أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - إيران في دوامة الازمات المرکبة والاحتجاجات الشعبية














المزيد.....

إيران في دوامة الازمات المرکبة والاحتجاجات الشعبية


سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمکن أبدا النظر الى ما يجري حاليا في إيران من إحتجاجات شعبية على إنها مثل الاحتجاجات الشعبية السابقة، بل إنها تختلف إختلافا نوعيا ولاسيما إذا ما أخذنا تنظيم أکثر من 5000، عامل متعاقد بمجمع الطاقة "بارس الجنوبي" في عسلوية، يوم الثلاثاء 9 ديسمبر (كانون الأول)، أحد أكبر الاحتجاجات العمالية في إيران منذ سنوات، متحدين الضغوط الأمنية الشديدة وتحذيرات السلطات.
هذه الاحتجاجات التي لفتت الانظار کثيرا لأن النظام تجنب الاحتکاك بها على غير عادته في وقت کانت الشعارات المرددة فيه هي الاقسى والاعنف ضده، مع ملاحظة إن النظام عاجز أشد العجز عن تلبية مطالب المحتجين ويعلم جيدا بأن قمعهم سيفتح عليه بابا لن يتمکن من إغلاقه، خصوصا وإن هذا الاحتجاج النوعي يأتي في وقت تزداد فيه التحرکات والنشاطات الدولية للمقاومة الايرانية ضد النظام وتفتح أبواب الکونغرس الاميرکي والبرلمان الاوربي ومجلس العموم البريطاني لتطرح من هناك مطالب الشعب الايراني بالحرية وإسقاط النظام.
والذي جعل النظام يرتعد خوفا هو إنه وعلى أثر هذا النشاط الاحتجاجي المميز الذي أکد الموقف الشعبي الرافض والمتصدي ضد النظام، فإنه قد شهدت محافظات ومدن إيرانية متعددة، اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025 ، تصعيدا في الاحتجاجات النقابية والاجتماعية، شملت قطاعات واسعة من الموظفين والمتقاعدين والعمال، لتؤكد اتساع نطاق الأزمة المعيشية. وقد امتدت هذه الاحتجاجات لتطال ما لا يقل عن تسع مدن رئيسية، أبرزها الأهواز، كوار، شوش، أصفهان، تكاب، خوسف، خميني شهر، وكرمانشاه، بالإضافة إلى استمرار إضراب عمال الصلب لليوم الثاني، مع تركيز الغضب على سياسات الفساد والتمييز وعدم الوفاء بالوعود الحكومية.
وقد شکلت هذه الاحتجاجات موجة جديدة من الاحتجاجات المنسقة وغير المنسقة، حيث ركزت أغلب التجمعات على المطالب المعيشية الملحة، بينما أدخلت بعض الفئات المطالب السياسية المتعلقة بالقمع والفساد.
وهذه الاحتجاجات في خطها العام، تٶکد بأن التدهور الاقتصادي في إيران لم يعد مجرد صدمة عابرة وإنما تحول الى حالة مزمنة من الازمات المتراکمة والفشل الهيكلي الذي يعيد إنتاج نفسه. هذا ما تكشفه تقارير الصحف الحكومية نفسها، التي رسمت صورة قاتمة لنظام غارق في تضخم منفلت، وفساد يبتلع مليارات الدولارات من عائدات التصدير، وشلل تام في اتخاذ القرار، مما دفع شرائح واسعة من المجتمع، وخاصة المتقاعدين، نحو الفقر المدقع.
وتأتي الاعترافات من داخل النظام لتٶکد شلل في الحکم وقصور في إدارة الازمات، وبهذا الصدد، يعترف إبراهيم أصغر زاده، و هو من خبراء النظام ، خلال مؤتمر “الجمعية الإسلامية للمهندسين”، بالعجز المزمن للنظام، متسائلا عن سبب فشل الحكومات المتعاقبة على مدار 47 عاما في إدارة الأزمات المتكررة. ويشير أصغر زاده إلى أن الأزمات في إيران لا تحل بل “تتراكم فوق بعضها البعض”، ملقيا باللوم على وجود مراكز قوى موازية و”حكومة ظل” تقوض عملية صنع القرار الرسمي، مما أفقد إيران فرصا تاريخية حاسمة سياسيا واقتصاديا.
والذي يٶکد أيضا سوء الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في إيران تأکيد صحيفة“هم ميهن”، نقلا عن بيانات صندوق النقد الدولي، أن إيران باتت حالة استثنائية شاذة في المنطقة. فبينما نجحت دول مثل مصر في كبح جماح التضخم، تتجه إيران نحو تسجيل معدلات تضخم قد تتجاوز 50% في العام المقبل. ويعود ذلك إلى انخفاض قيمة العملة، والسياسات المالية المتساهلة (طباعة الأموال لتغطية العجز)، والعقوبات، والارتفاع الهائل في النفقات العسكرية والأمنية.
والذي يفضح النظام أثر ويثبت إنه بيت الداء وأساس المصائب، هو ما قد کشفت عنه صحيفة “ستاره صبح” من فضيحة مالية ضخمة، مؤكدة أنه بين عامي 2018 و2024، لم يعد ما يقرب من 56 مليار دولار من عائدات الصادرات إلى البلاد. وأكد عضو في البرلمان أن ما بين 200 إلى 300 شركة – معظمها مملوكة للدولة – امتنعت عن بيع أرباحها من العملة الصعبة للبنك المركزي كما يقتضي القانون، وقامت ببيعها في السوق السوداء، مما ساهم في انهيار قيمة العملة. ويكشف هذا التقرير التناقض الصارخ: فبينما يطالب رئيس البلد بـ “التقشف” بدعوى نقص الأموال، تقوم كيانات الدولة نفسها بتهريب الموارد الحيوية خارج القنوات الرسمية.
کل ما قدسردنا ذکره يٶکد على إن إيران بسبب من حکم نظام الملالي قد دخلت في دوامة الازمات الرکبة والاحتجاجات الشعبية، والتي لا خروج للنظام منها بسلام إطلاقا.



#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحتمال السقوط أکثر قوة وتأثيرا من إحتمال بقاء نظام الملالي
- تصحيح الخطأ الاميرکي الفظيع في العراق
- نظام الملالي بين ذروة قمعه الممنهج وذروة الرفض الشعبي
- المبادئ الثلاثة لمستقبل إيران
- العمال الايرانيون على خط المواجهة ضد نظام الملالي
- إعدامات سياسية وإبادة صامتة للأقليات وخنق کامل للفضاء الرقمي
- الفقر والفساد ما يبرع به نظام الملالي
- الجريمة لا تمر من دون عقاب
- هبوب العاصفة بوجه ملالي إيران
- خامنئي وسفينته الخرقاء
- الشهر الاکثر دموية ومواجهة في إيران
- شروط التفاوض أم إستسلام نظام الملالي؟
- إيران برکان وشيك الانفجار
- نصيحة صلفة
- کذب خامنئي ودجله
- سقوط نظام الملالي مسألة وقت
- الطرق الخبيثة للنظام الکهنوتي للتضليل والخداع
- ضربة دولية نوعية لنظام الملالي
- إسقاط نظام الملالي هو الخطوة الحاسمة لتحرير المرأة الإيرانية
- عن المطالبة بإستقالة بزشکيان


المزيد.....




- ترامب يقاضي BBC لتعويضه بمليارات الدولارات بدعوى -التشهير-
- مصر.. وفاة نيفين مندور نجمة -اللي بالي بالك- في حادث مأساوي ...
- الأردن: تقرير أوّلي يكشف خللا في مدافئ -الشموسة- وإحالة المل ...
- الداخلية السورية تعلن ضبط شحنة أسلحة متجهة للبنان
- عودة -كتاب ماغا الممنوع-: كيف أثرت رواية فرنسية على السياسات ...
- محاربة الفساد: تطهير الأوضاع المتعفنة
- هجوم إلكتروني ضد الداخلية الفرنسية: ما البيانات التي اطلع عل ...
- الاستيطان في الضفة الغربية.. توسع قياسي واختبار للقانون الد ...
- كيف تحول الإعلام إلى منصة إعلانية وما سر تقارب بعض مؤسساته م ...
- تايلند تستعد لمزيد من التصعيد وتطالب كمبوديا بوقف القتال من ...


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - إيران في دوامة الازمات المرکبة والاحتجاجات الشعبية