أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - إيهاب الرفاعي - جرس إنذار: تصدع العلاقة بين الطبيب والمريض !!















المزيد.....

جرس إنذار: تصدع العلاقة بين الطبيب والمريض !!


إيهاب الرفاعي
طبيب أطفال وكاتب مصري

(Dr Ehab Elrefai)


الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 09:12
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


🌼 أتحدث في هذه المقالة عن (ظاهرة خطيرة) رصدتها 🕵️‍♂️ في السنوات الأخيرة:
أكاد أشم رائحة العداء/الخصومة 😡 في العلاقة بين الطبيب ومرضاه
— سواءً من خلال التعامل المباشر بينهما،
أو من خلال انطباع كل طرف عن الآخر في سياق الأحاديث العامة أو في التعليقات المنشورة على السوشيال ميديا.
↩ فالطبيب أصبح ينظر لأي مريض على أنه (عدو كامن)!
↩ والمريض أصبح يتشكك في أمانة الطبيب وسلوكياته فضلاً عن علمه وكفاءته!

●●●

🌼 سؤال:
هل ينبغي أن تكون علاقة الطبيب بالمريض: صداقة أم عداء ؟!
الإجابة 🤚
لا صداقة، ولا عداء !!
العلاقة بينهما – كما أقر بذلك أفلاطون من حوالي 400 سنة قبل الميلاد –
يجب أن تكون علاقة قائمة على (غاية محددة)،
هي: الحياة والصحة،
ويبقى المرض هو (العدو المشترك) للمريض والطبيب على حد سواء.

●●●

🌼 تُرى 🤔 ما هو السبب الرئيسي لهذه الظاهرة؟
قناعتي الشخصية تتفق مع الدراسات العلمية التي ترى
أن السبب الحقيقي لتصاعد المنحى العدائي، وتصدع جدار الثقة بين الطبيب والمريض
☚ مصدره هو الطبيب نفسه وليس المريض!
فعندما يتباكى الطبيب على أيام زمان عندما كان المريض يجلس بهدوء أمام الطبيب ويوميء برأسه فقط،
ويصف مرضاه الآن بأنهم مزعجون / ومتذمرون / ومتفذلكون / ولا يُحتملون ..
كل هذا ما هو إلا (حيلة نفسية) يهرب بها الطبيب من مواجهة السبب الحقيقي الذي يزعجه، وهو:
الاحتراق النفسي ❞Physician Burnout❝
(والذي أصبح يصيب الآن 30-60 % من الأطباء،
وهو أعلى معدلات الاحتراق الوظيفي بين جميع المهن)
والاحتراق النفسي 🔥 لدى الأطباء ببساطة:
☚ هو المرحلة التي يشعر فيها الطبيب بضغط نفسي عالي جداً، وأداء منخفض جداً.
☚ وهو لا ينشأ من التعب وحده، بل – أيضاً – من فقدان الإحساس بالمعنى فيما يفعله.
☚ وله (3) علامات مميزة:
❶ الإرهاق الجسدي والنفسي
(وهو إرهاق مستمر لا يستطيع الطبيب التعافي منه حتي في أوقات راحته)
❷ التبلد العاطفي
(هنا يفقد الطبيب الجانب الإنساني تجاه مرضه؛ فيتصرف معهم بسلبية / أو بقسوة / أو بسخرية،
وفي النهاية يتظلم منهم – وهو الظالم!)
❸ انخفاض الأداء الشخصي
✦ الشعور بأن الجهد لا قيمة له
✦ أبسط المهام تكون ثقيلة جداً
✦ الشك في الكفاءة الذاتية

●●●

🌼 دعوني أتحدث الآن عن بعض القواعد / والنصائح / والحلول في (10) رسائل للسادة الأطباء:

① ربط العمل (بالقيم)، وليس فقط (بالنتائج والعوائد):
فأهم ما يساعد الفرد على تحمل المعاناة أن يكون هناك (معنى) لما يقوم به،
وليس هناك معنى أسمى من ممارسة مهنة الطب.
☚ يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
(لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أنبل من الطب).
وتلا قوله تعالى:
{وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}
المائدة/32

② يُتوقع من الأطباء إعطاء الأولوية لمصلحة المريض على حساب مصالحهم الشخصية،
ويحظى هذا المبدأ بإجماع عالمي – وهو ما يميز الطب عن غيره من المهن.
ففي نهاية المطاف يبقى (الجانب الإنساني) هو ما يجعل الطبيب طبيباً!
ونادراً ما نجد علاقة أخرى في حياة الإنسان تحمل نفس الطبيعة الخاصة والفريدة لعلاقة الطبيب بالمريض.
ومن غير الممكن الحديث عن وجود علاقة إنسانية – وبالأخص طبية – دون توفر عنصر (الثقة).

③ إذا كنت تعتقد أن الظروف الآن أصبحت صعبة وقاسية على الطبيب من جميع الاتجاهات،
فما عليك إلا أن تجرب (تبادل الأدوار) وتكون أنت المريض – ما رأيك؟!
أظنك ستتفق معي أنه لا وجه للمقارنة إطلاقاً بين معاناتك ومعاناة المريض!

④ لا ينبغي لنا أن نتجاهل انتقادات المرضى المحبطين والساخطين،
بل علينا أن نعترف بأن العديد منهم قد مروا بتجارب مريرة مع أطباء سابقين،
عانوا فيها من سوء المعاملة / أو التشخيص الخاطيء / أو العلاج الضار / أو الاستغلال المادي ..
وهذا هو سبب (النظرة العدائية) من هؤلاء المرضى تجاه الأطباء عامةً، وليس تجاهك أنت بالذات!
وبالتالي مطلوب منك أن تحاول – بمزيد من الجهد – أن تحتوي هذه الفئة،
وأن تغير الصورة الذهنية السلبية التي تشكلت لديهم تجاه الأطباء،
وأن تثبت لهم عملياً عكس ما يظنون.

⑤ الطب ليس مجرد تحاليل وأدوية،
بل حوار مع المريض:
↩ بالعلم والمنطق ورحابة الصدر.
+ إظهار الاهتمام بحالته:
↩ عن طريق الإنصات لكلامه بكل حواسك،
↩ وعمل الفحص السريري كاملاً – وكأن كل حالة هي حالة تفحصها أمام لجنة اختبار.
وبرغم ما قد يبدو أن هذا الأسلوب يستهلك وقت الطبيب بشكل زائد، إلا أن العكس هو الصحيح!
إذ يمكن لهذا النهج أن يسهم في توفير وقت الطبيب على المدى الطويل،
فضلاً عن تقليل الأخطاء الطبية إلى أقل ما يمكن.

⑥ العلاقة الإيجابية بين الطبيب والمريض تعتبر جزءَ بالغ الأهمية من عملية العلاج:
فالأبحاث تشير إلى أن العلاقة بين الطبيب والمريض
تُعد من المفاتيح الأساسية لفهم تأثير قوة الإيحاء (Placebo Response)،
فالطبيب الذي يظهر اهتماماً صادقاً، ويوحي بالثقة لمريضه، ويشعره بالود والطمأنينة خلال تعامله معه،
يُرجح بشكل أكبر أن يستحث استجابات إيجابية من المرضى.
☚ ولهذا أقولها دائماً:
❞كفاءة الطبيب الإنسانية لا تقل أهمية عن كفاءته العلمية"❝

⑦ انتبه لهذه المفارقة الواقعية ⚠️
✦ لو أنك طبيب ماهر جداً، وشخصت الحالة صح، ووصفت العلاج صح،
لكنك لم تستمع جيداً للمريض،
ولم تشرح له تفاصيل حالته والتعليمات العلاجية بشكل واضح ومقنع
↩ غالباً لن يثق المريض في تشخيصك،
ولن يلتزم بعلاجك،
وهيدور على أي (زلة) يمسكها عليك!
✦ في حين لو كنت طبيب على قدك علمياً، وعملت خطأ طبياً
↩ سيجد لك المريض مائة عذر – بسبب حسن تعاملك معه!

⑧ لا تقع في فخ التعميم ⚠️
لا تجعل أي تجربة سيئة مررت بها مع أحد المرضى تحبطك،
وتدفعك لأن تغير أسلوبك أو توقف خدماتك عن الجميع – بمن فيهم من يقدرونك ويحترمون خصوصيتك.
ضع حدودك، وطبقها على الجميع ❞Set your boundaries❞
مثلاُ:
قم بتخصيص موبايل آخر للاستشارات غير موبايلك الشخصي،
وقم بإغلاقه في موعد ثابت أو حسبما تضطرك ظروفك الشخصية والعائلية.
☚ القاعدة تقول:
❞المريض السعيد لن يكون إلا نتاج طبيب سعيد ومرتاح نفسياً❞

⑨ نموذج التعامل الأمثل بين الطبيب والمريض:
أن يقوم الطبيب بدور (المستشار = Advisor)،
أي الناصح الأمين ..
وليس دور صاحب السلطة / أو الخادم / أو الصديق / أو العدو!
قد يتطلب الأمر – أحياناً – تعديل هذا النموذج لتلبية احتياجات بعض المرضى:
بقليل من الصداقة، أو قليل من السلطة، أو قليل من دور الخادم ..
ولكن!
يبقى دور (المستشار) هو الأهم.

⑩ ضع هذه القاعدة شعاراً لك 🔱
❞الرفق يذلل الصعاب❞
تأكد أن الرفق واللين هو سمة الأقوياء والحكماء، ويأتي من ورائه خير كثير.
☚ هكذا وعدنا رسولنا الكريم في الحديث الشريف:
(إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ).
و...
أختم كلامي برسالة خاصة لزملائي أطباء الأطفال،
فأذكر لهم ما قاله الجاحظ – أحد أبرز الأدباء والمفكرين العرب عبر العصور:
❞ ثلاثة إذا تكلموا أمامك
أنصت إليهم، ولا تقاطعهم، ولا تعقب عليهم بسوء:
الوالدان .. والطفل .. والمهموم،
لأن قلوبهم هي الناطقة ❞
– فما بالكم ونحن كأطباء أطفال نتعامل مع (الثلاثة في واحد) = الوالدين المهمومين بطفلهما!



#إيهاب_الرفاعي (هاشتاغ)       Dr_Ehab_Elrefai#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دليل الأخطاء التي لا تُغتفر
- المباهاة بالتواضع .. حيلة مفضوحة !!
- في العلاقات الإنسانية: هل اللي انكسر ممكن يتصلح ؟؟
- الوحدة المزمنة .. مرض صامت يستحق الانتباه!
- بين منطوق لم يُقصَد ومقصود لم يُنطَق !!
- لا تكن ضحية لمن يلعب دور الضحية
- تأملات في أسرار الحزن !!
- لغة العيون في زمن الأقنعة !!
- مش هقدر أعيش من غيره !!
- من هو الشخص الجدير بالثقة ؟؟
- الموقف الإيجابي هو أسلوب حياة !!
- أحياناً يكون الاهتمام ... بدافع الكراهية!!
- التحليل النفسي لفيديو ظهور آمال ماهر
- أخطر صفة في سيكولوجية المرأة !!
- بختامها تتميزُ الأشياءُ !!
- الجواب يبان من عنوانه .. البشر ليسوا كذلك !!
- البساطة أم الإبهار؟؟
- مفهوم الصراحة بين النظرية والتطبيق: الصراحة .. ليست دائماً ر ...
- يفوز الحنين على الأمل !!
- في العلاقات الإنسانية: الابتعاد جريمة أم فضيلة؟!


المزيد.....




- مراهقون يباغتون فتاة ويقتلونها أمام شقيقتها في وضح النهار بأ ...
- أصوات غريبة تثير الرعب في سينسيناتي.. و-دليل- قد يقود إلى حل ...
- عاصفة تضرب كاليفورنيا متسببة بفيضانات وانهيارات طينية وتساقط ...
- ما العلاقة بين الحميات الغذائية القاسية وانقطاع الدورة الشهر ...
- صحف عالمية: إسرائيل تسعى لتحجيم قدرة إيران الصاروخية وواشنطن ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتدي على -بابا نويل- وتثير غضب المنصات
- إحياء احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم بعد توقف عامين بسبب حر ...
- كيف يؤثر تدهور القطاع الصحي في غزة على حياة المرضى؟
- إقرار ميزانية التسلح في ألمانيا يثير جدلا ومخاوف
- غزة تواجه كارثة إنسانية ومجاعة وشيكة بسبب الحرب


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - إيهاب الرفاعي - جرس إنذار: تصدع العلاقة بين الطبيب والمريض !!