بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شيء يضاهي الخوف والحب قوةً وسطوة.
يُخيّل إلينا أنهما نقيضان لا يلتقيان فالحب يبدو وعدًا بالأمان والخوف نذيرًا بالفقد.
ومع ذلك كم من قلبٍ عرفهما معًا في اللحظة نفسها؟
الخوف لا ينفي الحب دائمًا يولد منه.
ألم يكن العاشقان اللذان يلتقيان سرًا رغم المنع والتهديد مثالًا حيًا على ذلك؟
قلوبهما تخفق حبًا وترتجف خوفًا.
حبٌّ يدفع إلى اللقاء وخوفٌ يوشك أن يفسده.
هكذا كنّا.
كنت آتيك محمّلًا بالخوف لا خوفًا منك بل خوفًا عليك.
كنت أخشى الفقد أكثر مما أخشى العقاب وأخشى أن يُغلق باب اللقاء إلى الأبد.
كان الزمن أثناء وجودي معك عدوًا وصديقًا في آنٍ واحد:
أريده أن يمر سريعًا كي ننجو وأريده أن يتوقف كي لا نفترق.
واليوم تغيّرت الأيام أو هكذا يبدو.
تغيّر القيد لا الجوهر.
صرنا نسمّي القيود حرية
لكن الحرية التي نعيشها ليست تلك التي نحتاجها.
الحرية ليست مساحة مفتوحة بل امتحانًا قاسيًا:
كيف أكون إنسانًا فقط دون أن اتكئ على وهمٍ فالتاريخ ثقيل محشوّ بالجثث والهزائم و اللعنات...
والسعادة فيه عابرة كاستثناء.
لكن الحياة رغم كل شيء هي الأصل.
ولن يولد عالم جديد
إلا حين نحرّر الحي من الميت
ونحرّر الإنسان من خوفه…
من العائلة حين تقهر ومن الدولة حين تستبد ومن كل سلطة تصادر إنسانيته باسم حمايته.
19 ديسمبر 2025
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟