أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - الخنق الاقتصادي استراتيجية إسرائيل لتقويض الكيانية الفلسطينية














المزيد.....

الخنق الاقتصادي استراتيجية إسرائيل لتقويض الكيانية الفلسطينية


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 14:00
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بقلم: مؤيد عفانة/ خبير اقتصادي
للشهر الرابع على التوالي تحتجز إسرائيل كافّة إيرادات المقاصّة الفلسطينية، والتي تشكل (68%) من الإيرادات العامة للسلطة الفلسطينية، وبلغ متوسط قيمتها الشهرية خلال العام 2025 حوالي (850) مليون شيكل، والحجز يعني أنّ اسرائيل عملت على "تصفير" إيرادات المقاصة، وبالتالي فقدت الماليّة العامّة أهم مكونّاتها، وما تبقى لها فقط الإيرادات المحلية، والتي تشكّل حوالي (32%) فقط من الإيرادات العامة، وعملياً انكمشت الإيرادات المحلية بدورها بسبب انكماش دورة الاقتصاد وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة (28%)، أمّا المنح والمساعدات الخارجية فهي شحيحة ومحدودة، واقتصرت على دعم سعودي بقيمة (30) مليون دولار، ودعم مبرمج من الاتحاد الأوروبي عبر آلية "بيغاس".
ويأتي "تصفير" كافّة إيرادات المقاصة، دون أي مبررات، ولا حتى قانون كنيسيت او قرار من مجلس الوزراء المصغر "الكابينت"، وانما قرار لوزير المالية المتطرف "سموتريتش" لمعاقبة السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وخنق الاقتصاد الفلسطيني، ويأتي ذلك في سياق استراتيجية إسرائيلية واضحة، بل ومعلنة، تجاه الخنق الاقتصادي للفلسطينيين، من اجل تقويض الكيانية الفلسطينية، ومنع اقامة الدولة الفلسطينية، وتجفيف موارد السلطة الفلسطينية المالية، واظهارها بمظهر العاجز عن تلبية الخدمات الأساسية للمواطنين من رواتب وصحة وتعليم وحماية اجتماعية وغيرها، بالتزامن مع جملة إجراءات إسرائيلية أخرى تخنق الاقتصاد الفلسطيني، مثل أزمة تكدّس الشيكل، واغلاق السوق الإسرائيلي امام العمال الفلسطينيين منذ عامين، والتهديد بقطع العلاقة البنكية بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلي، والحصار المطبق على كافة القرى والمدن الفلسطينية من خلال سياسة البوابات والحواجز، والتي بلغ عددها حوالي (1,200) بوابة وحاجز وسدّة ترابية.
وعملياً تهدف إسرائيل من هذه السياسات والإجراءات إعادة هندسة الوعي الجمعي الفلسطيني، من خلال اظهار السلطة الوطنية بدور العاجز عن تقديم الخدمات الأساسية أو تلبية احتياجات المواطنين، أو دفع رواتب موظفي القطاع العام، من اجل خلق حالة شعبية – تحت الضغط الاقتصادي والافقار الممنهج- تجاه تقبل أي حلول أخرى على حساب الكيانية الفلسطينية. وأيضا العمل على تفتيت الهوية الجمعية الوطنية للشعب الفلسطيني، من خلال ادوات الضغط الاقتصادي لخلق انهيارات بنيوية واجتماعية، وخلق بيئة طاردة للحياة والاستثمار في فلسطين، وتحويل الضغط الاقتصادي الى ضغط اجتماعي للانفجار الداخلي الفلسطيني، وخلق حالة من "الفوضى الخلّاقّة" بالمفهوم الكونداليزي له، وخلق حالة من الإحباط واليأس، تجعل الفلسطيني باحثاً عن أي حل لأزماته، على حساب قضيته الوطنية.
وعملياً الوضع القائم واستراتيجية إسرائيل الماضية قُدماً، تشكل تحديّاً جوهريّاً للمشروع الوطني الفلسطيني، والكيانية الفلسطينية، وهو التحدي الأكبر منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وبحاجة إلى استراتيجية فلسطينية متكاملة للتصدي لهذا التحدي، وعدم الرهان على الزمن، أو على سقوط حكومة الثلاثي (نتنياهو – بن غفير- سموتريتش)، فالانتخابات الإسرائيلية القادمة بقي لها عام كامل، على فرض أنها ممكن أن تفرز حكومة أقل تطرفاً، ويجب أن تتبلور هذه الاستراتيجية على توحيد الكل الفلسطيني، ومشاركة كافة الاطياف من قيادة فلسطينية، وحكومة، وقطاع خاص، ومؤسسات مجتمع مدني، وأحزاب وفصائل فلسطينية، وإعادة البعث لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، وخلق موقف فلسطيني- عربي موحد، وبدعم من الدول الصديقة، فلا يعقل بأي حال من الأحوال أن يتم التعامل مع الأزمة الاقتصادية من منظور فني، وبجهود وزارة المالية والحكومة فقط، وإنما عبر استراتيجية وطنية شاملة، تجند لها كافة الموارد والامكانيات.
فيجب العمل فوراً على إطلاق حملة لتأمين شبكة أمان مالي من الدول العربية والصديقة لمدة (6) أشهر، لدعم الموازنة العامة، ووقف الانهيار البنيوي في الخدمات العامة، والذي بدأ عمليا بشكل جزئي، فالمعركة الاقتصادية – من منظوري- ربما تكون أخطر من المعركة العسكرية، كونها تهدف إلى كي الوعي الوطني، وإعادة تشكيل وعي جمعي قائم على تأمين الاحتياجات اليومية وسبل الحياة، والتفكير بأي حلول تعمل على تأمين مسلتزماته، والهبوط إلى المستوى الأول من سلم حاجات "ماسلو"، الأمر الذي يحقق رؤية الاستراتيجية الإسرائيلية التي تعمل بصمت وهدوء على انفاذ خطة الضم في الضفة الغربية، وتدمير قطاع غزة ليصبح أرض رمال وخيام، وتفويض السيادة والكيانية الفلسطينية، ورؤية سموتريتش معلنة بأنه يعمل على تغيير الواقع السياسي والجغرافي والديمغرافي في الضفة الغربية من خلال إعادة تشكيل الشيفرة الوراثية للضفة الغربية لخلق واقع جديد للمستوطنين مستدام وغير قابل للاسترجاع.
ربما بقي من الوقت ما يسمح بتدارك الحالة، عبر استراتيجية وطنية فلسطينية جامعة، ولكن انتظار "غودو" لحلول برهانات خاسرة أو غير واقعية، سيجعل من تكلفة أي حلول قادمة اعلى، خاصّة وأن إسرائيل تسابق الزمن للسيطرة الفعلية على الضفة الغربية.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‏‏ تعمّق أزمة الماليّة العامّة ... والحلول المُتاحة
- قراءة في تقرير البنك الدولي حول الإنفاق العام للسلطة الفلسطي ...
- أزمة تكدّس الشيكل ... والحلول الممكنة
- الانتخابات وإعادة انتاج العقد الاجتماعي
- موازنة المواطن ... وتعزيز الحَوْكَمة في إدارة المال العام
- قراءة أوليّة في مشروع قانون الانتخابات المحليّة الفلسطينية 2 ...
- وَاقِعُ الماليّة العامّة في فلسطين بعد حُزمة الدعم الأوروبية
- النقاش المجتمعي لمشروع الموازنة العامة ... خطوة هامة نحو تعز ...
- خُنْقُ الضَّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ اقْتِصَادِيًّا تَوْطِئَةً ل ...
- وَأَفَلُ الْعَامِ 2024... الْعَامُ الْأَصْعَبُ عَلَى الِاقْت ...
- خُطَّة اَلْحَسْمِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ وَخَنْقِ اَلضَّفَّةِ ...
- قَانُونُ تَعْوِيضِ الْقَتْلَى الإسرَائِيليّين ... تَطَوُّرُ ...
- إِيرَادَات اَلْمُقَاصَّةِ . . . وَاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ اَلْإِ ...
- وَاقِعُ اَلْمُوَازَنَةِ اَلْعَامَّةِ فِي فِلَسْطِين
- اَلتَّعَثُّر اَلْمَالِيِّ لِلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ . . ...
- الْأَزْمَةِ الْمَالِيَّةِ لِلسُّلطَة الْفِلَسْطِينِيَّة وَال ...
- اَلْمَسْؤُولِيَّة اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ لِلْقِطَاعِ اَلْخَاصِّ ...
- أَمَّا اَلْفُقَرَاءُ . . . فَلَا بَوَاكِيًّ لَهُمْ
- اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَر ...
- أَرْبَعُ حَقَائِقَ عَنْ اَلْأَزْمَةِ اَلْمَالِيَّةِ لِلسُّلْ ...


المزيد.....




- إيكونوميست: صادرات إسرائيل من السلاح لأوروبا تحصنها ضد العقو ...
- السوداني يعلن الحرب على مافيات النفط.. لجنة تحقيقية عليا لمل ...
- العراق يدعو أعضاء أوبك لإعادة النظر في حصته من تصدير النفط
- العراق.. محادثات مع إكسون موبيل بشأن مشاريع طاقة كبيرة
- 88 شركة بريد تعلق خدماتها مع أميركا بسبب الرسوم الجمركية
- ماذا استفاد بوتين اقتصاديا من زيارته للصين؟
- إعفاءات جمركية لدول لديها اتفاقات تجارية مع أميركا
- تعرّف على أولويات ومشاريع صندوق سوريا السيادي الجديد
- 5 لحظات حاسمة في الثلاثينيات تستدعي الاستشارة المالية
- مولدات غزة استثمار محفوف بالمخاطر يبدد ظلام الحرب


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - الخنق الاقتصادي استراتيجية إسرائيل لتقويض الكيانية الفلسطينية