عبدالرحمن کورکی مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 14:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التنظيم والتماسك هما الركيزتان الأساسيتان لأي حركة مقاومة تقف في وجه الاستبداد. إن مقاومة الشعب الإيراني، التي تمثل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية عمودها الفقري، قد أصبحت، على مدى أكثر من ستة عقود من التألق، رمزًا استثنائيًا للوحدة والتفاني في سبيل الحرية، مما جعلها البديل الشعبي الوحيد للنظام الحاكم في إيران. هذا التنظيم، الذي يستند إلى استراتيجية واضحة وقيادة حاسمة، استطاع الصمود أمام القمع الشديد الذي يمارسه نظام الملالي. إن نقطة الخوف الأكبر للديكتاتورية تكمن في هذا التنظيم الذي تشكل من مختلف فئات الشعب الإيراني، من العمال والطلاب إلى النساء والشباب، ليصبح القلب النابض للمقاومة والأمل لدى الإيرانيين.
المقاومة الإيرانية في دائرة الضوء
تضم المقاومة الإيرانية أطيافًا متنوعة من المجتمع: من العمال المثقلين بأعباء الضغوط الاقتصادية التي يفرضها النظام، إلى المثقفين، وبالأخص النساء اللواتي يطالبن بالحرية. هذا التنوع يمثل القوة الحقيقية للحركة. تقف النساء في الصفوف الأمامية للنضال تحت شعار "المرأة، المقاومة، الحرية"، وهن يلعبن دورًا حاسمًا في هذه المقاومة. شخصيات بارزة مثل مسعود رجوي، الذي وضع أسس البديل الديمقراطي في إيران ونقله إلى الخارج لحمايته من بطش النظام، يجسدون هذا التكاتف. هذا النقل كان إنجازًا تاريخيًا جعل المقاومة خالدة، وتتضح أهميته يومًا بعد يوم.
يمتلك الشعب الإيراني تاريخًا يمتد لأكثر من 120 عامًا من النضال ضد الديكتاتورية، بدءًا من الثورة الدستورية وصولاً إلى مجزرة عام 1988، التي وثقها تقرير جاويد رحمان، مقرر الأمم المتحدة الخاص، كدليل على جرائم النظام ضد الإنسانية و"الإبادة الجماعية". لقد وقف الشعب الإيراني دائمًا في وجه الظلم. اليوم، تُعد قاعدة أشرف 3 مركزًا استراتيجيًا ورمزًا للأمل في مستقبل ديمقراطي. وكما قالت السيدة مريم رجوي في تجمع أخير بإيطاليا: "نحن من ذلك الغد، والغد لنا"، وهي ليست مجرد شعار، بل وعد قابل للتحقيق.
تكريم الشهداء
شهداء طريق الحرية، من مجزرة 1988 إلى شهداء الانتفاضات الأخيرة، هم منارة المقاومة. إن تكريمهم لا يكون فقط بالاحتفاء بهم، بل بمواصلة دربهم والالتزام بالإطاحة بنظام الملالي الحاكم. ويعد احترام النشيد الوطني الإيراني، كرمز للهوية والنضال، جزءًا من هذا التكريم، وقد تجلى ذلك بحماس وحيوية في "تجمعات إيران الحرة" في إيطاليا.
مطلب الشعب الإيراني الأساسي
لقد أظهر النظام الإيراني، بجرائمه العديدة من مذابح السجناء السياسيين إلى قمع مختلف الشرائح، وجهه القمعي الفاسد. غياب كلمة "إيران" عن اسم "قوات الحرس" يعكس طبيعته المعادية للشعب الإيراني، حيث يعمل لحماية سلطة ولاية الفقيه وليس لخدمة إيران. إن الإطاحة بهذا النظام هي المطلب الأساسي للشعب الإيراني.
قيادة المقاومة المؤهلة
يمثل مسعود رجوي ومريم رجوي قلب المقاومة النابض. تُعد أشرف 3، كقاعدة للمقاومة، مركزًا ينقل من خلاله هذه القيادة، بتماسكها ووحدة خطابها، رسالة الأمل والنضال إلى الشعب الإيراني والعالم. خطاب مريم رجوي في إيطاليا، الذي لقي ترحيبًا واسعًا، يعكس هذا التأثير. فقد أكدت فيه على ثلاثة مبادئ للتضامن: "التمييز مع الديكتاتورية في إيران، الإطاحة بالنظام الحاكم، وفصل الدين عن السلطة".
نعم للجمهورية الديمقراطية في إيران
إن المقاومة الإيرانية، بتنظيمها المتماسك وبرنامجها الواضح، هي البديل الديمقراطي الوحيد أمام النظام الديني الحاكم. هذا البديل يرفض الشاه والتطرف الديني لولاية الفقيه، وشعاره هو الجمهورية الديمقراطية. لماذا الجمهورية؟ لأن العودة إلى الديكتاتورية الشاه ، التي يسعى إليها ابن الشاه بالتقرب من قوات الحرس ، تُعد خيانة لتضحيات الشعب وشهدائه. ولماذا ديمقراطية؟ لأن رسالة البديل يجب أن تكون "الحرية والديمقراطية". فقط نظام ديمقراطي يمكنه أن يحل محل الديكتاتورية.
المعركة الأساسية والحل الثالث
المعركة الرئيسية ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه لا تُخاض على الحدود أو خارجها، بل في قلب المجتمع الإيراني: دعم الحل الثالث، أي نبذ سياسة الاسترضاء مع الديكتاتورية ورفض الحرب الخارجية ضد النظام الحاكم، مما يعزز مقاومة الشعب للإطاحة بالنظام. هذا هو الطريق الصحيح الوحيد ضد الديكتاتورية الدينية، الذي يمنع نشوب حروب أوسع من خلال دعم مقاومة الشعب الإيراني.
مفارقة التاريخ: من الشاه إلى الملالي، ومن الملالي إلى الشاه
يروي تاريخ إيران مفارقة مريرة: من ديكتاتورية الشاه إلى الملالي، والآن محاولات للعودة إلى الديكتاتورية السابقة. أشارت السيدة مريم رجوي في التجمع الأخير إلى هذه المفارقة التاريخية قائلة: "إن ضرورة العصر لا تسمح بالعودة إلى الماضي، ولا أحد يعود إلى الأمس. لهذا السبب، نحن من ذلك الغد، والغد لنا". لقد أثبتت مقاومة الشعب الإيراني أن الاستراتيجية الصحيحة والبديل الحقيقي هما طريق الحزم والتنظيم المتماسك.
رسالة المقاومة والمتحدثون
يعكس المتحدثون في تجمعات المقاومة، من مريم رجوي إلى آخرين في تجمع إيران الحرة بإيطاليا، بحماس لا يوصف، رسالة تقدم المقاومة وضعف نظام الملالي الحاكم. عزز تقرير جاويد رحمان في ذكرى مجزرة 1988 هذه الرسالة، مؤكدًا أن نظام الملالي الحاكم في تراجع أمام جبهة الشعب. إن توسيع هذه الجبهة هو واجب يقع على عاتق كل إيراني حر.
إن مقاومة الإيرانيين، التي تألقت على مدى ستين عامًا، تسير على طريق الإطاحة بالنظام وبناء إيران حرة وديمقراطية. هذا الطريق، الذي مهده دماء الشهداء ونضال الشعب المتواصل، سيقود إلى النصر حتماً.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟