أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟














المزيد.....

أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 13:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أن أكثر ما يثير الاستغراب لدى أبناء شعبنا العراقي الجريح هذا الموقف السلبي والخطير الذي لا زال يتخذه الكثير من المثقفين العرب تجاه الأوضاع السائدة في العراق، والجرائم التي تمارسها العصابات الفاشية المجرمة من أتباع جلاد شعبنا صدام حسين وحزبه الفاشي ضد أبناء شعبنا كافة ، ومن دون أي تمييز بين طفل وامرأة ورجل طاعن في السن ، من تقتيل بشع يندى له جبين الإنسانية عن طرق السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ، والاغتيالات السياسية والهجمات على المساكن الآمنة وقتل من فيها بكل وحشية تأباها كل وحوش الغاب ، وكل هذه الجرائم تجري بدعوى محاربة الاحتلال !!.
لست متعجباً من قيام هذه الزمر المجرمة ،هي والقطعان المتوحشة التي استوردتها من مختلف البلدان العربية من العناصر السلفية المتخلفة والمحشوة أدمغتها العفنة بخرافة الوصول إلى الجنة عبر قتل المواطنين العراقيين الأبرياء دون تمييز!! .
لكنني أرثي لحال من يدعون الثقافة وهم يشاهدون كل يوم ، ودون انقطاع ، مشاهد الدم المراق بكل وحشية في الشوارع والطرقات ومساكن المواطنين الآمنين من دون أن تحرك تلك المشاهد المؤلمة شعورهم وأحاسيسهم المرهفة !! ويتحسسوا مواقع أقدامهم التي اصطفت إلى جانب هؤلاء القتلة الأفاكين ، ويعيدوا النظر في مواقفهم من هذه العصابات المجرمة التي تدعي زوراً وبهتاناً محاربة قوات الاحتلال !!
بالأمس سطت عصابة مجرمة على مسكن أحدى العوائل الشيعية في بغداد وأطلقوا الرصاص دون رحمة ودون أي وازع من ضمير على عائلة تتألف من أم وأبنائها الثمانية الذين تتراوح أعمارعم بين الحادية والعشرين وحتى السنتين ، حتى الطفل الرضيع لم ينجو من حقدهم البشع والروح الشريرة التي تعودوا عليها في ظل نظام البعث الصدامي الوحشي الفاشي طيلة 35 عاماً من حكمهم البغيض .
واليوم أيها السادة أقدمَ المجرمون على فعلة شنعاء أخرى عندما فجر أحد المجرمين سيارته المفخخة في بغداد ، وما أن أسرع المواطنون لإنقاذ الجرحى والمصابين ، وتجمع عدد كبير من الأطفال والصبية الذين تتراووح أعمارهم بين 6 سنوان و12 سنة حتى فجر إرهابي ثانٍ سيارة أخرى في وسط الجموع فكانت حصيلة هجومهم الوحشي استشهاد 32 من هؤلاء الصبية والأطفال والعديد من الرجال ناهيك عن عشرات الجرحى ، ولا شك أن هذا المجرم قد جهد لتوقيع أكبر الخسائر البشرية في فعلته الجبانة لكي يضمن له موقعاً في الجنة !!
أي جنة هذه التي ستستقبل هؤلاء المجرمين القتلة أعداء الله وأعداء الإنسان الذي حرم الله قتله؟؟
ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء في عمر الزهور أن تراق دماءهم الطاهرة بهذه الوحشية ؟ وهل يعتبرهم مثقفونا العرب من أعوان قوات الاحتلال ؟ وأن قتلهم قد جرى من أجل تحرير العراق ؟
وفي هذا اليوم بالذات هاجمت عصابة أخرى من المجرمين القتلة أحد المساكن واغتالت بوحشية رئيس جمعية حقوق الإنسان وأربعة من زملائه بدم بارد ، وكل هذا الذي جرى ويجري كل يوم باسم تحرير العراق ،ولكن ليس من الاحتلال بل من أبناء شعبه البررة .
أن هؤلاء القتلة المجرمين أيها السادة يا مثقفينا العرب!! لا يبتغون محاربة الاحتلال ، بل يبتغون استعادة السلطة التي اغتصبوها منذ 8 شباط 1963 وحتى يوم سقوط الطاغية في 9 نيسان 2003 .
أنهم يقتلون الأبرياء ، ويدمرون ويخربون البنية الاقتصادية للبلاد عملاً بوصية سيدهم جلاد العراق الذي حول الوطن إلى مزرعة له ولعائلتة والحثلات الملتفة حوله ، وجعل من ثروات العراق ملكية خاصة له وأخذ يغدق على كل المسبحين باسمه ، والداعمين لدكتاتوريته البغيضة من أموال الشعب المسروقة دون حساب ، ولم يدخر وسعاً في تقديم الرشاوى المجزية لأعداد غفيرة من السياسيين الصحفيين والكتاب الأجراء [ وعاظ السلاطين ]في مختلف أنحاء العالم العربي الذين يغنون ويرقصون للدولار الصدامي كالقرود ، فقد نزعوا غيرتهم ، وباعوا شرفهم الوطني والإنساني بثمن بخس ويا للعار .
أفيقوا أيها المثقفون العرب !
تحسسوا مواقع أقدامكم وانظروا بعمق إلى أي منحدر قادتكم مواقفكم هذه !
أنكم تتحملون مسؤولية كبرى في دعمكم الإرهاب والقتل والتخريب الجاري في العراق قبل أن يفوت الأوان ، فلا زال هناك متسع من الوقت لكي تستعيدوا غفران شعبنا لمواقفكم الخاطئة ، وسيحكم عليكم الشعب العراقي ، ويحكم عليكم التاريخ إذا ما استمريتم على مواقفكم هذه تجاه ما يجري في العراق الجريح بأنكم جزء من الجريمة على قدم المساواة مع هؤلاء القتلة السفاكين أعداء الله وأعداء الإنسانية ، وسوف لن يفيدكم الندم ، ولن يرحمكم شعبنا ولا يرحمكم التاريخ .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 تموز المجيدة - الزعيم ع ...
- صدور كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث للباحث حامد الحمداني
- حول خطاب السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ، وخطاب القسم
- حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة
- إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن
- ذكريات عمرها نصف قرن مع الشهيدين صفاء الحافظ وعبد الجبار وهب ...
- في ذكرى حملة الأنفال المجرمة ضد الشعب الكوردي
- السلطة العراقية المنتخبة وآفاق المستقبل
- صدور ثلاثة كتب للباحث حامد الحمداني
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الحادية والسبعين لعيد م ...
- البعثيون هم الذين يقودون وينفذون النشاط الإرهابي في البلاد
- جريمة البصرة ومسؤولية الحكومة والأحزاب الدينية وموقف المرجعي ...
- التربية الديمقراطية تقتضي تطوير المناهج التربوية
- سفر خالد لكفاح المرأة العراقية من أجل التحرر والديمقراطية
- جريمة الحلة ومسؤولية السلطة
- أخي الحبيب الصائغ جرحكم جرحي وحزنكم حزني
- دراسة تربوية-الخوف وتأثيراته السلبية وسبل معالجته
- إلى متى يستمر هذا المخاض العسير ؟
- الكذب وأنواعه وسبل علاجه
- ماذا بعد الانتخابات ؟ أسئلة تتطلب الجواب


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟