أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - ظهور السيدة قطام وطلاق الأخت ( الحلقة2)















المزيد.....

ظهور السيدة قطام وطلاق الأخت ( الحلقة2)


الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 20:42
المحور: الادب والفن
    


تطلقت أختي الكبرى حملت أغراضها وحطت رحالها في المنزل، الابنة الصغيرة لا تكلف عن الضجيج، أصعب شيئ أن يتيتم الصغار باكرا بسبب مشاكل الكبار، لا يمكن للصغيرة أن تشرب أنخاب الحياة من مخيلة النسيان ،الأم تبحث عن رصيف لتلملم تشققات القلب ،ترسم في المخيلة شقائق النعمان، تعد على أوتار الحوباء خططا لليوم الموالي، انضمت مند شهر إلى طابور المطلقات .صوت القاضي رسم هالات الخوف و تدفق الألم المهيض والمر في الحوباء ،انفرجت أسارير الزوج وشعر بفرح طفولي ، صافح بقوة المحامي وباقي أفراد العائلة الذين كانوا يجلسون أمام الغرفة الضيقة، بدأت تعدد في صمت اشهر وسنوات العشرة الزوجية، لم يستطيعا ترويض هتافات الغضب الداخلي النابت في كل ركن ،الحب التهمته قذيفة المشاحنات والصراعات اليومية، مسافران في الهزيع الأخير من الجفاء وذبول بذور الحب ،هاربة من العيون مشاتل الراحة والاطمئنان ، كل ليلة لهما موعد مع المشادات، رائحة عطور نسائية في القميص ، الهاتف لا يكف عن الرنين، عليه أن يقدم تقريرا مفصلا عن الحركات والسكنات ،يقسم بأغلظ الإيمان انه بريء ،يشعر بالاختناق ورغبة عارمة في الهرب من القفص يحلق عاليا ، القفص اصبح ضيقا ،لا يتسع للتغريد ولا الطيران، المفردات تهرب منها كلمة كلمة ،تقرا في تقاسيم الوجه طلاسم مجهولة، في احد الأيام أسرجت جوادا جامحا ،امتطت صهوة الريح ، تناثرت الكلمات والعاصفة تعزف بمزلاج الباب، سقط الاحترام وتلاشت العشرة وسقطت في شظايا القواميس القاسية،لم يجد مفردات لمواجهة هاربة من صفير الطلقات ، خرج ،متذمرا، حانقا، اغلق الباب بقوة وارتجت النوافذ، ظلت ترغي وتزبد، هشمت أدوات المطبخ، سحبت ملابس الزوج من الخزانة الخشبية، السكين تمزق السراويل والقمصان ربطات العنق والجوارب، امتدت اليد إلى الأحذية والنعل الجلدي والجلباب الخفيف المخصص لصلاة الجمعة تناثرت القطع الصغيرة ، حين انتهت من إطفاء غضب نابت في العروق، جلست تبكي بحرقة ،تندب الحظ التعس الذي ساقها إلى زوج لا يعرف قيمتها، اسمع الصوت المخنوق ، تمسح المخاض بكم القميص ،شهدت فصول المشادات مرات عديدة، لعبة الفراش تصالحهما، تفيض الكأس بسرعة فائقة بقبلات النسيان، يستقلان قطار الهدوء، وترفع أنخاب الهيام الرابض في الشرايين، السماء لم تعد تمطر باقات ورد، وعيون لا تقرا فيهما الوداعة والرقة، صوتي سكن في حنجرتي طوال شهور، أتابع فصول الخصومات والتزم الحياد ،حين دق الفراق بقوة الباب، عصفت الرياح واقتلعت كل شيئ جميل،ونبت القرف والحقد في زوايا الذكريات، الحشرجات تهيم فوق صدر أختي ،تحكي عن الخيانة التي قصمت الأهازيج في العيون ، اشتد القوس وانطلق السهم في رحلة الغوص في مفردات النقاشات التافهة ،يرتفع الضجيج في متن الوجع النابت في الضلوع، تشعر بالارتباك أمام الكلمات الغريبة، الزوج رفع دعوى الطلاق ومستعد لدفع جميع المستحقات ...؟صاحب البدلة السوداء يستعرض قاموسا لغويا وقانونيا يصيب بعسر فهم وتلبك،أمام منزل الأبوين أطلقت آهات ،تسافر بالخيال إلى ما بعد الطلاق، تعض بشدة على الإبهام خوفا من الإصابة القاسية بشظايا الطلقات التي أطلقتها الأم حين أحست أن خراب البنت يأتي فارغا الفاه.

- باش غادية تعيشي انتي وبنتك... الراتب الشهري نتاع الاب ضعيفة
- غادي نقلب على خدمة
- الخدمة هي كون حافظتي على دارك

نظرت إلى السماء شعرت أن السحابات الهائمة في الفضاء الواسع تشبهني ،أشيع بحسرة التلميذات العائدات من المدرسة، يرسمن الفرح في الطرقات، صاحب ألعاب في الساحة الواسعة يصطاد الصغار، التنافس على ركوب السيارات الكهربائية ومجسمات للحيوانات، الضجيج يرتفع ويخبو، التقت بزميلة في الدراسة ،تجر ثلاث أطفالا في أعمار مختلفة، انخرطتا في حديث عن الأمس والمستقبل، قطام ابتلعت الريق و أجابت باقتضاب، اضطرب الشقي المدفون في الدماغ ،انزلقت في الأوردة سنوات مضت، تفاخرت وأكدت للتباهي أني صحافية و عضوة في جمعية ،الحوارات العابرة للوقت تروض الأحلام، لم يكن أمامي من هدف، اذرع الأزقة بحثا عن إثبات الوجود، المدينة تسحق الرؤوس اليانعة، ادخل الاجتماعات محملة بميكروفون لجريدة رقمية، التقط الصور والأشرطة،الصحافة الحرفة التي تعلقت بالمخيلة، حين أول اصطفاف بالجهة الخطأ، لا احد يهرب من غرف التدجين، كلنا مدجنون صاحت الجملة المستفزة بالأشلاء، ولم يعد في صوتي نبض التعابير المقتحمة، وحدي احمل حرقة الوطن فوق كفي في مواسم النحيب، يرتفع الضجيج والهرج، المعارضة والأغلبية يتناحران حول التوافه، ملايير تضيع على مشاريع بائسة، تساقطت الكلمات في ثقب الكاميرا، اللقاء يحنط بالكامل ليستغل في مواسم العطش ،بعيدا عن ألسنة التنابز ،مصور يلتقط صور الحاضرين عن قرب، أدركته شتيمة طائشة وارتعدت منه الفرائص،كل من في القاعة تمتموا من أفواههم المزمومة ،ثمة مستشار يتمدد على أنياب الثعلب، يلتهم القاعة الواسعة بأصبعه يرسم هالات الاتهام، ارتشف من قنينة الماء المعدني ،بحثت عن تاريخ ميلادي، تساقطت الأخبار من شجرة الميلاد، تاريخ لا يشبه أي تاريخ، أمي قالت مازحة أنني من برج الشيطان، انفرجت الأسارير بالضحك، أبي يدندن أغنيات مغنية شعبية يقسم بأغلظ الإيمان انه من ألف أغاني رفعتها إلى الشهرة، يسرد حكايات عن موظفين مرتشين وموظفات عاهرات، متزوجات ،يتبرجن كل ساعة يرفضن مغادرة ظل المرآة ، يثرثرن عن العلاقات الزوجية بوقاحة وتذمر، حكايات تآكلت من قوة الاستحضار ،كم كانت رائحة الحكي ذلك الليل ذكية ،أجثو فوق أرخبيل الأحلام العراض، طوق النجاة للعائلة التي تعيش على معاش ضعيف، مستلزمات الحياة معقدة وقاسية.

- هذه قسيمة الطلاق الرجعي والحكم يحدد نفقات البنت والسكن وتوسعة الأعياد ومؤخر الصداق...؟
-آه
دخلت المحكمة امرأة متزوجة وخرجت مطلقة، اندفعت في الدماغ أفكار كثيرة تماما كركام الأحجار، الوجوه في الباب الكبير للمحكمة متجهمة ومنقبضة ونظرات شاحبة تخترق الأشلاء، خمنت انهم يعرفون حقيقتها، الأخبار السيئة تنتشر بسرعة البرق، ليست الأولى ولا الأخيرة التي تطلقت، دخلت من الباب الواسع في مسلخ الروايات، قال إمام المسجد عبد الله الزموري (أبغض الحلال عند الله الطلاق) ظل يثرثر ويستحضر عشرات الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، يرفع راسه بين الفينة والأخرى إلى السماء، كل شيئ يبدو كئيبا، لعنة الله على من وصف الزواج بالدخول إلى القفص الذهبي، انه قفص لكنه ليس ذهبيا ولا حتى حديديا، القفص يعني الحرمان من الحرية وتقديم التنازلات و التقيد بالالتزامات، والعيش في دوامة لفقدان الاستقلالية وحب الامتلاك والسيطرة على الآخر، تكثر المشاحنات وتملا العيون دموع التمرد ، كل واحد يردد هتافاته في ساحة التمرد، ويكرع آخر غصة من رذاذ الصبر، تعزف سمفونية بالضجيج والصراخ أمنيات الخلاص، أم كلثوم تصرخ عبر المذياع لمحل تجاري في الشارع ( اعطيني حريتي اطلق يدي... إنني أعطيت ما استبقيت شيئا ) أحست بان المغنية تنفخ فيها روحا جديدة، الكلمات المقتحمة تسقط في الضلوع، زالت الفرحة الباهتة دفعة واحدة وحل الندم ومواسم التشكي وسؤال المستقبل، ليس لديها لا شواهد ولا حرفة، تتابع بعيون دامعة غيمة هاربة في الفضاء الواسع ،ولا كلمة تخيط سواد الكلمات المقززة والمقرفة المندفعة في المخيلة ،المارة يكسرون الصمت بالأحذية، يتكسر بالداخل طوق النجاة وتمضي ممزقة على صفيح النحيب ،تمر الشهور ثقيلة محملة بالسأم والقنوط ، الطليق تزوج من شابة آية في الجمال ،كل شهر تتوصل بالنفقة، مبلغ لا يكفي لتلبية مطالب الحياة الشاقة، لعنت في الخيال عشرات المطلقات اللواتي حرضنها على التمرد وطلب الطلاق، تفرقوا من حولها دفعة واحدة،( غرارين عيشة ها عيشة طلقات) سقط المثل الشعبي في الدماغ وهي تحزم بقايا من شجاعة مفقودة، وعيشة سيدة كانت متزوجة من رجل يحسن معاشرتها ويعاملها بما يرضي الله والتفت حولها الخبيثات والحقيرات وشحنت ضد الزوج الذي لم يتردد في الاستجابة لطلبها في الطلاق وحين حصلت على المبتغى ندمت وتحسرت كثيرا ،شاهدته مرة يسوق سيارة ( بيكوب) محملة بصناديق الفواكه المتنوعة، ليمون، إجاص، تفاح ، موز، أنشدت الآهات هديرا وحملتها إلى الماضي القريب ،ضغط على المحرك وخرجت سحابة دخان سوداء من العادم، اختفى في الزقاق الجانبي، تلاشت سحابة الدخان في الهواء ،اندثرت الصورة في موكب الرحيل، ظلت تمضغ وحدتها على قارعة الطريق ،لا أضواء تضيء عقارب أحلامها ،ولا سترة نجاة تلوح في الأفق.
امشي في الشارع بغنج ودلال في أدني سماعات، الموسيقى الصاخبة ترفعني إلى السماء، لا اكترث للنظارات المخترقة للجسد، اعرف أن اغلب النظرات تمسح المؤخرة مسحا دقيقا ،سمعت صوتا مخترقا.

- قطام ، قطام…
-اه

توقفت عن المشي ولويت عنقي، لملمت شتات ذهني، تعانقنا بحرارة، نورة زميلة الدراسة هاجرت إلى فرنسا لاستكمال الدراسة، تخرجت مهندسة معمارية وألحقت بوزارة التجهيز جمعت ثورة مهمة من الاشتغال في المكاتب الخاصة ، اقتنت عقارات وافتتحت صالونا للتجميل في الأحياء الراقية في العاصمة، اقتنت شقق في عمارات بمدن الشمال، جاءت لزيارة العائلة، اغلب الفتيات اللواتي عرفتهن احترفن البغاء، القلة القليلة من حصلن على شهادات ومناصب شغل في الإدارات العمومية في قطاع التعليم والعدل والصحة... في الشركات الأجنبية العابرة للقارات، نورة رغم الفقر أظهرت نبوغا وتفوقا في المواد العلمية ،من سار على الدرب وصل، الوقت يبتلع صدى اللقاءات العابرة ،ينكأ الجراحات القديمة ويرفع من معدلات الضغط، ابحث عن مكانة بين الجموع، لا وقت لأقف في منتصف الوجع، اسمع تقريعات الأم والأب، ابحثي عن عمل، المؤاخذات تطرز خدود الأيام، والأب يغوص في تهجئة حروف ضيق ذات اليد ،قيمة المعاش يصرف نصفه في اقتناء الأدوية، ولا مورد آخر يسيل في الجيوب، نفس المواويل تشنف الأسماع يوميا ،ولا شيئ جديد في سماء الأحلام، اشتغلت الأخت الكبرى في مقهى في الشارع الكبير ،ترقص في مشيتها على حوافر النظرات، لم يعد الزبون يسرح فنجان القهوة ،كل العيون تسكب من البؤبؤ قصائد عشق ،تمضي ملتهبة في حبال التنهيدات، أرقام الهواتف تدس مع البقشيش ، كلمات فقأت عين التمنع، تفاوض المبلغ مسبقا، الدخل الأسبوعي يتحسن يوما على صدر يوم ، كله بفضل اللعب بأحشاء المدافع، سؤال الكرامة يلوذ بالصمت الوقح فوق مسلخ الجلاد ،ضاعت الكرامة من أضمامة الأحلام ،ففي الكف قصيدة محشوة بالهزيمة.

- أختك جميلة لماذا لا تدبرين لي لقاء معها و سأدفع لك مبلغا مهما
- كم
-كم تريدين
- آه

مرت الرسائل بين أدغال الكلمات، تلاقت النظرات المكلومة بتعابير البوح، والأيدي مغلولة بقلة الحيلة، مطلوبة لجلسة عشق مع موظف في وكالة بنكية ،شفتاي صامت العناق مند اشهر، ضحكنا كثيرا على العاشق الولهان،ألوك لعابي بين ضفاف حنجرتي ،في الجلسة الأولى رفع نخب الجمال، امطرني كلمات رقيقة أنهت بسرعة جولة التردد ،الابتسامة الهاربة من الشفتين تذيب الخجل ،لكن الاحتراس حاضر في الروح المفعمة بالشحوب والظلال، الغواية أسلوب متجاوز ، مشت في هذا الطريق مند سنوات إلى آخر الهذيان، ولا زال الليل في أوله لاستحضر الطفولة والشقاوة ، تبددت المخاوف وتعرت الروح بلمسات ناعمة ،الرعشة الكبرى تخلط المخاوف باللذة مع لهاث الخطيئة ،لا احد يدفئني بالاحترام، مجرد وعاد للتفريغ ،ماتت كل الأحلام على بوابات الحاجة ،لم يبق من لوحات الطفولة في المخيلة سوى وجه بدا يشحب، بعض الوجوه القديمة مقرفة متشحة بالتغضن ،أحاول طردهم من الأشلاء لأواصل المسير ،لم اعد قادرة على خوض إضراب عن الحب، الإدمان على دفئ الأجساد اخطر إدمان ،تأسرني اللحظات الجامحة، أختي البكر حولتني إلى مشروع، تعقد لي الصفقات مع الباحثين عن دفئ الأفخاذ ،من صباح لأخر أتنفس نسخة طبق الأصل من الأيام الفائتة ، الحوارات لا تبرح ما تحت الصرة ،الحياة فقدت روعتها، نعيش أكذوبة، سؤال الحقيقة يحتاج إلى جواب ،الجسد يخطو نحو الاندثار ،الشباب يرحل بسرعة والشيخوخة تزحف بدون إنذار، والطفل الساكن في عروقي تلاشى، الجدران ضاقت احس بالاختناق وأحاور الفراغ ،والدتي تدعوني للمقاومة، تتبرج بكثرة وتتعطر باستمرار ،ترتدي ملابس شبابية، تطلق كلمات ممهورة بعناوين مفهومة ،تلعق بشهية الأجساد الرياضية ، لا تخفي أفكارا تغلي بالداخل، ولم يعد الكلام يختنق في جحور الصمت والحشمة ،تنثر بذور العشق بدون فرامل، الجفاف يفجر شبقا نابتا في العروق، الأم ترقص على أوتار الجنون، الشفاه صامت العناق مند سنوات،الوجه مخضب بغبار الهزائم ،ترفع نخب الأنوثة الغائبة في وجه المارة، غازلت الخضار والبقال والخياط ...،الرغبة الجامحة تزيل الوشاح عن الهيجان تتدفأ بها الأوصال من صقيع العطش، المنزل تحول إلى ماخور ،الوسيطات يشترطن مبلغ عن كل عملية تشحيم للاماكن المقعرة ،لكل غرفة سعر محدد، الغرف المجهزة بالأثاث وغير المجهزة ،الزبون يتمدد فوق المخيلة ،لا خيارات سوى الدفع للفراش المثير .تنشر في الوجوه ورقة الوقت بصوت مهدد.

- 300 درهم للغرفة المجهزة و 100 درهم للغرفة البئيسة…
- حسنا كم من الوقت
- نصف ساعة ويجب الإخلاء هناك من ينتظر نوبته
- حسنا

الأب يقضي سحابة يومه في المقهى القريبة من الحي، يستعيد تاريخا من البطولات الوهمية ،الأسنان سقطت، يدخن بشراهة التبغ الأسود الرخيص، ازداد نحافة و جحظت عيناه، كل مرة يسحب السروال من الحزام، غريب في بيت الأجداد، يشاهد الكرامة تنتهك لكنه لا يتحرك، لا وقت لفتح الجرح والبكاء، النسوة يتبولن على خريطة العمر، لم يبق له سوى مجالسة الوجع وحرق الأسنان ،ينفخ في دخان السيجارة ويلعن الزمن،تصرخ بالحوباء الآهات ،وجوه غريبة تتسلل إلى الدار لتشعل الشموع وتمارس لعبة الإيلاج، الأصدقاء الذين جالسوه لسنين انفضوا من حوله ،أقاموا له في الحضور صلاة الجنازة .

- لا مكان للديوث بين الناس المحترمين
-…
تنزلق السحب فوق عيني،كل شيئ كان يمضي سريعا،الهدوء يعم المنزل في ذلك اليوم ، الرجال الثلاثة ينتظرون نوبتهم لرفع نخب العناق،الالتحام يسافر بي إلى مدارات بعيدة ،الزبون يصرخ مثل ثور في الصدر لغم على وشك الانفجار، ارتفعت الحشرجات وسقطت حبات العرق، ارتفعت الطرقات على الباب، ازدادت الطرقات حدة، الباب يرتج وهدير الكلمات يكتب مخاوفي، انتابني وجع قوي، ارتعدت الفرائص، شاهدت أمي وأختي شاحبتا الوجه ، تبتلع أختي اللعاب من الحلق الناشف الحيرة تطفو فوق الوجنتين ،توالت الطرقات القوية، سقط الباب الخشبي، ارتجت النوافذ والقلوب، اندفعت إلى الداخل وجوه فولاذية ،تملك الرعب والخوف من في الدار.

- الشرطة ... الشرطة.



#الحسان_عشاق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البداية : ظهور السيدة قطام
- احاور جنازتي من فوق المحمل
- محاكمة الصحافة وتقزيم حرية التعبير في المغرب
- خوكم بوحمارة واغتصاب متزوجة
- خوكم بوحمارة وفتاة السرطان
- خوكم بوحمارة
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 10)
- زقوم كرة القدم الحلقة (9)
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 8)
- زقوم كرة القدم الحلقة (7)
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 6)
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 5)
- زقوم كرة القدم الحلقة4
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 3 )
- زقوم كرة القدم (الحلقة2 )
- زقوم كرة القدم
- يوميات الكابران لمساسكي
- الرئيس ميغول واعوانه
- مدير الفضايح... وحمادي الدحش
- رواية ( ارقص... انت في المسلخ)


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - ظهور السيدة قطام وطلاق الأخت ( الحلقة2)