أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعاد عزيز - نظام الملالي بين ذروة قمعه الممنهج وذروة الرفض الشعبي














المزيد.....

نظام الملالي بين ذروة قمعه الممنهج وذروة الرفض الشعبي


سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 10:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تشهد الساحة الايرانية أحداثا وتطوراتا متتالية ذات طابع متسارع غير مسبوق بما يٶکد على إن الامور کلها وفي سياقها وخطها العام تتجه نحو الانفجار، إذ عند التمعن في المشهد الحالي فإن الذي يبدو ظاهرا وبشکل واضح هو أن ما يجري حاليا من أحداث وتطورات لم يسبق وإن شهدت الساحة لها نظيرا طوال ال46 عاما المنصرمة.
کعادته دائما، فإن نظام الملالي لا يتصدى لأسباب المشاکل والازمات التي قادت الاوضاع الى المنعطف الحالي بل إنه يعمل وبصورة ملفتة للنظر على ترسيخ المسببات التي تساهم في تعميق وتجذر المشاکل والازمات، وبهذا السياق فإنه يراهن دائما وبصورة غير عادية على القمع الممنهج کوسيلة من أجل السيطرة على الاوضاع والحيلولة دون تفجر الغضب الشعبي بوجهه.
مظاهر الفقر والحرمان التي باتت شائعة في إيران في ظل معدلات التضخم غير المسبوقة وغلاء فلکي، فإن الشعب قد أصبح في وضع يشبه ذلك الذي لم يبقى له من شئ يمتلکه سوى القيود التي في يديه، فإن الترکيز على القيود دون أي شئ آخر يجعل من الحياة أمرا لا قيمة له مع تلك القيود، ولذلك فإن الموت إذا ما فرض نفسه کأمر لا محال منه، فإن الانتفاض والثورة يغدو أمرا حتميا.
نظام الملالي بسعە‌ للقمع والمزيد من القمع وعدم سماحه ببقاء أي متنفس للحرية، فإنه لا يعلم بأنه يعمل على الاستعجال في إنفجار الغضب الشعبي، وبهذا الصدد، وفي خطوة جديدة تعكس إصرار النظام الإيراني على قمع الحريات الرقمية، كشفت تقارير حديثة عن طرح مشروع قانون جديد في البرلمان يهدف إلى إحياء مشروع “صيانة الإنترنت” ولكن تحت غطاء وعنوان جديدين. المشروع الذي يحمل اسم “دعم والتعامل مع مخالفات الصوت والصورة الشاملة في الفضاء الافتراضي”، يعد في جوهره محاولة لتسليم مفاتيح الإنترنت بالكامل لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، وهي المؤسسة الخاضعة للسيطرة المباشرة لـ خامنئي، بهدف فرض رقابة صارمة وإنهاء ما تبقى من استقلالية في الفضاء الإعلامي.
ويقف خلف هذا المخطط تيار “جبهة بايداري” والموالون للمتشدد سعيد جليلي. ويهدف هؤلاء إلى استغلال التشريعات لفرض “الحجب الكامل” ونقل احتكار الفضاء الإعلامي إلى الإذاعة والتلفزيون.
وتكشف قائمة الموقعين على المشروع عن توجهه السياسي المتشدد، حيث تضم أسماء بارزة في تيار القمع مثل: حميد رسايي، ومرتضى آقا تهراني، و مجتبى ذو النور، وبيجن نوباوه، وأمير حسين ثابتي. وقد خرج هذا المشروع من “اللجنة الثقافية” في المجلس، التي يهيمن عليها هذا التيار المتطرف.
ولعل أخطر ما في هذا المشروع هو تحويل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون من منافس إعلامي إلى “منظم ومراقب وقاض” في آن واحد، ولاسيما وإن ذلك يعمل على ما يلي:
ـ احتكار الصلاحيات: يمنح القانون هذه المؤسسة صلاحيات مطلقة في إصدار التراخيص، والرقابة على المحتوى (من المسلسلات إلى البث المباشر)، وتحديد المخالفات.
ـ تجاوز القضاء: يمنح المشروع الإذاعة والتلفزيون صلاحيات “تنفيذية وقضائية”، حيث يمكنها معاقبة المخالفين دون الحاجة للرجوع إلى القضاء، والأخطر أن قراراتها “غير قابلة للاستئناف”، مما يحول البرلمان إلى أداة لشرعنة الاستبداد.
ـ تهميش الحكومة: يقلص المشروع دور وزارة الإرشاد بشكل كبير، حيث ينص على أنه في حال التنازع، تكون قرارات الإذاعة والتلفزيون هي النافذة والملزمة لباقي الأجهزة.
والملفت للنظر إن هذا المشروع يستحدث عقوبات قاسية تهدف إلى تدمير الاقتصاد الهش لوسائل الإعلام المستقلة والخاصة بالشکل التالي:
1ـ الحرمان من الإعلان: منع الوسائل الإعلامية من الإعلان لمدة تتراوح بين أسبوع و3 أشهر.
2ـ الخنق التقني: تقليل “عرض النطاق الترددي” وخفض سرعة الإنترنت للمنصات المخالفة، وهو ما يعد انتهاكا لحق الجمهور في الوصول لخدمة إنترنت جيدة.
3ـ غرامات مالية باهظة: فرض غرامات تتراوح بين 2 إلى 10 أضعاف الأرباح الناتجة عن المخالفة، أو ما يعادل 1% إلى 5% من إجمالي الدخل السنوي.



#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادئ الثلاثة لمستقبل إيران
- العمال الايرانيون على خط المواجهة ضد نظام الملالي
- إعدامات سياسية وإبادة صامتة للأقليات وخنق کامل للفضاء الرقمي
- الفقر والفساد ما يبرع به نظام الملالي
- الجريمة لا تمر من دون عقاب
- هبوب العاصفة بوجه ملالي إيران
- خامنئي وسفينته الخرقاء
- الشهر الاکثر دموية ومواجهة في إيران
- شروط التفاوض أم إستسلام نظام الملالي؟
- إيران برکان وشيك الانفجار
- نصيحة صلفة
- کذب خامنئي ودجله
- سقوط نظام الملالي مسألة وقت
- الطرق الخبيثة للنظام الکهنوتي للتضليل والخداع
- ضربة دولية نوعية لنظام الملالي
- إسقاط نظام الملالي هو الخطوة الحاسمة لتحرير المرأة الإيرانية
- عن المطالبة بإستقالة بزشکيان
- نظام الملالي والتحديات الصعبة
- ترنح الملالي بين الرفض الدولي والعناد الفارغ
- إعدام 1200 شخص في إيران في أقل من عام


المزيد.....




- مظاهرات 11 ديسمبر 1960 الجزائرية، ودورها الحاسم في ولادة جزا ...
- الانتخابات الرئاسية بتشيلي: توقعات بفوز اليمين المتطرف للمرة ...
- بيان الإتحاد النسائي السوداني وقوى الثورية بمناسبة الذكرى ال ...
- بلاغ سياسي صادر عن المجلس الاستشاري الموسع للحزب الشيوعي الع ...
- صرخة القرى: احتجاجات تكشف حقيقة التنمية في المغرب
- Why Did Trump Send his Warships to Venezuela?
- ديالكتيك الثورة الجزائرية
- ما هي نظرية إعادة الإنتاج الاجتماعية؟
- الانتقال غير المستقر في سوريا
- المساعدات الإنسانية في غزة: الأداة الاستعمارية الجديدة


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعاد عزيز - نظام الملالي بين ذروة قمعه الممنهج وذروة الرفض الشعبي