مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)
الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 02:12
المحور:
الادب والفن
(ظِل مثقوب)
على فمي قبلة
كانت شظيةً في يومٍ قريب..
سأمسكُ بها في منقاري
وألحق بظلِّكِ يا أمي..
(دخان)
ذراعايَ قصيرتانِ و ساقي تقتلُ ظِلِّي.
وَجْهي بلا عِظام، كأنهُ عجينُ لوحةٍ فارغةٍ
ورقبتي تسبحُ خلفَ الدخانِ
لا تسبقهُ ولا تحاذيهِ.
لا بطن لي و لا عانة
لكنني أحيا،
و صوتي يرجعُ طائراً..
كلما تعدو صورتكِ وتعدو
بينَ قذيفةٍ و قذيفة..
(المتواطئون)
كلما مرت جثتي
المشوهة في كل الحروب
يبتسمون نصف ابتسامة..
(البرابرة)
طارت ذراعي وجِلْدي تيبَّست ذكرياته..
أنا أشجار واطئة، قالت عظامي
و كبدي مزقتهُ الطفلةُ وعادت عجوزاً..
..كان البرابرةُ سيعبرون من هنا
وكان الأمل فقط
في أحداقهم التي تبرق..
(شِراكٌ خضراء)
شَدَّت الشجرةُ غصناً
وقالت خذه يا ولدي واحضن حبيبتكَ كلما بكت
بدلاً من ذراعكَ التي سرَقَتْها الحربُ هذا الصباح..
ومرَّ يومٌ ويومٌ ووقَعْتُ كعادتي في الشَرَكِ..
فَاسْتَأْذَنَت العصافيرَ في عُشَّيْنِ
وقالت بدلاً من عينيكَ اللتيْن طارتا بعد القذيفة
الأخيرةِ..
كانت الأفاعي تعصرني
والديدان تسكنُ أنفي
وأنا أزحفُ وسط الأوراق الجافةٍ
بلا بطنٍ ولا أقدامٍ ولا ظِل..
خلَعَت الشجرةُ جذعها
وقالت يا حبيبي جسدُكَ جسدي..
كانت تبتسم، هذه الجدةُ و هي تموت
وتقول كلما هَرِمتُ
جَعَلْتُ من ولدي شجرة..
عندما ستموت الحربُ، مَنْ سيبكي عليها
مَنْ سيتذكرها أساساً؟
#مؤمن_سمير (هاشتاغ)
Moemen_Samir#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟