أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عذري مازغ - عيشة قنديشة (كل الثائرات متشابهة)















المزيد.....

عيشة قنديشة (كل الثائرات متشابهة)


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 20:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كل الثائرات متشابهات

سأبدأ بعيشة قنديشة:
كانت شخصية خرافية متهمة أيضا بالشعوذة والسحر لحد تقارن بأنها كائن جني، في السوسيولوجية المغربية هي عيشة الكناوية، عيشة السودانية "يا بابا"هي الجن نفسه ذي أقدام البقر (هاكذا مثلا حكى لي بعض من التقوها من المهوسون)، هي الساحرة التي تغري بثذييها (لها ثذيان بحجم القدح الذي يطبخ فيه في شمال إفريقيا)، هي الجنية التي تغري الرجال بالغنى والجمال وغيرها من الأوصاف، والحقيقة أن الاسم الحقيقي هو: la contessa Aicha، أو la condesa Aicha في اللغة الإسبانية والبرتغالية واغلب الظن انها شخصية تنتمي إلى مناطق الاحتكاك مع الإسبان او مع البرتغال أثناء الحروب الصليبية او حتى مع فرنسا الإستعمارية، وعموما هي شخصية خرافية (او قد تكن حقيقية) لكنها بالتأكيد ومن خلال اشتقاق كلمة قنديشة من الأسماء اللاتينية، فهذا يعني أنها شخصية تنتمي إلى طبقة النبلاء في العالم اللاتيني، ويقابله في الأمازيغية لالّة عيشا وفي العربية الأميرة عائشة أو غيرها من الألقاب، واللقب هذا في الثقافة اللاتينية يحيل إلى النبلاء وعليه انتقل إلى المغرب في اللغة العامية إلى كلمة قنديشا، ويقال أن القنتيسا هذه (أو القنديسة) كانت بمكانتها الاجتماعية تجلب المستعمرين إلى الثوار ليقتلوهم بشكل أصبحت ملاك الموت. لكن في قصاصات شعبية أخرى تحولت إلى جنية، يقال للرجل البخيل في المغرب أنه رجل "مسكون" القصد انه تزوجته جنية: غني لكن بخيل، غناه مملوك للجن لذلك لا يمكن أن يشاركه مع اخوته البشر: استحالة أن يكون "الكنز" وهو موروث الجن للبشر.
لكن المثير في الأمر وهو ما جعلني اتكلم عنه هو صور هذه "الجنيات"، كلها بملامح جميلة، وثراء واضح من خلال ما تتحلى به والأغرب أنها تتحلى تقريبا بنفس الملامح: لوحات ديهيا، ثريذ، غالية البقمي وغيرهن من الثائرات في التاريخ البشري: كل هذه الصور متشابهة أو على الأقل تشترك في مجمل الملامح: صدر غني فاخم، سيكسي باللغة الإنجليزية، حلي من الفضة والذهب، نفس الزينة ونفس التشكيل.
مشعوذات بملامح جميلة متشابهة حتى في وعي الرسامين الذين أزعم انه لم تكن لهم صورة عنهن حتى في المخيلة بشكل أعجبتني الحرب الدروس في السوسيال ميديا حول هذه الشخصيات الخرافية بين أن تكون مغربية أو جزائرية او عربية ، بين أن تكون أمازيغية أوعربية أو في ملحمة خرافية أخرى لا يهم (الصور متشابهة والخرافي حولهن متشابه ايضا وهذا يذكرني بملحمة التحولات في رواية أبوليوس حول الحمار الذهبي.

عيشة قنديشة وطبعا مسموح من جهتي أن تكون هي ديهيا الامازيغية، كلييوباترا الفرعونية، زرقاء اليمامة ، ثريد.. كل تلك الآلهات النسوية التي اختصر الذكور في حيرتهم في أسمائها ليصبحن شخصيات غير آدمية: كل هذه الشخصيا هن شخصيات متحولة في ذاكرة حوض البحر الأبيض المتوسط، كانت عيشة قنديشة مثلا في الحكايا السوسيولوجية هي كل ما يسحر الذكور بتنوع متمنياتهم، عند بعضهم لها شكل رقم ثمانية (إحالة إلى عروس البحر أو الحورية في المخيلة الذكورية)، لها ثذيين بقدر أقداح (البرمة) عند آخرين (القصد في اللاشعور ان لها ذروة فائقة في التغذية)، هي ايضا عند البعض الآخر غنية تسجن الرجل بكنوزها كما أشرت إلى حالة البخلاء، هي المرأة التي تمنك الجنس في خلية عن نفسك وأنت في حالة استمناء... وهلم جرا، وبشكل عام هي كل ما يتمناه الذكور في مجتمعات مكبوتة. وحتى الجندي الباسل والذكوري الفاحل، الثوري، يعشق أن يرى المراة في ساحة حرب فاحلة مثله برغم أن جنس المرأة ينبذ القتل من حيث طبيعتها الغريزية كآلهة الخلق.
سأعيد صيغة لا قفت بها الفكر الذكوري في مقامات شتى حول الجدل في الوجوديات وفي الوجدان ردا على اولئك الذين يقولون بان المرأة حاسدة للرجال لكونهم ذووا قضيب، في العمق الرجل هو الذي يفور غيظا وحسدا على خاصية الخلق التي عند المرأة، في تاريخ قديم حاول سادة الذكورية في المجتمعات الذكورية التعبير عن غيرتهم ضد المراة، استعانوا فيها بالشيخ الفقهي والكاهن الديني: خلقوا حواء من ضلع آدم من خلال تعسف منطقي عقلاني: خلقوا المرأة من ضلع وظيفته هي حماية الصدر من الكدمات العنيفة وليس وظيفة إنجاب ، بينما الحقيقة، وفي سياق عقلاني، آدم هو من خرج من فرج امرأة، خرج من منطقة مشهود لها بالخصوبة والتوالد، قالغيرة التاريخية، الأسطورية أيضا، تشهد بشكل عقلاني أن الذكور هم من اصيبوا بها وحتى العنف في الإغتصاب وإظهار القوة الجسدية امام النساء هو دليل غيرة لان المجتمعات السليمة وحتى في شكلها الغريزي الحيواني في الطبيعة الحيوانية: الذكور تتظاهر بالقوة امام الإناث باقتتال الذكور للذكور وليس باغتصاب الإناث، حتى في قطيع الغنم.
تبقى عيشة قنديشة لغز اجتماعي عميق من خلال تحولاتها في العقل الجمعي المغربي من كائن بشري إلى كائن جني ومن خلاله إلى كائن يلبي طلبات الذكور في كل متمنياتهم في الجنس، في الغنى والتغذية من خلال اوصاف خرافيه لشكلها الجسدي، وعمليا المرأة التي يمكنها أن تتيح هذه الوصفات هي الكونديسا (قنديشة)، هي المرأة النبيلة في المجتمعات اللاتينية، والتي في المجتمعات الغربية سوسيولوجيا لها وظيفة ان تكون زوجة النبيل، متاحة للملك وكل اهل السلطة وهي بذلك تستطيع استغلال كل ما تحتها بتلك العلاقات المشبوهة من حيث هي عشيقة للكل بشكل يخدم عشقها تحولاتها الإجتماعية والطبيقية.
بشكل مختصر، كانت عيشة قنديشة (مغربيا هي عيشا قنديشا) من الناحية السوسيولوجية من خلال تجلياتها التي ذكرتها هي المراة المناسبة لركب التحولات: هي المرأة المهاجرة التي تتزوج بعاطل في من بلدها، مثلا، هي بغريزتها الطبيعية كانت تريد زوجا، هو بغريزته الذكورية كان يريد أوراق إقامة في الغرب (هذا ايضا موضوع معقد في سياق التحليل الإجتماعي من قبيل وجود ناس تزوجوا بمهاجرات بحسن نية من الجانبين لكن حدثت صدف من قبيل صدام ثقافي هائل والعكس بالعكس: اقصد ما اقوله عن المراة ينطبق أيضا على الرجل).
باختصار: طيبة الحب كيمياء جميلة المتحكم فيها يستغل الجانب الآخر من العلاقة، وحتى كل مخابرات العالم تستغل الحب في التجسس و"قنديشة" هي مظهر من مظاهره وهي سياسيا وحتى في المجتمعات القديمة كانت سيف ذي حدين: كانت المراة الجميلة وفي نفس الوقت كانت الشيطان العظيم.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فارس اليانصيب
- من هم سكان المغرب الأقدمون؟
- عودة إلى إشكالية اللغة والهوية
- الأمازيغية حين ترفض بهواجس عنصرية
- شمال إفريقيا وإشكالية التراث
- حول المانعة الثقافية
- الإرهاب الفكري أو الترهيب في الفكر
- الغش في المونديال
- نارجيلة الإخوان لتدخين الإيمان
- حديث الجبل والغابة 6
- مقال قصير
- حديث الجبل والغابة (5)
- امنحني قليلا لأني جننت
- أزمة السوريين في صحراء النيجر
- مقتطف رابع: حديث الجبل والغابة (تتمة للمقطتفات (4))
- مقتطفات 3 (تتمة)
- تتمة للمقتطفات 2
- الأنسنة قبل البحث عن كوكب آخر
- حديقة جوزيف بوريل
- مقتطف من رواية لم انشرها


المزيد.....




- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عذري مازغ - عيشة قنديشة (كل الثائرات متشابهة)