أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسيل العزاوي - تهافت البرلمان العراقي في تعديل قانون الأحوال الشخصية وتشريع زواج القاصرات














المزيد.....

تهافت البرلمان العراقي في تعديل قانون الأحوال الشخصية وتشريع زواج القاصرات


أسيل العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 04:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يعد العراق من أولى الدولة العربية المتقدمة في الانضمام إلى (اتفاقية سيداو CEDAW عام 1979م)هي الشرعية الدولية لحقوق المرأة. وتسعى هذه الاتفاقية في القضاء على اشكال التمييز العنصري والطبقي والديني ضد المرأة، واحترام وجودها كإنسانة تحظى بالمساواة القانونية والاقتصادية والاجتماعية ، ومن جانب أخر تسعى الدولة العراقية بنظامها الديمقراطي بعد 2003م في العمل على زياد وعي النساء وتمكينهن اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وجعلهن رائدات في بناء حياة اجتماعية جيدة ؛ لكنه تمكين لا يخرج من حيز النمطية المجتمعية ومراعاة الثقافة الذكورية والسلطة الدينية في أغلب بنوده . ومازالت الدولة العراقية أيضا لم تلق بالا ولا وزنا في إرساء مشروع تنويري لوزارة المرأة التابعة لرئاسة الوزارة فهي وزارة مهملة ومهمشة بميزانية مالية فقيرة جدا ، وبقيت أهم التحديات التي تواجها المرأة العراقية مركونة على رف البرلمان، وتقف الأكثرية من الإسلام السياسي وأنصار الثقافة الذكورية من مجلس النواب بالضد من إقرار القوانين التي تحمي المرأة ، ويعزز هذا الرفض الصوت النسوي الضعيف للبرلمانيات التابعات للأحزاب ويقفن أغلبهن ضد المرأة وحقوقها. فمازال قانون العنف الأسري معلقا ولم يحسم أمره لحماية المرأة والطفل مع تصاعد جرائم قتل النساء و تعنيف الأطفال وقتلهم ، فضلا عن قانون جرائم غسل العار الذي يطبق بالعراق بشكل شرعي وهي جرائم تتجاوز القانون في تطبيق الأعراف العشائرية والعادات البالية على المرأة وحياتها وجسدها، فضلا عن إهمال ملف النساء العراقيات الإيزيديات الناجيات من جرائم داعش الإرهابي .كان الأجدر في البرلمان مناقشات وإقرار قوانين تحمي المرأة وحقوقها وليس سلب حقوقها ، لاسيما فيما تعانيه طبقات الفقيرة من النساء العاملات في امتهان أجسادهن وكرامتهن ومنهن : المشردات ، النساء اللائي يعملن في الدعارة والمخدرات ، الراقصات في النوادي الليلة ، فضلا عن التحديات القمعية التي تعاني منها المرأة الريفية في التعلم والعمل والصحة، وتمارس عليها سلطة العادات البالية بشكل مضاعف في سلب حياتها وحريتها وأحلامها.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجها المرأة العراقية في مجتمع ذكوري بامتياز،لا يحترم المرأة ولا يعترف بحريتها وحقوقها ونص المساواة القانونية، يرفع نواب عن الإسلام السياسي الشيعي مسودة للرئاسة البرلمان في تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959. ينطلق هذا القانون في إرساء التمييز القانوني والديني ضد المرأة الناضجة المتزوجة ، وضد الطفلات الصغيرات في اغتصابهن في ماسموه (الجنس الحلال) من خلال العودة إلى براثن الفقه الإسلامي الذكوري المتزمت وتطبيقه بدلا عن القانون المدني والمحكمة التي تجرم زواج القاصرات واغتصابهن باسم الدين ، فضلا عن ضياع حقوق المرأة المتزوجة وسلب أطفالها وحرمانها من النفقة في حال لم يغتنِ من جسدها وعزوفها عن تقديم الخدمات الجنسية له، وبالتالي يتم تجريد القضاء القانوني المدني من سلطته التشريعية، تصبح المحاكم وسيلة لتغطية هذه الجرائم قانونيا. ويعد تعديل القانون الأحوال الشخصية انهتاك صريح لحقوق الإنسان وتجاوز بربري على مبادئ الديمقراطية في إعادة ثقافة الجواري والحريم، عبر إزاحة القوانين الوضعية وتسييد الثقافة الصحراوية وتشريع العنف الفقهي في زواج الطفلات بالعودة إلى السلفية الجنسانية ،وطمس كل معالم الحداثة العلمانية ، عبر إحلال المدونة الفقهية بشقيها المذهبي والطائفي هو تجاوز على الدولة والقانون ، وتأكيد رجعي ومتطرف في الغلو الديني من خلال ممارسة السلطة الذكورية الذهانية المتعصبة اتجاه الفتاة الصغيرة في استباحت طفولتها وجسدها التي كانت سائدة قبل أربعة عشر قرنا في التاريخ الإسلامي. ويندرج تمرير زواج القاصرات /اشتهاء الطفلات بمثابة قانون يحمي ويداعب الاستيهامات الجنسية لدى المرضى النفسيين البيدوفيلين في الاعتداء على الفتيات الصغيرات وانتهاك اجسادهن.
بينما تسعى الدول العلمانية الديمقراطية في استبدال الموروث الصحراوي الديني بقيم إنسانية نبيلة تحترم المرأة وحريتها ورغباتها، وإسدال الساتر على الحقبة المظلمة من التاريخ الفقهي لدى المسلمون الأوائل بوصفها مرحلة تاريخية انتهى زمنها في ممارسة العنف الجنسي واستلاب أجساد الطفلات ،ولا يجب أن تعامل معها بوصفها فقها شرعيا وقانونيا. فإن زواج الطفلات هو جريمة ضد الإنسانية وتأكيد على سلب الطفولة واجبارهن أن يعشين مرحلة عمرية تتجاوز أعمارهن. ويسن زواج الطفلات بالقصور السيكولوجي عند الرجل أيضا وخروجه من فطرته السليمة ،و توليد لديه حالة من العنف والخلل الذاتي والأخلاقي في اشتهاء الطفلات وليس المرأة الناضجة . ويعود سلبا هذا النسق اللاأخلاقي على الطفلة والمجتمع ، ويشكل من جانب آخر ضغطا مزدوجا عند ولي أمرها في تزويجها وهي صغيرة. فضلا إنها ستربي جيلا مشوها ؛لأنها طفلة لا تملك التجربة ولا العلم ولا الثقافة فهي مقموعة خانعة وخاضعة في المنزل وظيفتها الانجاب والخدمة .ويرتبط زواج الطفلات في استهلاك الأنوثة المبكرة لدى المرأة إذ يربط وجودها بجسدها وقدرته على الانجاب ،فإن انقطاع الطمث تنتهي حياة المرأة وتدخل في سن اليأس ثقافيا واجتماعيا. أما الرجل فحياته لا تنتهي عند السبعين أو ربما لوقت موته، مع تناسي قد يكون مريضا أو عاجزا جنسيا. لذا يرغب بتعدد الزوجات حتى لو لم يكن وان هناك سببا يدفعه لذلك.



#أسيل_العزاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمة العراقية- المواطنة الشاملة فكرا وممارسة عند حزب امارجي ...
- المفهوم الفلسفي لخطاب امارجي السياسي
- : الثقافة السياسية العضوية عند حزب امارجي الليبرالي
- مفهوم الأمة العراقية عند حزب امارجي الليبرالي
- المرتكزات الانطولوجية والسياسية لحزب امارجي الليبرالي
- أصالة الهوية السياسية عند المرأة العراقية
- دور المرأة العربية في تخريب النسوية


المزيد.....




- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسيل العزاوي - تهافت البرلمان العراقي في تعديل قانون الأحوال الشخصية وتشريع زواج القاصرات