أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي - حامد الحمداني - واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في التحرر والعدالة الاجتماعية















المزيد.....

واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في التحرر والعدالة الاجتماعية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 11:24
المحور: الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي
    


على الرغم من التخلف الذي كان سائداً في العراق عند تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ، بسبب تلك الحقبة الزمنية التي جاوزت الأربعة قرون من حكم الإمبراطورية العثمانية الاستعماري المتلبس برداء الدين ، والذي ليس فقد لم يعر أي اهتمام لحقوق المرأة وحرياتها الإنسانية ، بل كان قد صادر كل تلك الحقوق ، وامتهن إنسانيتها ، فقد كان تأسيس الدولة العراقية عام 1921 قد ساهم إلى حد ما في النهوض بواقع المرأة وأقدم على فتح المدارس للبنات بعد أن كان دخول البنت المدرسة يعتبر مخالفاً للعادات والتقاليد السائدة آنذاك والتي حرمها من تلقي العلم ، وحكم عليها بالسجن بين جدران البيت .

ورغم صدود الكثير من أولياء أمور البنات عن إرسالهن إلى المدرسة ، إلا أن
الحال بدأت تتغير يوماً بعد آخر ولاسيما بعد أن ظهرت حركات فردية و جماعية منظمة تحث الآباء إلى إرسال بناتهم إلى المدرسة ، والتمتع بحقهن في تلقي العلم والثقافة التي تؤهلهن لممارسة حقوقهن في العمل ، وفي سائر النشاطات الاجتماعية جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل ، وكان في مقدمة الدعاة لتحرير المرأة وتمتعها بحقوقها وحرياتها لإنسانية الشاعرين الكبيرين [معروف عبد الغني الرصافي] و[جميل صدقي الزهاوي] مستفيدين من نص المادة 18 من الدستور العراقي الذي تم إقراره في 10 تموز 1924 ، والتي نصت على أن العراقيين متساوون في التمتع بحقوقهم ، وأداء واجباتهم .
لكن قانون الأحوال المدنية لم يكن بالمستوى الذي يحقق كامل الحقوق والحريات التي ينبغي أن تتمتع به المرأة بسبب التخلف الذي تركه لنا العثمانيون ، ولم يكُ من السهل التخلص من ذلك الأرث المتخلف .

وجاءت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي قادها بنجاح الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم لتحدث طفرة كبرى فيما يخص حقوق وحريات المرأة ومساواتها بالرجل ، من خلال إصدار قانون جديد للأحوال المدنية رقم 138 الذي لقي ترحيباً شديداً من القوى الديمقراطية الساعية للنهوض بواقع المرأة وتمتعها بحقوقها وحرياتها الإنسانية التي حُرمت منها .
وفي الوقت نفسه لقي القانون الجديد معارضة شرسة من قبل القوى الرجعية بوجه عام ، ومن المراجع الدينية الشيعية منها والسنية بوجه خاص حيث اعتبرت ذلك القانون خروجاً على نصوص الشريعة الإسلامية !!.

وعندما حدث انقلاب 8 شباط الرجعي المشؤوم عام 1963 ، واستتب للانقلابيين الأمر، أقدمت الحكومة على إجراء تعديلات على القانون ، بتأثير تلك المراجع الدينية ، وأفرغته من العديد من الحقوق والحريات التي نص عليه القانون ، لكنها لم تجرأ على إلغائه كما فعل السيد عبد العزيز الحكيم عندما ترأس مجلس الحكم بعد إسقاط نظام الطغيان الصدامي ، واستبداله بقانون رجعي يسلب حقوق وحريات المرأة ، لكن الحاكم المدني الأمريكي [ بريمر] ألغى قانون عبد العزيز الحكيم الجديد .

وجاءت الحملة الإيمانية الكاذبة التي قادها دكتاتور العراق صدام حسين نكسة كبرى في كفاح المرأة العراقية من أجل التحرر والمساواة بينها وبين أخيها الرجل ، وعادت بقضية المرأة إلى المربع الأول ، وزاد في الطين بله الحروب التي شنها النظام الصدامي الداخلية منها والخارجية ، والتي استمرت أكثر من عقدين ، والحصار الاقتصادي الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة على الشعب العراقي دون صدام ونظامه الفاشي ، والذي أوصل الشعب العراقي إلى حالة من اليأس نتيجة عملية الإفقار والتجويع والأمراض ، وتدهور العملة العراقية نحو الحضيض ، وبالتالي فقدان الدخل العائلي لقيمته الشرائية ، كل ذلك شكل عاملاً حاسماً في التوجه الديني لكي يتخلص الشعب من تلك المحنة القاسية التي أوقعه فيها النظام الصدامي المتخلف !! .

وهكذا هيأ النظام الصدامي الأجواء المناسبة للقوى والأحزاب الدينية لكي تحقق انتصارها في الانتخابات التي أعقبت سقوط النظام الصدامي على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية في 9 نيسان 2003 ، وتمكنها من تشريع دستور جديد للعراق متجاهلاً العديد من الحقوق والحريات الأساسية للمرأة، مستغلة التخلف الذي حل بالمجتمع العراقي على يد دكتاتور العراق صدام حسين وحزبه الفاشي ونظامه الرجعي المتخلف .
وعلى الرغم من أن قانون إدارة الدولة الذي تم وضعه من قبل مجلس الحكم تحت إشراف الحاكم المدني بريمر المباشر ، والذي نص على أن يكون حصة المرأة في البرلمان لا تقل عن 25 % من عدد أعضاء المجلس ، إلا أن الكم لم يحقق الهدف المنشود من ذلك وهو إشراك المرأة في تقرير مستقبل البلاد في الشأنين الداخلي والخارجي ، وجرى تجاهل المرأة في كل الحوارات الجارية الآن في مسألة تشكيل الوزارة العراقية .

لقد وصل الأمر ببعض نائبات الأحزاب الإسلامية إلى الدفاع العلني ، وعلى شاشات التلفزيون عن اضطهاد الرجل للمرأة وحقه في ضربها ، وقد شاهدت بنفسي إحداهن وهي تصرح بقبولها بضرب الرجل لزوجته ، فكيف نتوقع من نائبات على هذا المستوى من التخلف بتحقيق طموحات المرأة في التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة مع الرجل .

إن الواقع الحالي للمرأة العراقية ، وهو الذي ينطبق تمام الانطباق على واقع المرأة في العالم العربي يتطلب جهوداً كبيرة ومتواصلة للفئة المتنورة رجالاً ونساءاً في النضال من أجل تحقيق طموحات المرأة التي تمثل نصف المجتمع في التحرر، ونيل كامل حقوقها الديمقراطية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الأمم المتحدة ، والذي ينبغي أن يكون مادة أساسية في دساتيرنا العربية .

إن الثغرات التي تضمنتها العديد من مواد الدستور العراقي الجديد تقف حجرة عثرة أمام تحقيق طموحات المرأة العراقية في أخذ دورها الفاعل في المجتمع وفي إدارة شؤون البلاد ، وهذا يعني شل نشاط نصف المجتمع العراقي ، ولا سبيل لمعالجة واقع المرأة الحالي دون أعادة النظر في العديد من المواد التي تضمنها الدستور الذي جرت صياغته ليتجنب الإشارة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، حيث تعتبره الأحزاب الدينية متعارضاً مع بنود الشريعة الإسلامية !!.
إن عملية تحرير المرأة العراقية في ظل المجتمع الرجولي السائد ، وهيمنة الأحزاب الدينية اليوم ليس بالأمر الهين ، وهي تتطلب كفاحاً مريراً وتضحيات جسام من جانب كل القوى الديمقراطية الخيرة لفصل الدين عن الدولة ، ولبناء نظام ديمقراطي علماني يؤمنْ حقاً وصدقاً بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات ، وهذا هو السبيل لبناء عراق ديمقراطي جديد ينعم فيه سائر مكونات شعبنا بمختلف أجناسهم وقومياتهم وأديانهم وطوائفهم دون تمييز بحياة حرة وكريمة .




#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو السبيل لدرء أخطار الح ...
- تطوير المناهج الدراسية ضرورة ملحة لبناء مجتمع ديمقراطي
- من يقف وراء جريمة تفجير مقامي علي الهادي وحسن العسكري في سام ...
- من أجل منع تسيس الجيش العراقي وخلق دكتاتور جديد في البلاد
- السرقة ودوافعها وسبل علاجها لدى الأطفال والمراهقين
- أعيدوا لقائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم حقوقه
- هكذا وقع انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963
- مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان
- حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربي ...
- التأخر الدراسي وسبل معالجته
- مخاطر الأزمة العراقية الراهنة والسبيل للخروج من المحنة
- إيران واللعبة الخطرة
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة
- أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لأنقاذ العراق ،ونزع فتيل الح ...
- مقاومة أم إرهاب ؟
- مَن سيفوز في الانتخابات ؟
- خاب أمل الشعب بأسلوب محاكمة طاغية العصر وزبانيته
- مبروك لمنبر الحوار المتمدن عيده الرابع
- الانتخابات العراقية المرتقبة وخيارات الشعب


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي - حامد الحمداني - واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في التحرر والعدالة الاجتماعية