أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - ممداني.. اليوم خمر وغداً أمر














المزيد.....

ممداني.. اليوم خمر وغداً أمر


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 06:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما وقد انفض العرس الانتخابي وتلاشى صوت الطبل والزمر وعاد المحتفلون إلى منازلهم وأعمالهم ونشاطاتهم، فإن زهران ممداني صانع النصر الانتخابي المتألق لاختيار عمدة نيويورك، سيخلع حلة المهرجان ويهيئ نفسه للتعايش مع الواقع الصلب لدى استلامه مفاتيح مكتب العمدة في 4 نوفمبر 2026.وهو سيجد ملفات ثقيلة و متراكمة يجب معاينتها و معالجتها في سياق وعود انتخابية ضخمة ظاهرها الحق والعدالة وباطنها التزامات ووقائع,بينما يبقى خارج المكتب جمهور متحمس زاده النصر حماسة ينتظر ويترقب ويتربص, فلا أسهل من نزول الميدان من موقع المعارضة ولا اصعب من الخروج منه من موقع الولاء.

ولنعد إلى البداية..

زهران ممداني شاب مسيس حتى الاظافر، منذ يفاعته يخوض المعارك السياسية والانتخابات الطلابية، ثم يواجه ملوك العقارات ويساهم في جمعيات مساعدة الأسر ذات الدخل المنخفض في مواجهة أوامر الإخلاء والحفاظ على سكنهم.

وهو ينضم إلى الاشتراكيين الديمقراطيين على أقصى يسار الحزب الديمقراطي الأمريكي, و يحصل على مقعد في جمعية ولاية نيويورك منذ عام 2019 وهو في سنه التاسع والعشرين ويحتفظ بهذا المقعد في عامي 2022 و 2224.

وهكذا نجد أمامنا شابا بخبرة محدثة تتعدى سنين عمره يقدمه جناح اليسار الديمقراطي ليخترق الصفوف ويكون فارس المرحلة المقبلة.

حارقا للمراحل رشح ممداني نفسه لمنصب عمدة نيويورك، وقدم برنامجا انتخابيا ينص على دعم توفير الحافلات العامة مجانا، وتجميد الإيجارات في المساكن ذات الايجار المستقر، ودعم رعاية الاطفال الشاملة، وبناء 200 ألف وحدة سكنية جديدة بأسعار ميسرة، وهو برنامج خدمي ولكن باطنه سياسي

ومنحاز للطبقات الفقيرة.

وفي السياسة ينتقد ممداني معاملة إسرائيل للشعب الفلسطيني، وينحاز بوضوح للمسألة الفلسطينية، وقد تعهد بالامتثال لمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية باعتقال بنيامين نتنياهو إذا زار مدينة نيويورك.

إختراق ممداني للنخبة الحاكمة في أمريكا ليست ظاهرة جديدة، فالاقرب الى الى الذاكرة والأوسع للتأثير هو نجاح باراك أوباما في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية عام 2009 في إخراج هيلاري كلينتون من السباق الانتخابي عن الحزب الديمقراطي، ثم في الفوز على جون ماكين الجمهوري، وأوباما هو أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية وهو حديث العهد بالسياسة الأمريكية التقليدية، ولم يخرج من عباءة العائلات السياسية المعروفة، علما انه تبنى برامجها في الحكم والسياسة .

ظاهرة ممداني تتمثل اولا في أصوله الهوياتية المتعددة، فهو مسلم وجنوب آسيوي وأفريقي ومهاجر متجنس حديثا، وقد استثمر بنجاح في هذا التعدد الهوياتي رغم انفصاله عنه، فهو مسلم بالانتماء ولكنه لا يمارس تعاليم الإسلام، وهو جنوب آسيوي بحكم أصوله الهندية ولكنه مولود في أفريقيا ولا يعرف الهند ولا آسيا، بل ولم يشارك في تجمعات الهنود الأمريكيين، وهو ينتمي إلى أوغندا وكنه لا يقدم نفسه كشخص أوغندي الجنسية.

كل هذه الهويات تتحول على يديه من تعريفات عرقية ودينية إلى انتماء سياسي انتخابي الطابع.

فإذا كان قد حصل على أصوات المنتمين إلى هذه الهويات فلأن حاملوها غاضبون محبطون من الظلم المعيشي والخدمي،وهم أرادوا معاقبة الحكام الذين تجاهلوهم وتأييد من يرفع مطالبهم.

وننتقل إلى الظاهرة الثانية وهي الوعود الانتخابية الضخمة التي قدمها ممداني لهذه الحشود الغاضبة والناقمة، والتي أوضحناها في سياق هذا المقال.

فإذن سيدخل زهران ممداني إلى مكتب عمدة نيويورك في الرابع من نوفمبر المقبل من عام 2026

ويطالع ملفات المدينة، ويجتمع مع فريقه من نواب العمدة، ويستخلص ما يمكن إنجازه من المهمات التي أوكل نفسه بها على رؤوس الأشهاد.

ولأن السياسة هي فن الممكن، ولأن تيسير الخدمات يحتاج إلى تمويل، فإن الصوت العالي الذي قدمه ممداني لحظة احتفاله بالنصر الانتخابي أمام مؤيديه سيتحول إلى مفاوضات وحوارات من خلف مكتب العمدة الفخم.

ولكي ينجح ممداني في إنجاز وعوده، عليه على الأقل أن يحسب وزنا لترامب ولمؤسسة الرئاسة الامريكية وباقي المؤسسات المسيطرة في واشنطن.

وكما قال شاعرنا العربي القديم امرؤ القيس: اليوم خمر وغدا أمر.

تتميز الثقافة المجتمعية الأمريكية بأن كل منصب خاضع للانتخابات بما فيه مناصب المدعي العام والعمدة وحاكم الولاية وبالتالي فهو تحت رقابة الناخبين بينما في العالم الثالث تسيطر ثقافة التعيين

لهذه المناصب فهم تحت رقابة من عينهم.

وفي التحليل الأخير فإن الفائز حقا هو الديمقراطية الأمريكية بأبهى صورها، والراسخ والباقي هو المؤسسات والدستور منذ أسسه الآباء الاوائل وعلى رأسهم بنجامين فرانكلين وجون آدمز وباقي الشخصيات السبعة.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة ترمب إلى الشرق الأوسط
- من غير المسموح لأردوغان التفريط بالفرصة التاريخية
- ايلون ماسك صانع الملوك.. الرجل الذي لاتتسع له الكواكب
- سورية..من تفاهة الشر إلى الدمار الشامل.. واقع البلد مفتوح عل ...
- لماذا خسرت هاريس وفاز ترامب ؟
- كلام في المناظرات الرئاسية للانتخابات الأمريكية
- مرشحة الصدفة تواجه مرشح الاصرار
- غزة الفلسطينية تقاوم الاحتلال وتبحث عن الحياة
- للمال والاستيطان في إسرائيل وزارة واحدة
- viva نيلسون مانديلا
- غاز غزة قطبة مخفية في هذا العدوان السافر
- لجنة خاصة في الكونغرس لمواجهة الصين
- حكومة إسرائيلية متطرفة لا تستحق الفيتو الأمريكي
- لا حل للمنازعات بين الشعوب إلابالاعتراف والاعتذار
- قنوات دبلوماسية مفتوحة لمعالجة أزمة المنطاد الصيني ولكن القن ...
- سبع خطوات لفهم طبيعة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا
- لتخطي تداعيات الحرب.. يجب إذلال بوتين في أوكرانيا
- مخاطر التخلي عن الشرق الأوسط
- الوثائق السريّة الفيدرالية وعقوبات التعامل الخاطئ معها
- نتنياهو ينهي حكم القانون في إسرائيل


المزيد.....




- مسلحون يخطفون ناشطة على -تيك توك- ويعدمونها علنا في شمال مال ...
- الخارجية الفنزويلية: البلاد مستقرة ومستعدة لصد أي اعتداء
- الرئيس اللبناني يشدد على التزام بلاده الصارم بمكافحة تبييض ا ...
- السودان: ناجون من الفاشر يتحدثون عن هجمات عرقية نفذتها قوات ...
- اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين على إنهاء أطول إغلاق حكوم ...
- -الشيوخ الأميركي- يصوت على مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكوم ...
- ترامب معلقاً على استقالة المدير العام والرئيسة التنفيذية للأ ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة
- استقالة المدير العام لبي بي سي وسط جدل بشأن وثائقي عن ترامب ...
- شويغو يرأس وفدا روسيًا إلى مصر لإجراء محادثات عسكرية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - ممداني.. اليوم خمر وغداً أمر