أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - -ذاكرة مؤمن سمير البيضاء، تفض الاشتباك-بقلم/ بهاء الدين حسن














المزيد.....

-ذاكرة مؤمن سمير البيضاء، تفض الاشتباك-بقلم/ بهاء الدين حسن


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 00:21
المحور: الادب والفن
    


الذين ينتقـدون قصيـدة النثـر، ولا يعترفـون بها كلون من ألوان الشعر، يمكنهم أن يفضـوا هـذا الاشتبـاك، وأن يحدثـوننـا عن جماليـات السـرد والصيـاغـة، بعيدا عن شرعية الاعتراف بها كلون من ألـوان الشعر أم لا ، فمـن غيـر المعقــول أن ننتقـد الطبخة دون أن نتذوقها!
إن رفض قصيــدة النثـر هـو رفض لأدونيس والماغوط وعبده وازن وأنسى الحاج وعبدالمنعم رمضـان وفتحى عبدالسميع وخالد حريب وأسامة الدناصورى وغيرهم ممن منحوا قصيدة النثـر تأشيــرة المـرور، لتتربـع على عرش الإبــداع، وتفرض وجودهــا، صحيح أن قصيـدة النثر فتحت البــاب أمام كل مدع، لكن لماذا ننظر إلى عثرات الطريق وننسى المصابيح المضيئة؟
فى ديوانـه "ذاكرة بيضاء" الصـادر عن الهيئة العامة للكتاب، سنة ٢٠٢٢ يؤكد الشاعر مؤمن سمير، أن جمال الإبداع ليس في قولبته، فهــو يقدم ديوانــه وعلى القـارئ أن يصنف نصوصه كما يحلو له، الشاعر يقرأها كنصـوص شعريــة، والناثــر يقرأهــا كنصوص نثريــة، والقـاص يقرأها كنصوص قصصيـة، كل يقـرأ حسب ما يحلو لـه، لكن لا الشاعـر ولا القاص ينكر على مؤمن سمير جماليات إبداعه وطزاجة نصوصه، فهو يجمع فى الديوان بين الشعر والنثر والتصوير والقص والحكي.
فمن "والأحجار أذيب قسوتها بلساني" نقرأ:
"على منصة العبيد والنخاس يحفر صدرى بعصاه، كانت عيونى مذعورة تفر من مخابئها، والخَصى يغمـز هنا وهناك، فيشق العرق جبهتي كأنه السيل.. بجـوارى كان المارد الأسود جسده يبرق، لكن دمعـة فى جانب عينـه أسمعها تخاف وتنقلب حجراً، منذ دهور وأنا قابع هنا، مزروع على كل المنصات، لـم ألفت نظر عابر ولم يفكر أحـد فى اختيـارى رغـم أن الغيمة العجـوز لا تغطى أحـدا سـواى، فى المنصة المقابلة بنات ونساء عرايا بعضهن تشبه القمر وأخريات لا يناسبهن إلا القبر".
ثم يصحبنا مؤمن سمير فى حكاية شعرية أخرى لنقرأ..
"قرب الفجر، أقف فى الشرفة
أجمع الهمسات والأصوات المكتومة
الكذب واللهاث
الغناء والحيرة والصمت والبهجة
أجرهم إلى سريري
وأجلس هادئاً
أتلقى تحيات الأشباح
الذين يدخلون تباعاً".
وفى "حكاية عن كنز الكنوز" يحكى مؤمن سمير:
" كان أبى يعمل على سفينة تنقل الملح من بحر إلى بحر
وكنت ظله الذى يتبعه
بذراع مفتولة وقلب من رصاصة
العفاريت كانت تصاحبنا أحياناً
فتتلون السماء بالوحوش والجميلات والأغانى
وأحيانا تخرج حكايات البحارة من قمراتهم لتدفئ برد البحر
حتى كان يــوم استضفنـا الريح حتى ثملنــا، فاكتسحنــا القراصنـة بيسر الموسيقى و(طراوتها)..أبى أصـر على حمايــة الملح بروحــه، كان يبتهــل ألا يلوث دمه بياض الملح، هذا النور الذى كان يناجيه كلما غفونا ويقول إنه كنز الكنوز".
هــذه بعض نمــاذج من نصـوص الديــوان، الذى تزيــد نصـوصــه عن ستيـن نصاً تتـراوح بين الطــول والقِصر، حتى أن عنـاويـن النصــوص منهــا الطــويـل ومنها القصير المختزل "تحكى الأشجار فى صندوقها كي لا تموت. ملامح منثـورة على السجـاد. دماء تنزل من عينى ـ تصعد وتنطفئ رويداً رويداً. عرفان. تسبيح. حياتي. أيامنا. رنين" .
فى ديوانــه " ذاكـرة بيضاء " يثبت الشاعر مؤمن سمير، أن الشعر تجاوز مرحلة الوقـوف على الأطــلال واستهـلال القصيـدة ببث الأشواق والهيام والتفاخر، وكذلك يثبت أن الشكل التقليــدي للقصيـدة لم يعــد فرضـاً يتقيـد بـه الشاعر، وأن القصيدة يمكن من خلالها للشاعـر أن يحكى قصصـاً ويســرد أحداثاً، ويحكى حكايات تمتزج بالموسيقـا والشـاعريــة، فمؤمن سميـر شاعــر يرضى جميع الأطــراف من محبى القَص والنثر والشعر.
ــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت المقالة بالعدد رقم (1319) من جريدة "القاهرة" المصرية، الصادر يوم الثلاثاء 28 أكتوبر2025.



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميتافيزيقا الأشياء اليومية في ديوان -أنت لا تخصني وأنا لا أخ ...
- -بلاغة الانفصال ومسافة المعنى- في ديوان -أنت لا تخصني.. وأنا ...
- -عزلة الذات وانفصام الوجود في ديوان -أنت لا تخصني.. وأنا لا ...
- مؤمن سمير: المشهد الشعري مَوّار لكنّه معزول عن سياقه العالمي ...
- «كأنكِ كوكبٌ دُرِّيٌ» شعر/ مؤمن سمير . مصر
- (الحياة في مدينة الأسماء المستعارة.. أدونيس ويمنى العيد) بقل ...
- تشكلاتُ الصورة البصرية في قصيدة النثر-مقاربة تأويلية لديوان ...
- -جسدُكَ جسدي يا حبيبي- شعر/ مؤمن سمير.مصر.مبادرة(فلسطين:قصيد ...
- (قصيدتان) شعر/ مؤمن سميرمصر.. .ضمن سلسلة (سنحرر شاعراً بقصيد ...
- -شَوْكَةُ الراوي العليم-للشاعر المصري مؤمن سمير: قراءةٌ مُتع ...
- بين الذكريات والواقع:حوار مع الشاعر -مؤمن سمير- حاوره: ممدوح ...
- صدور الكتاب المترجم للانجليزية والفرنسية -نصف طائر بلا حدود- ...
- الشاعر مؤمن سمير لـ -عمان-: أتمنى أن يصبح الشعر أكثر رفقاً ب ...
- «ذاكرة بيضاء» مجموعة الشاعر المصري مؤمن سمير: قصائد تسعى ورا ...
- -حفائرُ تحت مقبرة بيسوا- شعر/مؤمن سمير. مصر
- -أنتَ لا تخُصُّني وأنا لا أخُصُّكَ- رحلةٌ في ذاكرة مؤمن سمير ...
- أنت لا تخُصُّني.. وأنا لا أخُصُّك: الذكرى المؤجلة..بقلم/ممدو ...
- - ملامح ديوانه -أنت لا تخصّنى وأنا لا أخصّك-بقلم/نضال ممدوح
- (أغصانُها عادت أظافر) شعر/ مؤمن سمير.مصر
- -بين النور و النار.. أعمال أمل دنقل المجهولة- بقلم/مؤمن سمير ...


المزيد.....




- الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه ...
- مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب ...
- اعتقال ابن الممثل والمخرج الناقد لترامب روب راينر بتهمة قتل ...
- - سقوط الأفكار- يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية ...
- جامعة حلب تحتفل باليوم العالمي لعائلة اللغة التركية
- فيلم وثائقي فرنسي-ألماني يقدم قراءة نقدية حادة للواقع المصري ...
- تقرير: الأسد يدرس في موسكو اللغة الروسية وطب العيون
- اللوفر يُغلق أبوابه أمام الزوار اليوم.. ما الذي يحدث داخل ال ...
- مقتل الشاعر أنور فوزات الشاعر في السويداء السورية
- السفير العماني لدى تونس: حريصون على دعم جميع المبادرات التي ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - -ذاكرة مؤمن سمير البيضاء، تفض الاشتباك-بقلم/ بهاء الدين حسن