أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - المستقبل اللاسوري















المزيد.....


المستقبل اللاسوري


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للأسف البالغ وبالدمع الساجم فإن المستقبل اللاسوري مظلم ، حيث سيكون لدينا (على الأقل ) 3 دويلات على النحو التالي :

دويلة كردية في الشرق تقع ما بين نهر الفرات والحدود العراقية تحت حماية أمريكية .

ودويلة شبه علمانية في الغرب يتركز فيها العلويون الشيعة وسينضم إليهم المسيحيون والمسلمون الليبراليون الهاربون من بقية المناطق في أقصى ، وتحتل هذه الدويلة شريط الساحل في اللاذقية وطرطوس تحت حماية روسية لضمان أمن قواعدهم وحضورهم في الشرق الأوسط والمياه الدفيئة في أهم بحر في العالم ، خاصة أنهم موقعين لعقود استئجار للقاعدتين الجوية في حميميم في محافظة اللاذقية شمالآ والبحرية في مدينة طرطوس في محافظة طرطوس جنوبآ ، واستثمروا فيهما مبالغ كبيرة.

وتلكما المحافظتان تقتسمان الساحل السوري تمامآ ، وستتحول هذه الدويلة بمرور الوقت لمحمية روسية بإمرة المعتمد الروسي بدرجة سفير أو قنصل الذي ترسله موسكو ، أي أنها ستتحول لشبه أبخازيا أو ترانسنيستريا جديدة ولكن هذه المرة على البحر المتوسط .

ودويلة ثالثة إخوانية سلفية إرهابية في المنتصف والجنوب يُمارس فيها كل صنوف التخلف والخراب والإفلاس والطائفية الدينية والثيوقراطية السادية ، وقد تنقسم هي ذاتها لدويلات أصغر حال اندلاع خلاف على تقسيم الأرباح والمكاسب وتوزيع السلطات وطريقة الحكم ومنهج الإدارة ، بين الجماعات الإرهابية .

وسيخرج الأتراك من المشهد ، بضمانات أمريكية بعدم قيام أكراد سوريا بدعم الأكراد الأتراك مع احتمالية استمرار وجود تركي في شريط ضيق في الشمال كمنطقة عازلة ولضمان الفصل بين أكراد سوريا وأكراد تركيا .

سيحاول الإرهابيون مهاجمة الأكراد والإستيلاء على منطقتهم طمعآ في النفط السوري المتواجد غالبيته العظمى في محافظتي دير الزور والحسكة شرقي الفرات ، ولبسط النفوذ على مساحة أكبر من الارض ، وضمان عدم تعاون الأكراد مع الشيعة العراقيين والإيرانيين لإسترداد دمشق .

ولكن بتعاون إسرائيلي أميركي سيفشلون في مسعاهم ، مقابل تقديم الأكراد ضمانات بعدم تعاونهم مع العراقيين والإيرانيين وتأبيد قواعد أمريكية شرقي الفرات وتحقيق تعاون واعتراف متبادل بينهم وبين الإسرائيليين .

ولن يتجهوا الأكراد مبدأيآ لإعلان دولة مستقلة منعآ لإغضاب تركيا وعدم تدخلها عسكريآ ، فسيلجأون لمقاربة أشبه بالمقاربة العراقية المتمثلة في كردستان العراق ، مع هامش استقلالي أكبر بكثير عن دمشق .

التي ستكتفي بأمر أمريكي بتلقي شحنات من النفط أو الأموال كإتاوات لمنع الإحتكاكات ولعبور النفط المستخرج وصولآ لساحل اللاذقية حيث سيتم استهلاك جزء منه في هذه الدويلة مقابل العبور وتصدير الباقي .

أو سيعمدون حال تدهور الأوضاع والتفاهمات مع إرهابيي دمشق أو بأمر أمريكي حال عدم رضا الأمريكيين عما يحدث في دمشق ، فسيعمد حينها الأكراد لتصديره للعراق أو حتى تركيا كضمانة لحسن الجوار .

أما الجولان فلن يجرأ دواعش أو إرهابيوا دمشق على فتح هذا الملف تجنبآ لإغضاب الأمريكيين خاصة في عهد ترامب ، وكذلك لضمان عدم استعداء اسرائيل وتنفيذها عمليات انتقامية عسكرية ضدهم ، ولضمان حصولهم على تمويلات ومساعدات مالية لمعالجة الأوضاع الإقتصادية المتدهورة .

وبالطبع فإن أغلبهم سيقومون بسرقة جزء كبير من هذه التمويلات والمساعدات تحت بند القائمين عليها باعتبارهم ولاة أمور ومسؤولين عن جمع التبرعات والمساعدات والصرف على شؤون الدعوة والخير وما إلى ذلك من مسميات وحجج واهية ومتاجرات بالدين لطالما برعوا فيها هم وأمثالهم وسط جحافل العوام الغوغاء في سوريا وخارجها .

وأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو استعادة منطقة جبل الشيخ العازلة التي استولت عليها اسرائيل مؤخرآ بعد سقوط بشار ، وذلك عبر التفاهم مع الإسرائيليين وتقديم تعهدات وضمانات أمنية لهم ، وتصوير ذلك ساعتها على أنه إنتصار مجيد للأمة الإسلامية على اليهود ، وهو ما يُؤتي أُكله وثماره مع عقول المغيبين والمتخلفين الذين تعج بهم الشوارع المؤيدة لهؤلاء الإرهابيين أو تتوسم فيهم خيرآ .

من المؤكد أنه يحق للإسرائيليين أن يعيشوا زهوة النصر الثاني لهم والذي يماثل تقريبآ نصرهم في حرب الأيام الستة في عام 1967 ، بانتصاراتهم في لبنان وغزة وسويا وإيران ، واحتمال قريبآ أن تشن إسرائيل هجومآ جويآ ضخمآ على اليمن لإضعاف وتحييد الحوثيين .

وهم الآن في مرحلة جمع المعلومات عن مخازن أسلحتهم وطائراتهم الدرونز وموانئهم اللائي يستقبلون فيها الأسلحة الإيرانية وتجمعات جنودهم وقواعدهم ، فستكون ضربة جوية شاملة وموجعة جدآ للحوثيين ، وبذلك يستكمل الإسرائيليون معجزتهم وانتصاراتهم التاريخية الإستراتيجية الأكثر منها عسكرية .

إن ما يجب أن تخشاه إسرائيل ، أنه في المستقبل لو تدهورت الأوضاع بشدة في دمشق ، وكذلك لم يجد غالبية قادة الإرهاب هناك ما يكفل لهم حسابات بنكية زاخرة وحياة مترفة ، ولم يعد هناك شئ يُبكى عليه ، فإنهم سيعمدون لحشد مواردهم وإطلاق شعاراتهم تحت راية تحرير الجولان ويبدأون في الهجوم على الإسرائيليين هناك متبعين أسلوب حرب العصابات والكر والفر .

وبالطبع فإن الغارات الجوية على دمشق وبقية المدن السورية لن تحقق الكثير فقد سبق وتم تدمير القواعد العسكرية ، بالإضافة لتدمر وتدهور البنى التحتية في كافة المدن السورية جراء الحرب الأهلية وغياب الموارد والإدارة .

فبالتالي فإن أسلوب حرب العصابات على عربات النصف نقل المتناثرة لن تجدي معه طائرات ال
الإف 15 ، والإف 35 ، بالشكل الكافي أو على الأقل بخسائر كبيرة وتكاليف أكبر .

صحيح أن جيش الدفاع الإسرائيلي هو واحد من أقوى جيوش العالم ، وهو كذلك أفضل جيش في العالم وأكثرهم خبرة ودراية وتمرسآ في مواجهة أسلوب حرب العصابات ، ولكن هذه المرة سيواجه عصابات تقف خلفها دولة أو بمعنى أدق شبه دولة بمواردها وشعبها الذي لم يعد يبكي على شئ ويبحث عن أمل يعيش لأجله أو يموت لأجله بعد أن فقد الأمل فيما قبل خط الهضبة ، وهو ما يجب أن تخشاه الميركاڨا .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمى الساحل الشمالي ، قريبآ ... الشفاء
- حول سد النهضة
- ما بعد الرد الإيراني
- إنه الخوف قبل الفكر
- الرد الإيراني المنتظر
- قراءة في المشهد الأوروبي الحالي
- هكذا تكلمت صديقتي
- يقين القرآن
- ما هو الطموح ؟
- فن العار
- في ضوء قرارات البنك المركزي المصري
- ثمة غزو صيني لتايوان
- القائد والزعيم
- لايبدين زينتهن
- غيوم حرب في أفق أميركا اللاتينية
- موجز تاريخ المغرب العربي
- كيف يكون الربا حرام ، والسبي والغنائم حلال؟!
- صراع العقل العربي
- مشروع الربط الهندي الأوروبي الجديد وشكل الرد الصيني
- لماذا لم تقبل الجزائر في عضوية بريكس؟!


المزيد.....




- مصر.. تطبيق نظام -البكالوريا- بدل الثانوية العامة
- ما أثر تأسيس أحزاب جديدة على الحياة السياسية في مصر؟
- تحمل 30 صاروخا .. مصر تستعرض راجمتها الصاروخية -رعد 200- محل ...
- -الاختفاء القسري أقسى من خبر الموت-
- تشيلي: قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي
- -بلومبيرغ- توقع نشوء نزاعات حول العالم بسبب إمددات الغاز خلا ...
- ما تأثيره على الأرض؟.. تشكل ثقب إكليلي كبير على الشمس
- صحيفة: العثور على آثار مخدرات في مبنى البرلمان الفنلندي
- البرهان: السودان يواجه حربا ممنهجة من عدة أطراف
- مقتل 33 فلسطينيا بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيدي ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - المستقبل اللاسوري