|
ثوارسكنوا قصور الباشاوات.
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 08:14
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المتتبع لما جاء بمنشورات التنظيم السرى لحضرات البكباشية و الصاغات.. قبل أن ينقلبوا علي الملك و حكومة الوفد .. لن يجد أنهم طرحوا حلولا راديكالية لتغيير المجتمع لصورة أفضل . لقد كانت لهم مطالب فئوية .. تتصل بإنتخابات النوادى العسكرية .. وبعض الإنتقادات العامة عن ((الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم )) بحيث كانوا يسعون للإصلاح لا الثورة .. ولكن عندما وجدوا تخاذلا من الملك و نظامه و تشجيعا من جهات خارجية حيدت القوات البريطانية المتواجدة حول القناة ..قرروا إزاحه النظام الملكي كي يحلوا مكانه .. بدون خبرة أو معرفة .. أو دراسة أو خطه أو سياسة أو علم.. كل ما وعدوا به في بيانهم ((أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية.)) و هو أمر نسمعه دائما من الذين ينقلبون علي النظم الدستورية .. ثم يجرى تجاهلة و نسيانه بعد التمكن و التحول للديكتاتورية العسكرية التي لم تنجح أبدا غبر التاريخ في تطوير مجتمعاتها و النهوض بها السلوكيات غير المنضبطة لحضرات الضباط بعد أن إستولوا علي الحكم .. لا أريد أن أبنيها للمجهول عندما أتكلم عنها فتصيب اقوالي الجميع دون تمييز أو أن أحدد صاحبها بالإسم .. فقد يكون من بينكم إبن أو حفيد له يتأذى عندما نصف ما كان عليه جده .. الذى يراه بطلا مغوارا . لكن من رصد تصرفاتهم ..بوجه عام ..بعد أن جلسوا علي كراسي إتخاذ القرار .. لن يكون من الصعب القول أنهم شكلوا جماعة غير متجانسة كل منهم يمثل عالما مختلفا عن الأخرين ..له رؤية إكتسبها من خلال تاريخ معايشته لبيئة كثر فيها الحديث و الرغي ..و قل العمل الإيجابي . بكلمات أخرى .. أظهرت السلطة .. قدرة البعض علي الإستيعاب و التعلم و الحكمة .. في حين كثفت عيوب الأخرين و غرورهم و طيشهم بحيث وجدنا من يضرب السنهورى باشا بالحذاء أمام مرؤسية ..و من يستولي بالقوةعلي قصور الناس .. ومن يطارد الملكة فريدة أو الأميرة فوزية و يمنعها من السفر .. ومن يؤطر لهذا العبث في أفلام تدعي أن غرام (علي ) إبن الجنايني (لإنجي) بنت الباشا . هو عمل ثورى .. يسقط هالة الامراء و الباشوات و الراسمالية المستغلة . الشيء الوحيد الذى إجتمع علية حضرات الأحرار .. هو أن كل منهم .. قد إنضم لتنظيم الأخوان المسلمين لفترة من حياته ..و تأثر بهم و بعضهم كان عضوا في الجهاز السرى للإغتيالات فاصبح وحشا دمويا عنيفا يستمتع بتعذيب الناس في المعتقلات و السجون . و أنهم عندما شعروا بتهديد التنظيم لمكتسباتهم إنقلبوا عليه و حاربوه .. و حاكموا قياداته و أزاحوا بعيدا سيد قطب المدني الوحيد الذى سمحوا له بحضور جلسات مجلس قيادة الثورة من أجل النصح و التوجيه ...ثم أعدموه . لا أعرف كيف إختارعبد الناصر منشيء التنظيم هؤلاء الذين كانوا علي خلاف كامل مع قيمه ومبادئه .. فأغلب الباشوات الجدد ..سواء من الصف الاول أو الثاني .. تصرفوا بطريقة عساكر الجيوش المنتصرة الذين يحصدون الغنائم و يعتبرون كل ما بالبلد المنكوب حق لهم يتصرفون فيه تصرف المالك في ماله ....لقد لاحظت هذا بنفسي فمن خلال متابعة أحاديث أكثر من حاله كان صاحبها قريبا لنا أو صديقا لوالدى . سكنوا القصور و الشقق المصادرة .. تمتعوا بالاثاث الفاخر والسجاد و التحف .. صادروا مجوهرات الأسرة المالكة يحتفظون بها أو يبيعونها في أسواق أوروبا .. وزعوا المناصب و الثروة علي بعضهم البعض ..و تنافسوا في مطاردة نجمات السينما أو السيدات اللائي كان محرما عليهم ذكر أسمائهن . يشذ عن هذا السلوك عدد من الذين إنحازوا للشعب وعالجوا مشاكلة التاريخية بجدية .. أذكر بالخصوص عبد الناصر و خالد محي الدين و قد نضيف لهم ثروت عكاشة . عبد الناصر لم يثور من أجل قصر أو مجوهرات أو للتقرب من بنات العائلة المالكة .. بل إهتم بتفعيل مشاريع الوفد التنموية التي كانت معدة لتقديمها للبرلمان (الإصلاح الزراعي و تحديد الملكية .. تمصير الصناعة و البنوك و الخدمات .. مجانية التعليم ..تحديد الحد الأدني للإجور و الضرائب التصاعدية .. رفع مستوى الخدمات و التامينات الإجتماعية.. إنشاء ديوان المحاسبة و قانون الكسب غير المشروع ..و إتحادات العمال و المراة والشباب .. وتأميم قناة السويس و شركات الأجانب ..و بناء السد العالي و كهربة الريف ..). بالإضافة إلي مقاومة الوجود الإستعمارى ..وهو مع خيبة الأمل في تلقي مساعدات أمريكية تزيد عن اللبن المجفف..و الزبدة ..و القمح .. إتجه و من ناصرة لدول المجموعة الشيوعية .. يستورد السلاح و المصانع .. و يكون علاقات ود مع رؤسائها ..و يفهم من ( تيتو) أن التعليم و الثقافة و الفنون و الأبحاث العلمية هي وسيلة ترقية الشعوب .. و أن راسمالية الدولة (الإشتراكية ) هي النظام الأمثل لتحقيق تقدم متنامي. عبد الناصر علي عكس باقي الزملاء.. كان قابلا للتعلم .. بحيث عندما إنتهت فترة إكتسابه مهارات الثقافة السياسية كون الإتحاد الإشتراكي و القطاع العام ..وإصدر الميثاق الوطني و إستعان باليسار الماركسي في الإعلام و الفن .. وهكذا كانت لسياستة التي تهتم بخروج أهل مصرمن أسر متاهة التخلف ..و تمنع إستغلالهم أو سرقتهم .. قواعد لا يتفق معها كثير من المنتفعين و المتكسبين .. فغادروا الساحة واحدا خلف الأخر إلا إثنين عبد الحكيم عامر المتحكم في الجيش و المخابرات و أجهزة الأمن و إتحاد الكرة و التلفزيون . و أنور السادات الذى سكن لا يعارض سياسة عبد الناصر أو يوجه له النقد ما دام يتركه ينعم بالقصور و السلطة برئاسة جريدة أو مجلس الشعب أو بكونه نائبا للرئيس ..و لا يهتم بانه يحسن علاقاته برجال أمريكا في المنطقة سواء كان مدير المخابرات السعودى أو شاة أيران الذى القي أمامة قصيدة شعر بالفارسية . السادت لم يستمر في وظيفته كضابط إشارة إلا قليلا .. فلقد إتهم في أكثر من قضية .. ( سجن بسبب علاقتة بعزيز المصرى و محاولة تهريبة ، و إعتقل بواسطة الإنجليز بسبب إتصاله بجواسيس المان ..و كان المتهم السابع في قضية إغتيال أمين عثمان ) .. و لقد هرب من المعتقل و تشرد لمدة ثلاث سنوات عمل خلالها عتال و فواعلي ..و عاني من الخوف والفقر و الإحتياج .. ولولا وساطة مؤثرة للملك فاروق ما عاد إلي وظيفته بالقوات المسلحة السادات بذلك يختلف فكريا ونفسيا عن باقي الضباط الأحرار .. ففي ليلة الإنقلاب .. كان الجميع في مواقعهم. يتحركون طبقا للخطة إلا هو كان في السينما يتشاجر مع أحد الرواد و يفتعل خناقة يذهب بسببها لقسم البوليس ..و يثبت وجوده هناك بحيث لو فشل الإنقلاب يكون دفاعة أنه كان خارج التنظيم .. في نفس الوقت عندما بدأ توزيع الغنانم .. كان في مقدمة الصفوف يحصل علي التفوذ ..والقصور. و الأثاث و التحف .. بما في ذلك لوحات متحف محمد محمود خليل ..التي حاول البعض تهريبها للخارج بعد إغتياله . عبد الناصر لسبب غير معروف جعله نائبا له .. بدون مهام واضحة .. و ظل في منصبه .. حتي تولي الجكم في 15 أكتوبر 1970 ... و تصريحه في مجلس الشعب بانه سيسير علي خطي المرحوم ثم إنحني لتمثاله .. في عرض مسرحي لم يقوم به إلا هتلر عند تنصيبه علي راس الرايخ الثالث . لقد كان هتلر بالنسبة للسادات النموذج و المثل .. كتابة ( كفاحي ) علي المكتب .. و كلماته الشهيرة (( الديموقراطية لها أنياب و مخالب )) .. كان يستخدمها في خطبه.. و إدعاء أنه (( كبير العائلة )).. ..يرتدى الزي النازى .. ويمسك عصا المارشلية ..و يسير هو وضباط جيشة بخطوة الاوزة وينفذ تعليمات الفوهرر عن إسلوب سيطرة الديكتاتور علي الناس ( فهمت الإرهاب الروحى الذى تفرضه هذه الحركة ولا سيما على الطبقة البرجوازية التى ليست أهلا للصمود لا من الناحية الخلقية أو من الناحية العقلية أمام هذه الهجمات .. فهى تنشر عند إعطاء أية إشارة معينة ستارا واقعيا من الأكاذيب والاتهامات ضد أى خصم يبدو منه خطر عليها وتواصل عملها هذا الى اللحظة التى تنهار فيها أعصاب هذا الإنسان الذى تعرض للهجوم ولا ريب فى أن هذا الأسلوب يرتكز على حسابات مدروسة للضعف الإنساني وتؤدى نتائجها الى النجاح بشىء من اليقين الرياضى )). ((وحصلت على تفهم مماثل لأهمية الإرهاب البدنى ضد الفرد والجماهير .. وبينما يبدو النصر الذى تحقق للمؤيدين وكأنه ظفر لعدالة القضية التى ينتمى إليها يشعر الخصوم فى معظم الحالات باليأس فى إمكان النجاح لأى مقاومة مقبلة )) . يقول وليام شيرر مؤلف كتاب صعود و سقوط الرايخ الثالث ..((هذه القواعد التى ظهرت فى الفكر المبكر لهتلر – أى تنظيم البرجوازية وإرهابها نفسيا وبدنيا – أصبحت دستور الدولة النازية وعلى أساسها تم بناء جهاز بوليسى قوى بدأه منذ اليوم الأول لعمله بالسياسة بعد انضمامه لحزب العمال الوطنى الاشتراكى.)) السادات بعد جلوسةعلي العرش واجه أربعة تكتلات مضادة له.. تعامل معها بنفس إسلوب هتلر .. رجال عبد الناصر في الحكم ، اليسار المتحكم في الثقافة و الإعلام ، أعضاء الإتحاد الإشنراكي و التنظيم الطليعي المنتشرون بين الناس ..و الطلبة الذين يريدون تحرير الأرض المحبوسة . رجال عبد الناصر لم يثقوا فيه أبدا .. لقد أخفوا عنه الكثير من الأمور التي كانت تعرض علي الرئيس .. خصوصا ما يتصل بنظام تجسس اقاموه في السفارة يسمح لهم بمراقبة تحركات الأمريكان .. و السادات كان يبادلهم نفس الشعور فهو في 15 مايو 1971م أطلق عليهم ( مراكز القوى ) و قام بمسرحية حرق لشرائط تجسس و سجنهم بما في ذلك نائب رئيس الجمهورية على صبرى و وزير الدفاع محمد فوزى. أما اليسار المتحكم في توجيه الراى العام .. فلقد قضي عليهم بالتدريج منح هيكل منصب وزير الإعلام و أبعده عن الأهرام ..و طرد أعضاء التنظيم الطليعي من أجهزة البث و الدعاية . و أتاح لفقهاء الوهابية إحتلال شاشات التلفزبون و معهم صاحب برنامج العلم و الإيمان و في النهاية لم يعد يتقدم و يترقي في هذا المجال إلا الذين يعزفون كيف يعزفون الأرتام الساداتية . الإتحاد الإشتراكي و التنظيم الطليعي كان أمرهم اسهل .. لقد رفع شعار الديموقراطية .. و كون منابر داخل الحزب الواحد تمثل اليمين و الوسط واليسار .. فتمزق التنظيم بينها .. و خفت صوته بعدما أصبحت نلك المنابر أحزابا يسيطر عليها جهاز الأمن و المخابرات . الطلبة .. الذين مثلوا القوة التقدمية الوحيدة المهتمة بإسترداد الأرض و الدفاع عن القضية الفلسطينية هاجمتهم قوات الامن المركزى في قاعة الإحتفالات الكبرى .. و دخلوا المعتقلات و السجون .. ثم أفرج عن الأخوان المسلمين و السلفيين و مكنهم من الجامعات و النقابات .. يقصون القوى اليسارية بالمطاوى و الجنازير ..و يفرضون قواعد تفرق بين الشباب و الشابات ..و يحتلون مراكز القيادة في الإتحادات الطلابية وبذلك أصبح مع بداية 1973 قادرا علي تنفيذ سياستة.. و دخول معركة تحريك قضية إحتلال سيناء عوضا عن سياسة تحريرها . . تحول السادات من التاثر بهتلر .. لتنفيذ سياسة البيت الأبيض و البانتجون الإستعمارية .. والخضوع لتعليمات صندوق النقد الخاصة بالإنفتاح الإقتصادى ..و تكوين الأحزاب الكرتونية و نشوء طبقة المليونيرات تحتاج لوقفة فى يوليو 1961 قضت ( الناصرية) نهائيا على آخر معاقل ( الرأسمالية ) فى مصر . بتأميم البنوك وشركات التأمين والتجارة الخارجية والمقاولات وحصرت هذه الأنشطة فى إدارة القطاع العام . ثم قامت بإنشاء خط دفاعى صلب لمنع عودتها بإصدار القوانين المنظمة لدور القطاع الخاص ( الرأسمالية الوطنية ) فى العملية الاقتصادية .. . وبقوانين الضرائب والجمارك أصبح هناك سدا منيعا أمام أى تراكم رأسمالى للأفراد وبأجهزة الرقابة المختلفة أصبح من الواضح أن الرأسمالية ( المستغلة ) لن يقوم لها قائمة بعد ذلك التاريخ . ولكن بعد عشرين عاما فقط من إصدار هذه القوانين أصبح هناك العديد من المليونيرات يجوارهم 34% من الشعب المصرى يعيش تحت خط الفقر .. ماالسبب في ذلك بعد أن وقعت القيادة السياسية معاهدة للصلح مع إسرائيل وتبادل السفراء والبضائع ...ارتفعت الأسعار خلال شهور الى الضعف .. ولم يتوقف ارتفاعها حتي اليوم ... وساد منطق التجار و اصبح الربح هو الهدف الأول والدافع الأساسى لكل الأنشطة الإنسانية .. ولم تعد حاجة المجتمع تلق أى اهتمام ... لقد بدأ مع الإنفتاح استنزاف الرأسمالية السافر لكل قطرة من دم الشعب... وحاصرته بقيمها و أفكارها و فرضت عليه علاقاتها ونمطها فى الحياة ... حتى أزمتها و أمراضها حتى جنونها وجنوحها . تغيرت قواعد الفن والثقافة والمثل العليا والأهداف والقوانين وصدر قانون الاستثمار رقم 43 وتعديلاته ثم قانون الشركات المساهمة وسمح بذلك لكبار المستثمرين بأن تعفيهم الدولة من الضرائب والرسوم لخمس سنوات وبمخالفة قوانين العمالة والحد الأقصى للرواتب . وقاد (الانفتاح ) الى ضرب آخر التحصينات التى أنشأتها الاشتراكية ...مجانية التعليم و العمل عن طريق القوى العاملة ونسبة العمال والفلاحين بالمجالس الشعبية والقطاع العام . .لقد كانت الرأسمالية قد أعدت المسرح لقفزتها الأخيرة ..التي نعاني من قسوتها اليوم بعد نصف قرن ..من التامر . حدث تراكم رأسمالى لعناصر عديدة... وتم التخلى السياسى عن الاشتراكية والمعسكر الاشتراكى ... و وصم الفترة الناصرية بالعنف والارهاب وحكم الفرد والبوليسية ... وجرى كبت الهبات الشعبية من ( انتفاضة الحرامية ) حتي أحداث يناير 2011 .. وتكون جيش معد بأحدث أسلحة القمع ( الأمن المركزى ) وتم التضخيم الإعلامي لحجم الانتصار المحدود ومبادرة السلام وكامب دافيد والانحياز الكامل لأمريكا وفرشت لها السلطة الورود ليحضر مستثمروها بالأموال والخير..والتكنولوجيا .. والقروض وعاد من الخارج فلول الرأسمالية القديمة ليتحالفوا مع أبناء الطبقة الجديدة من الحكام وقادة العمل الاقتصادى والسياسى ... ليكونوا طبقة من الكومبرادور أتباع الاحتكارات الأجنبية ... يقتلون الصناعة والزراعة ويغرقون السوق بالمنتجات الاستهلاكية القادمة من كل بقاع الأرض. طبقة غير متجانسة كونها التجار الذين أثروا خلال الأزمة... ورجال القطاع العام والبنوك الذين تحالفوا معهم ونهبوا مؤسسات الدولة وشركاتها... والوكلاء التجاريون أبناء وأقارب رجال السلطة والرأسمالية القديمة ... والمضاربون بأسعار الأراضى والعقارات والعملة ...و المقاولون .. وكبار المهنيين الأطباء والمهندسين والمراجعين والاستشاريين والصيادلة والمحامين الذين أصبحت أتعابهم تفوق أى تصور ومنتجو الأفلام الهابطة والفن السخيف وشرائط الكاسيت المنحطة. وبدأ استخدام الأموال المكتسبة من تجارة المخدرات والدعارة والبوتيكات والمضاربة بالعملة والأراضى ... فى إنشاء مجمعات زراعية ضخمة لتسمين العجول والدواجن وزراعة الزهور والنباتات الطبية ...وحدائق الفواكه واحتكرت عائلة أو اثنان هذه المنتجات فارتفعت أسعارها بشكل جنونى واستخدمت هذه الأموال فى الصناعات التجميعية والاستهلاكية كمصانع المياه الغازية والمربات والأثاث والأدوات الصحية والملابس والشامبو وكل ما تشاهد إعلاناته فى التليفزيون. واستخدمت هذه الأموال فى إقامة الإسكان الفاخربالمدن و الكومباوندات ا وشاهدنا المجمعات التجارية الضخمة ( السوبر ماركت ) والسلع المعمرة كالسيارات و أجهزة التكييف و أحدث موديلات وماركات الملابس والعطور ومهمات التزين والحلى . .. واستخدمت هذه الأموال كذلك فى إنشاء المدارس الخاصة والمستشفيات السياحية بأسعار فوق طاقة غالبية الشعب . لقد أصبح زمن السادات بداية العصر الذهبى لكبار موظفى الدولة .. . فالانفتاح جعلهم يستبدلون ماكيناتهم ويشترون قطع غيار جديدة ويشاركون شركات أجنبية وينشئون شبكات مياه ومجارى وكهرباء وتليفونات و نقل مترو و سكة حديد ... ويحصلون على عمولات ورشاوى ضخمة .. لقد أصبح العصر الذهبى لموردى هذه الآلات والمعدات من أقارب السلطويين ...و للمضاربين على أسعار الأراضى المعدة للبناء . و لأصحاب الأعمال الاستشارية وللسماسرة ومكاتب التخديم ولبنوك الانفتاح ... والبلطجية والخارجون على القانون . ومن الطبيعى أن تكون جميع هذه الأنشطة معفاة من الضرائب لسبب أو أخر والا كيف أمكن لهؤلاء أن يراكموا ملايين الجنيهات . إستمرت هذه السياسة بعد إغتيال السادات .. و حكم مبارك الذى إستغرق ثلاثة عقود .. ثم بعد 2011 وعودة القوات المسلحة للتحكم في الإقتصاد.و الإدارة و القوانين . فانخفضت قيمة الجنيه أكثر من مرة وارتفعت الأسعار مئات المرات .. وزادت الديون و إستهلكت فوائدها اكبر جزء من الميزانية ..و عادت الرشوة مصحوبة بفساد وبائي يفوق ما إنتقده ضباط 1952 . . لقد استطاعت الرأسمالية العالمية مستخدمه أصدقائها .. تصدير أزمتها الاقتصادية الى مصر و تحقق بعد نصف قرن .. ما وضع أساساته الرئيس السادات .. يوم تخلص من نظام عبد الناصر .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حرب التحريك لا التحرير 1973
-
هذا أو الإندثار
-
الإنتماء الديني يحجم الإنتماء للوطن
-
إتفطموا متبقوش عيال رزلة
-
هل أقفل صفحة الفيس بوك
-
كمتيون أنتم أم مصريون
-
حوادث القطارات لم يوقفها سيادة الفريق كامل
-
ليس توقا لأمس بل حزنا علي اليوم
-
نعكشة فكرية حول اسباب السقوط
-
لسنا عربا ..إعادة إكتشاف الأمة
-
ما بعد وزارة الصاغ كمال
-
ثم إختفت كميت من التاريخ
-
اول خطوات التغيير .. دستور معاصر
-
هل تمكنت المافيا العالمية منا
-
لا نملك عقولا قادرة علي الإبتكار
-
مسطرة محاسبتنا ليست واحدة
-
الإستراتيجية المفتقدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
-
مؤتمر الخوف من ترامب
-
سيناريو بداية إحتلال فلسطين
-
بدو يحملون الجنسية المصرية أم مصريون من أصول بدوية
المزيد.....
-
-يمكننا أن نتنفس أخيرًا-.. الفلسطينيون يشقّون طريقهم بين الأ
...
-
من ساحة الرهائن بتل أبيب.. جاريد كوشنر وويتكوف يشكران ترامب
...
-
نشطاء يعلنون سقوط عشرات القتلى بهجوم لقوات الدعم السريع في غ
...
-
هل يطبّق ترامب -الصفحة الأولى من قواعد اللعبة الاستبدادية- ع
...
-
لوكورنو بعد إعادة تعيينه رئيسًا للوزراء في فرنسا: حكومتي لن
...
-
ألمانيا - إصابات بجروح متوسطة في إطلاق نار بولاية هيسن
-
فنزويلا تكثف من المناورات العسكرية في وجه التحركات العسكرية
...
-
فرانس24 تفوز بإحدى جوائز بايو 2025 عن وثائقي -الناجون من جحي
...
-
بيلا حديد وسوزان ساراندون تجددان دعمهما لفلسطين
-
بعد اقتراح ترامب.. كيف ردت إيران على -التطبيع مع إسرائيل-؟
المزيد.....
-
كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم
/ تاج السر عثمان
-
كتّب العقائد فى العصر الأموى
/ رحيم فرحان صدام
-
السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية)
/ رحيم فرحان صدام
-
كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون
/ زهير الخويلدي
-
كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
المزيد.....
|