أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظمي يوسف سلسع - اللاجئون الفلسطينيون في سوريا: واقع مظلم ‏ومستقبل مجهول














المزيد.....

اللاجئون الفلسطينيون في سوريا: واقع مظلم ‏ومستقبل مجهول


نظمي يوسف سلسع
(Nazmi Yousef Salsaa)


الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل التحولات العميقة التي تعصف بسوريا، عقد المنتدى الثقافي الأوروبي ‏الفلسطيني بالتعاون مع اتحاد الحقوقيين في سوريا، مساء السبت 2 آب/أغسطس ‏‏2025، ندوة إلكترونية بعنوان‎: "‎اللاجئون الفلسطينيون في سوريا: الواقع ‏والمستقبل‎".‎
جاءت هذه الندوة في لحظة مفصلية تشهد فيها البلاد تغيّرات سياسية ‏واجتماعية وقانونية جذرية، طالت بنيتها وهويتها، وانعكست بصورة خاصة على ‏اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيها منذ عقود. هؤلاء الذين كانوا جزءاً لا يتجزأ من ‏النسيج الوطني السوري، وحافظوا – رغم تقلبات الأنظمة – على حق العودة كقضية ‏مركزية‎.‎
غير أن انهيار الدولة المركزية، وسقوط نظام حزب البعث، وما تلاه من صعود ‏جماعات دينية متشددة خارجة عن سلطة الدولة، فرض واقعًا جديدًا قاسيًا على ‏الفلسطينيين، وأدخلهم في دوامة من التحديات الوجودية والمعيشية والقانونية، في ‏غياب شبه تام لأي مرجعية تحمي حقوقهم أو تعترف بهم كلاجئين وفق القوانين ‏الدولية‎.‎
أسئلة لا مفر من مواجهتها‎:‎
الندوة سعت إلى مقاربة أسئلة مركزية باتت تفرض نفسها بإلحاح‎:‎
• ما مصير اللاجئ الفلسطيني في ظل انعدام القانون وانهيار الدولة؟
• كيف يُعامل تحت سلطات بديلة ترفض الاعتراف بهويته الوطنية إلا ضمن ‏إطارها الأيديولوجي؟
• وما الذي تبقى من حقوقه السياسية والمدنية؟ ومن حلم العودة؟ وهل لا يزال ‏له صوت في فضاء تغيب عنه العدالة؟
لكن، وعلى الرغم من أهمية الموضوع وخطورته، لم تحقق الندوة تطلعات ‏المنظمين ولا آمال المشاركين. إذ انجرفت النقاشات في كثير من الأحيان نحو التهجم ‏والتشفي والاتهامات المتبادلة، بدلاً من تقديم تشخيص موضوعي وتحليل حقوقي ‏متزن للواقع‎.‎
من الندوة إلى الفوضى‎...‎
حاول المنظمون الحفاظ على الحياد ومنح المشاركين حرية التعبير، لكن هذا ‏الحياد سُرعان ما تراجع أمام تصاعد الاتهامات، خاصة تلك التي وُجهت للفصائل ‏الفلسطينية ومنظمة التحرير، بوصفها شريكًا ضمنيًا أو فعليًا للنظام السابق. ورغم ‏محاولات ضبط الإيقاع، تحوّلت بعض المداخلات إلى منابر للشتيمة والافتراء‎.‎
تم تجاهل قضايا محورية، مثل‎:‎
• التحولات البنيوية التي تهدد مستقبل اللاجئين‎.‎
• خطر التهجير القسري والتجنيس المفروض‎.‎
• تفريغ الهوية الوطنية للفلسطيني من معناها القانوني والإنساني‎.‎
واستهان بعض المتحدثين، بمنتهى الخفة، بمخاطر إسقاط صفة اللاجئ عن ‏الفلسطيني، معتبراً ذلك "خطأ مطبعياً"! بينما تجاهل آخرون أن منح الجنسية ‏السورية أو جنسيات دول الطوق (لبنان، الأردن، مصر) يحمل في طياته فقداناً ضمنياً ‏لحق العودة، وتحقيقاً لواحد من أهداف المشروع الصهيوني: توطين الفلسطيني ‏خارج أرضه‎.‎
ما بعد الندوة: دعوة إلى العمل لا الملامة
رغم خيبة الأمل، لا بد من تحويل هذه التجربة إلى محفّز لإطلاق حوار جاد ‏ومسؤول، مبني على الفهم العميق للواقع، والوعي بخطورة المرحلة. فاللاجئون ‏الفلسطينيون في سوريا يواجهون اليوم أخطر منعطف في تاريخ وجودهم هناك، بين ‏نيران الحرب، وضياع الحقوق، وصمت العالم‎.‎
وانطلاقاً من ذلك، نقترح تنظيم ورش عمل وندوات متخصصة، تأخذ بعين الاعتبار ‏المحاور التالية‎:‎
المحور الأول: التحول السياسي في سوريا وانعكاسه على أوضاع اللاجئين ‏الفلسطينيين
‏1.‏ تداعيات سقوط نظام حزب البعث على الحقوق المدنية والقانونية ‏للفلسطينيين‎.‎
‏2.‏ مواقف الجهات المسيطرة حاليًا (مثل هيئة تحرير الشام) من وجود اللاجئين ‏الفلسطينيين وقضيتهم‎.‎
المحور الثاني: الوضع القانوني للفلسطينيين في ظل غياب الدولة
‏3.‏ فقدان الوثائق الثبوتية الرسمية وتحديات إثبات الهوية‎.‎
‏4.‏ مصير قوانين الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في المناطق الخارجة عن ‏سيطرة النظام‎.‎
المحور الثالث: الواقع الأمني والمعيشي تحت سلطات غير دولية
‏5.‏ حالات الاعتقال، التجنيد القسري، أو التضييق على حركة اللاجئين‎.‎
‏6.‏ القيود المفروضة على النساء، التعليم، العمل، وحرية التعبير‎.‎
المحور الرابع: أثر الأيديولوجيا الدينية على الهوية الفلسطينية
‏7.‏ موقف الجماعات الدينية من الرموز الوطنية الفلسطينية‎.‎
‏8.‏ تهديدات طمس الهوية الوطنية لصالح مشاريع دينية وطائفية‎.‎
المحور الخامس: تحديات العمل الحقوقي في بيئة تهيمن عليها قوى غير شرعية
‏9.‏ صعوبات التوثيق والانتهاكات في مناطق خارجة عن الرقابة الدولية‎.‎
‏10.‏ غياب الآليات القانونية ورفض الجهات المسيطرة للتعاون الحقوقي‎.‎
المحور السادس: مستقبل اللاجئين في ظل غياب الحل السياسي
‏11.‏ خيارات اللاجئين: الهجرة، إعادة التوطين، أو انتظار العودة المجهولة‎.‎
‏12.‏ دور المجتمع المدني والمنظمات الدولية في حمايتهم وضمان حقوقهم‎.‎
إن قضية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، لم تعد مجرد مسألة إنسانية، بل باتت ‏عنوانًا لأزمة وجود، وامتحانًا حقيقيًا لضمير العالم. وبين واقع مظلم ومستقبل ‏مجهول، لا بد من الإصرار على الحفاظ على الهوية والحق والعدالة، والتمسك بحق ‏العودة كقضية لا تسقط بالتقادم، ولا تُمحى بالتجنيس، ولا تُصادر بالسلاح أو ‏الفتاوى‎.‎
[email protected]



#نظمي_يوسف_سلسع (هاشتاغ)       Nazmi_Yousef_Salsaa#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات -بلطجة- ترامب على حلفائه الأوروبيين: هل تستعيد أوروب ...
- ‏-شياطين العالم- يجتمعون في مدريد نهاية الشهر الجاري!‏ نادي ...
- هل بدأت مرحلة نهاية وظيفة ودور الكيان الصهيوني ككلب حراسة لل ...
- بايدن في المنطقة : -ارحموا عزيز قوم ذل- ؟!..
- التجربة الديمقراطية في اسبانيا هل تصلح للدول العربية؟
- جميع الامم كتبت تاريخها إلا الامة العربية تركتها للمستعمرين ...
- مشروع الديانة الابراهيمة تبلور في التسعينيات بعد منع نشر ترج ...
- رفض المسيحيون الاوئل يهودية يسوع المسيح وطالبوا بفك ارتباط ا ...
- 40 عاما على الانقلاب العسكري باسبانيا
- القدس اليوم ليست اورشليم الامس، وهل يمكن القول ان الصخرة الم ...


المزيد.....




- المناضلة الإيرانية نرجس محمدي رمز المقاومة والحرية والعدالة
- في بريطانيا.. ميلانيا ترامب تسرق الأنظار بقلعة وندسور
- أكثر الأصوات رعبًا في البرية.. ما سر صمت الأفاعي الجرسية؟
- الكويت.. ضبط 6 مصريين وسوري أعضاء بشبكة دولية بمداهمة وفيديو ...
- هجوم إلكتروني يشل مطارات برلين وبروكسل ولندن
- إدارة ترامب تفرض قيودا جديدة على جامعة هارفارد
- تحذير إسرائيلي من ضرب مدينة غزة بقوة -غير مسبوقة-
- جوائز -نوبل- الساخرة تكرّم أصحاب أغرب البحوث والاختراعات
- روسيا تنفي انتهاك المجال الجوي لإستونيا.. وتكشف ما حدث
- غوتيريس: على العالم ألا يخشى ردود فعل إسرائيل -الانتقامية-


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظمي يوسف سلسع - اللاجئون الفلسطينيون في سوريا: واقع مظلم ‏ومستقبل مجهول