أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماك العبوشي - قد فرطتم بفلسطين فاحرصوا على أوطانكم!!















المزيد.....

قد فرطتم بفلسطين فاحرصوا على أوطانكم!!


سماك العبوشي

الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توطئة واستهلال...
بادئ ذي بدء، لست برجل دين أو فقيه متعمق في الدين أمارس نشر المواعظ، لكنني كاتب مسلم العقيدة عروبي الهوى اتخذ شعار "جهاد الكلمة" من خلال نشر مقالاتي للتحذير والتنبيه، لعلمي يقينا ثابتا لا يتزعزع من أن مشيئة الله تعالى ماضية، وأنه تعالى قد وصف حال الامة من الوهن والضعف، ثم وعد بنصر الأمة التي اختار نبيه منها لحمل آخر رسائله السماوية لأهل الأرض حتى قيام الساعة.
... لهذا اقتضى التنويه.

هذه لعمري رسالة مفتوحة أخرى مني الى قادة الأنظمة العربية، لعلها تكون سببا في استيقاظهم من غفلتهم التي طالت فنُكبت الأمة جراء غفلتهم تلك، فلطالما وجهت رسائل مفتوحة لقادة أنظمتنا العربية إبان معركة طوفان الأقصى، أستثير بها حميتهم العربية، وأحرك فيهم نخوتهم وغيرتهم الإسلامية، كي يستفيقوا من غيبوبتهم التي طالت، ويتحملوا (بعضا) من مسؤوليات وأعباء انتشال أمتهم مما ألمّ بها من ضعف وهوان وذل أحاطت بها من كل جانب، في زمن لم يعد للضعفاء من مكان أبدا، فتكالبت علينا الأمم شرقا وغربا، تماما كما ذكر وصف هواننا وضعفنا وقلة حيلتنا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: "يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ"!!

لقد كانت - ولا شك - معركة طوفان الأقصى إحدى الفرص العظيمة والنادرة التي أتيحت لأنظمتنا العربية لإعادة أمور أمتنا العربية الى وضعها الطبيعي من القوة والاقتدار بين أمم الأرض من جانب، ومن جانب آخر لحفظ هذه الأنظمة ماء وجهها أمام شعوبها، لكن أنظمتنا العربية - وللأسف الشديد – أضاعت تلك الفرصة النادرة من يديها وفرّطت بها ولم تستثمر انطلاقة معركة طوفان الأقصى ومجريات وتداعيات أحداثها لتصحيح أوضاعها المزرية بالشكل الذي يعيد لأمتنا العربية بعض هيبتها المنكسرة، فجاءت بالتالي مبادرة ترامب لتكون حبل نجاة للكيان الإسرائيلي لينقذه من انكساره وانفضاح جرائمه ووحشيته أمام الرأي العام الغربي تحديدا، وما زاد المشهد كآبة تحلق قادة أنظمة عربية وإسلامية في مؤتمر شرم الشيخ حول ترامب ليعلن عن اتفاق قيل أنه للسلام، فيما حقيقته هو انقاذ الكيان الإسرائيلي بعد تراجع مكانته الدولية وما يواجهه من انقسامات داخلية حادة، ومن ثم المضي قدما في مسار التطبيع معه وفق اتفاقيات أبراهام اللعينة!!

والشيء بالشيء يذكر، فما حدث من ضياع استثمار معركة طوفان الأقصى، فقد وقع مثيله في 6 أكتوبر عام 1973، حيث لم تتحمل الأنظمة العربية – إلا من رحم ربي وبالنزر اليسير من الدعم- مسؤولياتها القومية والشرعية في الوقوف لجانب مصر في حربها تلك مع الكيان الإسرائيلي المسنود من قبل الدول الغربية وعلى رأسها بطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية، مما أجبر الرئيس الراحل السادات للقبول بوقف إطلاق النار، والكل يعلم ما جرى إثر ذلك من زيارة السادات للكنيست الإسرائيلي والقائه كلمة هناك، ثم توقيعه اتفاقيات كامب ديفيد التي كسرت قيود اللاءات الثلاث التي اتخذت في مؤتمر قمة الخرطوم بتاريخ 29 آب / أغسطس 1967 في أعقاب ما سمي حرب النكسة، وفتحت الباب لتطبيع بعض أنظمة عربية مع الكيان الإسرائيلي من خلال بوابة الاتفاقيات الابراهيمية الذي نراه اليوم!!
لقد وقع بين يدي مقطع فيديوي للرئيس المصري الأسبق أنور السادات وهو يتحدث في اجتماع ضم بعض الشخصيات، وكان حديثه في أعقاب حرب 6 أكتوبر 1973، حيث دار حول أسباب اتخاذه لقرار وقف إطلاق النار في هذه الحرب، وكيف أنه زار الاتحاد السوفيتي خلال عامي 1971 و 1972 أربع مرات لشرح وجهة نظره حيال احتلال "إسرائيل" لسيناء، وبيّن موقف الاتحاد السوفيتي الرافض لإزالة الكيان الإسرائيلي كونه كيانا قائما معترفا به في الأمم المتحدة، كما ذكّر السادات بموقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأزلي لهذا الكيان، ثم عرج بحديثه فشرح معاناة مصر وتكبدها أعباء حربها للكيان الإسرائيلي الذي ساندته الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما أوتيت من قوة لكسر شوكة جيش مصر الذي حقق النصر بعبور قناة السويس وإعادة سيناء لمصر، في وقت وقفت معظم بلداننا العربية – الا من رحم ربي – مكتوفة الايدي إلا من ترديد شعارات التحرير، فلا تأبه لمعاناة وظروف مصر في حربها وتصديها لأطماع الكيان الإسرائيلي، ولا أشك لحظة واحدة بأن حديثه هذا كان تمهيدا منه وتبريرا لاتخاذ قراره فيما بعد بالذهاب الى الكنيست الإسرائيلي وموافقته على التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد!!
وعودة من حيث بدأت في مستهل مقالي هذا، وحيث أنني أعلم يقينا بأن:
أولا. من أشراط الساعة تجمع اليهود في أرض فلسطين من بعد طول شتات امتد لآلاف السنوات، وهذا التجمع قد تحقق خلال حكم قرن الشيطان هذا الذي قارب على نهايته، ولم يتبق إلا الانقضاض عليهم من قبل جحافل العرب والمسلمين!!
ثانيا. الكيان الإسرائيلي قد أفسد وعلا شأنه وكثرت جرائمه وفاحت رائحته الكريهة في العالم، وهذا ما رأيناه وتلمسناه في جرائم الإبادة الجماعية الوحشية في غزة خلال العامين المنصرمين، وهذا مطابق تماما لما ورد في سورة الإسراء حيث قال تعالى "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)"، ثم وعدنا بالنصر المؤزر، حيث قال تعالى :"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)"!!
لهذين السببين تحديدا رغم وجود أسباب آخرى لا يتسع المجال لذكرها، فإنني على يقين تام من حتمية انكسار عدونا هذا، وأن نهايتهم ستكون في أرض فلسطين، وعلى يد رجال مؤمنين أولي بأس شديد، لكنني والله وتالله وبالله لأتمنى أن يكون لقادة أمتنا حظ ونصيب كبيران في تهيئة أجواء وظروف تحقيق هذا النصر المظفر على أعداء الأمة والإنسانية، وذلك ليسجلوا أسماءهم في سجل الخالدين الأبرار الذين كانوا سببا وتمهيدا في تحقيق النصر على أعدائنا ولو بعد حين!!

فهل سيكون لقادة أنظمتنا العربية هذا الشرف الرفيع في انعتاق أمتنا من واقعها المزري، ومن ثم التمهيد والاستعداد لتحرير أرض فلسطين، وبالتالي المحافظة على ما تبقى من كرامة وعزة فلا تستباح بعدها بلدانهم، أم أنهم سيبقون على غفلتهم وفي غيبوبتهم يعمهون، فيكونون بذلك قد كرهوا انبعاثهم للتحرير والانعتاق من الانبطاح والذل، تماما كما ذكرهم الله تعالى في سورة التوبة، الآية 46: "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ".
قال تعالى في سورة آل عمران، الآية 165: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
نتمنى أن نحسن الظن بهم... والله المستعان.
28 / 10 /2025



#سماك_العبوشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونالد ترامب: تاريخ حافل في خدمة إسرائيل!!
- توني بلير ... الوسيط غير المحايد!!
- هل يصدق ترامب هذه المرة!!
- هل استؤصلت جينات الكرامة من قادة العرب!!
- المتغطي بالأمريكان عريان!!
- رسالة مفتوحة الى الغيارى من أبناء فلسطين!!!
- لا أستبعد أبدا هذا السيناريو الخبيث بحق غزة!!
- لست واهما، فهكذا فقط سنعود لسابق مجدنا وعزنا!!
- السلطة الفلسطينية بين (النوم في العسل) و(جزاء سِنمار)!!
- رسالة محبة مفتوحة لبعض الأصدقاء من أبناء غزة الكرام: ما لكم ...
- هل فقدنا نخوة العروبة وتلاشى الإسلام من قلوبنا!!
- ردا على دعوات إخراج حماس من غزة!!
- ليست إسرائيل الملامة بل أنظمة العار العربية!!
- حذار ثم حذار ... فبلاد العُرْبِ على خطى فلسطين إنْ لَمْ!!
- متى ستعي سلطة عباس حقيقة الكيان اللقيط!!
- إنصافٌ لشعب فلسطين أم إذعانٌ لإسرائيل!!
- الى قادة أنظمتنا العربية: هكذا ألجموا أطماع ترامب!!
- الى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: نرجو ألا يخيب ظننا!!
- الى قادة أنظمتنا العربية: الفرصة مازالت متاحة!!
- رسالة مفتوحة إلى قادة أنظمتنا العربية: لِمَ العجلة!!


المزيد.....




- الخارجية السودانية تتهم الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية با ...
- زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب ولاية باليكسير غربي تركيا
- الصين - أمريكا: تجرّع سمّ الاتفاق أفضل من حرب تجارية طويلة ل ...
- تركيا تشتري 20 طائرة تايفون من بريطانيا وتسعى لصفقات مشابهة ...
- تركيا ـ زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب غرب البلاد
- الاحتلال والمستوطنون ينفذون اعتداءات متزامنة في الضفة الغربي ...
- ظاهرة التصهين والحرب النفسية.. أنا أقاوم إذن أنا موجود
- بيان من الجيش الإسرائيلي و-الشاباك- بشأن تسلم رفات رهينة جدي ...
- -قواتنا قادرة على تحقيق النصر-.. البرهان: انسحبنا من الفاشر ...
- بعد سقوط الأسد في سوريا .. هل يتراجع نفوذ روسيا في أفريقيا؟ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماك العبوشي - قد فرطتم بفلسطين فاحرصوا على أوطانكم!!