أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن کورکی مهابادي - قوة التنظيم في مكافحة الديكتاتورية!














المزيد.....

قوة التنظيم في مكافحة الديكتاتورية!


عبدالرحمن کورکی مهابادي

الحوار المتمدن-العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سبيل تحقيق الحرية والديمقراطية، أحد أهم دروس تاريخ إيران المعاصر هو أن النضال الاجتماعي دون "تنظيم" محكوم عليه بالفشل. لا يمكن للمرء أن يقف بمفرده في وجه ديكتاتورية منظمة ومجهزة بجميع أدوات القمع. القوة الحقيقية تكمن في تلك المجموعة التي تسعى، بتماسك وهدف واحد، لإسقاط النظام الحاكم. وتُظهر التجربة البشرية أن التغييرات الاجتماعية الكبرى لم تنشأ قط من أفعال فردية، بل كانت دائمًا نتاج حركة جماعية ومنظمة.
لكي تتمكن أي مجموعة من السير نحو هدف مشترك، فإنها تحتاج إلى تنظيم وهيكلة دقيقة ومستدامة. فبدون هيكل وانضباط داخلي، تتشتت القوى وتُهدر طاقتها. إن أولئك الذين سعوا أو يسعون ليكونوا "نجمًا" ويرغبون في أن يكونوا أبطال الساحة بمفردهم، قد استبعدوا أنفسهم فعليًا من ميدان النضال منذ البداية. لقد ولى عصر البطولة الفردية؛ فاليوم، يكمن النصر في العمل الجماعي والتنظيمي.
الحركة التنظيمية الناجحة هي تلك التي تدير جبهتين في آن واحد: داخلها، تواجه المشاكل والخلافات والتحديات وتتحرك نحو مزيد من التماسك، وخارجها، تقترب أكثر فأكثر من الهدف الرئيسي، وهو إضعاف الديكتاتورية وإسقاطها. ما يميز المقاومة المنظمة الإيرانية عن العديد من الحركات الأخرى هو هذه القدرة على التحرك المتزامن في هذين المسارين على مدى العقود الخمسة الماضية. هذه المقاومة لم تتمكن فقط من الحفاظ على تماسكها الداخلي، بل أضعفت العدو أيضًا. وليس من قبيل الصدفة أن الأنظمة الديكتاتورية في إيران كانت ولا تزال معادية للتنظيم، وقد رأت كيانها بأكمله في خطر، وتكاتفت بأشكال مختلفة في محاولة لتفكيكه.
ما نراه اليوم في إيران هو نتيجة لهذا التنظيم، والحركة المستمرة، والتنظيم المحكم. الفرد أو التيار الذي يفتقر إلى تنظيم، سيصل في النهاية إلى طريقين محتومين: إما أن يفشل وينسحب، أو يُجبر على التطلع إلى القوى الأجنبية ويرضخ للتبعية. تاريخ إيران المعاصر مليء بأمثلة لمثل هذه الحركات التي افتقرت إلى التنظيم، وبدلًا من الديمقراطية، تحولت هي نفسها إلى دكتاتوريات صغيرة، وفي النهاية إما تم إقصاؤها أو تحولت إلى أدوات في يد القوى الخارجية. هؤلاء يرتعبون من سماع كلمتي "جمهوري" و"ديمقراطي"، لأنهم تربوا أساسًا على روح الديكتاتورية ولا يستطيعون تحمل الهيكل الديمقراطي.
إحدى أبرز سمات المقاومة الإيرانية هي هذا التأكيد المستمر على التنظيم والهيكلة من الأيام الأولى للنضال وحتى اليوم. لقد ركزت هذه المقاومة، سواء داخل البلاد أو خارجها، دائمًا على بناء وحفظ الهيكل التنظيمي. لهذا السبب، أعلنت الأنظمة الديكتاتورية العداء لـ "التنظيم" منذ البداية، وبذلت قصارى جهدها لحله وبث الفرقة فيه. الشيطنة، واغتيال الشخصية، ونشر الشائعات، وحتى الاستعانة ببعض العناصر الداخلية والخارجية، كل ذلك كان جزءًا من حربهم الطويلة ضد تنظيم المقاومة.
لكن التجربة أثبتت أن التنظيم الحقيقي يجلب معه قوة البقاء والتغلب على المشاكل. فبدون تنظيم، تبقى أي حركة "سرابًا" يغرق بسرعة في مستنقع الديكتاتورية. وبدون تنظيم، يمهد الطريق للشيطنة، والمذابح، والاغتيالات، والقمع، لأن مثل هذه الحركة تفتقر إلى دعم شعبي منظم وتتراجع.
يسعى النظام الديكتاتوري، لتدمير تنظيم قوة مقاومة حقيقية، حتى بالاستعانة بحلفائه ومرتزقته في الداخل والخارج. جميع الدعاية السلبية، وادعاء إطالة أمد النضال لإسقاط الديكتاتورية، ومحاولة إثارة اليأس في المجتمع، هي نتاج هذه الحرب النفسية والعملياتية التي يشنها النظام الديكتاتوري في إيران. لكن المقاومة الإيرانية، في خضم هذا اللهيب والضغط، صُلبت وصُقّلت ووقفت أقوى من أي وقت مضى.
كلمة أخيرة!
القوة الحقيقية تكمن في امتلاك تنظيم متماسك وديمقراطي. التنظيم المبني على المشاركة الجماعية، والمساءلة، والشفافية، لا يستطيع فقط إسقاط الديكتاتورية، بل يمكنه أيضًا منع عودتها بعد الإسقاط. حماية هذا التنظيم هي حماية لمستقبل إيران. كل من يفكر في تحرير إيران، يجب أن يدرك هذه الحقيقة التاريخية وهي أنه بدون تنظيم، ستبقى الحرية مجرد أمنية بعيدة المنال. يجب أن يكون التنظيم الذي يسقط الديكتاتورية قد اجتاز الاختبار.
***






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحول كبير يلوح في الأفق أمام المجتمع الدولي!


المزيد.....




- قبيل اجتماع بوتين – ويتكوف.. الكرملين: أي اتفاق بشأن أوكراني ...
- لأول مرة منذ عامين.. شاهد كيف عاد طلاب غزة إلى مدارسهم المدم ...
- السعودية وروسيا توقعان اتفاقية تاريخية للإعفاء المتبادل من ت ...
- الشرطة البلجيكية تعتقل المسؤولة السابقة عن الخارجية الأوروبي ...
- 753 قتيلا حصيلة جديدة لفيضانات إندونيسيا
- صور مأساوية من مستشفى للأمراض النفسية بالعراق تثير غضبا واسع ...
- محاولة ذبح قربان في الأقصى تنتهي بالفشل.. ما القصة؟
- بعد عمليتي الدعس والطعن.. هل تحفز عقوبات الاحتلال المقاومة ب ...
- خبير عسكري: لهذه الأسباب تعجز إسرائيل عن التنبؤ بعمليات الضف ...
- نتنياهو يشترط منطقة منزوعة السلاح من دمشق حتى الجولان


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن کورکی مهابادي - قوة التنظيم في مكافحة الديكتاتورية!