أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - خوكم بوحمارة واغتصاب متزوجة















المزيد.....

خوكم بوحمارة واغتصاب متزوجة


الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


ليس المهم ما يقدم للفقراء الأهم معرفة مصدر التمويل و النتيجة مما يقدم وهل تصل الأمانة إلى أهلها كاملة .. أسئلة كثيرة ترافق اشهر متوسل بالمنطقة، استدعاه المحقق استجوبه اكثر من ساعة ،ظل يبحلق في الكراسي والحاسوب، الأسئلة النافذة تمطرق الجمجمة، يتعثر في الإجابات ويهرب بعيدا يسبح في الخيال والمتمنيات، تتقاطع أنفاس الارتباك والخوف، يحس بالضيق وثمة خندق عميق يسحبه بقوة، تصطدم الكلمات ببحر متلاطم من الأمواج ، ظل يثرثر بدون انقطاع، يحكي عن البطولات وأفضاله على المحتاجين، تنغرس التهم سكاكين تمزق الأشلاء، لوحة المفاتيح تطقطق ، الحقيقة تعيده إلى الواقع، مظاهر الثراء أثارت الشبهات، في اقل من عقد من الزمن ارتقى في سلم الثراء ، موظفون افنوا زهرة شبابهم في خدمة الأوطان اغلبهم يكتري منزلا سكنيا،كيف لعاطل عن العمل أن يمتلك سيارة وبقع سكنية وارض فلاحية تضم عشرات الهكتارات وحلي ومجوهرات، شيئ ما غير طبيعي .
الكاميرا ترصد الحجرات الضيقة، بيت مقشر الجدران متهالك ،رائحة مغثية تستقبل الزوار، أفرشة بالية ممزقة، قطع الكرتون مرمية على الأرض،البنت الكبرى زينب تعاني من تآكل في أصابع اليدين والأرجل. تمشي معوجة، مقوسة الظهر، باقي الإخوة يعانون من الضمور عيون تغوص في المحاجر، فكر الفقر والأبناء لا يلتقيان، عيناه تلاحق أم زينب ذات حسن وجمال رغم الأوساخ ،مرافقه المتناضل الحقوقي يتفرس في جسد الأم ويرتفع صدى التنهيدات، يطلق حمما حارقة من نيران الغريزة ،يرمي في حيرة حبات كلماته المتناثرة، تزيل الستار عن خيال يسافر في هضاب الحرمان، تلتقي العيون وتحمر الأم خجلا، نظرات الغريبين ليستا بريئة ،فيهما شبق واشتهاء. يتنفس خوكم بوحمارة الجدية والعزيمة ،يضع التابع المطيع الكاميرا أمام الأم، بالقرب منها تجثو الفتاة ساهمة فاغرة الفم، تعرض يداها ورجلاها المتآكلة،تكلمت عن المعاناة وعن المرض الجلدي، عددت الأدوية التقليدية التي لا فائدة منها، تناشد أهل الخير في توفير تكاليف العلاج، اكتملت فصول المسرحية السخيفة، والد زينب ظل صامتا يتابع المشهد بدون كلمة، ينبش الأرض بعصا الزيتون، العيون تقول الكثير، القلوب المنكسرة تحترق من الداخل، الآهات رسائل مشفرة، يختفي فاعل الخير وزمرته، لم يبق في الآذنين سوى زئير السيارة، يتلاشى الصخب والضجيج ويعم الصمت المتقطع، في السماء ثمة سحب صافية ، الهواء يأتي دافئا يجلد الأشجار ، صورة الفتاة المقوسة عالقة في الدماغ، طوال الطريق ظل الحديث مركزا على الإعاقة الجسدية، أصابع الأرجل واليدين قضمهم المرض بسبب موت الأنسجة، الطبيب المعالج كتب وصفات طبية، حدق كثيرا في رزمة الأوراق، قلبها ذات اليمين وذات الشمال،يقف عاريا عند حافة الجهل ،يرفع الحواجب الكثة، يمط الشفاه ويتظاهر بالفهم والحكمة، الطريق متربة ومحفرة ، اغلب الطرقات في القرى غير معبدة، في فصل الشتاء يصعب استعمالها،الأوحال تتسبب في حوادث السير، افضل الطرق من مخلفات الاستعمار الفرنسي، صمدت لعقود من الزمن وما تزال صامدة في وجه التقلبات المناخية، آلات الحصاد تعري الحقول ،المكيف الهوائي يرسل هواءا باردا منعشا،صورة أم زينب تضغط على المخيلات، في العروق يغلي الدم، السائق يستمع إلى الحوار المبلل بالرطوبة، الغمز واللمز يمر عبر الكلمات المقتضبة ، الخطيئة نابتة في العبارات، على جانب الطريق تمتد مقبرة على مساحة واسعة، آلاف القبور متراصة ملتصقة ببعضها، اطلق مند شهور نداء لشراء قطعة أرضية لدفن موتى المسلمين، انتظر أن تمطر السماء نبضات النور والتوبة، الاستجابة كانت قوية، الملايين تنام في الحساب البنكي، يتوهج في العيون الطمع، خوكم بوحمارة مشى سنوات فوق رماد الفقر والجوع، من لدغه الثعبان يخاف من الحبل ،لا احد يعترض على السلوك الأرغن، لا احد يتساءل عن نقاء اليد وصفاء المقصد، البعض يصفق وآخرون يختنقون في صمت،آخرون يرقصون فوق الجراح طمعا في النصيب، الجاهل يضحك على العقول الضيقة ،يكبر الأمل على إيقاعات الضجر ،خوكم بوحمارة يمتطي الجماجم المتصدعة بالفقر وقلة الحيلة، النادل يجمع الصحون الفارغة من المائدة، المتناضل الحقوقي يمص الأصابع من بقايا الدهون، السائق عاطل عن الفرح، يمسح بالعيون ظل الأحاديث المقتضبة، يسحب اشهر متسول رزمة أوراق زرقاء، يقترب النادل شاحذا ابتسامة مهترئة، الشارع الرئيسي يتثاءب بالراجلين، شابة تستعرض مفاتنها في تحدي ، تثير الفضول والقرف، تفرس في الوجه جيدا ،زبونة لدى الفندق تقدم خدمات للباحثين عن اللذة، عاد إلى قضم قطع البطيخ الأصفر بشره، تتدفق عصارة السائل على الذقن، يمسح بكم القميص، لاحت أمامه صورة أم زينب،امرأة محرومة من الدفئ والحنان، سيتحلل جمالها بالفقر والحموضة،في العيون محطات انتظار، يسافر فوق هضاب الجسد في عجلة من أمره، تأوه تأوهات عميقة واحس بتنمل في كامل الجسد .

- مسكينة زينب اختفت منها أصابع الأيدي والأرجل
- مرض جلدي متحور
- سنعرضها على أطباء الأمراض الجلدية
- إن شاء الله

النظرات مسكونة بالأشباح الشريرة، الاستعطاف ينبح طوال الليل، عدد الإعجابات يرتفع ،الحوالات تتقاطر على خوكم بوحمارة، الهاتف لا يكف عن الرنين، تقنيات التواصل الفوري قضت على الوسائل التقليدية، لم يعد الأمر بحاجة إلى معاملات بريدية ولا إلى ساعي البريد ليطوف على الأزقة والأحياء ليحمل الرسائل ،يرفع العيون إلى السماء، يمضمض بضعة آيات مبتورة ،يطلب من الله أن يهبه قدرة خارقة، ليطرد الشياطين البشرية من الطريق،ليقاوم العتمة المتسللة إلى الضلوع ،الأعداء والحساد ملؤوا أيامه بالغمر واللمز، جبر الخواطر في وطن الفقراء شيئ صعب، توالت الرحلات إلى القرية المتاخمة للمدينة المغتصبة من اللصوص وتجار الذمم، المتناضل الحقوقي لا يكف عن الثرثرة ،النار ترتجف في موقد طيني، الدخان يتصاعد في الهواء، يصمت المحرك ينزل الزوار، أم زينب تستقبل فاعل الخير بحفاوة و ابتسامة عريضة ،زال الخجل والدهشة ،أكياس مليئة بالسلع والخضر والفواكه، دجاج محمر ولحم البقر،تنفرج الأسارير أمام المشهد العميق للبدل والسخاء،تسحب زينب تفاحة حمراء تتأملها بغرابة، تمسح بطرف الكم الممزق، تنغرس الأسنان في الفاكهة الطازجة ، قضمة واحدة وثانية،ابتسامة عريضة ،الرضيع على صدر الأم الوجه يرعى فيه الذباب، وذئاب الهواجس تنتظر الفرصة لافتراس الشاة، خوكم بوحمارة مضطهد في الحب وغريب ،تزوج من الجارة في فترة كبت جنسي، يعرف ماضيها الملوث، كم من زبالة تحولت إلى مسجد ومرتد تحول إلى واعظ، أنها الحياة لا يمكن أن تعطي كل شيئ، يصطف الفرسان الثلاثة أمام البيت الطيني، أم زينب لم تعد خجولة تآلفت مع المشهد، انخرطت بشكل كامل في الأحاديث، لم يعد هناك فرامل ولا تحفظات، تنتظر نبوءة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، شاهدت الشريط وظلت صامتة، صوتها اكثر قوة وتدفقا،يسافر بالمشاهد نحو رائحة الفقر المكدسة بين ثنايا الكلمات، تحمل روحه إلى حقول الاستجابة ، الكلمات ذخيرة من نوع آخر، تنفجر في القلوب العطوفة والحنونة ،الأب حضر لتوه من ورش البناء، أسمال ممزقة وأيادي مشققة، بقايا الإسمنت ما تزال عالقة على السترة الزرقاء،رمى الفأس والرفش بعيدا، القى بالقبعة المصنوعة من نبات الدوم المجفف، تفرس في الوجوه الغريبة، جلس الأرض وممد رجلاه إلى الأمام متكئا على جدار البيت الطيني، سحب من الجيب الداخلي للسترة الزرقاء علبة سجائر سوداء، راح يدخن في شره، اطلق كحات متتالية، بصق في اتجاه الزوار بدون اكتراث،يلملم ابتسامة ماكرة ويغرس النظرات في الغرباء الثلاثة، الكلمات سكنت في الحنجرة طويلا، يبصق بقوة ويلوذ إلى رحلة الصمت ، كل أوراش البناء أدمت أنفاسه ، العمل الشاق هد الجسد ،أم زينب ندعوهم للدخول إلى البيت الطيني، تمسك بيد خوكم بوحمارة وتسحبه، يحس باليد الدافئة، تسري ارتعاشة في الأشلاء، الحشرجات تسبح فوق هضاب البدن، في الأعماق يسرد حكايات اللوعة، دس في اليد الدافئة قارورة عطر، العطر الفواح يحرض خيول الأسئلة ،الشر يختفي وراء الهدايا ،خوكم بحمارة تطارده ثيران الشهوة وفي الفم كلمات ترفض البوح تتخبط في الصدر، يشتهي الجسد الذي يفتح النار في الشرايين، تخيلها بلباس أنيق وشعر منسدل على الأكتاف، حشرة التفكير والتخطيط تعمل بسرعة فائقة، نهر الاشتهاء يتدفق بقوة في الأشلاء ، الأرض تهتز تحت وقع النبضات المتلاحقة، الحقوقي المزور يتابع المشهد بتقزز، يفتح النار في خميلة الحواس، كبير المتسولين سبقه إلى الفريسة، السائق يبتلع الريق ويلعن الشياطين، فكر بصوت مسموع قبح الله الفقر ، كلبان مصابان بالسعار بدون رحمة ولا شفقة، الزوج مازال يرتاح تحت ظل سور المنزل الطيني، اشعل ثالث سيجارة سوداء وظل ساهما،يبحلق في الأرض وفي الفضاء الواسع،الرجل صام مند سنوات شجرة الكلام، خذلته الصحة و هزمه الوقت الصعب، أصعب شيئ في الزيجات الزواج من فتاة صغيرة السن،الأب سقط في فخ تفاوت السن، السنون تحفر في الجسد ضريحا.

- لا تتزوج فتاة اصغر سنا
- لماذا...؟
- فارق السن اكبر مشكلة تواجه الزيجات
- كيف
- تصور زوجا في الستين وزوجة في العقد الثاني او اكبر بقليل… الزوج انتهى والزوجة في بداية رحلة العمر تحتاج إلى حنان وكلمات غزل ستبحث عنه خارج إطار العلاقة الزوجية
- هناك بنات الناس
- وهناك الرغبة في العيش...الإنسان يعيش مرة واحدة

السيارة السوداء تنهب الطريق نهبا، خوكم بوحمارة ساهم يستعيد تفاصيل الحوار الشيق مع أم زينب ،تتدحرج العيون فوق هضبات الجسد المتناغم، ترفرف عصافير الصدر تبكي للكبت الرابض في النبضات ،لم يسبق ان احب فتاة وأحبته، ولم يكتب للحب قصيدة في الخلايا، العاهرات اللواتي عاشرهن يطلبن الثمن مسبقا ،الحي الذي ولد فيه يعيش على عرق الأفخاذ ،اغلب العائلات يعتشن من الأحواض، اغلب الممارسات هاربات من الفضيحة، وهناك من ولدن ليكن مومسات، يوم السوق الأسبوعي يكثر الغرباء، الحركة نشيطة داخل أزقة البيوت الطينية المسورة بالروائح الكريهة، عشرات الأطفال اللقطاء يتراكضون ، يتسابقون لاستقبال الزبناء، يسكنه الجنون كلما هبت صور الأمس القريب، العيون العسلية حاضرة في الجمجمة.
تكررت الزيارات وتوطدت العلاقة بين أفراد العائلة، الأب دائم الغياب يعيش عالما خاصا ، الشمعة تحترق بين حروف الانتظار، يسيل لعاب الذئاب على باب الفريسة، التنافس لم يعد مجديا ،المتناضل الحقوقي عرف انه خسر معركة الإغواء، انسحب في هدوء فهم أن الزوجة تميل لأشهر متسول، اللعين أغرفها بالهدايا والأوراق الزرقاء، حملت الفتاة إلى مصحة خاصة، صور الفحوصات والتحاليل تجوب منصات التواصل،زينب لأول مرة في حياتها تنام فوق سرير مريح، رائحة اليود تعتقل القاعة، لكنها رائحة مشتهاة، تتمدد زينب فوق السرير، منامة نقية تعتقل الجسد تشعر بالنعومة والرطوبة، تسافر العيون من خلال النافذة ألي فضاءات خضراء، في الليل يقف القمر على الباب ،الطعام شهي ولذيذ، الخيال يهرب إلى نجود وهضاب مقفرة، يجوب في رمشة عين أضوأت البراري،صاحب البدلة البيضاء، وضعه يده على اليدين والرجلين، حدق النظر فيهم كثيرا ، قفازات رقيقة ناعمة الملمس تمنع العدوى، يكتب شيئا في ورقة مشدودة أمام السرير ،ثمة ممرضات يثرثرن بدون انقطاع، واحدة توزع ابتسامات بطعم الحب.

- كيف هي التحاليل والفحوصات...؟
- جيدة لا تعاني من أية أمراض
- ضروري من عملية جراحية لإزالة الجلد الميت
- حسنا
- هل دفع الولي نفقات العلاج
- تقريبا ...؟

لا شيئ يتحرك بدون تشحيم، من أراد التطبيب عليه الدفع، الصحة العمومية تحتضر في الوطن مند زمان، المرافق مجرد بنايات فارغة تستهلك ولا تنتج، خوكم بوحمارة يلعلع في شبكات التواصل، يشكر العاطفين والمانحين، حالة زينب مستقرة، يشكر متبرعة من بلاد الواقواق دفعت ثمن منزل،أخري من بلاد السند والهند دفعت تكاليف العلاج، اخرى دفعت جميع فواتير التطبيب،في بطن الليل حيث السكون انزوى في ركن من الحجرة الضيقة استفرد بصاحب الوكالة المالية، سحب الهاتف النقال وراح يتهجى أرقام الحوالات، تتكدس الأوراق الزرقاء، يسحب مبلغا وينفح صاحب الوكالة الذي ضحك ملئ الأشداق ،ربح في ليلة واحدة ما لم يربحه في أسبوع ، حين ودعه أمام الباب أمره بالتزام الصمت، يخاف أن تولد النار من مداد السر ،الحساد يترصدون الحركات والسكنات، يبحثون بين الكلمات عن الأخطاء والمنزلقات،فاعل الخير يقف فوق الجمر ليمسح الدمعة عن المحتاجين، يسحب اليائسين إلى ضوء الشمس، صورة أم زينب تتراقص أمامه تضغط على الدماغ، لم يبق سوى بضعة أيام لينقل الأسرة إلى المنزل الجديد ،سيلتقي بمن احبها في السر، عشرات المرات تضيع منه التعابير وينعجن البوح في الشرايين ، الخجل المزمن يبعثر الأفكار ،المتناضل الحقوقي اكثر جرأة وتمرسا في لعبة الاستدراج.

- تفضلوا انه بيتكم

دخل الصغار فرحين تراكضوا إلى الغرف، المنزل مجهز بالاثات ، جهاز تلفاز ومبرد ، آلة تصبين، أسرة ناعمة وملابس من كل المقاسات في الخزانة، ظل المصور يتلقط أشرطة فيديو للام و الأولاد ،شريط فيديو للمريضة زينب في المصحة جاهز للعرض، الأب رفض ترك الكوخ الحقير، يفضل أن يموت في الأرياف على العيش في المدينة،جميع المحاولات لحمله على الرحيل باءت بالفشل، انه أشبه بسمكة إذا خرجت من البحر ماتت، هكذا سمعه خوكم بوحمارة يردد بصوت خافت ويرمي بعقب السيجارة الذي ترمد في اليد، حين رفض الرحيل احس اشهر متسول بالفرح الداخلي، كسب الجولة الأولى وتنتظره الحركة الأهم، رمقه بنظرة متفحصة شبح يشبهه في العناد،عيناه مسمرتان على الغريب الذي يمزق عائلته الصغيرة، يقيس في حنق تجاعيد الخطوات، في الطريق إلى المدينة والعالم الجديد، الفرحة تدغدغ الأطفال الثلاثة، لم يحملوا معهم أي شيئ، سوى دزينة أمنيات وأحلام عراض في حياة كريمة، أم زينب تطلق الابتسامات من تحب الدهشة، خوكم بوحمارة يراقب الحركات والسكنات، يفرك الأيدي ويقطف عناقيد الاشتهاء في الخيال.

- ومن سيعيلهم في الأشهر القادمة...؟

السؤال مطرق الدماغ بقوة، يلوذ إلى ردهات الصمت، الله قادر على كل شيئ،لم يعد يهمه أي شيئ، لقد أدى دوره وزيادة، دفع تكاليف العلاج وقيمة المنزل والاثات ،كل ليلة يتسلل ليفترش أم الأولاد، الحشرجات والآهات تمزق زوايا الحجرة ،تشرق الأهازيج في العيون الحالمة ،تدغدغه الكلمات على سفوح جسد عطشان،خيوط النهار تتسلل من تحت الباب،ظل يصرف بغير حساب، استمر الاغتصاب لأشهر على وقع الوعود والخير العميم، الحمل ثقيل ويد واحدة لا تصفق، المتناضل الحقوقي ينتظر نوبته لينقض على الفريسة، رائحة الخيانة بدأت تنتشر في الحي الصفيحي ،حاصرته الزوجة بعشرات الأسئلة القاسية، اقسم فوق الكتاب المقدس انه بريء، الحساد يشنون عليه حملة لتكسيره وتلويث سمعته، يبحثون عن وسيلة لأسقاطه، ليس هناك دخان بدون نار، اشهر متسول صنم مهيب، يساق الناس من حوله مكممي الأفواه، الجهل مقدس في الوطن حين تعلو الأصوات الفارغة، السؤال حرام حين تكفر الظنون، إن بعض الظن إثم، الحقيقة تذبح على مشرحة الصمت، صوت خوكم بوحمارة أغلى من الحقيقة، واخطر من السلاح، الفقير لا يحتاج إلى النبش في خلفيات اشهر متسول ما يهم العطايا والهبات، الفرح المؤقت مطلوب، تمسكن حتى تتمكن، تلك آيات المحتاجين والمعذبون في الأرض.رائحة الخيانة تطوف على البيوت،كل يوم حفلة من الاتهامات والتهديات، حملت الحقيبة والأولاد واستنجدت بالعائلة،عش الزوجية بدا يتمزق، يتفتت،كثرت الأقاويل والتأويلات، خوكم بوحمارة تطلق، خوكم بوحمارة تزوج بأم لأربعة أولاد هربت من زوجها، خوكم بوحمارة تسبب في حمل العشيقة،الرشقات تتوالى والضغط يزداد،كل خطوة تمشي به إلى الوراء، ولا حائط يتكأ عليه ليطفئ بالداخل النار المشتعلة، الهاتف لا يكف عن الرنين،استعجله الجار في الحضور .

- عليك الحضور حالا إلى المنزل

تشابكت الأجساد في الزقاق ، تمتد الأصابع إلى خصلات الشعر، حين تتعارك النساء تمتد الأيدي بقدرة قادر إلى خصلات الشعر والأظافر إلى الوجه، صراخ وعويل ، تصفيقات وقهقهات ، اختلطت الأصوات ومزقت الهواء، تدفق المتفرجون من البيوت، الفرجة مضمونة، أم زينب تسدد اللكمات والضربات، تقصف زوجة خوكم بوحمارة بالكلمات النابية، تدخلت عشرات النسوة لفض النزاع، وجوه ممزقة بالأظافر، دماء تسيل على صفحات الوجه، معركة حقيقية بين الزوجة والعشيقة.
بعد أيام من الواقعة شاهد المتناضل الحقوقي يتسلل إلى منزل أم زينب، بعد شهر اصبح يدخل ويخرج بدون حرج، احس بفرح كبير وبثقل ينزاح عن الظهر، زينب تعافت لكن الأصابع بترت، لتعيش العائلة وتوفر دخلا شهريا تم كراء غرفتين لمومسات، في الليل يتحول المنزل إلى وكر للعبث بالأحواض، التسول بالحالات الاجتماعات يذر الملايين ، ارتقى اجتماعيا في رمشة عين، من بائع السجائر بالتقسيط أمام المقهى إلى صاحب عقارات وسيارات وحسابات بنكية، سبحان مبدل الأحوال يعطي لمن يشاء بغير حساب ،الاتهامات تمشي على عكازات من الفضح الجريء ،الاتهامات تعانق علامات الاستفهام، لعبة الاستبلاد لم تعد صالحة، لازمة الاستعطاف والتسول بهتت واضمحل مفعولها.

- انصحك بالتوقف قبل فوات الأوان



#الحسان_عشاق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوكم بوحمارة وفتاة السرطان
- خوكم بوحمارة
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 10)
- زقوم كرة القدم الحلقة (9)
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 8)
- زقوم كرة القدم الحلقة (7)
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 6)
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 5)
- زقوم كرة القدم الحلقة4
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 3 )
- زقوم كرة القدم (الحلقة2 )
- زقوم كرة القدم
- يوميات الكابران لمساسكي
- الرئيس ميغول واعوانه
- مدير الفضايح... وحمادي الدحش
- رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
- كتيبة الاعدام
- الرقيع في بلاد الصقيع
- الرقيع في ليلة الزفاف
- الرقيع والمراة


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - خوكم بوحمارة واغتصاب متزوجة