أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - اللامركزية الرشيدة ... في مواجهة قيود الاحتلال وبيروقراطية الإدارة العامة














المزيد.....

اللامركزية الرشيدة ... في مواجهة قيود الاحتلال وبيروقراطية الإدارة العامة


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 15:39
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بقلم: مؤيد عفانة
خبير في قضايا الحوكمة
منذ السابع من أكتوبر 2023 تنتهج الحكومة الإسرائيلية سياسة الخنق والحصار لمدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة الغربية عبر سياسة البوابات والحواجز. ووفقًا لبيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بلغ عدد الحواجز والبوابات 916 حاجزًا وبوابة تقطع أوصال الضفة الغربية ومحيط القدس. بعض هذه الحواجز مغلق بشكل كامل، وبعضها يُفتح في أوقات محددة، وأخرى بلا جدول زمني واضح، ما يزيد من حالة "اللايقين" لدى المواطنين، إضافة لعشرات الحواجز المتنقلة وإغلاقات الطرق من قبل مجموعات المستوطنين المتطرفين. هذا المشهد خلق واقعًا معيشيًا صعبًا ومعقدًا للفلسطينيين، وفرض تكاليف إضافية على تنقلاتهم وحياتهم اليومية.
الأثر الاقتصادي لهذه السياسات جسيم، إذ ترتفع تكاليف حركة التجارة الداخلية، ويتحملها المواطن في نهاية المطاف. كما يتأثر بشكل خاص الطلبة والموظفون الذين يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أعمالهم أو جامعاتهم، ما يزيد من الأعباء المالية والنفسية. الفئات الهشة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين يعانون أكثر من غيرهم، فيما تواجه النساء والفتيات قيودًا اجتماعية نتيجة غياب المواصلات العامة المنتظمة والخوف من المخاطر الأمنية على الطرق. وبهذا تصبح الأزمة متعددة الأبعاد، تتجاوز السياسة والأمن والاقتصاد لتطال الجوانب الاجتماعية والحياة اليومية والخدمات الأساسية.
هذا الواقع يحتم على صناع القرار التفكير بآليات جديدة للتخفيف من معاناة المواطنين، أبرزها التوجه نحو "اللامركزية الرشيدة" في الإدارة والخدمات العامة. فالبيروقراطية المعقدة لا تنسجم مع هذا الواقع، بل تزيد من صعوباته، وتتقاطع نتائجها مع إجراءات الاحتلال، لتجعل حياة المواطن معلقة بين قيود الاحتلال من جهة وتعقيدات الإدارة العامة من جهة أخرى. اللامركزية هنا لا تعني تفكيك السلطة المركزية، بل إعادة هندسة الإجراءات بشكل يتيح للهيئات المحلية مرونة أكبر، مع الالتزام بمبادئ الحوكمة والشفافية والمساءلة.
اللامركزية الرشيدة يمكن أن تتحقق عبر إعادة تصميم نظم وأساليب العمل بشكل يرفع من كفاءة الخدمات ويقلل التكاليف، مع تسريع الاستجابة للمواطنين. ويتطلب ذلك تبني الاتجاهات الحديثة في الإدارة مثل التحول الرقمي والأتمتة، الرشاقة الإدارية، القيادة التحويلية، والهندرة، بما يخلق إدارة عامة فعالة تستجيب للاحتياجات اليومية للمواطنين. هذا التوجه يجب أن يشمل ليس فقط مؤسسات السلطة الفلسطينية ووزاراتها، بل أيضًا القطاع الخاص، بما فيه القطاع المصرفي ومنشآت الأعمال ومؤسسات التعليم العالي، ليكون مسارًا وطنيًا شاملًا.
إضافة إلى ذلك، فإن تعزيز دور الهيئات المحلية أمر ضروري، خاصة في أوقات الأزمات والإغلاقات، حيث تصبح البلديات والمجالس المحلية خط الدفاع الأول أمام احتياجات المواطنين. هذه الهيئات تدير ملفات حيوية مثل المياه والكهرباء والنفايات والصرف الصحي، لكنها بحاجة إلى دعم إداري وفني ومالي، وتحديث الأطر القانونية التي تنظم عملها. كما أن بناء قدرات مجالسها ورؤسائها وموظفيها على أسس تشاركية وشفافة يعزز من جاهزيتها. بالتوازي، لا بد من تطوير نظم رقابية ومساءلة لضمان عدالة الخدمات.
أما على الصعيد المالي، فثمة حاجة لتوفير موارد إضافية للهيئات المحلية رغم الأزمة المالية الراهنة، سواء عبر توريد حصتها من الضرائب والرسوم المركزية بانتظام، أو تمكينها من جباية بعض الضرائب مباشرة كضريبة الأملاك، أو عبر مشاريع استثمارية وشراكات مع القطاع الخاص. هذه الإجراءات يجب أن تسير جنبًا إلى جنب مع أنظمة رقابية فعّالة تحمي من الفساد وتعزز النزاهة.
التوجه نحو اللامركزية لا يعني إضعاف السلطة المركزية، بل تخفيف الأعباء عنها وتوزيع المهام بشكل منظم يضمن استجابة أسرع وأكثر فاعلية لاحتياجات المواطنين. إنه توجه يعزز قدرة الفلسطينيين على الصمود في مواجهة سياسات الاحتلال، ويحسن وصولهم إلى الخدمات، ويحقق العدالة الاجتماعية، ويعمق الثقة بين المواطن ومؤسساته.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخنق الاقتصادي استراتيجية إسرائيل لتقويض الكيانية الفلسطيني ...
- ‏‏ تعمّق أزمة الماليّة العامّة ... والحلول المُتاحة
- قراءة في تقرير البنك الدولي حول الإنفاق العام للسلطة الفلسطي ...
- أزمة تكدّس الشيكل ... والحلول الممكنة
- الانتخابات وإعادة انتاج العقد الاجتماعي
- موازنة المواطن ... وتعزيز الحَوْكَمة في إدارة المال العام
- قراءة أوليّة في مشروع قانون الانتخابات المحليّة الفلسطينية 2 ...
- وَاقِعُ الماليّة العامّة في فلسطين بعد حُزمة الدعم الأوروبية
- النقاش المجتمعي لمشروع الموازنة العامة ... خطوة هامة نحو تعز ...
- خُنْقُ الضَّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ اقْتِصَادِيًّا تَوْطِئَةً ل ...
- وَأَفَلُ الْعَامِ 2024... الْعَامُ الْأَصْعَبُ عَلَى الِاقْت ...
- خُطَّة اَلْحَسْمِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ وَخَنْقِ اَلضَّفَّةِ ...
- قَانُونُ تَعْوِيضِ الْقَتْلَى الإسرَائِيليّين ... تَطَوُّرُ ...
- إِيرَادَات اَلْمُقَاصَّةِ . . . وَاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ اَلْإِ ...
- وَاقِعُ اَلْمُوَازَنَةِ اَلْعَامَّةِ فِي فِلَسْطِين
- اَلتَّعَثُّر اَلْمَالِيِّ لِلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ . . ...
- الْأَزْمَةِ الْمَالِيَّةِ لِلسُّلطَة الْفِلَسْطِينِيَّة وَال ...
- اَلْمَسْؤُولِيَّة اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ لِلْقِطَاعِ اَلْخَاصِّ ...
- أَمَّا اَلْفُقَرَاءُ . . . فَلَا بَوَاكِيًّ لَهُمْ
- اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَر ...


المزيد.....




- ما تأثير الاعترافات الدولية المتتالية على الاقتصادين الفلسطي ...
- رغم رسوم ترامب على الدواء مؤشر توبكس الياباني عند أعلى مستوى ...
- ارباح البنوك تستفز وزيرة المالية السويدية
- الخطوط التركية تقرر شراء 225 من طائرات بوينغ
- ترامب يوقع أمرا بشأن -تيك توك- وواشنطن تقدر قيمته بـ14 مليار ...
- ليسوتو تعلن تأييد واشنطن لتمديد قانون -أغوا- لعام إضافي
- -اقتصاد التعهيد- في سوريا بين أسباب تغذي وصعوبات تعيق
- الإمارات.. أغلى فستان من الذهب في العالم يدخل موسوعة غينيس
- تسوية تاريخية بـ 2.5 مليار دولار بين أمازون وهيئة أميركية
- هل أصبحت حرب الأسعار القاعدة الاقتصادية الجديدة في الصين؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - اللامركزية الرشيدة ... في مواجهة قيود الاحتلال وبيروقراطية الإدارة العامة