أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس صليبا - يسوع المسيح أمام محكمة التاريخ. ألحلقة الأولى















المزيد.....

يسوع المسيح أمام محكمة التاريخ. ألحلقة الأولى


موريس صليبا

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 13:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر هذه الدراسة العالمان الفرنسيّان الشهيران ميشال ايف بولوره (Michel-Yves Bolloré) واوليفيه بوناسي (Olivier Bonnassies) في كتابهما الشهير [الله، العلم، البراهين. فجر ثورة] (Dieu, la science, les preuves. L’Aube d’une révolution)
لقد بيع منه أكثر من ستمائة ألف نسخة، وترجم الى لغات عديدة. صدرت الطبعة الأولى عام 2021، ثمّ توالت طبعات أخرى. وبما أنّ هذا الفصل لم ينشر في الطبعة العربية، فرأينا من المستحبّ ألا يحرم القارئ العربي منه واعطائه الفرصة للاطلاع عليه والحكم على مضمونه. بعد نشرنا الحلقة التمهيدية أمس، اليكم اليوم الحلقة الأولى، وعنوانها:

لا وجود ليسوع إطلاقاً، فهو أسطورة استُنبطت لاحقًا

لا يستطيع أحد الدفاع عن هذا الطرح. فحقيقة يسوع التاريخيّة تمّ إثباتها بشكل كافٍ وموثّق. انّ الإشارات الواردة من قبل العديد من النقّاد هي وحدها كافية. كذلك الشهادات المعادية له هي بالضرورة أكثر قيمة وإقناعا من شهادة أتباعه. لهذا السبب ونظرا لعددها المتوفّر لدينا، نستشهد بها فقط، دون الحاجة في هذا الإطار إلى ما قاله أي رسول أو قدّيس أو أحد آباء الكنيسة.

1. الكتبة والمؤرخون القدامى في منصّة الشهود
ذكر المؤرخ اليهودي فلافيوس يوزيفوس Flavius Josèphe (37-100) رجمَ يعقوب الصغير، "أخ" يسوع، عام 62 في أورشليم، فكتب قائلا:
"دعا عنان الأصغر الذي رُقّي إلى منصب الحبر الكبير، [...] إلى انعقاد المجمع التشريعيّ المعروف بـ (السنهدريم). مَثُل أمامه يعقوب، شقيق يسوع الملقّب بالمسيح، وآخرون كانوا متّهمين بانتهاك الناموس، وتمّ رجمهم بالحجارة ."
وتحدّث مارا بار سيرابيونMara bar Sérapion ، وهو شخصيّة سوريّة بارزة من أتباع مذهب الرواقيّين، في رسالة وجّهها عام 73 إلى ابنه السجين، عن مصائب هؤلاء الذين يضطهدون الحكماء. جاء فيها: "ما الفائدة التي نالها اليهود من إعدام ملكهم الحكيم؟ لقد تمّ القضاء على مملكتهم بعد ذلك بوقت قصير... "
ثمّ ذكر المؤرخ الروماني سوتونيوس Suétonius (69-125) في العام 121 الاضطهاد الذي عانى منه المؤمنون بالمسيح في سنة 50 قائلا: "بما أنّ اليهود لم يكفّوا عن تعكير صفو المدينة بتحريض من كراستوس Chrestos، فقد طردهم [كلوديوس] من روما ".
ومن جانبه، ذكر المؤرخ الروماني تاسيتوس Tacite(55-118) يسوع مباشرة عندما تحدّث عن اضطهاد المسيحيّين بأمر من نيرون Néron، في السنوات 60، فيقول: "أنزل نيرون أشدّ العقوبات على فئة من الناس كانوا مكروهين بسبب عاداتهم الإجراميّة، وكانت الحشود تطلق عليهم اسم "المسيحيّين". يعود منشأ هذا الاسم إلى "المسيح" الذي حُكم عليه بالإعدام في عهد طيباريوس Tibère، وبقرار من حاكم اليهوديّة آنذاك بيلاطس البنطي Ponce Pilate لم تردع تلك المجموعة في ذلك المكان فحسب، بل أيضًا في روما حيث حلّ وانتشر في كل مكان ما هو بغيض وسيئ السمعة. "
وقد تحدّث أيضا سواتونيوس Suetonius عن اضطهاد المسيحيّين في عهد نيرون قائلا: "في عهد إمارته [نيرون]، تمّ تطبيق العقوبات الشديدة والعديد من التدابير القسريّة الجديدة. [...] فجرى تسليم المسيحيّين للتعذيب لاعتبارهم فئة من الناس المدمنين على الخرافات الجديدة والشرّيرة ".
وفي تقارير قدّمها بليني الصغير Pline le Jeune (61-113)، حاكم بيثينية Bythinie، إلى الإمبراطور تراجان Trajan عن كيفيّة معاملة المسيحيّين يقول: "إذا ابتهل أولئك الذين تنكّروا لكونهم مسيحيّين أو كانوا مسيحيّين سابقا، وتضرّعوا أمام الآلهة وفقًا للصيغة التي أمليها عليهم وقدّموا البخور والنبيذ أمام صورتكم التي جلبتها معي لهذه الغاية مع تماثيل الآلهة، وإذا جدّفوا بالإضافة على المسيح، وهذه أمور يستحيل على المسيحيّين الحقيقيّين القيام بها، اعتقد أنّه سيكون من الضروري إطلاق سراحهم ... أما [أولئك الذين قالوا إنّهم مسيحيّون] فيعترفون بأن ذنبهم اقتصر على لقائهم عادة في يوم محدّد، قبل شروق الشمس، للترنيم معا للمسيح كإله ".
أما الكاتب الإغريقي لوسيان الساموساتي Lucien de Samosate (125-192) فقد أشار إلى ما يلي: "إنّ الذي جرى تكريمه في فلسطين حيث صُلب بسبب إدخاله عبادة جديدة بين الناس [...]. هو المشرّع الأوّل [للمسيحيّين] الذي أقنعهم مرّة أخرى بأنّهم جميعًا إخوة. وعندما يقبلون بذلك، عليهم بالتخلّي عن آلهة الإغريق وعبادة السفسطائي المصلوب واتّباع قوانينه . "
. ومن جانبه، ذكر الطبيب جالينوسGalien (129-216) قائلا: "سيكون من الأسهل إعادة تلاميذ موسى والمسيح إلى الرشد أكثر من الأطباء والفلاسفة المنتمين للملل والنحل ."
كذلك سخر الفيلسوف سيلسوس Celse (القرن الثاني) من يسوع بقوله: "أنت تصوّر لنا الله كشخص انتهت حياته بموت بائس كانت حياته سيئة السمعة ."
أما فلافيوس يوزيفوس، المؤرخ اليهودي الشهير، الذي تحوّل إلى جانب الرومان في زمن حرب سنة 70، فكتب في "الآثار اليهودية": "في ذلك الوقت ظهر يسوع رجلًا حكيمًا، إذ كان لا بدّ من دعوته كرجل، لأنّه كان يصنع العجائب، ويعلّم الناس الذين تقبّلوا الحقيقة بسرور وترحاب. جذب إليه العديد من اليهود وكثيراً من الإغريق أيضًا. كان هو المسيح (كريستوس). وعندما غضب منه وتنكّر له الأوّْلون بيننا، حكم عليه بيلاطس بالصلب. أمّا الذين أحبّوه من قبل فلم يتوقّفوا، لأنّه ظهر في اليوم الثالث على قيد الحياة مرّة أخرى. ذكر الأنبياء هذه الأمور، إضافة إلى آلاف العجائب التي قام بها. وحتّى الآن لم تختف بعده جماعة المسيحيّين التي سميّت بهذا الاسم. "
وهناك النصّ المعروف باسم Testimonium Flavianum، أي "شهادة فلافيوس" الذي يظهر بكلّ وضوح في جميع المخطوطات اليونانيّة القديمة التي وصلتنا. ولكن منذ القرن السابع عشر، حصلت مناقشات حادّة من قبل بعض المتخصّصين، فشكّكوا في صحّة هذا النصّ، إذ اعتبر بعضهم أنّه مدسوس أو محرّف كليّا أو جزئيّا، وذلك لأن فلافيوس يوزيفوس الذي لم يكن يؤمن بمسيحانيّة يسوع، لم يكن بوسعه كتابة هكذا شهادة. ومع ذلك، لا يعبّر هذا النصّ عن رأيّ كاتب مسيحيّ. فصورة يسوع في هذا النصّ هي بالأحرى صورة رجل غير عادي ("رجل حكيم") وليس صورة ابن الله االمتجسّد. فالمسيحي لن يكتب أبدا: "هذا كان كريستوس (المسيح)"، بل بالأحرى "هذا هو المسيح". إنّ كلمة "كريستوس" في هذا المقطع، هي ببساطة الاسم الذي أَطلقه العديد من الوثنيّين على يسوع، كالمؤرخَين تاسيتوس و سوتونيوس المذكورين سابقا. علاوة على ذلك، نادرًا ما تذكر الأناجيل أناسا يونانيّين بين تلاميذ يسوع.
أخيرًا ، تجدر الإشارة إلى أنّ نصّ فلافيوس يوزيفوس نُقل كاملا عدّة مرّات خلال العصور القديمة:
نشره يوسابيوس القيصري Eusèbe de Césarée (بين 314 و333 م) في مؤلفَين من أعماله (Histoire Ecclésiastique I, 11, 7-8، وDémonstration évangéliuque III, 3, 105-106 ) حيث يذكره كلّ مرّة بنفس الطريقة؛
ذكره أيضا القديس جيروم Jérôme (حوالي العام 393) في مؤلّفه De Virus illustribus (13) حيث نشره حرفيّاً تقريباً.
يبدو من الصعب جدّا تصوّر إمكانيّة الدسّ أو التحريف المتعمّد. بما أن يوسابيوس والقديس جيروم اقتبسا بالفعل هذا النصّ، فالدسّ أو التحريف كان ينبغي حدوثه على مدى فترة تقارب 220 عامًا، أي بين العام 90، التاريخ التقريبي لكتابة يوزيفوس " الآثار اليهوديّة القديمة " Antiquités judaïques، وبداية القرن الرابع، تاريخ الاقتباس من قبل يوسابيوس). هذه هي بالضبط الفترة التي اُضطُهد خلالها المسيحيّون. فالمخطوطات كانت محفوظة في المكتبات العامّة أو الخاصّة تحت حراسة آمنة. كان القصد من إقحام النصّ "إثباتَ" وجود يسوع، والمعجزات التي صنعها في وقت لم يشكّك بها أحد (حتى التلمود يشهد بشكل غير مباشر على هذه المعجزات، انظر لاحقا الفقرة الرابعة). لذا يتعيّن على أيّ دسّ أو تزييف أن يطابق بالضرورة في هذه الحالة أمراً مفقوداً. علاوة على ذلك، كيف نتخيّل إمكانيّة تزوير جميع مخطوطات يوزيفوس الموجودة في الإمبراطورية وأن يتّخذ التزوير هذا الشكل؟
غير أنّ الضربة القاضية لفرضيّة الأسطورة جاءت من اليهود أنفسهم، مع العلم أنّهم الأفضل معرفة والأكثر خصومةّ ليسوع. جاء في التلمود البابلي ما يلي: "يقول التقليد: عشيّة عيد الفصح، شُنق يسوع المسيحي، يشو-ها-نوستري Yeshu-ha-Nostri).. سار أمامه مبعوث مدّة أربعين يومًا وهو يردّد: "سيُرجم لأنّه استخدم السحر وخدع اسرائيل وضلّلها. فالذين يستطيعون الدفاع عنه، ليحضروا ويشهدوا لصالحه". ولكن لم يأت أحد ويشهد لصالحه. لذلك شُنق في اليوم السابق لعيد الفصح. قال عُلا (Ulla): هل تعتقدون بأنّ يسوع الناصري كان من هؤلاء الذين نبحث عمّن يمكن تبرئتهم؟ لقد كان رجلاً جذّابًا! وتقول التوراة: لن تعفو عنه ولن تعذره (تثنية 13، 9)."
أما تلمود أورشليم القدس، فيصف يسوع باللقيط (مَمزَر)، لأنّه وُلد من علاقة زنا بين امرأة يهودية وقائد عسكري روماني. ثمّ حصل لاحقا نزاع، فنفاه أحد الحاخامات، الأمر الذي دفعه إلى التخلّي عن يهوديّته. من المحتمل أن يكون قد تحوّل إلى عبادة الأصنام، كما أسهم بالتالي في تضليل بني إسرائيل. ويُحتمل أيضا أن يكون قد تدرّب على ممارسة السحر في مصر، وتمكّن من إخفاء صِيَغٍ سريّة عن السحر في ثنايا جلده عندما اضطرّ إلى مغادرة هذا البلد. وهناك أسطورة تفيد بأنّه كان يصنع من الطين طيورًا ويُعطيها الحياة. ولكن سرعان ما انكشف أمره واضطُرّ إلى فضح نفسه أمام الحاخامات أثناء مواجهة مع السحرة. على أثر ذلك، حُكم عليه بالإعدام بتهمة السحر. ولكنّهم لم يجدوا لشنقه إلا ساقا من الملفوف، لأنّه كان قد أمر جميع الأشجار لرفض استخدامها كحبل للمشنقة (Traité Sanhedrin 43b).
يشكّل التلمود البابلي والتلمود الأورشليمي وثائق رئيسيّة مقنعة. ولكنّها من خلال وصفها يسوع كرجل دجّال، تشهد أكثر من أي نصّ آخر على وجوده.
أما المسيحيّون فيعتبرون هذه القصص كفرا وتجديفا، غير أنّها تعترف بصحّة وجود يسوع.
لننظر إلى الأمور في سياقها. إنّ كتّاب التلمود هم من معارضيّ المسيحيّة، وقد اعتبروا رسالتها خطراً على اليهوديّة. لذلك ابتدعوا أسطورةً تصوّر مَسِيًّا خياليًّا أتى برسالة تتضمّن تدنيسًا عبثيًّا وكارثيًّا لأورشليم القدس، لأنّه أعلن سقوطها وسيطرة الوثنيّين عليها حتى نهاية الزمن. فلو كان بإمكانهم معرفة ذلك، لما كانوا تركوه يواصل مهمتّه دون معارضته ولا كانوا أكّدوا على وجوده.
هل كانوا بالتالي سيثبّتون صحّة هذه الأسطورة البغيضة بالنسبة لهم عبر تلفيقهم لروايات مضادّة، مثل تلك التي ذكرها التلمود؟
يشهد التلمود بهذا الشكل أكثر من أي نصٍّ آخر على وجود يسوع، ويقدّم لنا، بالإضافة إلى ذلك، شهادة ثمينة عن إقامته في مصر، وعن العجائب التي صنعها، وعن الحشود التي تأثرت بتعاليمه، وعن الحكم عليه بالموت وإعدامه من قبل الرومان عشيّة عيد الفصح.

2. يسوع، أسطورة؟ استراتيجيّة حديثة دافعها واضح
لم يكن لدى أعداء المسيح، من اليهود أو الوثنيّين، طيلة سبعة عشر قرنا، أيّ فكرة تقول بأنّ يسوع يمكن أن يكون مجرّد أسطورة، أو بتعبير آخر، تصوّرًا خياليًّا جرى تطويره مع الزمن عبر تقليد شفويّ. كان من الممكن أن يصبّ كلّ ذلك في مصلحتهم، ولكن ليس بكلمة أو بجملة تقال بهذا المعنى. فالصمت وحده يكفي للتشكيك بفكرة الأسطورة.

من أين نشأت هذه الأسطورة؟
سعى مفكّرو وفلاسفة عصر التنوير إلى رفض الله والمسيحيّة ابتداء من القرن الثامن عشر. ففي محاولة معارضتهم ونقدهم للدين، كان لا بدّ لهم من التصدّي للمسيح الذي يجسّده. اقتضى ذلك إيجاد فرضيّة تفسيريّة لـوجوده تبدو معقولة وصالحة تعارض الاعتقاد السائد عن يسوع المَسيّا وابن الله.
كان أفق المناورة ضيّقاّ للغاية بسبب الاحتمالات المحدودة وصعوبة الدفاع عنها. فاختار فريق منهم استنباط أسطورة، وفريق ثان صورة إنسان حكيم، كما اختار آخرون صورة إنسان مغامر أو ساحر شرّير. غير أنّهم لم يتشاوروا معاً للتفاهم مسبقًا على خيارٍ واحد، فجاءت فرضيّاتهم متضاربة مع بعضها.
ظهرت فكرة يسوع الأسطورة في القرن الثامن عشر (برونو باور، بول لويس كوشود). ولكنّها بدت شبه مستحيلة نظرا لتعارضها مع الوقائع التاريخيّة. غير أنّ البعض أصرّ على الدفاع عنها حتّى اليوم، مثل ميشال أونفراي في مؤلّفه عن الإلحاد Traité d’athéologie. فلا عجب من ذلك، لأنّها تتجاوب، بالرغم من سوء النيّة، مع ضرورة الحاجة المطلقة عن السؤال "من يمكن أن يكون يسوع؟" هذه الإجابة تتوافق مع تنكّرهم للمسيحيّة. لذلك اختاروا نظريّة الأسطورة التي لا يمكن الدفاع عنها، لأنّه من المحتمل أنّهم لم يجدوا نظريّات أكثر قابليّة للدفاع.

3. ولكن منذ متى برزت هذه الأسطورة؟
تفرض الأسطورة استنباطها وإطلاقها بعد فترة طويلة من اختفاء آخر الشهود الأحياء من الفترة المعنيّة. في الحالة الحاضرة، يتعيّن ألا تظهر أسطورة يسوع قبل عام 100. مع ذلك، وبالإضافة إلى العديد من النصوص التاريخيّة التي سبق ذكرها، تتوفّر لدينا الآن العديد من الآثار المسيحيّة قبل هذا التاريخ.
نعرف جيّدا أنّ نيرون اضطهد المسيحيّين في الستّينات من القرن الأول بعد الميلاد، كما توفّر لنا أيضا البقايا الأثرية أدلّةً دامغة. في عام 1938 اكتُشف بين أنقاض مدينة هيركولانوم Herculanum التي غمرها ثوران بركان فيزوف عام 79، فيما يسمّى "فيلا الذكرى المئوية الثانية"، اكتُشف صليبٌ لدى عبدٍ كان مسيحيّا. وهذه من اكتشافات بقايا آثار مسيحيّة في أنقاض هذه المدينة تضع حدّا نهائيّا لفرضيّة الأسطورة.
وكذلك كُشف النقاب في مدينة بومبايِّ Pompéi عن صليب وكتابات ذات طابع مسيحيّ على أحد الجدران، مع العلم أنّ ثوران بركان فيزوف حصل عام 79. ومن المؤكّد أن المواقع ظّلت على حالها منذ ذلك التاريخ وحتّى إجراء أعمال التنقيب الحاليّة. لذلك يستحيل خلق أسطورة بعد العام 100.
حصل هذا الاكتشاف في 28 أكتوبر 1938، في مدينة بومبايّ.، وتشاهد حول الصليب ثقوب مسامير وفسحة واضحة تشير إلى وجود أبواب خشبيّة خفيفة أو على الأقل إطار يحمل حجابا لإخفاء الصليب المثبّت أو المنقوش على الجدار. كانت هذه طريقة لتكريم سرّ مقدّس، وربّما أيضًا لتجنّب المشاكل في حال دخول أشخاص مجهولين إلى ذلك المكان

4. يسوع، أسطورة سخيفة وتدنيس لا معنى لها
يتعيّن دائمًا على الأسطورة الناشئة أن تستجيب لهدف متوقّع. فما هو السبب المبرّر لذلك؟ ربّما لجعل الناس يحلمون أو يتحمّسون لأمر ما، أو لدعم اللحمة لدى أمة من خلال منحها نوعا من الافتخار بالذات أو الأمل. ولكن في حالة يسوع الأسطوري لا نرى شيئا من هذا القبيل. فلماذا السعي إذن إلى تصوّر شخص يعمل على تدنيس المقدّسات الأسطوريّة اليهوديّة، وعلى الكشف عن عبثيّة المعتقدات عند الوثنيّين، ثمّ ينهي حياته بفشل ذريع وموت شائن؟ هذه الفرضيّة بعيدة عن المعقول والواقع.
إضافة إلى ذلك، تفيد كلّ المراجع التاريخيّة والأثريّة بالإجماع على أنّ يسوع ليس أسطورة، لقد وُجد فعلا. لذلك يتعيّن إقصاء فرضيّة "الأسطورة" هذه عن يسوع نهائيّا.

والى اللقاء غدا مع الحلقة الثانية.



#موريس_صليبا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسوع المسيح أمام محكمة التاريخ
- محمّد الموسويّ، عابر عراقيّ من الإسلام إلى المسيحيّة (2)
- محمّد الموسويّ، عابر عراقيّ من الإسلام إلى المسيحيّة (1)
- ياسر إريك، إسلاميّ سودانيّ يصبح أسقفًا أنغليكانيًّا
- اليكم ماأنجزه الوجود الفرنسي خلال 132 سنة في الجزائر. رسالة ...
- حمدان عمّار، مفكّر ثائر على الفكر الإسلاميّ المدمّر
- كيف كفرت بالإسلام مسلمة سلفيّة في فرنسا
- سالم بن عمّار: يا شعوب إفريقيا الشماليّة، ألم تدركوا بعد أنّ ...
- هوبار لومار (26)ز خواطر ختاميّة
- هوبار لومار يسأل (25): هل من حلّ لخروج المسلمين من مأساة الإ ...
- هوبار لومار يسأل (24): متى ستستيقظون أيّها المسلمون؟!
- هوبار لومار يسأل (22):هل تعرفون كيف تسيئون لأولادكم؟
- هوبار لومار يسأل (22): ماذا تعرفون عن أحوال العالم الإسلامي؟
- هوبار لومار يسأل (21): هل سمعتم بمبدأ -المعاملة بالمثل-؟
- هوبار لومار يسأل (20): ماذا تقولون عن هجرة المسلمين إلى الغر ...
- هوبار لومار يسأل (19): ماذا تعرفون عن -المسلم المعتدل-؟
- هوبار لومار يسأل (18): هل تعرفون أنّ الرجل المسلم متسلّط؟
- هوبار لومار يسأل المسلمات (17): ماذا تعرفن عن الحجاب؟
- هوبار لومار يسأل (16) المرأة المسلمة: ماذا تعرفين عن وضعك في ...
- المواطن الفرنسيّ هوبار لومار يسأل (15): هل تعرفون حقيقة مفهو ...


المزيد.....




- إيران تعدم رجل دين أُدين بالتجسّس لصالح إسرائيل
- -رد انتقامي قاس جدا-.. القوات الأمريكية تستهدف بضربات واسعة ...
- المرصد السوري: 5 قتلى على الأقل في ضربة أمريكية استهدفت قائد ...
- -يدعون على الحكام العرب-.. ضاحي خلفان يجدد هجومه على جماعة ا ...
- بوتين يضرب مثلا بالدول المسلمة وسط جدل استخدام أصول روسيا ال ...
- فرض عقوبات أمريكية محتملة على -الإخوان المسلمين-
- الجيش الأمريكي ينفذ ضربات واسعة ضد تنظيم -الدولة الإسلامية- ...
- طائفة صينية متطرفة تستخدم الذكاء الاصطناعي للتبشير بين يهود ...
- واشنطن ستصدر إعلانات بشأن جماعة الإخوان المسلمين الأسبوع الم ...
- روبيو: سنصدر إعلانات بشأن الإخوان المسلمين قريبا


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس صليبا - يسوع المسيح أمام محكمة التاريخ. ألحلقة الأولى