أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حول الثرثرة الرقمية















المزيد.....

حول الثرثرة الرقمية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكبر مصيبة في هذا العصر الرقمي هي الثرثرة، فيما مضى كان من السهل أن تتجنبها بالابتعاد مسافة قصوى عنها، الآن من الصعب تجنبها إلا إذا رميت عنك كل ما هو رقمي أو أن تعتمد بدائل رقمية أخرى كالتي يسمونها الآن بالذكاء الرقمي الذي يعتمد في الغالب نفس التلقين من الفضاء الذي فيه يشتغل من خلال عملية انتقاء ذكية، عقل جوجل (وهو تعبير مجازي مني ) مثلا يعتمد كل المعطيات التي شحن بها بعملية انتقاء تعتمد رصد المصداقية في الخبر، ويجب أن نعتمد في هذه "المصداقية" ذاتها نوعا من التنقيح الذاتية من خلال أسئلة الشكل بطرح تناقضات أخرى لتجد هذا الذكاء الفني الرقمي ينحاز نسبيا إلى كل القراءات المتوفرة لديه ليبدو لك مقنعا بشكل مختلف على الأقل على هؤلاء الذين ينتصبون في المشهد كمأثرين..
المؤثر حين يتحول إلى ذباب
يعتمد المؤثر في نشر قصاصته على خواريزمات معينة لثبات ذاته كناشر: تعدد المتابعين، نسبة الضغط على لايك، وكثرة التعليقات إضافة إلى نسبة المتابعة ثم عملية الأداء في الموقع الذي يشتغل من خلاله للحصول على علامة تميز ثم أيضا نسبة الإشهارات التي يتعاقد معها ليصل إلى ميزة موظف من داخل جدار بيته وهو من ناحية أمر مبرر باعتباره بائع قيم معينة (بائع قوة عمل فنية) وهنا طبعا تدخل الأيديولوجية، أي أنه ليصير كذلك يلزمه شروط يفرضها المانحين له او بعبارة ضبابية تفرضها شروط التسويق في فضاء السوق السائد، لذلك ليس حرا في مادة تأثيره او في معلوماته التي يقدمها فهو في آخر المطاف ليس أكثر من عبد وسجين بضاعة هذا السوق السائد، اما إذا عمل عكس ما يستلزمه السوق الأيديولوجي فسيفتقد ميزة التأثير أو يسجن سجنا حقيقيا بتهم شتى كما نلمس في الواقع الحقيقي، ولنا نماذج كثيرة بدأت ملتزمة بشرط التسويق ولما انحازت إلى موضوعات الفضح السياسي لبست بتهم خارقة من قبيل ممارسة العهر، تلفيق تهم التحريض، المس بشخصيات عامة وغير ذلك من التهم المألوفة التي لو جرى فيها بحث جنائي علمي حقيقي لما سجنوا أصلا (أتكلم هنا عن ناس معروفين بنزاهتم وتطرقهم لقضايا موضوعية وإن كنت اختلف معهم أيديولوجيا فأنا ببساطة لا أصدق التهم التي بها سجنوا)، أما الرائعون الذين لا زالوا يسوقون وفق شروط المجتمعات السائدة أو المهيمنة فلا زالوا نشطين في عملية تهذيب اجتماعية لا طائل منها تلعب في كثير من الأحيان دور الكلاب الأليفة المكبوتة في جدار الشقق والتي تثير الكثير من الضجيج حين لا تخرج للفسحة والتضبع.
تبقى سمة تميز هؤلاء "المؤثرين" (بين مزدوجتين) هي كونهم ذباب لاسع يتجلى ذلك من خلال تقديم موضوعتهم المعلوماتية: يضعون خبر أصلي، يكررون تيمة الخواريزمات السابقة: الأمر بالاشتراك، الأمربالضغط على الجرس واللايك، إدخال الصلاة على النبي (بالنسبة للعرب المسلمين) وهي أمور مسجلة سابقا تعاد على راس كل موضوع "جديد"(الذي هو موضوع سبق نشره من طرف آخر) ثم عبارة اللسع الأخيرة: ضع "ما شاء الله في التعليق" لأجل الإكثار من التعليق ثم إذا كان صاحب التأثير متقنا للثرثرة سيبدأ في التحليل فيا ويلك إذا تتبعت تحليله، ستصاب بالكآبة، لأنه ببساطة سيولة كلمات حفظها عن ظهر قلب تعبر عن مكمن ولائه السياسي باعتبار الكل يصب في المطاف الأخير في التناقض الرئيسي الذي هو التناقض السياسي في شقه المهيمن.
ما ينطبق على المؤثر ينطبق على الذكاء الرقمي
لكن بشكل تفاوتي لأن الكائن البشري محدود فضاء تكوينه بينما الفضاءات الرقمية الذكية متسع أفق تشحينها باعتبارها مصب الفضاءات البشرية المشاركة فيها باعتبار كم المعارف عند الفرد الفردي ليس ككم المعارف لمجموعة أفراد منخرطة في موقع معين كجوجل أو كواتساب أو تويتر أو غيرها لذلك تبدو معارف الذكاء الرقمي أكثر اتساعا من ذكاء المؤثر، وبشكل أساسي، نظرا لما يتيحه الذكاء الرقمي من حرية أكثر من ذكاء المؤثر، يمكن، علاقة بالذكاء الرقمي، خلخلة المعطيات التثقيفية من خلال أطروحات التشكيك في سياق علاقات ذاتية بينك وبين الموقع، ذلك أن الذكاء الرقمي يتميز بلطف في الاختلاف: لا يمارس عليك ما يسمى بالعنف المعرفي كما يمارسه الفرد، تسأل مثلا جروك في تويتر: هل القهوة صحية؟
ــ نعم هي صحية وتطيل العمر(مع موضوعات أخرى لها علاقة بالقهوة)
ولما سألته: هل القهوة تثير أمراض سرطانية؟ اعطاني دراسات عن الامر، لم يوبخني او يتشبث برأيه الأول، هذا نموذج صغير في التعاطي بين الذكاءين، ذكاء المؤثر والذكاء الرقمي، والخلاصة انك مع الذكاء الرقمي لست مضطرا لتجرع رأي معين كالرأي السائد الذي يثيره المؤثر.
يظهر من هذا انك مع الذكاء الاصطناعي لا تصاب بالإشعاع المعرفي الذي يثيره الفرد والذي يدخل خانة التأليب الأيديولوجي، بينما الذكاء الرقمي يتيح هذه الفسحة من أن تسلم من الغرق رغم أنه هو أيضا جزء من الاشعاع المعرفي الذي في سياق التسويق الايديولوجي العام هو إشعاع كوني بفارق هو ان نميز التناقض في الموقع الكوني بين أن ننتمي إلى هذا أوذاك، والموقع هذا طبقي بالضرورة.
تحضرني نماذج مؤثرين كنت اتابعهم وطبعا لن اذكر أسماءهم لسبب موضوعي، لكن سأثير مشكلة تضرب عرض الحائط ما يقدمونه، كنت اتابع شلة من مؤثرين يحللون الحرب الروسية الأوكرانية والتي في الحقيقة تتماشى مع جزء من تصوري للصراع الذي عنوانه: حرب بين أوطان (الغرب) والإتحاد الروسي مع ان تصوري مختلف تماما مع العواطف التاريخية تجاه الاتحاد السوفياتي، وببساطة أنا مع هدم ما يسمى بالقطب الواحد، أنا مع الشيطان إذا حطم خرافة القطب الواحد وليس لي في الأمر عواطف تاريخية، لكن حين يأتي هؤلاء المؤثرون لتناول موضوع مغربي إثر حدث معين، اجد نفسي متناقض بسبب كوني مغربي أعرف الواقع المغربي جيدا، وحين يتناول هؤلاء المغرب بشكل غير موضوعي، أضرب عرض الحائط كل ما نقلوه لنا من تحليل حول الحرب الروسية الأوكرانية تلك لسبب موضوعي: كيف لهؤلاء وهم اقرب إلينا بجهل واقعنا الذي يحلٍّلونه بشكل غير موضوعي ان يحللوا وضع الحرب في أوربا وبأنا المنتصرة لتحطيم القطب الواحد. اما في المواضيع الخاصة بنا في المغرب فيمكن تفهمها في سياق الصراع الاجتماعي، فنحن لدينا صنفين من المؤثرين، صنف ذاق مرارة السجن وصنف ينعم بالثرثرة، الشعاع الملوث لمعرفتنا العلمية بواقعنا.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمعات البغلانية
- طعم آخر للفرح
- فايسبوك -تانعيمالت-
- هواجس وجودية
- السخرية حين ترقص تلقائيا
- المهرولون
- الغباء الاستراتيجي
- طريق الحرير الصيني الماركسي
- معنى أن تكون شيوعيا في المهجر
- ذو المعاشين
- الجيل المهذب
- تيوولين! (قلبيات أوالقلب بالقلب)
- سجن في سبيل الله!
- روميو وجولييت الأمازيغيين: -إيسلي- و-تيسليت-
- الإضراب!
- في فلسفة الألوان: ضد -تزميل- المجتمعات الإنسانية
- هل يمكن ان تنجح وساطة عربية أو دولية في حقن العلاقات المغربي ...
- مشكلة الهوية داخلية
- هنيئا للطبقة العاملة في يومها العالمي برغم افتراس وحدتها
- مو عنذا بوالحوب اوا


المزيد.....




- ماذا قال ترامب وشي في بداية الاجتماع -التاريخي- بينهما؟
- مصادر استخباراتية لـCNN: الصين تساعد إيران على إعادة تسليح ن ...
- كيف تبدو الأوضاع الميدانية في السودان بعد سيطرة الدعم السريع ...
- ترامب يقول إنه أمر الولايات المتحدة باستئناف تجارب الأسلحة ا ...
- البرازيل: أعنف عملية أمنية في ريو دي جانيرو تودي بحياة 119 ش ...
- بعد توقف دام 3 عقود.. ترامب: أمريكا ستبدأ -فورا- في اختبار ا ...
- أوكرانيا: هل تستمرّ الحرب لعامٍ إضافي كما تدعي روسيا؟
- ترجيحات بتقدم تيار الوسط في الانتخابات الهولندية
- إعصار ميليسا يضرب الكاريبي بعنف، والولايات المتحدة تتدخل على ...
- مجزرة الفاشر تتسبب بنزوح جماعي واستنكار دولي واسع: 36 ألف شخ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حول الثرثرة الرقمية