أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نظمي يوسف سلسع - بعد وقف إطلاق النار في غزة: مسؤوليات جديدة ‏أمام الجاليات الفلسطينية في أوروبا














المزيد.....

بعد وقف إطلاق النار في غزة: مسؤوليات جديدة ‏أمام الجاليات الفلسطينية في أوروبا


نظمي يوسف سلسع
(Nazmi Yousef Salsaa)


الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 19:08
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من الميدان إلى المنفى… كيف يمكن للجاليات أن ‏تحافظ على الزخم وتحوّل التضامن إلى تأثير دائم؟

جاء إعلان وقف إطلاق النار في غزة ليمنح الفلسطينيين والعالم لحظة تنفس ‏مؤقتة، لكنّه لم يُنهِ المأساة. فالحرب تركت وراءها جروحاً عميقة، ودماراً هائلاً، وواقعاً ‏إنسانياً وسياسياً معقداً. وبينما يتجه الاهتمام الدولي نحو جهود الإعمار، يبرز دور ‏الجاليات والجمعيات الفلسطينية في أوروبا كقوة مجتمعية وسياسية قادرة على تحويل ‏التضامن الشعبي إلى فعل منظم ومستدام يخدم القضية الفلسطينية في ساحات جديدة‎.‎
دور إنساني يتجاوز الإغاثة العاجلة
خلال الحرب، لعبت الجاليات الفلسطينية في أوروبا دوراً محورياً في تنظيم ‏التظاهرات وجمع التبرعات، لكن المرحلة المقبلة تحتاج إلى رؤية أوسع من مجرد ‏الاستجابة الطارئة‎.‎‏ المطلوب اليوم هو تحويل الجهود إلى مشاريع تنموية طويلة الأمد، ‏تُسهم في إعادة إعمار غزة وتدعم صمود أهلها على الأرض. ويُعد إنشاء صناديق إغاثة ‏شفافة بالتعاون مع مؤسسات أوروبية معترف بها خطوة أساسية لضمان استمرارية الدعم ‏وتعزيز الثقة المجتمعية‎.‎
المعركة السياسية والإعلامية مستمرة
على الرغم من توقف القتال، لم تتوقف معركة الرواية. فما زال الإعلام الغربي ‏يقدّم المشهد الفلسطيني من زاوية منحازة أو مشوّهة‎.‎‏ لهذا، يقع على الجاليات الفلسطينية ‏في أوروبا واجب تكثيف حضورها الإعلامي والسياسي، من خلال التواصل الدائم مع ‏البرلمانات والبلديات ووسائل الإعلام، وتنظيم مؤتمرات ومبادرات توعوية تضع الحقيقة ‏الفلسطينية في صدارة المشهد الأوروبي‎.‎‏ كما أن بناء شبكات ضغط مدنية وتشكيل لوبيات ‏مؤثرة بات ضرورة ملحة لضمان أن يكون الصوت الفلسطيني مسموعاً في دوائر صنع ‏القرار‎.‎
الوحدة شرط القوة
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعيات الفلسطينية، إلا أن الانقسام الداخلي يظل ‏أحد أبرز التحديات‎.‎‏ المرحلة الراهنة تتطلب تجاوز الخلافات وتأسيس أطر تنسيقية موحدة ‏بين مؤسسات الجالية في أوروبا، تضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات حزبية أو ‏فصائلية‎.‎‏ فالوحدة التنظيمية هي الضمانة الأساسية لاستمرار العمل وتأثيره، ولتحقيق ‏حضور قوي ومنسق على المستوى الأوروبي‎.‎
ثقافة وهوية في مواجهة الاغتراب
الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية في المهجر هو معركة موازية لا تقل أهمية ‏عن العمل السياسي‎.‎‏ ينبغي للجمعيات الفلسطينية أن تكثّف جهودها الثقافية والتربوية، عبر ‏إقامة فعاليات فنية وأمسيات أدبية، وتنظيم برامج تعليمية للأجيال الجديدة تعرّفهم ‏بتاريخهم وتراثهم ولغتهم العربية‎.‎‏ كما يمكن تعزيز التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية ‏الأوروبية لإطلاق مشاريع توثّق الرواية الفلسطينية وتواجه محاولات طمسها أو تحريفها‎.‎
تحالفات واسعة لصوت أقوى
القضية الفلسطينية وجدت صدى واسعاً في الشارع الأوروبي خلال الحرب ‏الأخيرة، وهو ما يجب البناء عليه‎.‎‏ على الجاليات الفلسطينية تعزيز تحالفاتها مع النقابات، ‏والمنظمات الكنسية، وحركات التضامن الأوروبية، إضافة إلى الجاليات العربية ‏والمسلمة، لتوسيع دائرة الدعم وتحويل التعاطف الشعبي إلى مواقف سياسية ومؤسساتية ‏ثابتة‎.‎
خاتمة
وقف إطلاق النار في غزة لا يعني نهاية المعركة، بل بداية مرحلة جديدة من الفعل ‏المنظم‎.‎‏ على الجاليات الفلسطينية في أوروبا أن تترجم التضامن إلى عمل مستدام، وأن ‏تتحول من ردّ الفعل العاطفي إلى المبادرة الواعية والاستراتيجية‎.‎‏ فاليوم، أكثر من أي ‏وقت مضى، تحتاج فلسطين إلى صوت أبنائها في المنافي، وإلى جهد منظم يحافظ على ‏حضورها في الضمير الأوروبي وفي الوعي الإنساني العالمي‎.‎



#نظمي_يوسف_سلسع (هاشتاغ)       Nazmi_Yousef_Salsaa#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر نيويورك لحل الدولتين… بين مسار المقاومة ‏وواقع الانقسا ...
- اللاجئون الفلسطينيون في سوريا: واقع مظلم ‏ومستقبل مجهول
- تداعيات -بلطجة- ترامب على حلفائه الأوروبيين: هل تستعيد أوروب ...
- ‏-شياطين العالم- يجتمعون في مدريد نهاية الشهر الجاري!‏ نادي ...
- هل بدأت مرحلة نهاية وظيفة ودور الكيان الصهيوني ككلب حراسة لل ...
- بايدن في المنطقة : -ارحموا عزيز قوم ذل- ؟!..
- التجربة الديمقراطية في اسبانيا هل تصلح للدول العربية؟
- جميع الامم كتبت تاريخها إلا الامة العربية تركتها للمستعمرين ...
- مشروع الديانة الابراهيمة تبلور في التسعينيات بعد منع نشر ترج ...
- رفض المسيحيون الاوئل يهودية يسوع المسيح وطالبوا بفك ارتباط ا ...
- 40 عاما على الانقلاب العسكري باسبانيا
- القدس اليوم ليست اورشليم الامس، وهل يمكن القول ان الصخرة الم ...


المزيد.....




- الصين والإبادة الجماعية في غزة: نأي إستراتيجي
- لقاء تشي غيفارا مع ارنست ماندل
- انبعاث اليسار الجذري والسياسة العمالية
- معادلة أبو بكر الجامعي المستعصية عن الحل
- الحركة الشيوعيّة المصريّة: تاريخ من الفرص الضائعة
- بلاغ صحفي للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- إسرائيل، لا الصهيونية ولا دولتها قابلة للإصلاح
- نضالات جيل- زد212: ماذا بعد خطاب الملك؟
- بلاغ إخباري للمكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- كلمة الميدان: العدالة ومحاكمة مجرمي الحرب في السودان


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نظمي يوسف سلسع - بعد وقف إطلاق النار في غزة: مسؤوليات جديدة ‏أمام الجاليات الفلسطينية في أوروبا