أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟















المزيد.....

ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 13:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تفاعلت قضية اعتقال الفرطوسي ممثل مقتدى الصدر وقائد ما يسمى بجيش المهدي !, في البصرة من قبل القوات البريطانية والمتهمين بتدبير عمليات قتل للعديد من الجنود البريطانيين ،واعتقال الجنديين البريطانيين في مدينة البصرة من قبل قوات الشرطة العراقية ، والإجراءات التي اتخذتها القوات البريطانية في المدينة لإطلاق سراحه ، ورفض السلطات الأمنية الإفراج عنه ، ولجوء القوات البريطانية إلى اقتحام مركز الشرطة بالدبابات لإطلاق سراهما بالقوة ، وقيام الشرطة بنقل الجنديين المعتقلين إلى دار عائدة لجيش المهدي ، ومن ثم إطلاق سراحهما بالقوة ، وما نتج عن الإجراء البريطاني وتصرف الشرطة من تفاعلات على النطاق الشعبي حيث اندلعت المظاهرات التي نظمها أنصار الصدر وميلشيا ثأر الله ، وجرى صِدام بين القوات البريطانية والمتظاهرين أسفر عن إحراق دبابتين بريطانيتين ، مما سبب توتر العلاقة بين القوات البريطانية وإدارة محافظة البصرة ، ومسارعة السيد رئيس الوزراء إلى السفر إلى لندن لمقابلة وزير الدفاع البريطاني والتباحث حول الأزمة ، وتشكيل لجنة تحقيقية من قبل رئيس الوزراء الجعفري وأخرى من قبل وزير الداخلية باقر جبر صولاغ للنظر في تداعيات الأزمة.
وتثير مسألة الجنديين البريطانيين وتداعياتها وإجراءات القوات البريطانية من جهة، وقوات الشرطة العراقية وميلشيات الصدر من جهة ، ودور المخابرات ورجال الحرس الثوري الإيراني ونشاطاتهم المشبوهة ، وتدخلهم السافر في شؤون البلاد من جهة ثالثة، تساءلات مشروعة لا بد من التعرض لها وإلقاء الضوء عليها:
• هل أن اعتقال الجنديين البريطانيين جرت من أجل مقايضتهم بالفرطوسي المتهم بجرائم القتل؟
• لماذا اتخذت الشرطة المخترقة من قبل المليشيات الإسلامية ، وبالذات الصدرية هذا الأجراء دون الاتصال بمقر القيادة البريطانية ؟
• لماذا سلمت الشرطة الجنديين البريطانيين إلى ميلشيات الصدر ومن المسؤول عن هذا التصرف؟
• هل حقاً أن الجنديين البريطانيين كانا ينويان القيام بأعمال تخريبية في البصرة ؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون الأمر مفبركاً من قبل المخابرات الإيرانية المتحكمة في شؤون البصرة ؟
• لماذا تركت القوات البريطانية الحبل على الغارب لنشاط المخابرات الإيرانية والمليشيات التابعة للأحزاب الإسلامية الموالية للنظام الإيراني حتى باتت البصرة وكأنها محافظة إيرانية ؟
• هل أن محافظ البصرة يتبع السلطة المركزية في بغداد أم انه قد أسس دولة مستقلة ؟ أم انه يتبع سلطة ولاية الفقيه في طهران ؟
أسئلة مثيرة تتطلب الجواب لكي يقف شعبنا على حقيقة ما جرى في البصرة ، وضرورة معالجة الأزمة لكي لا تتكرر هذه الأحداث الخطيرة وتتطور إلى ما لا يحمد عقباه .
والظاهر أن ما يسمى ب [جيش الهدي] وما يسمى ب ميلشيا [ ثأر الله] و [ منظمة بدر ] المدعومة والممولة من قبل المخابرات الإيرانية يحاولون تحويل البصرة إلى مسرح للإرهاب وتوجيه نشاطاتها ضد القوات البريطانية بتوجيه من حكام طهران ، ويجري تجهيز هذه الميلشيات بمختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات المتطورة والتي تم العثور على قسم منها قادمة من إيران لاستخدامها ضد القوات البريطانية هذا بالإضافة إلى الأموال السخية التي تتدفق من إيران على هذه المليشيات .
إن ما أشاعته هذه العناصر حول مهمة الجنديين البريطانيين التخريبية لا سند له من الواقع ، وإن من الأمور الاعتيادية لدى القوات العسكرية البريطانية أن يكون لها قوة استطلاعية لكشف نشاطات المخابرات الإيرانية وما يجري تهربيه من أسلحة ومعدات وعناصر تخريبية عبر الحدود ، كما أن إقدام قوات الشرطة التي تضم في معظمها عناصر من هذه الميلشيات بالإضافة على قوات بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، على اعتقال الجنديين البريطانيين مخالف للقانون بحكم مسؤولية القوات البريطانية عن حفظ الأمن والنظام في المنطقة الواقعة تحت سيطرتها ، وأن إصرار قوات الشرطة على عدم أطلاق سراحهم ، ونقلهم إلى أحد البيوت التابعة لعناصر جيش المهدي لهو الدليل القاطع على دور هذه الميلشيات في خلق هذه الأزمة ، مما اضطر القوات البريطانية إلى اللجوء للقوة لإطلاق سراح جنودها .
ومما زاد في الطين بله اندفاع أنصار ميلشيات الصدر وثأر الله للتظاهر ومهاجمة القوات البريطانية بالقنابل الحارقة وتمكنهم من حرق دبابتين، مما كاد أن يؤدي إلى عواقب وخيمة ، ولو جرت هذه الأعمال ضد القوات الأمريكية لكان رد فعلها عنيفاً جداً .
فهل من مصلحة الشعب العراقي أن تتصرف هذه الميلشيات وقوات الشرطة بهذا الشكل لتغرق البلاد بالمزيد من الدماء ؟
لقد غدت الأجهزة الأمنية في البصرة جزءاً من الميلشيات الإسلامية التابعة لمنظمات [الصدر] و[ بدر] و[ثأر الله] !! وتتلقى هذه المليشيات التوجيهات من قيادة هذه المنظمات التي باتت تمارس الإرهاب في البصرة ضد كل من يعارض هيمنة الأحزاب الدينية وميلشياتها المسلحة ، والتي أخذت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياة المواطنين مدعومة من قبل المخابرات الإيرانية التي باتت تسرح وتمرح في البصرة المنكوبة ، والتي تحاول بكل السبل توتير الأوضاع في المدينة ، والضغط على القوات البريطانية في محاولة لدفعها لمغادرة البلاد كما تتصور كي يصفوا الجو لحكام إيران لفرض هيمنتهم على العراق .
والمعتقد أن اعتقال الجنديين البريطانيين من قبل قوات الشرطة المرتبطة بهذه الميلشيات قد جاء كرد فعل على إقدام القوات البريطانية على اعتقال الفرطوسي ، في محاولة لمقايضتهما بالفرطوسي ، و لكن حساباتهم كانت خاطئة ، وجاء رد الفعل البريطاني سريعاً وحاسماً.
لقد بدأت قيادة القوات البريطانية تدرك مؤخراً خطورة هيمنة الميلشيات الإسلامية على قوات الشرطة والأجهزة الأمنية ، وترك الحبل على الغالب لهذه المنظمات لتمارس نشاطاتها الإرهابية ، وهيمنتها على الشارع البصري وفرض أجندتها المتخلفة على المواطنين باتت تتطلب إجراءات حاسمة لمعالجة هذا الوضع ، وتشير المعلومات الواردة من وزارة الدفاع البريطانية حول نيتها في حل جهاز الشرطة واستبداله بعناصر يتم اختيارها بدقة وان تكون بعيدة عن سيطرة هذه الميلشيات .
إن مما يثير الدهشة والاستغراب هو سلوك محافظ البصرة لدرجة أخذ يبدو وكأنه رئيس دولة قائمة بذاتها وليست محافظة من محافظات العراق ، أو أن محافظة البصرة قد باتت محافظة إيرانية ، وبات المحافظ لا يلتزم بما تقرر الحكومة في بغداد ،بل بما توحي له المخابرات الإيرانية ، وهذا من شأنه إن استمر على هذه الحال أن يؤدي إلى تفتيت العراق ،ولاسيما وأن السيد عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ما زال يكرر دعوته لقيام فيدرالية للمحافظات ذات الأغلبية الشيعية والنتيجة ستكون تقسيم العراق لا محالة .
إن العراق اليوم يمر بأزمة خطيرة لم يشهد لها مثيلاً من قبل ، والمستقبل بات في مهب الريح والصراع بات على أشده بين البعثيين الطامحين باستعادة السلطة والقوى الإسلامية الممسكة بزمامها حالياً ، والقوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية رغم هذه الظروف البالغة الخطورة التي يمر بها الوطن ما زالت مشتته ولم ترتقٍ إلى مستوى الأحداث، والنظامين الإيراني والسوري يمارسان نشاطهما التخريبي المدمر في البلاد ، وأمريكا لا يهمها مصير ومستقبل الشعب العراقي بقدر ما تهمها مصالحها في المنطقة وسيبقى الشعب يدفع الثمن باهضاً من دماء أبنائه البررة لأمد طويل طالما بقيت السياسة الأمريكية على حالها الحاضر.
لقد كان أمل الشعب العراقي التخلص من نظام طاغية العصر صدام حسين وحزبه الفاشي ،وإقامة نظام حكم ديمقراطي متحرر يضمن كافة الحقوق والحريات العامة لأبنائه ، لكن فرحته بسقوط نظام البعث لم تدم طويلاً ، فقد عاد البعثيون الذين أُسقطت سلطتهم إلى حمل السلاح ، بعد أن وجدوا الأمن والسلام من قبل القوات الأمريكية والبريطانية ، وباشروا تنفيذ الأعمال الإجرامية وعمليات القتل الجماعي لأبناء شعبنا من جهة ، وفي المقابل ظهرت ميليشيات إسلامية تحاول فرض أجندتها على أبناء الشعب بالقوة وتتدخل في دقائق الأمور الخاصة بحياة الموطنين، مما حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق ، وبات الشعب يستجدي الأمان ، والأمان فقط ، بعد أصبحت حياة المواطنين في قبضة القوى الفاشية والمنظمات الإرهابية القادمة من وراء الحدود ، والميلشيات الإسلامية ، وتلاشت أحلام الشعب في قيام عراق ديمقراطي جديد . ولا شك أن الولايات المتحدة وبريطانيا تتحملان مسؤولية كبرى عما آلت إليه الأوضاع في البلاد ، ومن حق الشعب العراقي أن يسأل : هل هذه هي الديمقراطية التي وعد بها الرئيس الأمريكي بوش لشعب العراق ؟؟؟

حامد الحمداني
Hamid-Alhamdany.com



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكثرية السنية الوطنية مغيبة ، وصالح المطلك لا يمثل سوى حزب ...
- بمناسبة طرح موضوع اصلاح منظمة الأمم المتحدة ، هذاهو الطريق ل ...
- حقوق المرأة العراقية والدستور
- الدين والدولة وضرورة الفصل بينهما
- ماذا أعدت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية للانتخابات القا ...
- فاجعة الكاظمية ومسؤولية الحكومة
- خاب أمل الشعب بالأمريكان وبكم يا حكام العراق
- حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟
- التصدي للإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي
- إلى أين تقودون العراق وشعبه أيها السادة ؟
- جرائم الإرهابيين وضمائر الأشقاء العرب
- أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟
- في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 تموز المجيدة - الزعيم ع ...
- صدور كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث للباحث حامد الحمداني
- حول خطاب السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ، وخطاب القسم
- حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة
- إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن
- ذكريات عمرها نصف قرن مع الشهيدين صفاء الحافظ وعبد الجبار وهب ...
- في ذكرى حملة الأنفال المجرمة ضد الشعب الكوردي
- السلطة العراقية المنتخبة وآفاق المستقبل


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟