أسيل العزاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 18:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعد حزب حزب امارجي الليبرالي أحد الأحزاب العلمانية الليبرالية التي تسعى إلى إعادة كتابة التاريخ السياسي الحديث للعراق. على الرغم من كونه في بداية مشروعه، يرى الحزب أن الإخفاق في تحقيق بعض مكاسب السلطة هو خطوة أولى نحو نضوج المشروع واستمراريته، وليس نهاية الطريق.
يعمل الحزب على ترسيخ مفهوم المبادئ والقيم لدى أفراده المنتظمين فوق أي مصلحة شخصية. فالمصلحة، إذا صارت فوق المبادئ، تتحول إلى سلوك شائع بين كثيرين في السياسة، وهو ما يرفضه امارجي. الحزب يسعى إلى التوازن بين المصلحة والمبدأ، مؤكدًا أن المصلحة المقترنة بالمبدأ تحتاج إلى تحول بنيوي عميق على الصعيد الفكري والسياسي.
نلاحظ أن كثيرين ممن يدّعون التحول الفكري أو التزام المشاريع الليبرالية يندفعون بسرعة نحو المشاركة السياسية، لكن مع أول إخفاق أو مواجهة خطورة، يتراجعون عن مبادئهم أمام المصالح الشخصية. هذا النمط أنتج طبقة سياسية كبيرة، لكنها ضعيفة في العمق الفكري والمبادئي. الأسباب تعود إلى عدة عوامل، أبرزها:
1. غياب الجذور الفلسفية الرصينة: الكثيرون لم ينبع التزامهم من مبدأ فلسفي واضح، بل من رغبة في الظهور أو الاستفادة المباشرة.
2. هيمنة المصلحة الشخصية: المصلحة تعتبر حائطًا عريضًا يواجه أي طموح مشروع، فينسحب الأفراد أو يشوهون المشروع عند أول صعوبة.
على صعيد الأحزاب السياسية نفسها، تتواجه المشاريع الجديدة مع أحزاب السلطة المتجذرة. وهذه مواجهة بنيوية تحتاج إلى تمسك بالمبادئ، واستمرارية الإيمان بالقيم الفلسفية للمشاريع السياسية. مع أول اصطدام مع السلطة الفاشية، كثير من الأفراد ينكفون إلى الظل أو يتفككون، ليس لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون، بل لأنهم يسعون وراء المجد الشخصي والنتائج السريعة.
في حزب امارجي، ترى هذه المعضلة من عدة مستويات، لكنه استطاع تحويل الأخفاقات السابقة إلى دروس قيادية وأساس للاستمرارية. فالأحزاب الأخرى قد تعتبر الإخفاقات نهايات، بينما جعل امارجي منها أوهام القيادة القاعدة الناجعة للاستمرار والتطور، محافظًا بذلك على توازنه بين المبدأ والمصلحة، وعلى نضج مشروعه السياسي في مواجهة تحديات الواقع العراقي المعقد.
#أسيل_العزاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟