باسم محمد حسين
الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 20:17
المحور:
الصناعة والزراعة
بيان اتحاد نقابات عمال العراق الصادر في العاشر من تشرين الأول هذا العام حرك المياه الراكدة في ملف الصناعات العراقية المختلفة. وسلط الضوء على تصرفات الحكومات المتعاقبة منذ 2003 ولغاية اليوم إزاء القطاع الصناعي وخصوصاً معامل وشركات وزارة الصناعة والمعادن، حيث أوقفت أغلب المصانع عن العمل بحجة عدم توفر الكهرباء الكافية لتدوير عجلات الصناعة العراقية المتميزة في أكثر من حقل. فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك الأسمدة العراقية المنتجة في البصرة من أجود أنواع تلك المنتجات في العالم وكانت على وشك الدخول في نظام الآيزو لولا الحصار الجائر ومثلها البتروكيمياويات حيث الحبوب البلاستيكية مختلفة الأنواع ذات الجودة العالية ناهيك عن الصناعات الحديدية المتنوعة في شركات نصر والثقيلة والنداء وغيرها الكثير. وجميع هذه الشركات كانت شركات رابحة وتقدم منتجاتها بشكل مستمر كما تقدم الحوافز المادية والعينية للعاملين فيها مما جعلهم في وضع مادي مقبول مقارنة بزملائهم في الوزارات الأخرى حينها. واليوم تصف الحكومة بعض هذه الشركات بأنها خاسرة ويتوجب بيعها للقطاع الخاص للتخلص من أعبائها المالية المترتبة من رواتب موظفيها والتزاماتها الإدارية الأخرى.
لو كانت النوايا صادقة لوضعت تلك الحكومات الرجل المناسب في المكان المناسب ولكن للأسف الشديد كانت المحاصصة الطائفية هي اللاعب الوحيد في اختيار المدراء العامين ومن دونهم غير المؤهلين لقيادة تلك الشركات العملاقة، الأمر الذي أدى الى تداعيات كبيرة حيث كانت تلك الشركات طيلة العشرين سنة الماضية عبارة عن نظام رعاية اجتماعية إذ انها توزع الرواتب فقط، دون ان تسعى لتطوير تلك المصانع ورفدها بما يتلائم مع التقدم العالمي المستمر. ٍ
وأخيراً واذا كان لابد من الخصخصة لماذا تمنح هذه المنشآت وباسعار بخسة وشروط أكثر من بسيطة للمتنفذين وأصدقائهم لشرائها؟ فبالإمكان بيع تلك المنشآت الى منتسبيها وفق آلية مدروسة وتكوين شركات مساهمة، الأمر الذي يدفع العاملين للتفاني في العمل لأنهم مشاركين في رأس المال بالإضافة الى أجورهم مقابل عملهم، وتسليفهم مبالغ تساعدهم على تشغيل المعامل وبداية الإنتاج وتسويقه. مثلما تم تسليف بعض المتنفذين والمقربين مئات الملايين من الدولارات وبدون فوائد.
أغلبنا يعلم عن الصفقات غير النظامية لبيع أصول الدولة العراقية لأصحاب رؤوس الأموال المتأتية من السحت الحرام.
كفاكم تعدياً على حقوق الناس وخيراتهم.
#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟