أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان















المزيد.....

مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يوم أمس جرى تنظيم مظاهرة في دمشق بموافقة السلطات السورية ودعمها وادعى القائمون فيها أنها نُظمت احتجاجاً على نشر صور كاريكاتورية تسئ للرسول محمد (ص) نشرتها إحدى الصحف الدنيماركية قبل ثلاثة أشهر ، وقد توجهت المظاهرة نحو السفارتين الدنيماركية و النرويجية بدعوى الاحتجاج على نشر تلك الصور .
ولو جرى الاحتجاج السلمي من قبل المتظاهرين لكان الأمر مقبولاً ومبرراً، حيث أن الإساءة للرسول أو للدين الإسلامي ، أو أي دين ، وأي نبي من الأنبياء أمرٌ مرفوض ومستهجن ولا يمكن القبول به . أما أن تتحول تلك المظاهرة إلى أعمال تخريبية من قبل الأوباش الذين أقدموا على حرق السفارتين المذكورتين فهو أمر لا يمكن السكوت عنه وعلى المحرضين عليه ، ولاسيما وأن الاتفاقات الدولية تنص على مسؤولية الحكومة السورية في الحفاظ على أمن السفارات المتواجدة على أراضيها وحمايتها من أي عدوان أو تجاوز .
ولا يمكن للحكومة السورية أن تتهرب من مسؤولية ما جرى مهما حاولت تقديم التبريرات الواهية والتي لا تنطلي على احد ، فمن المعروف للقاصي والداني أن النظام السوري هو نظام قمعي يمتلك أجهزة أمنية متمرسة وكبيرة العدد والعدة بناها النظام وطورها خلال 42 عاماً من حكمهم الدكتاتوري المتسم بالعنف في التعامل مع أي تحرك شعبي مهما كان السبب .
وليس من الممكن إطلاقاً أن تخرج أية مظاهرة في سوريا دون أن يكون للسلطة دوراً قيادياً فيها ، وذات أهداف تصب في خدمة النظام وتعزيزه، وأن أي محاولة من جانب أية قوة وطنية للتظاهر فإن السلطة وأجهزتها القمعية تبادر وعلى الفور بقمعها بأشرس الوسائل والسبل ،بما فيها استخدام السلاح الحي ضد المتظاهرين ، وتملآ سجونها بالمئات إن لم نقل بالألوف ، تماماً كما كان يفعل النظام الصدامي المقبور .
ماذا فعل النظام وأجهزته القمعية مع المتظاهرين ؟
ما هي الوسائل التي استخدمها لمنعهم من اقتراف الجريمة ؟
كم اعتقل منهم وأودعهم السجون ،وأحالهم للمحاكمة ؟
إن النظام السوري الذي يعاني أزمة خانقة بسبب الاتهامات حول ضلوعه في تدبير عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري ،رئيس وزراء لبنان الأسبق، وتدخله السافر في لبنان من خلال أجهزته الأمنية التي لا زالت تعشعش في البلاد، ودعمه للنشاط الإرهابي في العراق ، حاول من خلال السماح بتلك المظاهرة أن يستدر عطف ودعم ومساندة العالمين العربي والإسلامي للوقوف إلى جانبه في أزمته الراهنة مع الأمم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري ، وفي موقفه من العراق وتدخله السافر في شؤونه الداخلية ، بل ومساهمته الفعلية في تجميع العناصر الإرهابية وتدريبها على أراضيه ، وتأمين عبورها الحدود العراقية لتنفيذ جرائمها الوحشية البشعة بحق أبناء الشعب العراقي ، واحتضان عناصر البعث الصدامية القيادية التي تتولى تمويل النشاط الإرهابي في العراق ، وتجنيد العناصر الإرهابية القادمة من مختلف البلدان العربية والإسلامية .
إن النظام السوري كما يبدو لم يتعلم الدرس من صنوه نظام البعث الصدامي الفاشي الذي ركب رأسه ، وظن أن بإمكانه تحدي العالم أجمع متباهيا بقواته العسكرية التي لم تستطع الصمود أكثر من عشرين يوماً أمام الغزو الأمريكي
وقد اختار النظام السوري أسلوب الهجوم معرضاً شعبه المغلوب على أمره لخطر جسيم إذا ما استمر على السير في الطريق الخطر هذا .
ولا شك أنه يتحمل مسئولية ما جرى يوم أمس في دمشق للسفارتين الدنيماركية والنرويجية ، كما يتحمل مسؤولية ما جرى في لبنان هذا اليوم حيث اندلعت مظاهرة أخرى وتوجهت للقنصلية الدنيماركية الواقعة في منطقة الأشرفية المسيحية وقامت بإحراقها ، ثم تحول الأوباش إلى مهاجمة المحلات التجارية للمواطنين المسيحيين وكنائسهم وسياراتهم ، وأحد البنوك وعملوا فيها نهباً وتخريباً وحرقاً .
ولم يكتفِ الأوباش بكل تلك الأعمال الإجرامية بل جرى الاشتباك مع القوى الأمنية اللبنانية التي حاولت تفريقهم ومنعهم من الوصول للقنصلية الدنيماركية مستخدمين الحجارة والآلات الجارحة ضد عناصر المن اللبنانيين، وقد تمكنت السلطات الأمنية اللبنانية من اعتقال أكثر من 100 من السوريين والفلسطينيين المشاركين في الأعمال التخريبية ، ولاحظ مندوب أحد القنوات التلفزيونية الأوربية أن بعض المشاركين في المظاهرة هم نفسهم كانوا قد شاركوا في مظاهرة دمشق يوم أمس حيث تؤكد صورهم التي التقطتها العديد من القنوات الفضائية ذلك، مما يشير إلى ارتباط وثيق بين ما جرى في دمشق وما جرى في بيروت .
لماذا جرى السكوت على نشر الصور الكاريكاتورية طيلة ثلاثة أشهر لتظهر وكأنها نشرت اليوم ؟
أليس إثارة هذه القضية ، ومحاولة إثارة الفتنة ، وصرف الانتباه عن الأزمة الراهنة للنظام السوري ، ومحاولة إشغال الرأي العام العالمي بهذه اللعبة المكشوفة هي من تدبير النظام نفسه ؟
متى كان النظام السوري حريصاً على الإسلام والمسلمين وهو الذي ضرب المسلمين في حمص وحماه وحلب بالمدفعية والدبابات ، وشرد عشرات الألوف منهم خارج سوريا ؟
إن النظام السوري لا يزال يحتفظ بأجهزته الأمنية وطابوره الخامس في لبنان ، ويحاول إرباك الوضع الأمني في البلاد وإشعال نيران الحرب الأهلية التي اكتوى بنيرانها الشعب اللبناني طيلة خمسة عشر عاماً .
إن على النظام السوري أن يكف عن تدخله السافر في لبنان والعراق ، ودعم المنظمات الإرهابية ، وينصرف لمعالجة مشاكل الشعب وأوضاعه المعيشية المأساوية بدلاً من أن يقامر بحياة أبنائه المغلوبين على أمرهم .
كما أن على الحكومة اللبنانية أن تأخذ ما جرى على محمل الجد بعد أن تبين من أحداث يوم أمس أن المسألة أبعد من الاحتجاج على صور كاريكاتورية ، بل هي بلا أدنى شك تصب في خانة التحريض على الحرب الطائفية في لبنان التي عانى منها الشعب اللبناني بمسيحييه ومسلميه من الويلات والمصائب ما يعجز القلم عن وصفها طيلة خمسة عشر عاماً ولا تزال العديد من الشواهد باقية في بيروت والتي تظهر لنا مدى التخريب الذي أصاب العاصمة اللبنانية والعديد من المدن الأخرى ، دعك عن عشرات ألوف الضحايا لتلك الحرب الأهلية اللعينة .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربي ...
- التأخر الدراسي وسبل معالجته
- مخاطر الأزمة العراقية الراهنة والسبيل للخروج من المحنة
- إيران واللعبة الخطرة
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة
- أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لأنقاذ العراق ،ونزع فتيل الح ...
- مقاومة أم إرهاب ؟
- مَن سيفوز في الانتخابات ؟
- خاب أمل الشعب بأسلوب محاكمة طاغية العصر وزبانيته
- مبروك لمنبر الحوار المتمدن عيده الرابع
- الانتخابات العراقية المرتقبة وخيارات الشعب
- الإرهاب واحد سنياً كالن أم شيعياً ولا حل لأزمة العراق غير ال ...
- المشاكل والاضطرابات الشخصية التي تجابه أبناءنا
- حارث الضاري ومؤتمر الوفاق
- مقترحات من أجل قانون دولي لمكافحة الإرهاب
- الأشقاء العرب وجرائم الإرهابيين في العراق والأردن
- َمنْ يقود النشاط الإرهابي في العراق البعثيون أم الزرقاوي ؟
- هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة جلاد الشعب العرقي صدام حس ...
- الشعب العراقي وعمرو موسى والجامعة العربية


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان