أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - جند السماء.. أولى شرارات ألمعارضة ألشعبية ألعراقية؟















المزيد.....

جند السماء.. أولى شرارات ألمعارضة ألشعبية ألعراقية؟


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 13:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في البدء كانوا من أتباع تنظيم القاعدة. وبعد ذلك تبّين، على حدّ زعمِ أرباب النظام الطائفي-العنصري في المنطقة الخضراء، بأن لهم علاقات مع تنظيم ألدكتور أياد علاوي. ولا ندري ما علاقة الدكتور علاوي بإسامة بن لادن؟ ومالذي ستجود به الأيام القادمة من تُهمٍ يرميها أبناء بول بريمر غير الشرعيين على جند السماء هؤلاء!
فالعراقيون هذه الأيام يحاولون قصارى جهدهم ألاّ يشغلوا أنفسهم بأخبار مجموعةٍ من العرب العراقيين الذين قتلتهم قوات يُقال انها عراقية، حتى وأن كان عدد من لقوا حتفهم يوم التاسوعاء الأسود، الذي ابتدأت فيه قصة جند السماء، يفوق الثلاثمائة قتيل بينهم نساء وأطفال.
ذلك ان الموت أصبح صديقَ العراقيين الذي عودوا أنفسهم، رغماً عنهم، على وجوده ولم يعد له من رهبة في قلوبهم. ففي هذا الطوفان من الجثث التي تُلقى على شطآن الأرصفة في الصباحات البغدادية المبكرة حين ينطلق اذان الفجر من منائر فقدت هي الأخرى هيبتها وبريقها، لا يبقى للموت سوى أن يمّر بموكبه اليومي ليشق طريقه وسطَ الحشد العراقي الذي ينظر اليه ببعض الريبة والذهول.
من منـّا لم يفقد عزيزاً عليه في هذا السنوات الأربع الكالحة؟ من منـّا لا ينتظر كل يوم، بل كل ساعة، أن يدق جهازه الموبايل لتظهر على شاشته الكلمة المعتادة: رقم خاص، ويأتي من بعيد نبأ موتِ حبيب أو عزيز أو صديق في حادث تفجير انتحاري أو سيارة مفخخة أو نتيجةً لفعلِ فاعلٍ مجهول نعرفه جميعاً؟
لذلك أصبح الموت هذا صديقنا الذي فتحنا له أبواب مساكننا وسمحنا له بالأسترخاء على الكنبة الأثيرة لدينا في غرفة الجلوس وأعطيناه الريموت كنترول ليُظهر لنا مهارته في حصد حياة أحبابنا بالصوت والصورة من على شاشة التلفزيون.
ولأن الحال هو هذا فمن ذا الذي ليهتمّ بثلاثمائة من العراقيين طالتهم يد القتل العمد مع سبق الأصرار والترصد!! فالأخبار تتغير والعراقي لا يريد إلا تلك التي تمنحه بعض الأمل بأستتاب الأمن والأمان وعودة الحياة الى مجاريها، حتى لو كانت تلك المجاري شبيهةً بمجاري بغداد الآسنة التي تتجمع فيها رؤوس ضحايا الحرب الطائفية الخرقاء التي تدور على ترابنا الذليل الذي داسته بساطيل شذّاذ الآفاق وتجار الموت والسياسة.
ولكنّ البعض، والبعض القليل، هم من يرى الوجه الآخر للأخبار. وهناك تكمن بقايا من الحقيقة. ففي الأيام القليلة الماضية سمعنا بإعتقال ستة عشر عضواً ناشطاً من أعضاء هذا التنظيم الذي يقولون أن اسمه جند السماء في مدينة الحلة. من بينهم طبيب وزوجته. ما الأمر؟ ألم تنته قصةُ هذا التنظيم في مدينة الزرﮔـة بمقتل قائد التنظيم وأتباعه أم ان الموضوع سيطول ويصبح قصة عنتر؟ يبدو ان الأمر سيطول. هكذا يقول لسان حال سادة العراق الجديد. فقد وجدوا منجماً للذهب الخالص يغرفون منه ما يحلو لهم حين يشاؤون.
الأخبار القادمة من العراق وهي غير تلك التي تبثها شبكة إعلام "خال الويلاد" السيد حبيب الصدر تقول أن العراق كله من شماله الى جنوبه أصبح كبركانٍ قابلٌ للإنفجار في أية لحظة بعد فشل النظام السياسي بالإيفاء بأبسط وعوده التي قطعها للمواطن العراقي. ولا نقصد حكومة المنطقة الخضراء فقط بل جميع مكونات ومؤسسات النظام السياسي الذي أفرزته إرهاصات التجربة الديمقراطية التي أجهضها الطائفيون ودعاة القومية العنصرية من تلامذة وأتباع بول بريمر ونيغروبونتي.
العراق يغلي. والمعارضة تتصاعد. ولكنّ مأزق هذه المعارضة يكمن في انها وُلدت في وضع سياسي له خياراته المحدودة جداً. فالخارطة السياسية في بلادنا تتميز، على العكس من كل الأشياء الأخرى لدينا، بالوضوح. فإما أن تكون مع النظام السياسي المُؤيَد بقوات الأحتلال أو أن تكون ضدهّ. والمشكلة تكمن، على الأكثر، فيما اذا أردت أن تكون ضدّه. فمن يعادي النظام ويرفع راية المقاومة هم من أتباع تنظيم القاعدة السلفي التكفيري وحلفائهم أو رجال نظام البعث البائد. الأمر الذي منع، ويمنع حتى هذه اللحظة، الآلاف من العراقيين الوطنيين الشرفاء، من السنة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان وغيرهم، من التصريح بتأييد تنظيمات المقاومة العراقية أو الإنضمام اليها.
جند السماء جاؤوا بالمعجزة. وهم يستحقون بالفعل أسم جنود السماء، طيور الأبابيل، ذلك لأن معجزة من هذا النوع لا تأتي إلا من السماء. لقد طرحوا خطاً جديداً معارضاً للنظام وداعياً الى إسقاطه بعيداً عن مكونات الخارطة السياسية الشوهاء في عراق ما بعد الأحتلال. أنهم معارضون للنظام ولكنهم ليسوا من أتباع أسامة بن لادن ولا من مريدي ميشيل عفلق. أنهم صناعة عراقية أصيلة لم يُلقها الزمن على عتبات العراق ولا جائته من عبر الحدود.
ولهذا السبب لا لغيره تطاردهم عصابات النظام الطائفي من قوات وزارتي الدفاع والداخلية وقوات الأحتلال الأنكلوأمريكية. أنهم الشرارة التي تنطلق من رحم الموت، الذي صادَقَنا وصادقناه، لترسم الخط الثالث في الخارطة السياسية الجديدة. وهي الدليل على أن الجسد العراقي مازال سليماً ومعافى، وأن أزلام نظام الظلاميين الطائفيين وحلفاؤهم لم يستطيعوا قتل الروح الوطنية الوثابة للعراقيين مهما فعلوا.
قد لا نتفق مع طروحات أولئك الذين أطلقوا على أنفسهم أسم جنود السماء. وقد لا نتفق مع خطهم الأيديولوجي وتوجهاتهم التنظيمية والإجرائية والفكرية، رغم اننا لا نملك سوى القليل من المعلومات عنهم، وقد يكونوا بالفعل تنظيماً يقوم أساسه على شكل من أشكال التطرف. ولكننا رغم كلّ ذلك ندين لهم بأنهم فتحوا لنا طريقاً، وإن كان مجهرياً لا يُرى بالعين المجردة، يسير خارج المملكة الدموية لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري ولا يمرّ بمعسكرات ضباط الديكتاتورية الذين لا يقاتلون من أجل تحرير العراق بل من أجل أستعادة أمتيازاتهم المفقودة.
دونما شكّ فإن العراقيين بدؤا بالتفكير جدياً بالخروج من القمقم الذي أُرغموا على الأنزواء في داخله. وحين يخرجون سيكونون جنوداً للأرض، من ملحها يأتون، أما جند السماء فسواءاً أنتصروا أو هُزموا فهم نجمةً في سماء العراقيين، تضئ حيناً وتنطفئ أحياناً. وستعلو بعدها نجومٌ بأنتظار شمس الحرية التي عبدها أجدادنا في بلاد سومر وأكد.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جند السماء وجند المنطقة الخضراء
- الصدريون يستعدون والسيستاني يرمي بمقتدى الى المحرقة
- لماذا لا يريدون لصدّام أن يموت؟
- أيها الشيعيّ لا تصمت هذه المرّة
- قرار اعدام الديكتاتور بداية أم نهاية؟
- يا يونس المحكومِ بالإعدام.. عدْ للحوتِ ثانيةً
- ولا داعٍ للقلق
- هل حقاً ان كركوك أغلى من البصرة؟
- انهم يقتلون أطفال العراق
- الفيدرالية حقٌ يُراد به باطل
- موطني.. حتى إشعارٍ آخر
- ايها العراقي انت نملة.. فكن سعيداً
- الزرقاوي.. نحروه أم انتحر؟
- اسرائيلي واحد بألف عربي؟ يا بلاش
- وزير الدفاع العراقي يعلن الحرب على الشيوعية
- انقلاب عسكري في بغداد.. قريباً
- عفية .. والله عفية
- كشف الغُمّة في تبيان غباء قادة الأمة
- رسالة عراقية الى الغرباء
- قصائد تشبه الموت


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - جند السماء.. أولى شرارات ألمعارضة ألشعبية ألعراقية؟