أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - عن كتاب زياد ماجد، الشرق الأوسط مرآة العالم















المزيد.....

عن كتاب زياد ماجد، الشرق الأوسط مرآة العالم


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عن كتاب زياد ماجد
الشرق الأوسط مرآة العالم
لم يتسن لي الاطلاع على كتابه الصادر حديثاً بالفرنسية، لكنني استمعت إليه في مقابلة مصورة متحدثاً عن الكتاب، ولهذا سيستند كلامي إلى إجاباته على أسئلة طرحتها عليه محاورته نجوى بركات.
متخصص في اللغة العربية لكنه يتقن الإنكليزية كما لو أنه نشأ في لندن والفرنسية كما لو أنه عاش ودرس في باريس، إلا أن أحوال وطن ساعده على إتقان هاتين اللغتين، تبدلت ودفعته إلى الهجرة والعمل في العاصمة الفرنسية أستاذاً جامعياً، فصار فيها مرجعاً يعود إليه السائلون ووسائل الإعلام ومراكز الأبحاث عند كل حدث، باعتباره إبن الشرق الأوسط ومتخصصاً في شؤونه. هل يشكل هذا سبباً كافياً لترجيح توجهه إلى القارئ الأجنبي والفرنسي على وجه الخصوص قبل احتمال ترجمة الكتاب إلى العربية؟
لاحظت المحاورة أن حضور سوريا وفلسطين كان طاغياً في اهتماماته كباحث في شؤون الأزمات المتناسلة والمستدامة في المشرق العربي، ووعدت في نهاية المقابلة أن تستكمل الكلام عن لبنان في حوار لاحق معه. فهل غاب لبنان حقاً عن الكتاب؟ ربما لأن عمليات الإبادة والتدمير في غزة والمآسي التي عانى منها الشعب السوري في ظل نظام بشار الأسد هي التي طغت على المشهد فبدت أحداث لبنان بعد مضي وقت على لهيب الحرب الأهلية، قياساً على ما تعانيه كل من غزة وقبلها سوريا، بمثابة أعراض جانبية.
يمكن أن نستنتج من سياق الإجابات أن العامل الخارجي هو الذي يحدد، في نظره، مسار الأحداث والتطورات في المنطقة، ولا سيما الصراع على "تركة الرجل المريض" وتوزيعها على الاستعمارين الفرنسي والإنكليزي، وتحميل أوروبا عموماً وبريطانيا خصوصاً تبعات الاستيطان الصهيوني في فلسطين ورسم خريطة بلدان المنطقة بالشراكة مع فرنسا في اتفاقية سايكس بيكو.
أظن، وفي بعض الظن إثم، أن هذه السردية قد تكون استجابة لحاجة خطاب موجه، في الأصل، إلى القارئ الأوروبي، لتذكيره بأن كوراث اليوم في المشرق العربي ناجمة، بحسب وجهة النظر هذه، من خيارات مغلوطة اعتمدها الغرب حين قرر حل المشكلة اليهودية الأوروبية الأصل والمصدر، بترحيل اليهود إلى فلسطين. وقد قضت تلك العملية بتقسيم بلاد الشام وتوزيعها لتكون فلسطين البلد الرابع المعد، بحسب الخطة الاستعمارية، للاستيطان الصهيوني تنفيذاً لوعد بلفور.
لا شك في أن الوقائع التي تبنى عليها هذه السردية صحيحة مئة بالمئة، غير أن منهج قراءتها واستخراج المعادلات منها أغفل أمرين مهمين يمكن أن تبنى عليهما سردية أخرى، الأول هو سياق الأحداث التاريخي والثاني العوامل الداخلية المحلية.
تندرج أحداث التاريخ الواقعة خلال النصف الأول من القرن العشرين والتي تأسست فيها بلدان المشرق العربي وإنشئ الكيان الصهيوني في سياق قيام حضارة جديدة إسمها الرأسمالية عمادها الاستثمار والوفرة والسيطرة على ثروات الطبيعة على الكرة الأرضية وفي أعماق المحيطات و طبقات الفضاء العليا، على أنقاض حضارات سابقة كانت الحروب فيها تقوم على الغزو والغنيمة والريع والأتاوة. لذلك كانت تركة الرجل المريض، ومن بينها المشرق العربي، مادة تنافس بين الدول الاستعمارية.
في هذا السياق التاريخي رسمت الحضارة الرأسمالية، التي اعتمدت الاستعمار وحروب التنافس على التوسع، خرائط المنطقة، بمثل ما رسمت هي ذاتها خرائط بلدان أوروبا، فاستحدثت في المشرق دولاً مثلما استحدثت دولةً إيطالية وأخرى ألمانيةً في ثمانينات القرن التاسع عشر، ومن بعدهما دولاً صغيرة مبعثرة داخل القارة، وقد عالجت في كتابي "أحزاب الله" هذه المسألة بتفصيل دقيق مستنداً إلى مؤرخين أوروبيين من بينهم فرناند بروديل وإريك هوبزباوم، وبينت أن البلدان والدول"المصطنعة" في بلدان المشرق العربي، التي تشبه تلك المصطنعة في أوروبا، هي حاجة للرأسمالية، لكنها مستندة إلى حقائق ووقائق لا ينفيها التاريخ ولا يجافيها، بل أكدتها أحداث القرن الماضي ورسختها تجارب الحروب الأهلية التي زعزعت استقرار هذه الدول لكنها عجزت عن تفكيكها.
العوامل الداخلية كان لها رأي آخر. كل عناصر التفكك متوافرة في كل من لبنان وسوريا والعراق، ويقال كلام كثير عن مآرب إسرائيل في إقامة كيانات طائفية فيها، مسيحية وشيعية وسنية وكردية ودرزية، لتبرر وجود دولة يهودية، لكن هذه الكيانات ظلت صامدة ومتمسكة بوحدة الأوطان فيها، فيما بدت بلدان أخرى غير ذات صلة بالخطر الصهيوني هي المهددة بالتفكك وأبرزها الحروب الأهلية في السودان وحرب العراق ضد الكويت وصراعات المغرب والجزائر وحروب الرفاق في اليمن، وقبلها انفصال باكستان عن الهند وبنغلادش عن باكستان وتقسيم قبرص واتفاق تشيكيا وسلوفاكيا على الافتراق وإعادة الاتحاد اليوغسلافي إلى مكوناته الأولى بقرار من المعسكر الرأسمالي الغربي.
للغرب الرأسمالي أسبابه، صحيحة كانت أم غير صحيحة، في دعم المشروع الصهيوني، غير أن العالم العربي شكل جبهة متراصة ضد الدخول في الحضارة الرأسمالية، اتحد فيها شيوعيون مناهضون للإمبريالية وإسلاميون ينشدون العودة إلى الخلافة وتيارات قومية ناصبت العداء لبعضها وللآخر الإسلامي والشيوعي وكان الجامع المشترك بينها اعتمادها أنظمة وأحزاباً مبنية على الاستبداد ومجافاة الديمقراطية وعداؤها للغرب "المسيحي والرأسمالي والاستعماري"
هذه الظاهرة المحلية المعممة على كل المنطقة هي التي شجعت الغرب على التضامن في البداية مع إسرائيل، وما كان لمزاج الرأي العام الشعبي والرسمي في بلدان أوروبا وفي صفوف الجيل الشاب في أميركا أن يتبدل ويتحول إلا لأن الاستبداد الصهيوني وعمليات الإبادة والتدمير في غزة والاستبداد البراميلي في سوريا فاق كل تصور.
أميل إلى سوء ظن فيه فطنة، بالعوامل الداخلية ومسؤوليتها عن مآسينا. فهل يحفزنا ذلك على القيام بعملية نقد ذاتي تساعدنا على التخلص من أنظمة الاستبداد وأحزابها، بما فيها النظام الصهيوني في فلسطين وسائر الأصوليات الدينية واليسارية والقومية، وعلى الدخول في عصر الدولة الديمقراطية؟
بانتظار الاطلاع على نص الكتاب ليتعمق يقيني بأن الصديق زياد ماجد قيمة مضافة على النتاج الثقافي في بلادنا وعلى دور المهاجرين العرب في تشكيل وعي جديد لدى الأجيال الشابة في أوروبا وأميركا.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا وحزب الله والجيش
- في تفنيد الكتاب المفتوح
- أخطاء المصيلح
- هل يتعقلن أهل النظام في لبنان؟
- اتفاق غزة: نهاية المشاغبة على الرأسمالية
- حماس وحزب الله: تكفير النقد ورفض النصائح
- زنادقة في البرلمان
- وسام في غير أوانه
- الطريق إلى الدولة
- لماذا توقفت عن الكتابة في جريدة المدن
- الرئيس بري يتذاكى أم يلعب بالنار؟
- المسكوت عنه في الغارة على الدوحة
- نهاية الحروب والسلاح للصدأ
- في نقد خطاب سمير جعجع
- ما سها عن بال الخطاب
- مسيحيو الشرق
- حوار عقيم مع الشيخ نعيم
- الثنائي: فات عهد المماطلة
- ممثلو الثنائي المساكين
- العهد والحكومة ينتهكان الدستور


المزيد.....




- لبنان.. تأجيل محاكمة فضل شاكر بطلب من محاميته
- إريك داين يلعب دورًا يجسد إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري ...
- رفات رهينة تصل إسرائيل وسيول تغرق خيام غزة وسط مباحثات لتثبي ...
- ألم طبيعي أم إصابة؟ دليلك لفهم إشارات الجسم بعد التمرين
- نوح زعيتر -بارون مخدرات- لبناني صدرت بحقه ألف مذكرة توقيف
- هجوم روسي مكثف بالصواريخ والمسيرات على العاصمة كييف
- المنخفض الجوي يغرق خيام نازحي غزة ويفاقم معاناتهم
- آبي أحمد يبحث مع قائد أفريكوم ملفات الأمن الإقليمي
- القاهرة تستضيف اجتماعا بشأن غزة وتعلن تنظيم مؤتمر دولي لإعاد ...
- الجلوس المطوّل وباء العصر.. وأطعمة بسيطة قد تخفف مخاطره


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - عن كتاب زياد ماجد، الشرق الأوسط مرآة العالم