أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امل عجيل ابراهيم - الحب والربيع في موسكو















المزيد.....

الحب والربيع في موسكو


امل عجيل ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 16:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الربيع والحب في موسكو

حين تتنزه في موسكو يتضاعف شعورك بالوحدة وانت ترى الحب في كل مكان فلا احد يسير وحيدا خصوصا النساء المتقدمات في العمر تراها على الدوام برفقة رجل يشبك يدها في يده ويتوقف عدة مرات ليلتقط لها الصور وكأنه تعرف عليها للتو .

مظاهر الحب والمودة في كل مكان تجعلك تلعن وحدتك وتلعن رجال العرب الحمقى الذي يتوقف مؤشر الاهتمام لديهم حالما تهبهم المرأة مشاعرها لتصبح بعدها ملك صرف كأي شيء آخر يملكه : ربطة عنق ذهبت موضتها ،،او حقيبة قديمة في خزانة مهجورة،،او زهرة جافة في درج منسي .

كنت اسير في الشوارع الهادئة المليئة بازهار التوليب التي وقعت في عشقها في الفترة الاخيرة واصبحت اقصد اماكن زراعتها واتتبع موسم ازهارها والتقط الصور لكل زهرة منها من مختلف الالوان والاشكال وهي تشبه النساء فهناك منها البراعم المنطوية على اوراقها بلطف تنتظر الدفء واشعة الشمس لتتفتح اوراقها وهناك المتحدية التي تفتحت براعمها رغم برودة الجو واعلنت جمالها وجرءتها وهناك الخجولة التي تسترت خلف الحشائش او الاشجار الكبيرة محتمية بها من عواصف واهواء قاسية.

لفت نظري انهم يحيطون الاشجار الفتية بالقصب ويوثقوه باحكام مع غصن الشجرة الرقيق لاكسابه القوة او يضعون اوتادا ثلاثة يربطون الشجر الصغير بها حتى لايقتلعها الهواء وكان المنظر جميلا ومليئا بالحنان والاهتمام يشبه احتضان ام رؤوم لطفلها تقيه الظروف الخارجية التي يعجز عن مواجهتها .

لو اننا نحيط مشاعرنا وعلاقاتنا بتلك الاوتدة ؟ لنحافظ عليها من عواصف البرود والاهمال والخذلان ، لو اننا نرعاها حتى تتفرع جذورها وتمتد الى اعماق بعيدة من ارواحنا فتطغى على انانيتنا وغيرتنا المرضية وشكوكنا وبرودنا واهمالنا ؟ لتنمو بعدها نقية وقوية تظللنا بفيئها الى اخر العمر .

شاهدت العشاق في المانيا وفرنسا واسبانيا وبراغ وفي موسكو ايضا يقبلون بعضهم ويعلقون اقفال حبهم على جسور خاصة بذلك ثم يتخلصون من المفتاح في النهر القريب وان اصل العادة يعود الى رواية ايطالية بعنوان (اريدك ) للكاتب فيديريكو موتشا حيث يعلق بطلا الرواية قفلا على جسر ميلفيو في روما ويرميان المفتاح في النهر .

ولكني وجدت تلك الاقفال في موسكو لاتقتصر على الجسور فقد رأيت انهم يضعونها على جدران المباني التاريخية وعلى بعض الاشجار الكبيرة فالروس متفردون بطبائعهم المختلفة عن جميع الشعوب .

يحمل القفل رمزية جميلة انه غلق القلب على شخص واحد والاخلاص له واندماج كائنين في كيان واحد وان يحمل قلبين بوصلة واحدة تختار طريقا واحدا لكليهما حيث لاحيرة ولاتيه ولاشتات . وفكرت في داخلي في مدى نفع القفل مع العرب ورجالنا لديهم موهبة في القدرة على عشق امرأة ومواعدة عشر نساء اخريات دون الشعور بالقرف والدونية . انهم يعالجون نقص رجولتهم بالمزيد من النساء في حين ان الانسان الحقيقي تكفيه واحدة فقط .

هل الرجل العربي انسان قابل لان يشارك من يحب قفلا واحدا في مكان محدد ويرمي مفتاحه بعد ذلك ؟؟ كيف تقنع ذكرا ولد وتربى في ظل الامتيازات الخاصة ان امرأة تشاركه المكانة نفسها ؟ وكيف يكتفي بها وهو لم يفقه من دينه سوى (المثنى والثلاث والرباع)؟

يشك( ادونيس ) ان هناك حب في العالم العربي بل هناك غرائز وحب تملك وانجاب واننا بعيدون كل البعد عن كل مايمت الى الحب بصلة .

كيف يوجد الحب في مجتمع يؤمن ذكوره ان قلوبهم فنادق متعددة النزلاء وتظن نساءه ان الامان في ورقة تثبت انها مرتبطة وليست بعانس وتكفل لها معيشة جيدة ؟

يحب الرجل في بلادنا ويعشق ويكتب القصائد والرسائل لامرأة تعنيه ، لكنه على استعداد ان يضاجع عشرة نساء غيرها اذا ما اتيحت له الفرصة ويرى ذلك امتيازا لذكورته وليس انتكاسا للرجولة .

انه يعالج نقص رجولته بعلاقات متعددة تقنعه انه مرغوب ومناسب على الدوام حتى يتحول الى مهرج سيرك يتنقل بين جمهور غفير لاثبات موهبته في الجذب والانتباه .

يحب الرجل في عالمنا العربي مادامت المرأة ادنى منه حسبا و علما و مكانة وفي اللحظة التي تكون ندا له تصبح عدوا لدودا يسعى جاهدا للانتقاص منه والتقليل من شأنه ،المرأة المتفوقة والذكية تشكل خطرا وتهديدا وليس مدعاة للفخر . انه لايستطيع ان يتخطى امتيازاته المزيفة التي اكتسبها عبر عصور من الظلم والطغيان وانعدام الانسانية حين كانت المرأة لاتمثل له اكثر من وعاء لافراغ شهواته وخادم لتلبية احتياجاته وجهة يثبت من خلالها قوته الجسدية وضحالته الفكرية حين يعاقبها بالضرب ويجازيها بالهجر ويتعدى عليها بالزجر والاهانة ويعاملها باسلوب الانتقاص والاستهزاء.

اين تتجه بوصلة القلب في عالم انعدمت فيه الاتجاهات ؟ واين تتركز(المودة والرحمة) في علاقة يتجزء الرجل فيها الى عدة قطع . وهل هناك انسان سوي ومنطقي يقتنع انه قادر على تقطيع نفسه بين مثنى وثلاث ورباع ؟ ويرتضي لنفسه النزول من درجة الانسانية الى انحطاط الحيوانية ؟

ولماذا هذا العناء الجسدي والمادي والطبيعة السوية تؤكد ان شخصا واحدا فقط بامكانه تحقيق اشباعنا الروحي والغريزي والفكري اذا مااشترك العقل والقلب في اختياره وتمييزه والاخلاص له ؟ وان هناك حواء واحدة لآدم واحد ولو كان خلاف ذلك لخلق له الله اكثر من واحدة .

والغريب ان الرجل يوصف على الدوام بالقوة والصلابة ويتمتع بامتيازات ذلك في كل نواحي الحياة وذلك يناقض تماما عدم قدرته في السيطرة على غريزته الجنسية وضعفه تجاهها وتبرير ذلك له واعتباره امرا طبيعيا !! مقارنة بالمرأة التي اشيع عنها انها عاطفية ورقيقة وليس لها القدرة على العديد من المهام والوظائف بسبب ضعفها وعاطفتها لكنها في الوقت نفسه مكتفية برجل واحد ومخلصة له وهي قادرة بفطرتها على اغلاق عيونها عليه فلا يعجبها غيره ولو تفوق عليه بالشكل والشخصية وهو الامر الطبيعي الذي يجب ان يلتزم به كلاهما.

مجتمعنا يبرر ويسمح للرجل ان يقع في الحب حتى وهو متزوج من امرأة كاملة الصفات بل ويعتبرها اثبات لذكورته بينما يرجم المرأة ان فعلت ذلك حتى لو كانت متزوجة بشبه رجل وهي ازدواجية غريبة وعجيبة قياسا بقوة الرجل المطلقة وضعف المرأة المتفق عليه عندهم !!والاغرب من ذلك انهم مسخوا عقلها وجعلوها تقبل البقاء في كنف رجل لايراها كافية له ويرتضي لها ان تشاركها اخرى او اخريات في جسده ومشاعره وحياته.

الحب هو ان لاارى غيرك ولاترى غيري .. ان تكون ارضي وسمائي وهوائي واكون كونك وكينونتك واستقرارك .

هو ان يكمل احدنا الاخر ،، ان تكون كتفا قويا اسند عليه رأسي المتعب واكون حضنا عطوفا ترتاح فيه من تعب ايامك ،، في علاقة متوازنة اساسها الاحترام الذي لايبيح لك خيانتي ولو بالنظرة او الفكرة فقط .

آذار 2025



#امل_عجيل_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايقاع الجبيرة
- ابواب براغ
- لقاء الارواح
- خوارزمية الجسور
- هلوسات الوحدة والمرض في موسكو 2
- دعوة
- نافذة
- انهيار
- ازدواجية
- خواطر شخصية في ذكرى عالمية 2
- خواطر شخصية في ذكرى عالمية (سلاما ً للكادحين)
- حقائق بطعم القرنفل
- اصنام
- في عيد المرأه ...سلاماً لرجل احترم المرأه ...سلاماً لأبي
- اقدار..ام ..قرار؟
- في عيد الحب ساسمع ساجدة عبيد
- حديث عن الحب وسورة يوسف وماري كوري
- لماذا تكتب المراءه ؟هلوسات الوحدة والمرض في موسكو
- علاقات
- اجنحة الملائكة


المزيد.....




- “نشوة الجنود” بعد قتل المدنيات/ين في الفاشر
- المغرب: نساء فكيك يقدن مسيرات لإحياء الذكرى الثانية ل “حراك ...
- ماذا يعني أن تكوني امرأة غير متزوجة في مجتمع عربي؟
- برلمان لاتفيا يؤيد الانسحاب من اتفاقية منع العنف ضد النساء
- لاتفيا تصوت لصالح الانسحاب من اتفاقية منع العنف ضد النساء
- برلمان لاتفيا يصوت على الانسحاب من معاهدة مناهضة العنف ضد ال ...
- امرأة تنتحر في بغداد هربًا من منظومة العنف
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات بين 1 و30 تشرين الأول/ أكتوبر ...
- قطع الاتصالات في أفغانستان عرّض النساء والفتيات للخطر
- “أوقفوا خطف النساء السوريات”: أجساد النساء ليست ساحة حرب


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امل عجيل ابراهيم - الحب والربيع في موسكو