أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - أحمد حمدي سبح - الملائكة في السماء لا على الأرض














المزيد.....

الملائكة في السماء لا على الأرض


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 14:08
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لابد من إلغاء الحصانة عن البرلماني ، إلا في حدود الأعمال التي تتم تحت قبة البرلمان ، وهذا من أهم الوسائل للقضاء على فساد رأس المال السياسي وشراء الكراسي وفساد الغالبية العظمى من الأحزاب اللاتي تحولت لمشاريع تجارية لبيع كراسي البرلمان ، بما يضمن مستوى جيد من معايير ضمان ترشح النزهاء والأكفاء .

فالبرلماني الفاسد المشتري للكرسي ، يدفع عشرات الملايين تتراوح الأسعار حسب المعلن والمتداول ما بين ( 15-70 مليون جنيه وهذا في حد ذاته يثبت إفساد الديموقراطية ولو حتى الشكلية منها للمجتمع طالما كان منبعها مجتمع ونظام فاسدين ومختلَّيْ القيم والمعايير ، ولذلك فهي ديموقراطية شكلية أقرب للأوليجاركية - الأقلية - المنحلة في صيغتها البلوتوقراطية - حكم الأثرياء- ) لا لشئ إلا لحماية فساده المستشري أصلآ أو بناء امبراطورية فساد جديدة ، وكل ذلك على حساب شعب يئن من وطأة الفقر والتخلف والجهل .

فمثلآ .. لماذا وزير ما أو مسؤول يرسون مقاولات ومصالح على البرلماني الفاسد أو أتباعه... مؤكد من أجل الحصانة فيستطيعون بها أن يهرّبوا أو يستغلوا حصانته في تمرير وغسل فسادهم وأموالهم القذرة ، فهم أصلآ فاسدون مثله ، فكلهم يبحثون عن شبكة غطاء كاملة ، هذا طبعآ إلى جانب تجنب الوقوع تحت براثن ابتزازه بالإستدعاء لاستجوابات كشف الفساد تحت القبة .

وهذه حلها وجود حد أدنى من الإشتراطات والمعايير لإقامة التهمة أو حتى الشبهة ، فيكون الأمر أشبه لاستدعاءات النيابة للتحقيق دون توجيه اتهام مسبق قبل انتهاء التحقيق .

فإن انتهى الإستجواب دون إقامة التهمة على الوزير أو أتباعه ، أو قدم المسؤول الحكومي ما يثبت أو يشير لتلاعبات أو ابتزازات البرلماني أو أحد أتباعه المحسوبين عليه ، حُسب ذلك على عضو البرلمان ما بين إلقاء القبض عليه إن ثبت فعلآ استغلاله لنفوذه ، أو لا يلتفت بعد ذاك لأي طلبات استجواب يقدمها في ذات دورة الإنعقاد ، وذلك في حالة عدم إقامة الحجة البينة عليه في استجواب سابق ، ولتحوم حوله هو شبهات استغلال النفوذ لتحقيق مآرب شخصية .

ويجب أن يخضع البرلماني لرقابة مختصة ، حيث لابد من وجود جهاز رقابي خاص بالبرلمان غير جهاز الرقابة الإدارية ويتبع المجلس الأعلى للقضاء يختص بمراقبة المرشحين وأعضاء البرلمان ، فيما يقتصر جهاز الرقابة الإدارية بمراقبة مسؤولي الحكومة التنفيذية ، ويخرج من التبعية لرئاسة الجمهورية للتبعية أيضآ للمجلس الأعلى للقضاء ، وذلك لضمان الاستقلالية وعدم وجود ضغوط توجيهية حزبية أو تلاعبات ومساومات سياسية .

فيما يستمر جهاز التفتيش القضائي في الرقابة على أعمال السلك القضائي تابعاً للمجلس الأعلى للقضاء ، مع إلغاء ما يعرف بوزارة العدل لضمان استقلالية القضاة وأعضاء النيابة ، وضم مصالحها المتعلقة بالمعاملات الإدارية كالشهر العقاري لوزارة الداخلية ، مع تعزيز الشفافية والحوكمة والعلانية والوضوح لإجراءات الشكاية أو الطعن في أعمال وممارسات ونزاهات القضاة وأعضاء النيابة بمعايير محددة تضمن نزاهة وعدالة وشفافية العملية القضائية ، وعدم الجنوح بها على يد ضعاف الذمم والنفوس عن نهجها المراد والمرسوم لها .

ومن الضروري منح حصانة قضائية للصحفيين المعتمدين فقط من نقابة الصحفيين في الرقابة على كافة أجهزة الدولة ، وتيسير قوانين وإجراءات التقصي المعلوماتي وكشف الفساد في كافة أجهزة الدولة ، وفي نفس الوقت تشديد العقوبات على أي صحفي يثبت في حقه شأنه شأن أي مسؤول أو برلماني أو قاضي فاسد تهمة محاولة التلاعب والإبتزاز أو التستر على فساد بذات العقوبات المقررة على المسؤولين الفاسدين.

ومع ذلك ستظل هناك ألاعيب وتداخلات من رؤوس الأموال السياسية وأعداء ومنافسي المال والأعمال وفاسدي الذمم من برلمانيين ، وهذا ما يتطلب على الدوام تعزيز الرقابة وسن قوانين خاصة تقفز على الحصانة حين ثبوت استغلال النفوذ ، ولا تنتظر موافقة مجلس أغلب أعضاؤه فاسدون أو متواطؤون أو غائبون أو سذج .

فالحق هو فقط سيد قراره ... هذا إن كنا نبحث عن دولة عادلة هي فقط سيدة قرارها .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة طريق للخروج من مستنقع السوق العقاري المصري
- الفلحوسرسج والمخزوم ... تلك هي المعضلة
- لا تتزوجيه أقل منك
- البحث عن المواطن المصري
- القول الفصل في قصة الطلاق والخلع والعدة
- ثوابت المؤمنين العلمانيين
- روسيا والأمن الأوروبي الغائب
- الفيلسوف والمفكر والزعيم
- أكاديميون لا وزراء
- قرآن المحلات والجنازات
- المستقبل اللاسوري
- حمى الساحل الشمالي ، قريبآ ... الشفاء
- حول سد النهضة
- ما بعد الرد الإيراني
- إنه الخوف قبل الفكر
- الرد الإيراني المنتظر
- قراءة في المشهد الأوروبي الحالي
- هكذا تكلمت صديقتي
- يقين القرآن
- ما هو الطموح ؟


المزيد.....




- The Anguish of Being an Animal Advocate
- The UAE Isn’t Neutral In The Sudan Peace Process
- Beyond the -Unbreakable Bond’: Is the US Reclaiming the Whee ...
- The True Story of U.S. Economic Sanctions Against Cuba
- Rewriting Jasenovac: The EU’s Quiet Tolerance of Revisionism ...
- I Thought I Knew What Genocide Was
- تقرأون في نشرة أخبار السودان 31 أكتوبر 2025
- ترامب منفتح على تمويل برنامج إعانة الفقراء رغم الإغلاق الحكو ...
- جبهة البوليساريو تصدر بيانا ردا على قرار مجلس الامن
- بعد رفض ضريبة زوكمان، هل من توافق ممكن مع الاشتراكيين لتفادي ...


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - أحمد حمدي سبح - الملائكة في السماء لا على الأرض