يوسف شواني
شاعر ومترجم
(Yousif Shwany)
الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 22:00
المحور:
الادب والفن
اللسعة الأولى
كانت الغيوم تحاول أن تستعيد ملامحها الضائعة،
فتبعث المطر كمحاولة اخيرة للاعتذار .
في عينيها كان الضوء يركض مذعورا،
كأنه فكرة خرجت من ليل لا يعترف بها.
أمسكت بظلي لأتأكد أني ما زلت أتنفس المكان،
لكنه انكسر بين أصابعي
كمرآة تسترجع حدقة آخر من بكى أمامها.
اللسعة الثانية
صوتها درب يتلعثم بالخطوة الأولى للمطر،
وكل كلمة تنفلت منها
كانت تطلق في الهواء بذرة ورد خجولة لا يراها أحد.
وحين حاولتُ لمس ذلك الندى الخفي،
اندلق الوقت من يدي
كشرارة تشعل ليل الانتظار لتعلن احتراق الامل.
كان الجسد يفهم الإشارة،
لكن المعنى مضى في جهة لا تتقن الخرائط مطاردتها.
اللسعة الثالثة
كانت تسكن في منطقة لا تجرؤ الجهات على تسميتها،
حيث الأسماء تمحى ببطء
مثل خط يراجع نفسه خشية أن يصيبه اليقين.
هناك، كانت الذاكرة تشتعل بالعكس،
تبدأ من الرماد
ثم تعيد ترتيب الشرارة في أول نظرة.
وعندما رأيتني أخرج من جسدي،
كنت أمد يدي إلى رمادي المبعثر،
وأصلح أعطال الحنين
كما يصلح القمر اهتزاز النور على بحر الهدوء .
فكل ما تبقى منها
رائحة تتردد في الفراغ،
لتبحث عن ذاكرة أخرى سبّبت ظهورها الأول.
#يوسف_شواني (هاشتاغ)
Yousif_Shwany#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟