أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عزو - المُرافعَة الكبْرى : لِفائدة الحقّ ضدَّ الباطِل (1)















المزيد.....

المُرافعَة الكبْرى : لِفائدة الحقّ ضدَّ الباطِل (1)


سمير عزو

الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 18:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعلَّ أعْظم حادثٍ طَبَع تاريخَ المسلمين؛ و لا يزال يُلْقي بِظلاله على حاضِرِهم، هو تَصادُم و ٱقْتِتال صَحابة النّبي؛ الذين نَقلوا لنا بدوْرهم هذا الدّين، و ٱنْشِطارُهم بالتّالي إلى أنْصارِ "السَّقِيفة" أو ما يُعْرف ب"أهْل السُّنّة و الجَماعة"، و مِن جهة أخرى شِيعَة عليّ بن أبي طالب؛ المُعارِضِين لِتنْصيب خليفةِ رسولِ اللّهِ؛ عنْ طريق الشُّورى.
و المُؤْسِف أنّه يكْفي؛ أنْ تَذْكُرَ الفِتْنة المُسمّاة "كُبْرى"؛ كَيْ يتوقَّف العقْل المُسلم عن التّحْقيق والتّدبُّر في المسْألة، خَوْفاً من مُجابهة الحقيقة تارةً؛ و طَمَعاً في الإسْتفاذة؛ مِن مزايا البقاء ضِمْنَ النَّسَق العامّ، لكن "إنْ هٍيَ إلاّ فِتْنَتُك تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ" كما قال تعالى في سورة الأعراف 155.
في مُقابِل هذه “الفِتْنة الكُبرى”؛ تأتي مُقاربَتُنا على شكْل مُرافعة تَجْريدِيّة، تتناول أُصُول الفِرق الإسلامية و هي أرْبعة؛ كلُّ واحدٍ منها يَزْعُم؛ أنّه “الفِرْقة النّاجِية”: الشّيعة، المُعْتزِلة، المُرْجِئة و الخوارِج، هذا مع العِلْم أنّه في وقتِنا المُعاصر؛ توجد ثَمانِ فِرَق عقائِديّة : الأشْعَرِيَة؛ المَاتُرِيدِيَة؛ الحَنْبليَة؛ السّلَفيّة، و هي التي تُمثِّل الطّائفة الأكْثر، ثمّ الإِباضِيّة؛ و في الأخير الطّائِفة الأقلّ؛ و التي تَحْوِي الزَّيْدية؛ الإمَامِيّة الإثْنى عَشَرِيّة؛ و الإسْمَاعِيلية.
و حيْث أنّ الحقّ لا يُعْرَف بالعَدَد؛ كالأكْثريّة و الأقَلّيّة، فإنّ الله تعالى ذمَّ الأكْثريةَ؛ فقال “وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ، إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ” سورة الأنعام 116، وقال “وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ” سورة لقمان 25.
في المُقابل؛ مَدَح عَزّ و جلّ الأقلّيةَ بقوْلِه “وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ” سورة سبأ 13، وقال “وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وقَلِيلٌ مَّا هُمْ” سورة صَ 24.
وإذا كان الاختلاف في العُمومِ مَحْموداً ونامُوساً كوْنِيّاً، كما قال تعالى “َولَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ولَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ” سورة المائدة 50، إلاّ أنَّه أمْرٌ منْهيٌّ عنْه في الدّين، حيث قال تعالى “وَلَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ واخْتَلَفُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰاتُ وأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” سورة آل عمران 10، وقال تعالى “وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَٰاحِدَةً ولَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ولِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ” سورة هود 118.
فَحَقَّ لنا بذلك أن نتسائل: أين الحَقّ الذي “لا يكونُ إلاّ واحدا”؟ وكيف يمكن تحقيقُه وإقامَتُه؟
ثمّ أيُّ مَنْطق يُمكن ٱعتمادُه في هذا التّحْقيق؟ أَبِعِلْمِ الرِّجال كما عنْد الطّائِفة الأكْثر، أم بِالعَرْضِ على القُرآن الكريم؛ كما لدى الطّائِفة الأقلّ؟
إنّنا نتَمْوضَعُ هَهُنا بيْن فَكَّيْ كَمّاشَةٍ، نُواجِه مِن جِهة أولئك الحَداثِيين المُنْتَقِدِين “للعَقل الفِقْهي”، كما مِن جهةٍ أخرى نُقارِع الحَدِيثِيّينَ؛ المُصِرّين على حِجِّية السُّنّة؛ جنْباً إلى جنْب القرآن الحكيم، ويبقى بين الإثنين أولئك المُتَوَقِّفُون المُسْتَدِلُّون بقوله تعالى “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ ولَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ولَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ” سورة البقرة 141، أولئك الدّاعِين لِلإمْسَاك عنْ إثارَةِ ما طَوَاهُ “العُلماء” وأقْبَرَهُ الرّواة.
إنّ أوّل مَبْدَإٍ تأسّس في تاريخِ الصّراع بين المسلمين، هو مبدأ “حَسْبُنا كِتابُ الله”، الذي قيل في حَضْرَة النّبي؛ وهو مُسَجّى على فِراشِ مَرَض الموْت، رغْم أنّ السُّنّة النّبويّة لها حِجِّيةٌ في التّشريع الإسْلامي إلى جنْب القرآن الحكيم، حيث قال تعالى “أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ” سورة النّساء 59، كما قال “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ ولَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ ورَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ومَن يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا” سورة الأحزاب 8.
و حيث أنّ بُطُونَ أمّهاتِ كُتبِ الفريقيْن المُتنازِعيْن؛ قد تَضمّنت ألْفاظاً مِن قَبِيل “كَذا و كَذا، فُلان، كان ما كان، قال قوْلاً..”؛ دون معْرفة تامّة للموْضوع.
وحيث أنَّ هُناك فَرَاغاً؛ بيْن العهْد النّبوي و بِداية تدْوين السّنّة النّبويّة؛ يُقدَّر بـ 182 سنة؛ كما يُقِرُّ بها؛ حتّى المؤرِّخون المسْلمونَ أنْفُسُهم.
فإنّه و لِٱعْتبارِ هذه الأسْباب؛ يكونُ القرآنُ الحكيم وحْدَه؛ الفَصْل بين الطّائفتيْن المتنازعتيْن؛ في مُحاولة لِمعْرفة؛ مَن مِنْهما الأقْرَب لِصَريح القرآن الحكيم؛ المَوْجود بين أيْدينا؛ و المُتَعَارَف عليْه بين الطّائِفتيْن المُتنازٍعتَيْن (الأكْثريّة و الأقلّيّة)؛ و ذلك سَيْراً على نَهْج القرآن الحكيم : “ذلك حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُم” سورة المُمْتحنة 10، و قوْلُِه كذلك : “وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلىَ اللهِ” سورة الشّورى 8.
1/ في مسْألة القُرآن الحكيم:
هو كلامُ اللهِ لِعِباده الّذين أكْرَمهم بالعقْل، الذين قال فيهم "يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ" سورة الزّمر 18؛ وبِالعقْلِ نفْسِه دَلَّ تعالى على رُبوبِيَّتِه فقال “وَإِلَٰاهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰانُ الرَّحِيمُ” سورة البقرة 163. عِباراتُه منْها الصّريحُ والمُشْكَل، و هنْها الظّاهِر والباطِن، و هو رَأْسَ تَراتُبيةِ التّشريع لدى المسْلمين، لذلك لا يسُوغُ لِأيِّ نَصٍّ دُونَه أنْ يَحُلَّ مَحلَّه. لكن مع ذلك يعْتقد بعض المسلمين؛ عدَمَ تَفصيلِ القرآن الكريم؛ لكلِّ العقائد والعبادات و الأحكام؛ بِدليل تفْصيل السّنّة النّبويّة؛ لِعَدَدِ رَكعات الصّلوات وشعائرَ الحجّ ومِقْدارَ الزّكاة، ولذلك وَجب حسب رأْيِهم؛ لُزُومُ التّشبُّث بالسُّنة جنْباً إلى جنْب للقرآن الحكيم.
الحَالُ أنَّ هذا التّفْصيل، يُصَنَّف ضِمْن العِبادات؛ المُتّفَقِ عليْها بيْن الأطْراف المُتنازِعة من المسْلمين، بل وحتّى لدى الإِباضِيّة نفْسِها، كما أنّ هذا الرّأي؛ يتعارَض مع قوْلِه تعالى : “مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ، ثمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ” سورة الأنْعام 38.
أمّا القوْل بِتعرُّض القرآن الكريم لِلتّحْريف، كما في حديث “أكَلَ الدّاجِنُ بعْضَ آياتِ القرآن”؛ و حديث “المُعوِّذتيْن ليْستا مِمّا يُقْرأ في القرآن”؛ أو رِواية “نزَل القرآن في نَحْوِ سبْعةَ عشر ألْف آيةٍ”. إنّما الواقِعُ هو ٱنْتِفاء وُقوع هذا التّحْريف؛ بِدليل قوْلِه تعالى “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” سورة الحِجْر 9، كما تعْتقدُ الطّائفة الأقلُّ؛ أنّ التّدخُّل البشَري؛ طالَ فقط تأْويلَ القرآن و تفْسيرَه.
2/ في مسألة افْتِتاح الصّلاة بالبَسْمَلَة:
هناك مِن المسْلمين مَن يعْتبر البَسْملَةَ آيَةً مِن القُرآن الحكيم، كما أنّ هناك مَنْ لا يعْتبرها، و الله تعالى يقول في سورة النّمل 30 : “إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وإِنَّهُ بِٱسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وٱتُونِي مُسْلِمِينَ”، ما يدُلُّ على أنّ البَسْمَلة؛ آيةٌ مِن آيات القرآن الحكيم؛ وعلى ذلك تَسِير الطّائفة الأقلّ في الجَهْرِ بالبَسْملة عنْد كُلّ فاتِحة؛ و عِنْد كلّ سورةٍ من سوَر القرْآن.
3/ في مسألة النّبيّ الأعْظم:
حيث قال تعالى “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإِنجِيلِ” سورة الأعْراف 157، فإنَّ طائِفةَ أكْثرِ المسْلمين؛ تعْتقِد بِأُمِّيَّةِ النّبي إجْتماعِيّاً؛ أيْ أنّه لا يكْتُب ولا يقْرأ، في حين قال تعالى : “وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ ونَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا” سورة الإسراء 106، كما قال تعالى : “عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ” سورة النّجْم 5، و قال : “كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا ويُزَكِّيكُمْ ويُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ والْحِكْمَةَ ويُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ” سورة البقرة 151، و عليه لوْ كان النّبيُّ غيرَ مُتعلِّمٍ؛ كما يعْتقِدون، ما كان لِيَطْلُبَ المَزيد من العِلم؛ كما في قوْلِه تعالى : “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” سورة طه 114.
لذلك فإنّ النّبيُّ في عَقيدة الطّائِفة الأقلّ؛ مُنَزّهٌ عنِ الأُمّية بالمعْنى الإجتماعي؛ كما أنّه مُنزّهٌ عنِ الفَقْر و الخَصَاص؛ بِدليلِ قولِه تعالى : “وَوَجَدَكَ عَآئِلًا فَأَغْنَىٰ” سورة الضّحى 8، و قوْلِه “وَٱعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ، فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ولِلرَّسُولِ” سورة الأنْفال 41.
وحيث قال تعالى؛ في حَقِّ نَبِيِّه : “وَ ِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ” سورة القلم 4؛ جازِماً بذلك على أنّه؛ لا يُمْكِنُه أن يَأْتِيَ المُوبِقَات؛ المَنْسُوبَة لهُ في الثُّرات الإسْلامي؛ كما في قوْلِه تعالى : “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ” سورة النَّجم 3، فإنّه قَطْعاً مَعْصومٌ عِصْمةً مُطْلقَة؛ كما في عقيدة الطّائفة الأقلّ.
4/ في مسألة كِتابَة الوَصِيَّة وتَوْرِيث النَّبي:
حيث أنّ الأنْبياءَ عليْهم السّلام؛ يُمثِّلون القُدْوَةَ لدى المسْلمين، فإنّ الأحكامَ المُشَرَّعَة للعِباد؛ تَبْدأ بِهم، فقضَى اللهُ تعالى؛ أنْ يَكْتُبوا وصِيّتَهم؛ كما كُلِّ النّاس؛ فقال تعالى : “وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ ولْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ ولْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ولَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا” سورة البقرة 282، وقوله : “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ للذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ” سورة النّساء 11. هذا فضْلاً عنْ توْريثِهم؛ كما في قوْلِه تعالى : “وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ” سورة النّمل 16،
وعلى ٱعْتبارِ صَريحِ القرْآن الحكيم؛ تعْتقِد الطّائفة الأقلّ، أنّه لا يُمْكن لِنَبِيٍّ؛ أنْ يَتْرُكَ أهْلَه وأُمّتَه؛ هَمَلاً دُون كِتابةِ وَصيّةٍ و لا إرْث.
إنّ ٱسْتِثْناءَ النَّبيِّ؛ في التَّعَلُّمِ والتّوْريث، يُخالِف صَريحَ قوْلِه تعالى : “قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ ٱلرُّسُلِ” سورة الأحْقاف 9.
5/ في مسْألة الوَصِيَّة لِلوارِث:
حيْث قضى الشّارِع الحكيم؛ أنّه “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ والْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ” سورة البقرة 180، فإنّ الوالديْن مِن أصْحاب الفَرْضِ؛ يُمْكن الوصِيّةُ لهُم؛ كما تفْعل الطّائِفة الأقلّ.
6/ في مسْألة مَسْحُ الأرْجُل فِي الوُضُوء:
الأحكام الشّرْعية في الإسلام خمْسة وهي : الواجِب؛ المُسْتَحَبّ؛ المُباح؛ المَكْروه؛ و الحَرام، فواجِبات الوُضوء وِفْقاً للقرآن الكريم؛ “غَسْلَتان و مَسْحَتان”؛ كما في قوْلِه تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَٱغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وٱمْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ” سورة المائدة 6، لكنْ هُناك خَلْطٌ لدى الطّائفة الأكثر؛ بيْن النَّظافةٌ و الوُضُوء؛ فيَعْمَدُون إلى غَسْلِ الأرْجُلِ؛ بِخِلاف الطّائِفة الأقلّ.
7/ في مسْألة أوْقات الصّلَوات:
حيثُ قال تعالى : “أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وقُرْآنَ الْفَجْرِ، إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا” سورة الإسراء 78، فإنّ أوْقات الصّلاة ثلاثة؛ و لِذلك يُجْمَع؛ مِنْ غَيرِ ضرُورةٍ و بدُون تقْصِير؛ بيْن الظّهر والعَصْر (الظُّهْريْن)؛ و كذلك يُجْمَع بيْن المغْرب و العِشاء (العِشائَيْن)؛ كما تفْعل الطّائِفة الأقلّ.
8/ في مسْألة إِتْمَام الصِّيام إلى اللّيْل:
حيْث قال الموْلى عزَّ وجلّ : “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ” سورة البقرة 187، فاللّيْلُ هُو الظّلام؛ كما تعْرفُه كلُّ الأقْوام؛ لا يحْثاج إلى تفْسير !، قال تعالى : “وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ” سورة يس 37، ويُقَدَّرُ هُبوطُهُ على الأجْواء؛ بمُضِيْ رُبْعِ ساعةٍ مِن غِياب قُرْصِ الشّمْس؛ و هذا ما جَرَت عليْه الطّائِفة الأقلّ.
د. سمير عزو
يُتْبَع..



#سمير_عزو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشَّكّ.. في الثُّرات الإسْلامي
- مشْروع -الوَطن المَهْدوي-
- حرّيّة الإعْتقاد في خَطر...
- لقد تشابَهت علينا الخِلافة...


المزيد.....




- عمر: خدعة -البرهان ينفي الإخوان- لم يعد يصدقها أحد
- خطاب البرهان في مأزق.. دلائل تناقض رواية غياب الإخوان
- الإغاثة الإسلامية تنتصر على قناة بريطانية بتعويض واعتذار عن ...
- قناة بريطانية تدفع تعويضات لـ-الإغاثة الإسلامية- بعد اتهامات ...
- بدء المرحلة الثانية من مناورات القوات البحرية لحرس الثورة ال ...
- النمسا تتحرك لقطع -أذرع الإخوان- سياسيا وماليا
- -اليهود في ذروة البياض-: منشور لماسك على -إكس- عن -انقراض ال ...
- بعد -هجوم 2020-.. النمسا تشدد الخناق على تنظيم الإخوان
- حرس الثورة الاسلامية يحذر السفن الأمريكية خلال مناورات بالخل ...
- هل العلمانية تُعادي الإسلام؟ حقيقة الصراع بين المسلمين والعل ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عزو - المُرافعَة الكبْرى : لِفائدة الحقّ ضدَّ الباطِل (1)