أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عذري مازغ - هواجس وجودية















المزيد.....

هواجس وجودية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 00:21
المحور: كتابات ساخرة
    


للأمراض مواسمها الحافلة، وفي هذه الأيام، شعور عارم بالضجر، تلوث عائم يعكر الأمزجة وينسل من حيث لا تدري إلى الأعماق بشكل تشعر وكأن هذا الكوكب الجميل، هذا الكوكب الذي خلقنا لنعيش في قاراته، تشعر وكأنه أصيب بالعفن، شيء ما فيه يبشر بأن الانقراض مقبل، وبشكل ما حاسة الفضول والتأمل تدفعك إلى البحث في العصور الغابرة عن الكائنات التي انقرضت في فترات تعد بمئات الملايين من السنين ككائنات العصر الطباشيري، أو مثلا التأمل في بعض العصور التي عاشت فيه بعض الكائنات المنتصبة القامة، وبشكل عام، يدفعك الفضول لتكتشف أن عصرنا هو أقصر العصور خصوصا إذا سايرت الأرض هذه الدينامية النشطة للقائم المنتصب الآني الذي هو اوهم نحن البشر أطيش مخلوقات الأرض. ومن المؤكد أن ظروفا معينة قديمة أنهت الكثير من أصناف منتصبي القامة ليبقى منها الإنسان الإفريقي الذي عند تشيعه في الأرض صادف قديما بعض هذه الكائنات المنقرضة وورثت بعضا من جيناتها كإنسان نياندرتال والكرومانيون، وهي طبعا جينات مرهونة للإنقراض أو هي تدفع الانسان المنقح بها للبحث عن أسرع طريقة للإنتحار والموت من قبيل خلق قنابل نووية وفوسفورية وغيرها. لقد دفعني التأمل إلى الخلاصة أن هيتلر كان على حق، كان يشعر بأن في داخله شيء مختلف عن باقي البشر، وكان ذلك الطيش قد دفعه أن يعتقد أنه خير البشر، وبتواتر تهوراته واندفاعاته تسارع إليه الموت: من الصعب أن تعتقد أنك خير البشر، وإذا حصل أن اعتقدت بالأمر، فأنت بالتأكيد، بشحن غرور كبيرة، وأمام أول إخفاق ستنتحر كما فعل هيتلر الذي شخصيا أعتقد أن نسبة وجود جينات نياندرتال كبيرة فيه، كان يشعر بأنه ذا قامة طويلة كنياندرتال رغم أنه قصير يشبه قصر "حشوه" الداخلي.
عندما هاجرت إلى أوربا، ولأني أعشق الحرية كثيرا، اعتقدت أن الأكذوبة التي لقنها لنا الإعلام بشكل عام حول الدول الديموقراطية كانت صحيحة، واعتقدت أن شخصا مثلي رهين أن يعيش في هذا الفضاء الديموقراطي الرحب حيث الحق والحقوق تمطر، لم أفكر يوما اني سأرتد بالكفر على جنة الحريات، مع مرور الوقت بدت تتكشف لي حكمة تلك المقولة المغربية الطائشة: "ضربت الحبل".
ما أن بدأت أفكر بالطريقة الديكارتية حتى تذكرت طرافة الموضوع: "أنا موجود في أوربا" بالمعنى الواقعي، دون حتى إعمال عملية التفكير، لكن لست موجودا في العقل الجمعي الأوربي: "أنا مجرد مهاجر" ولست مواطنا مدنيا، والذين يبالغون أكثر في ترميم الحق بلكنة جميلة ورائعة كما قال لي فلاح فرنسي: “لست عنصريا، لكن الحق أقول: أحب أن يأتي العمال من دول أخرى ليعملوا عندنا ثم يعودون" وعندما سألته: وماذا عن انخراطاته التعاضدية؟ يجيب بإلقاء اللوم على الدولة ودولة المهاجر: هناك غدر ما لهذا المهاجر لا يظهر في العلاقات الدولية، يختفي! وطبعا ليس هذا هو موضوع الضجر في مقالي، أريد أن أتفجر ثرثرة لدرء ثرثرة خلقت لدي ضجرا.
سأعود إلى فرنسا من جديد وهذه المرة للتعليق على أمر آخر وليس على كوجيتو رينيه ديكارت وإن كان الأمر بشكل ما مرتبط، أول إعلان لحقوق الانسان كما اذكر كان إعلان فرنسا سنة 1789 م (إعلان حقوق الإنسان والمواطن) وهو إعلان منبثق من الثورة الفرنسية، لكن بعد هذا الإعلان ارتكبت فرنسا أبشع الجرائم الإنسانية في مستعمراتها دون أن تقدم حتى الآن ولو مجرد اعتذار وطبعا ينطبق الأمر على كل الدول الاستعمارية التي الآن تتحلى بماكياج الحق والحقوق والحرية والديموقراطية، الجرم العمد هو أن تكون واعيا وملما بالحق وترتكب ما يناقضه، هذا فقط مدخل لأجل التطرق لأمر آخر.
في أوربا حصلت لي أزمة ضجيج، أقيم بإسبانيا وكثيرا ما استغربت من أمر ما، كيف لبلد فيه 46 مليون نسمة أن تكون قنواته الإخبارية تعتمد في تحليل أخبارها وبرامجها على عشرين قط كنت أحفظ أسماءهم عن ظهر قلب وهم بعددهم يختلفون على كل القنوات ، أكثر من ذلك كنت أعرف مسبقا مداخلة كل واحد منهم بخصوص موضوع ما معين: تصوروا أني يوما عرفت ما ستقوله سيدة عن فيضان أصاب مدينة خاين وهي صحفية سياسية وغير متخصصة في الأرصاد. أضربت عن القنوات الإسبانية فأدمنت الفايسبوك والتويتر والحوار المتمدن إلى أن أصبت بالضجر مرة أخرى، بدا أن التلوث السمعي أصاب كل المنصات.
في السنوات الأخيرة لاحظت أمرا مهما، هو أن الأوربيون يصوتون لأحزاب نازية هيتليرية منقحة بجين نياندرتال، ألمانيا مثلا صوتت على هتلر جديد يريد أن يستعيد أمجاد ألمانيا النازية، الولايات المتحدة ودعت رئيسا أهبل مصاب بالزهايمر وصوتت لصالح رئيس نرجسي ثرثار، قرد أشقر من نوع نياندرتال، وفرنسا يرأسها مراهق يميني أفضل عليه جاك شيراك اليميني السابق رغم أني من اليساري الذي يفترض فيه أن لا يؤيد أي يميني على الإطلالق، مع تسجيل اعتراض مسبق: لا يهمني الأوربيون النياندرتاليون فيما يريدونه في تسريع وتيرة انقراضهم، لكن بكل صدق، باعتباري مواطن حوض البحر الأبيض المتوسط الجنوبي، لا نقبل بدولة نشاز يرأسها عفن نياندرتال بمحيطنا ويلصق بالقوة على أنه يهودي. إسرائيل دولة نشاز في محيطنا، كونها "أكثر ديموقراطية" كما يغني البعض، يعني ببساطة أنها نشاز في عالم غير "ديموقراطي"، أليس كذلك؟ لمذا تقحمون دولة بنمطية خاصة في محيط ذي نمط مختلف؟ إن العمل على إقحام نمط شاذ (وأحيل هنا إلى النسبية)في نمط مخالف هو بمعنى التوازنات البيئية أمر غير لائق. التسويق الديموقراطي ليس مبرر لقتل الفلسطينيين لأنه ببساطة القتل بمصوغات نظرية جريمة مع سبق الإصرار والترصد وهو ما تقوم به إسرائيل من خلال رئيسها النازي المقلوب نتنياهو الذي بدون خجل يقارن بين نازية هتلر ونازيته هو: “لم يكن هتلر يريد إبادة اليهود في ذلك الوقت، أمين الحسيني الفلسطيني هو من اقترح حرق اليهود!؟" لا أدري ما اسم المتلازمة، لكن الأمر يذكرني بروايات جنود "لاندوشين" المغاربة والجزائريين: لو كان لدينا جيش مغربي وجزائري لهزمنا العالم" يقولون بان هتلر قالها ذات يوم.
"هتلر لم يكن يريد تصفية اليهود بل طردهم.” يبدو أنه كان إنسانيا للغاية بمستوى إنسانية نتنياهو الذي بالقلب النيتشي هو لا يريد أيضا طرد الفلسطينيين بل تصفيتهم وهذا هو ما يفسر سياسة اجتياح غزة ويفسر تاليا حجم الضحايا الأبرياء.  لم يستطع نتنياهو أن يخرج من متلازمة استوكهولم، يريد أن يكون بقوة هتلر لكنه يفتقد إلى تلاءم المعطيات، حتى حين تراجع عن تصريحاته بنفي تأثير الحسيني، لم يجد سوى أنه هو أيضا قائم بذاته بدون تأثير، إنه يقوم بأعماله الشنيعة ردا على شعار الموت لأمريكا، ليجد ترامب الثرثار بجانبه.
الدولة الوحيدة التي تؤيد نتنياهو هي الولايات المتحدة في شق رئاستها وليس في شق الشعب الأمريكي الذي يرفض الظلم، وأعجب لهذه المنصات التي تلوث قراءاتنا وسمعنا بتصريحات ترامب المملة المتناقضة إلى حد الضجر، بسبب ترامب أضرب عن المنصات الدولية الإعلامية، لم تعد لدي الطاقة لتحمل ثرثرة ترامب، أخبث رئيس ذي المزايا النياندرتالية الذي لم ينقرض بعد.
كانت نيتي أن أضع أمامكم مجموعة من تصريحات ترامب التي تثير السخرية بأشكال تناقضاتها وكنت قد التقطتها سابقا بعنوان "ترامبيات" لولا الضجر الذي أصابني



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية حين ترقص تلقائيا
- المهرولون
- الغباء الاستراتيجي
- طريق الحرير الصيني الماركسي
- معنى أن تكون شيوعيا في المهجر
- ذو المعاشين
- الجيل المهذب
- تيوولين! (قلبيات أوالقلب بالقلب)
- سجن في سبيل الله!
- روميو وجولييت الأمازيغيين: -إيسلي- و-تيسليت-
- الإضراب!
- في فلسفة الألوان: ضد -تزميل- المجتمعات الإنسانية
- هل يمكن ان تنجح وساطة عربية أو دولية في حقن العلاقات المغربي ...
- مشكلة الهوية داخلية
- هنيئا للطبقة العاملة في يومها العالمي برغم افتراس وحدتها
- مو عنذا بوالحوب اوا
- ثورة البقر في الرباط
- عيشة قنديشة (كل الثائرات متشابهة)
- فارس اليانصيب
- من هم سكان المغرب الأقدمون؟


المزيد.....




- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...
- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عذري مازغ - هواجس وجودية