أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - حجاب الكُنُف














المزيد.....

حجاب الكُنُف


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 7690 - 2023 / 8 / 1 - 18:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حدث أو واقعة نسبوها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا أنه حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة : " أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع ـ وهو صعيد أفيح ـ فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : أحجب نساءك ، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاء ، وكانت امرأة طويلة ، فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة ، حرصا على أن ينزل الحجاب ، فأنزل الله الحجاب.

والمقصود طبعا قوله تعالى

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)سورة الأحزاب.


مع إيماننا أن الأحاديث لا أصل لها في التشريع أو على الأقل بالنسبة للبعض الآخر لا تستقل بالتشريع بمعزل عن القرآن الكريم، فإنه وحتى تماشيآ مع المحدثين وأتباعهم ، فوفقآ لهذا الحديث وتلك الآية فإن الحجاب قد نزل في نساء كن يذهبن للغائط لقضاء الحاجة قبل اتخاذ الكنف او الحمامات في المنازل (طبيعة العصر والبيئة والزمن).

فلم يتكلم عمر رضي الله عنه مع الرسول الكريم وقال له حجب نساءك حين يخرجن للسوق وللزيارات مثلآ وانما الأمر متعلق بحين ذهابهن للغائط في الليل أي أنهن كن يرتدين لباسآ خفيفآ أو نحو ذلك فليس من المتوقع أن يذهبن لمكان كهذا بكامل أبهتهن أو بلباسهن العادي حتى لا يتسخ في زمن كان الماء شحيحآ والقماش غالي ومكلف فكان يتعرض لهن السوقة من الشباب والفجار من الناس.

فأراد الله أن يميزهن وغيرهن من العفيفات فلا يؤذين من قبل هؤلاء الرجال الفاسدي الأخلاق ، فتحدث بالتالي مشاكل وأزمات وعرائك (جمع عراك) في مجتمع تغلب فيه العصبة وضيق الأفق وسهولة النزع للسلاح لتدور معها وبعدها رحى الثأر والإنتقام (في مجتمعات تحاربت ضمن ما تحاربت عشرات السنين من أجل فرس في حروب داحس والغبراء وناقة في حروب البسوس ) فيسئ ذلك للنبي والمؤمنين ويعطلهم عن نشر الدعوة وتوحيد الناس تحت راية الدين من أجل أن أحد المتخلفين الشهوانيين تعرض لامرأة مؤمنة هنا أو هناك.

أما وأن أصبح الزمن غير الزمن والمكان غير المكان والعقليات غير العقليات فالأحكام تتغير ، والوسائل تتبدل، والمفاهيم تتحول فهناك اليوم غياب للصراعات القبلية و هناك دولة قانون ومؤسسات وعقوبات من سجن وغرامات وفصل من العمل بل ومصحات تمنع وتضم كل فاسد أو مجنون من أن يرتكب حماقة. .

أو هكذا هو المفترض في مجتمع اليوم الذي يعاني أغلبه نتيجة سوء الفهم للدين حيث كان من المفترض أن يكون أكثر تفتحآ ورقيآ ان طبقت القوانين بعقل واع يفهم معنى الدين وضمير حي يستشعر مراد الله ولا يحول الدين بقصور الفهم الى قوة جاذبة للوراء ، ومشايخ ظلام سيطروا على أغلبية المجتمع محولين لوعي كثير من الناس بتفسيراتهم وآرائهم التي خلعوا عليها ثوب القداسة ليجعلوا أغلب هؤلاء الناس ممن استخفوهم فاتبعوهم يخلعون قيمة الحياء والاحترام من عقولهم ليصبحوا ذبابآ ( كما يدعون هم ويصفون ) ليتداعى تحرشآ وتأنيبآ على ما يسمونها حلوى بدون رادع مجتمعي غالب قوي أو واعز ديني حاضر مفروض أو تبرير أخلاقي صارم جهير ، وآخرون من أبناء نفس هذا المجتمع يضطرون لمجاراتهم لا قناعة واقتناعآ وانما إيثارآ لسلامة ومناجاةً لأمان مفقود لعله يومآ يعود.

وغريب الأمر أن كثيرآ ممن يهاجرون للخارج بعد أن ينجوا من الغرق في بحار المجهول وبعد بيعهم لذهب أمهاتهم وأخواتهن ، فبعد أن يصلوا لشواطئ الأحلام الأوروبية الغنية بأحلى وأجمل الحلوى ، ففجأة أغلبهم لم يعد ذبابآ فهل العيب في مثلبة الشاطئ الذي قذفهم أم منقبة الذي التقطهم.؟!



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأتموا الحج والعمرة لله
- أزواج يجب مفارقتهم
- أوهام عذاب القبر
- ردآ على شيخ الأزهر
- المصريون بالخليج ودعم مصر
- المشكلة ليست في الدين
- الدعاء بين الوهم والحقيقة
- خلق الله ونظرية التطور
- شوارع فارغة بصمت الألم
- ملف الأجور والمرتبات في مصر
- من وحي بيع القوة المصرية !
- ماذا يعني عدم رفع معدلات الفائدة المصرية ؟
- كارثة التسويق العقاري في مصر
- ما بعد الغزو
- الأحكام الشرعية وسائل وليست غايات
- معاناة مصرية في عالم الإستثمارات
- ثمة غزو روسي لأوكرانيا
- ارتفاع الفائدة في مصر .. إنقاذ للأسرة والوطن .
- نحو تغيير المنظومة الجمركية المصرية
- عقليات متناوئة من بيئة واحدة


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - حجاب الكُنُف