أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - الدعم الدولي الطارئ للخزينة الفلسطينية جيد، ولكن!














المزيد.....

الدعم الدولي الطارئ للخزينة الفلسطينية جيد، ولكن!


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 02:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الدعم الدولي الطارئ للخزينة العامّة جيد، ولكن!
بقلم: مؤيد عفانة
خبير في الماليّة العامّة
تمر الماليّة العامّة في فلسطين بأزمة ماليّة هي الأعمق منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث عملت إسرائيل على "تصفير" إيرادات المقاصّة كافّة، والتي تشكّل المكوّن الرئيس للإيرادات العامة الفلسطينية، وبنسبة تصل الى (68%) من اجمالي الإيرادات، وقد سبق هذا الاجراء قرصنة مطّردة لإيرادات المقاصّة، بدأت منذ شهر 2/2019، وارتفعت وتيرتها في شهر 10/2023، لتبلغ أشدّها في شهر 5/2025، بحجز إيرادات المقاصة بشكل كُليّ، الأمر الذي انعكس بشكل حاد على قدرة الحكومة على انفاذ الموازنة العامة للعام 2025، والوفاء بالتزاماتها تجاه الموظفين والموردين والجهات الأخرى، وأثر سلباً أيضا على دورة الاقتصاد ككل، حيث تقاطعت أزمة الماليّة العامّة مع عدة عوامل أخرى، مثل تسريح العمال العاملين داخل الخط الأخضر الّا القليل منهم، وتراجع دورة الأعمال، والحصار والبوابات في الضفة الغربية، وعدوان الإبادة في قطاع غزة، وارتفاع نسبة البطالة، وانخفاض القدرة الشرائية، وأزمات مستجدّة، مثل أزمة تكدّس الشيكل، مما اثر على الاقتصاد الفلسطيني ككل، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 29%.
وعملياً ما تبقى من موارد للماليّة العامّة بعد حجز إيرادات المقاصة، هي الإيرادات المحلية، والتي انخفضت بدورها من حوالي (400) مليون شيكل شهرياً الى حوالي (250) مليون شيكل شهرياً، بسبب انكماش الدورة الاقتصادية، إضافة الى دعم خارجي محدود، سيّما من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، وبالتالي فإن المتاح عملياً بشكل شهري لا يغطي الحد الأدنى من الالتزامات المالية الشهرية للحكومة الفلسطينية، لذا كانت دعوة الحكومة للمانحين بتوفير دعم طارئ للموازنة العام بقيمة (200) مليون دولار شهرياً، ولمدة (6) أشهر، وتم في اجتماع المانحين الذي عقد في نيويورك نهاية الشهر الماضي الإعلان عن إطلاق التحالف الدولي الطارئ لدعم تمويل السلطة الفلسطينية ماليًا، وأعلنت مجموعة دول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية و(5) دول أوروبية هي: إسبانيا، ألمانيا، النرويج، الدنمارك، سلوفينيا، عن تقديم دعم مالي، وبلغت مجموع المبالغ التي أعلنت عنها الدول الست حوالي (198) مليون دولار. كما أبدت دول أخرى اهتمام لتمويل الصندوق الطارئ، ولكن لم تحدد قيمة مساهماتها، وحتى الآن الدول المانحة التي حددت قيمة مساهماتها، لم تحدد بشكل دقيق إن كان هذا الدعم دوري أو لمرة واحدة، ومتى موعد أو شكل وصوله للسلطة.
وهذا الدعم جيد، وسيوفر سيولة نقدية للخزينة العامة، ولكن لن يحلّ بأي حال من الأحوال الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الوطنية الفلسطينية، أو يحدث انفراجة حقيقية في أزمة الرواتب، وإنما سيخفف من عمقها، وبلغة الأرقام، فان وزارة المالية بحاجة لـ400 مليون دولار كحد أدنى شهريا لتغطية "نسبة" من الرواتب والحد الأدنى من النفقات التشغيلية الأساسية، وخدمة الديّن العام، والتي ارتفعت بسبب توجه الحكومات المتعاقبة للاقتراض البنكي، ومنها القرض المجمّع نهاية العامة 2023، إضافة الى دعم الوقود، وبالتالي فان الدعم الطارئ حال وصوله، وشرط انتظامه شهريا، سيوفر 50% فقط من الاحتياج الشهري الأساسي، وبالحد الأدنى، ونسبة من الراتب.
وبالتالي لن تكون هناك انفراجة ملموسة لأزمة الماليّة العامّة، فالإيرادات المحلية بالكاد تكفي لسداد النفقات التشغيلية الأساسية، ومنها دفعات محدودة لموردي الادوية، وايرادات المقاصّة تم تصفيرها، والدعم الدولي الطارئ في احسن ظروفه، وحال انتظامه شهرياً "وهذا غير مضمون" لن يكفي لردم الفجوة المالية القائمة، فبدون إيرادات المقاصة لن يكون هناك انفراجة مالية، أو على الأقل شبه انفراجة، كون الازمة الماليّة قائمة من سنوات عدّة، وقبل احتجاز إسرائيل لإيرادات المقاصّة بشكل جزئي أو كلي، علما أن متوسط إيرادات المقاصة، حتى في ظل العدوان، وقبل الاقتطاعات الاسرائيلية، يصل إلى 250 -300 مليون دولار شهريا، أي ان الدعم الخارجي الطارئ في احسن ظروفه لن يُجزء او يردم فجوة إيرادات المقاصة، او الاحتياجات الشهرية الأساسية، مما يبقي الأزمة قائمة، وإنما سيوفر مرونة مالية محدودة للحكومة الفلسطينية للتعامل مع الأزمة ومنع الانهيار في الخدمات، وبدون حل مشكلة إيرادات المقاصة لن تكون هناك انفراجة مالية او تدفقات مالية ثابتة، أو حتى توقعات ثابتة.
وبتالي لا مناص، إلّا بالضغط الدولي والدبلوماسي والقانوني، من أجل الافراج عن إيرادات المقاصّة المحتجزة، والتي بلغت (12) مليار شيكل، كونها العنصر الحاكم في الإيرادات العامة، كما توجد ضرورة لبناء الموازنة العامة 2026، كموازنة طوارئ واقعية، تقوم على التدفقات النقدية المتاحة، وتخصص نفقاتها ضمن أولويات وطنية، تعزز من صمود المواطنين، وتوفّر الخدمات الأساسية للمواطنين، سيمّا (التعليم/ الصحة/ الحماية الاجتماعية)ـ وتقنن باقي النفقات، والعمل على انتظام نسبة من الرواتب لموظفي القطاع العام، بما يضمن العدالة في التوزيع، إضافة إلى اطلاق صندوق المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص للمساهمة في تقاسم الأعباء بين كافة مكونات الطيف الفلسطيني، واستمرار العمل لتجنيد الدعم الخارجي للموازنة العامّة.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللامركزية الرشيدة ... في مواجهة قيود الاحتلال وبيروقراطية ا ...
- الخنق الاقتصادي استراتيجية إسرائيل لتقويض الكيانية الفلسطيني ...
- ‏‏ تعمّق أزمة الماليّة العامّة ... والحلول المُتاحة
- قراءة في تقرير البنك الدولي حول الإنفاق العام للسلطة الفلسطي ...
- أزمة تكدّس الشيكل ... والحلول الممكنة
- الانتخابات وإعادة انتاج العقد الاجتماعي
- موازنة المواطن ... وتعزيز الحَوْكَمة في إدارة المال العام
- قراءة أوليّة في مشروع قانون الانتخابات المحليّة الفلسطينية 2 ...
- وَاقِعُ الماليّة العامّة في فلسطين بعد حُزمة الدعم الأوروبية
- النقاش المجتمعي لمشروع الموازنة العامة ... خطوة هامة نحو تعز ...
- خُنْقُ الضَّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ اقْتِصَادِيًّا تَوْطِئَةً ل ...
- وَأَفَلُ الْعَامِ 2024... الْعَامُ الْأَصْعَبُ عَلَى الِاقْت ...
- خُطَّة اَلْحَسْمِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ وَخَنْقِ اَلضَّفَّةِ ...
- قَانُونُ تَعْوِيضِ الْقَتْلَى الإسرَائِيليّين ... تَطَوُّرُ ...
- إِيرَادَات اَلْمُقَاصَّةِ . . . وَاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ اَلْإِ ...
- وَاقِعُ اَلْمُوَازَنَةِ اَلْعَامَّةِ فِي فِلَسْطِين
- اَلتَّعَثُّر اَلْمَالِيِّ لِلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ . . ...
- الْأَزْمَةِ الْمَالِيَّةِ لِلسُّلطَة الْفِلَسْطِينِيَّة وَال ...
- اَلْمَسْؤُولِيَّة اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ لِلْقِطَاعِ اَلْخَاصِّ ...
- أَمَّا اَلْفُقَرَاءُ . . . فَلَا بَوَاكِيًّ لَهُمْ


المزيد.....




- صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات إلى 4.8 ...
- مستشار السوداني: صعود الذهب يشعل «حرب العملات» بين الصين وأم ...
- صندوق النقد: اتفاق السلام في غزة يتيح فرصة لانتعاش اقتصادي د ...
- -إيرباص إيه-320- تتفوّق على -بوينغ 737- وتصبح الطائرة الأكثر ...
- خبير اقتصادي يوضح لـCNN تكلفة عملية إعادة إعمار غزة
- مالي.. أزمة وقود تشل الحركة وتثير الفوضى
- فايننشال تايمز: الخوف مفتاح قصة انفجار الذهب اليوم
- حمّى الذهب العالمية.. إلى أين؟
- -ليبيا المركزي- يتعاقد على طباعة 60 مليار دينار لتوفير السيو ...
- أزمة غير متوقعة.. الذكاء الاصطناعي يصدم سوق توربينات الغاز


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - الدعم الدولي الطارئ للخزينة الفلسطينية جيد، ولكن!