ، حيث لم تصمد قواته سوى عشرين يوماً وانهار بعدها جيشه وأجهزته القمعية وفدائييه [ فدائي صدام ] وجيش القدس .
لكن حكام سوريا على ما يبدو لم يتعلموا الدرس ، بل ما زالوا يصرون على مواصلة السير في هذا الطريق الخطر الذي لا يفضي إلا إلى الكارثة الكبرى للشعب السوري المغلوب على أمره ، والرازح تحت بطش المخابرات السورية الشرسة وسرايا الدفاع المعدة والمجهزة لقمع أي تحرك شعبي ضد النظام البعثي الفاشي صنو نظام صدام حسين البشع .








#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف
- ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟
- الأكثرية السنية الوطنية مغيبة ، وصالح المطلك لا يمثل سوى حزب ...
- بمناسبة طرح موضوع اصلاح منظمة الأمم المتحدة ، هذاهو الطريق ل ...
- حقوق المرأة العراقية والدستور
- الدين والدولة وضرورة الفصل بينهما
- ماذا أعدت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية للانتخابات القا ...
- فاجعة الكاظمية ومسؤولية الحكومة
- خاب أمل الشعب بالأمريكان وبكم يا حكام العراق
- حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟
- التصدي للإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي
- إلى أين تقودون العراق وشعبه أيها السادة ؟
- جرائم الإرهابيين وضمائر الأشقاء العرب
- أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟
- في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 تموز المجيدة - الزعيم ع ...
- صدور كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث للباحث حامد الحمداني
- حول خطاب السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ، وخطاب القسم
- حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة
- إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن
- ذكريات عمرها نصف قرن مع الشهيدين صفاء الحافظ وعبد الجبار وهب ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - حكام سوريا والحسابات الخاطئة