أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عزو - مشْروع -الوَطن المَهْدوي-














المزيد.....

مشْروع -الوَطن المَهْدوي-


سمير عزو

الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 14:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعلّ الجميع يتذكّر رِواية "حيّ بْن يقْظان"؛ و مَضامينَها الفلْسفيّة، المُصاغة في قالَب أدبي؛ يرْمُز لِلإنسان و علاقَتِه بالكوْن و الدّين، حيث تحْكي نشْأة حيّ بن يقظان لِوحْدِه؛ في جَزيرة معْزولة؛ بعدما حَمَلته أمْواج البحرِ؛ في تابُوتِِه و هو وَليد؛ فَساقَتْه إلى ساحِل جزيرةٍ تُدعى "الواق واق"، كيْ تَحْتضِنَه بالتّالي ظَبْيةٌ؛ كانت تبْحث عن ٱبْنِها الضّائِع...
مِن المُحيط الهادي هناك؛ إلى شمالِ المُحيط الأطلسي؛ حيث لا يَعْرف أحدٌ المكان بالتّحْديد؛ غيرُ الشيخ ياسِر الحَبيب (1) و لجْنتُه؛ المكلّفة بتأسِيس "الوطن المهْدوي" (ذي مهْدي كولوني)؛ الذي "سيجْمع الرّافِضة؛ الذين يُريدون العيْش؛ بحريّة و كرامة في خِدْمة إمامِ زمانِهم المهْدي" (2).
و بخُصوص ذلك؛ جاء في خُطْبة الشّيخ الحبيب؛ لِعيد فِطر 1444؛ بِأرض فَدك الصُّغرى في ٱبْريطانيا : "بعْد الدِّراسة و الإسْتطلاع لمدّة سنة كاملة؛ إسْتقرّ الإخْتيار في ثلاث جُزُر؛ تمّ مُؤخرا شِرائُها؛ كي تكون مَحلاًّ لِقيام الوطن المهْدوي".
وطنٌ "تبيِّن ملامِحُه العامّة دواعيَ تأْسِيسِه؛ حيث سيكون مَلاذاً لكلّ المُضْطهَدين في العالم؛ فيه يتَرعْرع جيلٌ من "خَدَمَة المهْدي"؛ الذين سيتربَّوْن على منْهج عُلوم أهْل البيْت؛ من أجل العمل؛ على تبْليغ الدّعوة في ظِل المدْرسة الشِّيرازيّة(3).
بعد ذِكْرِه النُّصوص قرآنيّة و الحديثيّة؛ التي تدْعو لِلهجْرة فِراراً بالدّين؛ ؛ساقَ الشيخ الحبيب في خُطبتِه؛ ما ورد في الآثار و الأخبار؛ بِشأْن "قابِيل و ذريّتِه العُصاة؛ الذين توعَّدوا وصِيَّ سيّدنا آدم عليه السّلام (و هو شِيت) بالقتْل؛ كما قُتِل من قبْلُ هابِيل؛ فٱعْتزلَهُم و ٱتّخذ له و للمؤْمنين مِمّن معَه؛ جزيرةً في البحْر وطناً لهم؛ يُوحِّدون اللهَ فِيه و يعْبُدونه؛ إلى أنْ بعَث اللهُ الرُّسل و الأنباء عليْهم السّلام".
على نَهْج الوَصِيّ شِيت؛ إعْثزَم الشّيْخ الحبيب؛ شِراء جُزُر تتمتَّع بحَدٍّ من الإدارة الذّاتِية؛ لكن لاقَت هذه الخُطوة؛ حمْلةً إعْلامية مُضادّة؛ داخل ٱبريطانيا، حيث قالت صحيفة (ذي مايْل أُونْ سانْدايْ) : "إنّ الشّيخ الحبيب يُثير الكزاهيّة بين الشّيعة و أنْذاذِهم المُسلمين السّنّة"، الشّيء الذي فنّدَه الشيخ الحبيب؛ بإعْلان رغْبتِه السّماح؛ لكلّ الأفراد؛ دِينيّين و غير دينيّين مهْما ٱخْتلفوا؛ لِٱسْتِوْطان هذه الجُزر؛ شَريطةَ الإلْتزام بأمْنِه و قَوانينِه.
هذا المشْروع؛ طُرِح بإلْحاح؛ خصوصاً بعد ٱغْتيال المُتشَِّع الشّيخ حسن شحّادة و من معَه في مِصر؛ و ٱخْتِفاء المُتشيِّع مطرِب الشَّمّري في الممْلكة العربيّة السّعودية؛ و ٱعْتقال المُتشيّع الدّكتور محمّد عبد الرّحمن يدي النّور في قَطر؛ إذْ بات إنْشاءُ وطنٍ؛ يسْتوعِِبُ هذه الأقلّيّة في العالم؛ أمْراً محْتوما؛ لِيَسَعَ أصْحابَ الرّأْي دونَ أيِّ "تحفُّظٍ و لا تَقِيّة".
د. سمير عزو
هامش
(1) الشّيخ ياسر الحبيب رجل دين شيعي وُلِد في الكويت، أسقطت عنه جنسيته في سنة 2010، و هو خِرّيج علوم سياسية من جامعة الكويت.
ينْتقِده مُخالِفوه لِتطرُّفِه في طرْح ٱسْتنتاجاتِه بخصص العقيدة و التاريخ الإسلامي. أُسْلوبه في الدّعوة لِنُسْخة الإسلام الشّيعي؛ يختلف عن نُظَرائِه من رجال الدّين الشّيعة المعاصرين.
تمّ الحكم عليه في مايو 2004 بالسّجن عشرة سنوات؛ بتُهمة "التّحريض على الطّائفية من خلال التّعرّض لرُموز المذهب الإسلامي الآخر في الكويت"؛ ثم أُطلق سراحُه بعفْو أمِيري؛ ثمّ صدرت بعد ذلك مذكّرة اعتقال ثانية في حقّه؛ إلا أنّه تمكّن من اللّجوء إلى إنجلترا؛ حيث أعاد تأسيس "هيئة خُدّام المهْدي" التي هُدِم مكْتبها في الكويت؛ كما أسّس قناتين فضائيتين سمّاهمآ "قناتيْ فدك وصوت العِتْرة في سبتمبر 2010،
كما أسّس مسجد السِّبْط الثالث "المُحسِّن الشهيد"؛ الذي يعتبر في نفس الوقت؛ مقرّاً المؤسسات التّابعة له.
أصْدر كتابا بعنوان "الفاحشة الوجه الآخر لعائشة؛ فاتحا بذلك باب الدّعوة العامة لشيوخ "السنة و الجماعة" من أجل المُناظرة العلميّة منذ أبريل 2012 (جمادى الأولى 1433 هـ).
كما كتب السِّينارْيو الخاص؛ بالفيلم العالمي "سيّدة الجنّة"؛ الذي أنْتجتْه "هيئة خُدّام المهدي"؛ التي يترأسُها.
(2) جاء في خُطبة الشيخ الحبيب لِعيد فطر 1444.
3) التّيار الشّيرازي؛ هم أتباع المرْجع محمّد الحسيني الشيرازي، الذي ٱنتقلت منه المرجعية بعد وفاتِه إلى أخيه الأصغر صادق الحسيني الشيرازي.
صاروا معارضين للنّظام الإيراني بعدما ٱختلفوا مع الخميْني، إذ كان يرجع لهم الدور الكبير في البدء لإنْجاح الثّورة الإسلامية الإيرانية في 1979.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرّيّة الإعْتقاد في خَطر...
- لقد تشابَهت علينا الخِلافة...


المزيد.....




- السودان.. لماذا عاد الإخوان للعب على وتر -استعداء الخارج-؟
- الاحتلال الإسرائيلي يهدم منزلا جنوب المسجد الأقصى
- من-فتيان- إلى -برابرة-.. الإرهاب اليهودي في الضفة يربك مؤسسة ...
- مصر.. ضجة قراءة آيات قرآنية عن فرعون أمام المتحف الكبير وتلم ...
- ادعاء -طلب السعودية دعم أمريكا ضد صدام حسين-.. جدال فقهي بين ...
- المنتخب الايراني لكرة الصالات يتوج ببطولة دورة الالعاب الاسل ...
- سيطبق على العرب دون اليهود.. الكنيست يقر القراءة الأولى لمشر ...
- محافظة القدس: اقتحام مقبرة باب الرحمة محاولة لطمس الهوية الإ ...
- تفاقم الصراع بين الكنيسة والحكومة إلى أين يقود أرمينيا؟
- فتوى للتعامل مع أمريكا.. مفتي هيئة تحرير الشام: داعش خوارج و ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عزو - مشْروع -الوَطن المَهْدوي-