أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - أخطاء المصيلح














المزيد.....

أخطاء المصيلح


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَثَلُ مؤتمر المصيلح المنعقد تحت إسم "اللقاء التنسيقي الأول نحو إعادة الإعمار" كمثل من راح يبحث على ضوء مصباح الشارع عن قطعة نقود فقدها، وهو متيقن من أنه أضاعها في مكان آخر لكن، لا مصباح فيه ولا إضاءة. فما هكذا تورد الإبل يا دولة الرئيس.
الخطأ الأول يتمثل في أن البحث عن "النقود المفقودة" ليس محله المصيلح، حيث دارة نبيه بري، ولا المجمّع الثقافي الذي يحمل إسمه والمشيد على أرض مصادرة خلال الحرب الأهلية من مشاعات قرية الحجّة المجاورة.
يقول ممدوح المهيني في جريدة الشرق الأوسط(5-11-2025)، جواباً على سؤال لماذا توجد دول فقيرة ودول غنية، أن رأس المال الحقيقي هو رأس المال الثقافي، ويقدم أمثلة على ذلك من بينها اليابان التي استطاعت خلال عقود قصيرة بعد هزيمتها المدمرة في الحرب العالمية الثانية، أن تتحول إلى قوة صناعية عالمية. إذ "لم يكن ذلك معجزة بل ثمرة ثقافة راسخة تقوم على الانضباط والإتقان والولاء للمؤسسة والاحترام العميق للعمل الجماعي".
ربما فاتت المهيني الإشارة إلى أن اليابان، لو أنها قرأت موازين القوى بعد هيروشيما وناكازاكي بالعين التي يقرأ الثنائي الشيعي فيها نتائج حربي الطوفان والإسناد، لما كان في استطاعتها أن تنطلق في تلك المعجزة. لا اليابان شهدت، ولا ألمانيا ولا سائر المهزومين في حروبهم، حالة إنكار كالتي يجهر بها حزب الله، من دون خجل، ويضمرها الأخ الأكبر بتمويه مكشوف. لا يعوز لبنان رأسمال ثقافي ولا رأسمال مالي، لكن توظيف الرساميل مستحيل قبل الإقرار بالهزيمة.
خطأ ثان ليس أقل فداحة يتمثل في أن بعض الدولة يحرض في المؤتمرات وعلى المنابر، ومنها منبر المصيلح، على بعضها الآخر، في مناورة مكشوفة وفي خطاب خارج عن أي منطق، حتى عن المنطق الشكلي. من حق المجتمع المدني ممثلاً بمؤسساته أو"بالأهالي" الذين يعترضون دوريات اليونيفيل أن يعقد مؤتمراً ويطالب الحكومة، أما أن يعقد الثنائي، وهو جزء من الحكومة ومن البرلمان، مؤتمراً يسميه "لقاء تأسيسياً"، يشير فيه إلى تقصير الدولة، فهو، لعمري، من علامات الفجور قبل أن تدرجه ثقافة الثنائي من بين علامات الظهور.
الخطأ الثالث، وهو بمثابة الخطيئة، يرتكبه الرئيس بري مع تغطية جزئية يوفرها له العهد والحكومة. إن إعادة إعمار ما هدمته الحرب يبدأ بإعادة إعمار الدولة. الترويكا عدو الدولة والدستور. ما من بلد في العالم يحكمه ثلاثة رؤساء. رئيس واحد يكفي في النظام الرئاسي، والفصل بين السلطات يكفي ليلتزم كل بصلاحيات ينص عليها الدستور.
خلال الحرب الأهلية أو أيام الوصاية، كانت قوة الأمر الواقع تشرعن لنبيه بري أن يرعى تدشين بئر ووضع حجر أساس ومصالحة حزبية وهذه من مهمات الوزراء والسلطة التنفيذية، أو أن يستقبل بحفاوة في "كانتونه" الشيعي "ضيفه" رئيس جمهورية لبنان، ليشغّلا معاً محطة ضخ للمياه أطفأتها إسرائيل في اليوم التالي.
إعادة إعمار الدولة يبدأ بالالتزام بأحكام الدستور. رئيس السلطة التشريعية لا علاقة له باستقبال الوفود ولا بإجراء المفاوضات ولا بالتعيينات الإدارية والأمنية ولا يحق له ولا لسواه، بحسب دستور الجمهورية اللبنانية، التدخل في شؤون القضاء. وهو ملزم أدبياً، كما كل المسؤولين في الأنظمة الدستورية، بالتخلي عن مسؤولياته الحزبية الفئوية عند توليه مسؤولية عامة.
خلافاً لكل الأصول الدستورية في العالم، حافظ نبيه بري خلال رئاسته البرلمان لأكثر من ثلث قرن، على رئاسته حركة أمل، وعلى البقاء على رأس الأمانة العامة لجبهة الممانعة، وعلى كونه الأخ الأكبر لحزب الله وشريكه في الغنم لا في الغرم، والشريك المضارب لرئيسي الجمهورية والحكومة، وولي أمر الوزراء والنواب والموظفين الحكوميين ولا سيما الشيعة الذين يمن عليهم بالحقائب.
إعادة إعمار ما خربته الحرب يبدأ بخروج الثنائي من حالة الإنكار. أما إعادة إعمار الدولة فيبدأ بتخلي المسؤولين عن تقاليد مخالفة للدستور أرستها ظروف الحرب الأهلية ولا سيما في مرحلة الوصاية وخلال الاحتلال الإسرائيلي.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتعقلن أهل النظام في لبنان؟
- اتفاق غزة: نهاية المشاغبة على الرأسمالية
- حماس وحزب الله: تكفير النقد ورفض النصائح
- زنادقة في البرلمان
- وسام في غير أوانه
- الطريق إلى الدولة
- لماذا توقفت عن الكتابة في جريدة المدن
- الرئيس بري يتذاكى أم يلعب بالنار؟
- المسكوت عنه في الغارة على الدوحة
- نهاية الحروب والسلاح للصدأ
- في نقد خطاب سمير جعجع
- ما سها عن بال الخطاب
- مسيحيو الشرق
- حوار عقيم مع الشيخ نعيم
- الثنائي: فات عهد المماطلة
- ممثلو الثنائي المساكين
- العهد والحكومة ينتهكان الدستور
- هل تطالبوننا باستئناف الحرب الأهلية؟
- كلنا مع الدولة. نقاش في المنهج
- المنهج الطائفي في كتابة تاريخ لبنان


المزيد.....




- أحدثت كرة لهب ضخمة.. كاميرا توثق لحظة انفجار سيارة في مدينة ...
- كان على المدرج.. فيديو صادم يظهر عدم وجود أحد مُحركي طائرة U ...
- الملاحقات الأمنية مستمرة: ارتفاع عدد المقبوض عليهم على أساس ...
- ما هي أبرز الخلافات بين الصين والولايات المتحدة؟
- من داخل غزة، بي بي سي ترصد دماراً شاملاً بعد عامين من الحرب ...
- الفلبين تعلن حالة الطوارئ بعد إعصار -كالمايغي- المدمّر.. واس ...
- بوتين يأمر بتقديم مقترحات بشأن تجارب نووية روسية محتملة بعد ...
- مدينة بيليم البرازيلية تستضيف مؤتمر المناخ كوب30.. تغير المن ...
- السعودية...جدل واسع بعد اعتداء عنصر أمن على رجل وزوجته
- ترامب يطالب بإعادة فتح الحكومة الأميركية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - أخطاء المصيلح