أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - طريق الحرير الصيني الماركسي














المزيد.....

طريق الحرير الصيني الماركسي


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 04:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من أروع الحوارات اليسارية الجارية هذه الأيام هي تلك الموضوعات حول الصين: الصين "الديكتاتورية". وبالطبع، فإن سياق الفهم أو التعريف للديكتاتورية هو ذلك الذي به يحكم الفكر الرأسمالي المهيمن إعلامياً وسياسياً وعسكرياً: أي ذلك النظام الذي لا يتلاءم مع أنظمة "القرد الأشقر". التعبير هنا هو: "كل ما ليس على النمط الغربي هو ديكتاتوري بالضرورة"؛ إلا هم (الغربيون)، رغم إغراقهم في الديكتاتورية: ديكتاتورية المؤسسات المالية طبعاً (الرأسمالية بشكل عام)؛ والتي في سياق هيمنة الأيديولوجية الراسمالية لا تبدو كما تُرى؛ إنها "الحرية كما يقولون". الشيء الجديد بالنسبة لي في هذه الحوارات هو أنني - ولأول مرة - أكشف عن وجهي الحقيقي؛ لاول مرة أقول لرفاقي الإسبان - مثلما حاولت أن أشرح في المقال السابق - أن العلاقة التي نرتبط بها في اليسار ونفس الشيء أيضا بالنسبة لاحزاب اليمين هي هي. وبشكل تفاوتي، فإن نفس العلاقة التي تربط أنظمتكم بأنظمتنا هي هي: علاقة ابتزار. وأن كل هذا "الخوار" المثار حول الديموقراطية ليس أكثر من أداة ابتزاز تبدأ بخرافة الحق والحقوق، لتنتهي بالعقوبات الاقتصادية. والدليل على هذا هو أن الديموقراطية في بلداننا في سياق تطبيقها بحذافيرها هي نفسها القائمة أصلاً في الغرب. إنها لا تُطبق كنقيض لعلاقة الابتزاز التي تحكم منطق السيطرة. مثلا، وافتراضا فقط، وفي سياق ديموقراطي حقيقي بالمغرب، فقد فزت في انتخابات نزيهة، وأردت أن أبيع سمك المغرب لإفريقيا بأثمان السوق الدولية. هذا قرار سياسي سأصير بموجبه ديكتاتورياً في الآلة الغربية، ومن خلالها سأكون كذلك في أدمغة القطيع.
أحياناً، أميل إلى أن أكون سورياليا أكثر من ماركسي علمي. وعملياً، فقد بزقت على خرافة الثورة بواسطة ديكتاورية العمال عندما بدأت سابقاً أنتقد الماركسية الستالينية. كان ذلك لسبب بسيط: عندما بدأ الماركسيون المغاربة يبحثون في تأطير العمال تهيُّئاً للثورة في المغرب، كانوا في الحقيقة يباركون الراسمالية التي هي من يولِّد الطبقة العامل. ولا أدري بالتأكيد كيف تكون ثورياً حين تبحث فقط في أن تخلق عاملا بروليتارياً في الوقت الذي كانت أغلب أراضي المغرب - خصوصاً العصية منها - هي ملك للجماعات القبلية (السلالية كما يقولون في المغرب رغم تحفظي الكبير على هذا المصطلح). وهذا يعني أن الملكية الخاصة للأرض لم تكن هي السائدة. وكنا نحتاج فقط لعصرنة الفكر عند الجماعات القومية للحفاظ على ملكيتها الجماعية للأرض. لم يكن ضرورياً أن نكون جامدين عقائدياً. بمعنى كان الماركسي يبحث في تأطير عامل لكي ينتزع الملكية الخاصة في ثورة بروليتارية؛ بينما كان الأمر الضروري والمطلوب هو أن ندفع الجماعات والشعب إلى أن يحافظوا على الملكية الجماعية للأرض التي كانت قائوة أصلا. وهذا بالتحديد هو ما جعل الحركة الوطنية البدوية، لا المدينية، تكون هي الأكثر ثورية في المغرب ضد فرنسا. سكان البدو المغاربة (في السياق: هم "أمازيغ شلوح" كما يحلو للبعض أن يقول) هؤلاء كانت لهم أراضيهم الجماعية بسبب من نمط عيشهم الرحالي بين السهل وأزاغار؛ وهي الأراضي التي انتزعتها منهم فرنسا. هؤلاء هم من حاربوا فرنسا بالسلاح لان الاستعمار خوصص أراضيهم. أما الذين جاؤوا إلينا من فرنسا بنظرية البروليتاري، فقد كان الكثير منهم - من حيث لا يدرون في سياق علاقة الابتزاز - بمثابة العملاء للرأسمالية الفرنسية (راجع في هذا الصدد مذكرات إدغار فور حول اتفاقيات "إكسليبن" مع المغرب و "إفيان" مع الجزائر). وإغار فور هو وزير اشتراكي فرنسي؛ ستفاجئكم بعض أسماء الوطنيين المغاربة المتعاونين مع فرنسا. لكن ليس هذا هو موضوعي، وإن كان الأمر كما نقول في المغرب يشبه رقصة: "السململ كايتململ". وفي نفس هذا السياق أيضاً، خذوا مني هذه العبرة: "الرأسمالي بيننا خائن بالفطرة والغريزة ".
الكذب في الغريزة الرأسمالية هو وجهة نظر تُحترم: هكذا عبَّرت رفيقة "شيوعية" في محاضرة أمس حول الصين حين صرح المحاضر أن الصين تُعاقب بخصوص الكذب: إيداع خبر كاذب حول الصين في الفيسبوك، مثلا. قالت بانه يحتمل أن يكون وجهة نظر، فقلت لها عفوياً من حيث لا أشعر: "نعم، هي وجهة نظر بسبب الفقاعة الإعلامية التي حُشَّت في أدمغتنا الصغيرة من طرف إعلام الغرب؛ وبسبب ذلك فإن كل ما هو صيني هو سليل فهم ديكتاتوري". هل تصدقون؟ أنا على الإطلاق لا أصدق ما يقال عن كوريا الشمالية في الإعلام الرأسمالي الغربي.قد لا أتفق حول أمور حشّها إعلام الغرب في دماغي الصغير، لكن الأكيد هو أن الكثير مما يقال هو دس سم أفعى الغرب .
من الأسئلة المطروحة حاليا هي: لماذا شيوعيونا لم يتجهوا إلى دراسة الظاهرة الصينية؟ وأعتقد أن الجواب بسيط للغاية؛ إنه نفس جواب ماركسيينا في المغرب: أردنا ان نكون لينينيين: تلك الأبجدية التي للطلائع الثورية: خرافة تكوين الطبقة العاملة في حضن شركة رأسمالية. شخصياً، مارست هذا حين كنت عاملاً بجبل عوام: الحديث حول الأمر بالميكانيزمات والآليات الفعلية هو مهزلة في التطبيق .
الشيوعية أو الماركسية عند الصين والصينيين هي منهج للخروج من التخلف والوصول إلى التقدم. هذا باختصار هو طريق الحرير عند الصينيين. لقد فكر ماو في طريق لتحويل الصين من دولة فقيرة ومتخلفة إلى دولة غنية ومتقدمة. ولا يهمه هل كان ديكتاتورياً أو تحريفياً. الذي يهمه هو أنه رسم طريق الصين إلى التقدم. واللينينية عنده هي التحول الثوري بالفعل؛ إنما بالطريقة الصينية. ليس بطريقة الإنزال النظري مثلما هو حاصل لدى بعض الماركسيين المتخلفين، بل بالنظر في التحول "من..، إلى.." بدون خسائر..



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى أن تكون شيوعيا في المهجر
- ذو المعاشين
- الجيل المهذب
- تيوولين! (قلبيات أوالقلب بالقلب)
- سجن في سبيل الله!
- روميو وجولييت الأمازيغيين: -إيسلي- و-تيسليت-
- الإضراب!
- في فلسفة الألوان: ضد -تزميل- المجتمعات الإنسانية
- هل يمكن ان تنجح وساطة عربية أو دولية في حقن العلاقات المغربي ...
- مشكلة الهوية داخلية
- هنيئا للطبقة العاملة في يومها العالمي برغم افتراس وحدتها
- مو عنذا بوالحوب اوا
- ثورة البقر في الرباط
- عيشة قنديشة (كل الثائرات متشابهة)
- فارس اليانصيب
- من هم سكان المغرب الأقدمون؟
- عودة إلى إشكالية اللغة والهوية
- الأمازيغية حين ترفض بهواجس عنصرية
- شمال إفريقيا وإشكالية التراث
- حول المانعة الثقافية


المزيد.....




- المشروع الفاشي العالمي: الأزمة والتحكم والنضال من القاعدة
- سوريا: إعادة الانطلاق الهشة بعد عهد الأسد
- قطاع النسيج: ”إخفاء الإصابة والتوعك، خوفا من خطر الطرد. تحرش ...
- لماذا ليست الدعارة «عملاً جنسياً»؟
- شغيلة قطاع تدبير خدمة النظافة أول ضحايا طلقات مدفع سياسة الت ...
- مقدمة كتاب جوزيف ضاهر: غزة: إبادة مستمرة
- ظروف العمل في المغرب في ترد مستمر وحده النضال سيوقف جرائم أر ...
- (طريق الشعب) تهنئ فخري كريم
- ملياردير مصري يكشف مفاجأة حول مساعدات الأغنياء للمحتاجين في ...
- بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ف ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - طريق الحرير الصيني الماركسي