أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مجدي جورج - بين بنت تُعاد خلال أيام… وأخرى تُسلَّم للخاطف: لماذا تتعامل الدولة مع الأقباط بمكيالين؟














المزيد.....

بين بنت تُعاد خلال أيام… وأخرى تُسلَّم للخاطف: لماذا تتعامل الدولة مع الأقباط بمكيالين؟


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 16:05
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


اولا تُجمع العائلات المصرية، مسيحية كانت أو مسلمة، على خطوة واحدة عندما تختفي إحدى فتياتها: التوجه فورًا إلى قسم الشرطة وتحرير محضر تغيب، ثم نشر مناشدات عبر الإنترنت أملاً في العثور على الابنة المفقودة. فالدولة، بأجهزتها الأمنية، هي الجهة المنوط بها حماية المواطنين وإعادة الحقوق إليهم، وهذه مسؤولية ثابتة لا خلاف عليها.

ثانيا لكن ما تكشفه الوقائع على الأرض يطرح سؤالاً كبيرًا: هل تتعامل الشرطة المصرية بالقدر نفسه من الحزم والجدية مع كل حالات الاختفاء… أم أن هناك تمييزًا واضحًا عندما تكون الفتاة المختفية قبطية .

ثالثا سيلفانا عاطف…قاصر ومريضة ومع ذلك تُسلَّم للخاطف
ففي نهاية أكتوبر الماضي، اختفت الفتاة القاصر سيلفانا عاطف، ذات السبعة عشر عامًا، والتي تعاني من فرط الحركة والقصور الذهني، ولا يتجاوز نضجها العقلي مستوى طفلة في الثامنة.
خلال ساعات، لجأ أهلها إلى الشرطة، وحرروا محضرًا، ونشروا مناشدات، وطرقوا كل الأبواب. لكن ما حدث داخل قسم شرطة طامية بالفيوم كان صادمًا:
الشرطة سلمت الفتاة إلى خاطفها وأهله بعد أن حاصر هؤلاء القسم حاملين العصي والسلاح لترهيب أسرة الفتاة.
وحتى لحظة كتابة هذا المقال، لا تزال سيلفانا محتجزة لدى خاطفيها رغم مرضها وقصورها الذهني .

رابعا ليست حالة فردية… بل نمط مستمر منذ سنوات
ما جرى مع سيلفانا جرى مع آلاف الفتيات القبطيات عبر السنوات. السيناريو واحد تقريبًا مع تغيّر الأسماء والتفاصيل:
• اختفاء فجائي
• بطء أو تجاهل من الشرطة
• ضغوط من أهل الخاطف
• حماية للخاطفين
• ضغط على الأسرة القبطية
• وفي النهاية: فتاة قاصر يتم إخراجها من حضن أهلها
هذه الوقائع شكا منها الأقباط مرارًا، كما شكت الكنيسة رسميًا من البابا إلى الأساقفة والكهنة. ومع ذلك تستمر الأجهزة الرسمية في التغاضي أو التواطؤ أو الإنكار..

خامسا فتاة مسلمة تختفي… فتتحرك الدولة وتعيدها خلال أيام
في المقابل، عندما اختفت فتاة مسلمة مؤخرًا، لم تمضِ أيام قليلة حتى نجحت الشرطة في تحديد مكانها وإعادتها إلى أسرتها. وهذا جهد مشكور ومستحق.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1853877548714549&set=a.1152391658863145&type=3
لكن السؤال هنا ليس عن نجاح الشرطة… بل عن عدم تطبيق هذا النجاح على الجميع.
لماذا تستطيع الأجهزة الأمنية إعادة فتاة مسلمة في أيام، بينما تعجز — أو تمتنع — عن إعادة فتاة قبطية رغم الأدلة الكاملة التي يقدمها أهلها؟

سادسا الدولة قادرة… بدليل واقعة رنا الشاذلي
ليست الشرطة المصرية عاجزة.
على العكس… هي تمتلك إمكانيات ضخمة، وتستطيع الوصول لأي فتاة داخل مصر أو خارجها إن أرادت ذلك.
وخير مثال علي ذلك في عام 2014 أعادت الشرطة والمخابرات رنا الشاذلي إلى مصر بعد أن خرجت من البلاد لمدة 16 شهرًا بكامل إرادتها عندما أحبت زميلها القبطي. بل تم اعتقال أسرته –والده ووالدته وعمه –لأكثر من ستة أشهر للضغط عليه وعودته او أعادتها من خارج البلاد ، رغم أنها كانت بالغة وعاقلة ورحلت بإرادتها.
والتفاصل هنا
https://www.elbalad.news/995435
وفي الوقت نفسه، تُهمل الشرطة بلاغات الأقباط حتى عندما يذهبون إليها بأرقام هواتف الخاطف، وتسجيلات الكاميرات، ومسار هروب الابنة… أي أدلة جاهزة على طبق من ذهب. ومع ذلك كثيرًا ما تُهمَل هذه الأدلة… أو تُدمَّر.
سابعا عندما نقول إن هناك كيل بمكيالين، وإن هناك تواطؤًا وغض طرف وتمييزًا واضحًا في التعامل مع اختفاء الفتيات القبطيات، فنحن لا نتجنى.
الوقائع تثبت، يومًا بعد يوم، أن:
الدولة تملك القدرة على إعادة كل بنت قبطية ولكنها لا تملك الإرادة لفعل ذلك وهنا تكمن الكارثة.
المطلوب ليس معاملة خاصة للأقباط، بل معاملة عادلة.
المطلوب ليس تغييرًا في القانون، بل تغييرًا في تطبيق القانون.
المطلوب ليس مجاملة لفئة، بل حماية لكل المصريين بلا تمييز.
حتى ذلك الحين، ستظل مأساة سيلفانا — ومآسي آلاف الفتيات القبطيات قبلها — شاهدة على خلل خطير في منظومة العدالة… خلل يدفع ثمنه أطفال بريئون وأسر مكلومة.



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا غابت الكنيسة المصرية عن الاحتفال بمجمع نيقية ؟
- هل تستطيع أمريكا ترامب القضاء على الخطر الاخضر بعد ان قضت عل ...
- النضال السهل الموجه من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية
- في انتخاباتنا المصرية تزوير المزور وتضبيط المضبظ تحت الإشراف ...
- دعوة الأقباط لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة
- ليست فلسطين فقط هي المستفيدة من حل الدولتين بل إسرائيل ايضا
- ازمة دير سانت كاترين وأطماع الحكومة المصرية في الاديرة المسي ...
- القمة العربية عندما حضر سانشيز الاسباني وغاب العرب عنها
- زيارة ترامب لدول الخليج من الذي استفاد اكثر من الاخر ؟
- ترامب يطالب مصر بالسماح للسفن الامريكية بالعبور المجاني من ق ...
- رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي
- ترامب زيلينسكي والاصرار الاوروبي علي مساعدة زيلينسكي
- لماذا دعي السيسي احمد الشرع لزيارة القاهرة ؟
- كيف استطاعت حماس المحافظه علي حياة ثلاث مجندات وباقي الرهائن ...
- لا تصدقوا حماس
- النكبة الفلسطينية والنكبة القبطية
- الحكومة اللبنانية الجديدة وهزيمة حزب الله سياسيا
- التهجير وسنينه ومعاناة الاقليات في الشرق
- سلوان موميكا لا الشرق رحمه ولا الغرب حماه
- قراءة سريعة حول فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الامريكية


المزيد.....




- أستراليا تفرض عقوبات على مسؤولين أفغان بسبب -حقوق النساء وال ...
- أستراليا تفرض عقوبات على مسؤولين في حكومة طالبان بسبب حقوق ا ...
- توصية حظر الحجاب وصيام الأطفال لرمضان.. ماذا يحدث في فرنسا؟ ...
- شيخ عشيرة في بغداد يهدي ابنته كـ “ديّة” أو فصليّة عشائرية
- اختطفه والده وخبّأه وهرب أمٌّ تنشر صور طفلها على مواقع التو ...
- -بعدما ظهرت بدون خاتم الزواج-.. نائب ترامب يعلق على التكهنات ...
- ثلث المسلمين في فرنسا يواجهون -التمييز- والمحجبات في -دائرة ...
- استشهاد امرأة فلسطينية بنيران الاحتلال في حي التفاح بغزة
- العنف الرقمي ضد النساء في الدول العربية يتصاعد ويقوّض حقوقهن ...
- فيديو يظهر مطاردة مثيرة لامرأة أمريكية من قبل عملاء الهجرة ف ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مجدي جورج - بين بنت تُعاد خلال أيام… وأخرى تُسلَّم للخاطف: لماذا تتعامل الدولة مع الأقباط بمكيالين؟