أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - القائد والزعيم














المزيد.....

القائد والزعيم


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقدم يصنعه... متعلم يحتك بالواقع ، فتنشأ عنده الصدمة لتعارض ما اختبره وشاهده مع قيمه ، فينشأ الوعي ، فيبدأ التفكير ليخلق التغيير ، فيفرضه بالعزيمة والإرادة وقوة المواجهة ، بشرط توافر الظروف الناضجة المواتية من :

1- مجتمع يستشعر التخلف وتتقلقل مواريثه الفكرية ويعيش إبان هزيمة ساحقة عسكرية كانت أو حضارية أو أزمة وجودية مهددة لكيانه وقيمه .

2- وينضح بكتلة حرجة من راغبي التغيير.

فهنا يبدأ طريق التقدم أو الحفاظ على التقدم في حالة المجتمعات المتقدمة أصلآ .

إذآ فالتقدم والتطور لا يتم إلا بالخبير الواعي المفكر وهو المثقف التنويري الواقعي لا التنظيري الأكاديمي ، فإن آتته قوة العزيمة وحُسن الإدارة فهو القائد ، فإن واتته الظروف الناضجة بشكل مناسب وامتلك أيديولجيا أو برنامج محدد مستنهضآ للأمة من عثرتها وأزمتها أصبح الزعيم الملهم ، فكل زعيم هو قائد ولكن ليس كل قائد زعيمآ.

رافعآ راية النور وخلفه الجموع أو على الأقل أغلبها ، فلا تزال المعركة قائمة مع خفافيش الظلام من تجار الفساد المادي والعقلي ، التي تأبى مغادرة الكهوف فلا يجب أن يُرحم في القضاء عليها وإلاّ انكفأت الجموع وعادت قسرآ أو وهمآ للكهوف لتنعم الخفافيش.

ولا يجب الخلط بين القائد والزعيم ، فلا يجب الخلط بين المفهوم concept ، والمصطلح term ، ففيما ينفرد الرئيس بمصطلح president في اللغة الإنجيلزية الحديثة , فإن مصطلح الزعيم في مفردات الإنجليزية لا يختلف عن القائد leader, chief, boss.

مع اختلاف ذلك في اللغات الأخرى حسب طبيعة الرحم البيئي والثقافي والتجربة السياسية لكل مجتمع من مجتمعات هذه اللغة أو تلك ، ففي النهاية اللغة هي وسيلة تعبير المجتمع عن ذاته ، وذاته مُولدة من سياق تجربته ومجريات تاريخه بشقيه المادي والثقافي الروحي.

ففي حين فعلآ (مصطلح) الزعامة الإنفرادية مختفي تقريبآ أو يكاد في التاريخ الغربي الحديث منذ ما يقرب من مائتي عام ، منذ أيام نابليون ولينكولن و بسمارك وتشرشل وقلة آخرون ، لأنه بالأساس عملية التغيير هناك تأتى بالعمل الجماعي ومجلس وزراء وبرلمان وعبر فترات زمنية طويلة نسبيآ ، وتكون تغييرات اقتصادية وسياسية بالأساس تفضي لتغييرات اجتماعية مع الوقت.

أما في الشرق من يابان مييجي حتى المغرب العربي فالتغيير يقوده شخص واحد ليكسر حزمة متأصلة متأينة وصلدة من الأفكار في العقل الجمعي تتمتع بهالة من الموروث القداسي الموهوم ، فاعتبار وجود عمل بِدئي مبتدأ (جماعي) تكاد تكون معدومة او ضعيفة ، فتظهر الحاجة لقائد ذا فكر وعقلية متنورة ناقدة وناقضة للمجتمع ويصاحبها استراتيجية وبرنامج مرسوم لتحويل الرؤية لواقع ، وفي الطريق تتناثر الدماد Blood Shedding ، فيظهر هنا مصطلح القائد بمفهوم الزعيم ليندمج الإثنان وتكون الكلمة الدارجة والمعبرة عن طبيعة هذا الوضع هي الزعيم الملهم inspiring leader.

ففي الحقيقة لا أختلاف أن من واقع تجربتنا السياسية الشرقية فإن الزعامة انطبعت لدينا بالإنفرادية Solitary ولكن للأسف هذه هي طبيعة مجتمعاتنا لليوم ، طبعآ باستثناء المجتمعات الآسيوية التي استطاعت أن تحرز قدرآ كبيرآ ومتميزآ من قطع أشواط في طريق تفكيك البنية الفكرية الضيقة وتدخلات الدين ورجاله في السياسة واحتكار الحقيقة المنحصر في قلة من الأوليجارش أو الثيوقراط.

وتحقيق درجات أعلى من الحريات الدينية والوعي والتعليم المتطور النقدي الإبداعي لا الإستظهاري التلقيني كما ابتلينا وعقليات وأجساد تذود عنفآ ودمآ عن معتقدات دينية موهومة صبغوا عليها من خلا تجار الدين صبغة القدسية والفداء دونها ، أي أن عقلية القرون الوسطى هي الحاكمة والسارحة في ملكوت مجتمعاتنا وخفافيش الظلام تحلق في سماء كهوفها.

لذلك فإن التغيير في مجتمعاتنا لن يتأتى إلا بصياد قوي ماهر متعلم ومثقف ولديه خطة ينقض بها على هذه الخفافيش الحامية للظلام ولكنه يظل بحاجة لظروف مناسبة ناضجة من تبيان تام لانسحاق هذه المجتمعات واعلان فشل مشروعاتها التنموية المؤسسة والممأسسة على فهم خاطئ للدين وعلى المستقى من هذا الفهم الخاطئ من رؤية مدمرة للذات وللمجتمع وللأسرة في بنيوياته الضميرية والحضارية والثقافية اللاتي تنبثق من رحاها برامجه وتوجهاته السياسية والاقتصادية والإجتماعية والعسكرية.

فحين يقضي الصياد بمعاونة تابعيه المخلصين بدون رحمة ولا مواربة ولا مهلة من بقاء ولا فسحة من وجود على الخفافيش وفطريات الحقل ستنموا الورود وتعود العصافير لتشدوا من جديد.

ويظل الأمل في ألا يصيب الصياد عدوى من الفطريات وهو يزيلها فنستبدل ظلام بظلام.... ذلك هو الديكتاتور العادل الأمل .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لايبدين زينتهن
- غيوم حرب في أفق أميركا اللاتينية
- موجز تاريخ المغرب العربي
- كيف يكون الربا حرام ، والسبي والغنائم حلال؟!
- صراع العقل العربي
- مشروع الربط الهندي الأوروبي الجديد وشكل الرد الصيني
- لماذا لم تقبل الجزائر في عضوية بريكس؟!
- انقلاب النيجر ... ما الجديد؟!
- حجاب الكُنُف
- وأتموا الحج والعمرة لله
- أزواج يجب مفارقتهم
- أوهام عذاب القبر
- ردآ على شيخ الأزهر
- المصريون بالخليج ودعم مصر
- المشكلة ليست في الدين
- الدعاء بين الوهم والحقيقة
- خلق الله ونظرية التطور
- شوارع فارغة بصمت الألم
- ملف الأجور والمرتبات في مصر
- من وحي بيع القوة المصرية !


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - القائد والزعيم