|
في الزمن الفلسطيني.. أحرار العالم ينهضون من أجل غزة
رشيد غويلب
الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 16:13
المحور:
القضية الفلسطينية
على رغم أن سفنه لم تصل غزة، بسبب اختطافها من قبل قوات الاحتلال في عملية قرصنة في المياه الدولية، ونقل الناشطين إلى إسرائيل، حقق أسطول الصمود العالمي هدفه في الوصول إلى قلوب وعقول الملايين حول العالم.
في مانيلا، سيئول، مكسيكو سيتي، صوفيا،، الرباط، لندن، مدريد، لشبونة، براغ، وروما، تظاهر الملايين حول العالم ضد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في الأيام الأخيرة. سيلٌ من البشر، مثل الإنسانية جمعاء: "أردنا تحرير فلسطين، لكن فلسطين تحررنا"، شعار في ملصقٍ، كان أكثر براعةً وصدقًا من ألف خطاب وتحليل.
في الولايات المتحدة، حاصر العديد من النشطاء ميناء بورت إليزابيث، الذي تشحن منه شركتا ميرسك وزيم أسلحة إلى إسرائيل، ونُظمت تظاهرة حاشدة في مانهاتن بنيويورك. وتم حصار موانئ جنوة ورافينا وليفورنو وترييستي. وأعلن تجمع عمال موانئ جنوة: "لن يصل مسمار واحد الى إسرائيل بعد الآن". وجاء في بيان صادر عن اليسار الإسباني الموحد، الذي يعد الحزب الشيوعي الاسباني قوته الرئيسة: "لأن الصمت في وجه الإبادة الجماعية تواطؤ. صوتنا صرخة ضد الاحتلال والإبادة الجماعية والإفلات من العقاب. ولن نتوقف حتى تتحرر فلسطين.
عزلة غير مسبوقة
تعيش دولة الاحتلال والابادة الجماعية، عزلة غير مسبوقة، وبهذا الخصوص علقت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق": "هذه أمور صغيرة تتراكم لتؤدي إلى موجة عارمة"، وأضافت: "يمكن القول، بعد عامين من بدء الإبادة الجماعية، إن الحركة المؤيدة للفلسطينيين قد نمت، وأن أسطول الصمود قد منحها زخمًا إضافيًا، وأن هذه أكبر حركة احتجاجية شهدناها على الإطلاق (لأن الجنوب العالمي مشارك فيها أيضًا، على عكس حرب فيتنام والانتفاضات الطلابية في عام ١٩٦٨، ولأن الحركة المؤيدة لفلسطين تشمل أيضا أجيالًا وطبقات اجتماعية متعددة). يصعب إدراك هذا في ألمانيا، حيث لا يسع المرء إلا أن يحلم بهذا العدد الكبير من الناس في الشوارع وفي أنشطة أخرى، وبجمهور عادي مناهض للإبادة الجماعية، ويجب أن نتذكر أن هذه حركة عالمية. حتى لو قيل لنا هنا باستمرار إننا نقف في الجانب الخطأ من المعركة، فإننا متفقون. ولكن لا يسعنا إلا أن نوصي، لمن يستطيع القيام، برحلة قصيرة إلى إيطاليا أو إسبانيا للتعافي والتنفس بعيدًا عن الاختناق الألماني.
إيطاليا.. احتجاجات مليونية
في إيطاليا، اختتم أسبوعٌ لا يُنسى بتظاهرةٍ حاشدةٍ جابت شوارع روما. لم تشهد العاصمةُ تظاهرةً بهذا الحجم منذ عشرين عامًا.
توافد مليون مشارك إلى مركز العاصمة، مرددين هتافات "فلسطين حرة". لقد كان، منذ زمن طويل، إقبال غير مسبوق. هبّ الشبيبة والفتيان، الشيوخ، العائلات، وعامة الناس، ليرفعوا أصواتهم ضد الإبادة الجماعية. ووقفوا جنبًا إلى جنب مع الجمعيات والأحزاب والنقابات. كانت هذه التظاهرة، التي نظمتها الحركة الطلابية الفلسطينية والاتحاد الديمقراطي العربي الفلسطيني، بمشاركة نقابات عمالية، وتجمعات طلابية وجامعية، والجمعية الوطنية لحركة الأنصار المقاومة للفاشية، وجمعيات ثقافية. وكانت تتويجًا لثلاثة أيام عبّر فيها الناس بلا كلل عن تضامنهم والتزامهم واستعدادهم للمشاركة.
هتفت الجموع: "إيطاليا تعرف إلى أي جانب تقف، فلسطين حرة من النهر إلى البحر". و"كلنا مناهضون للصهيونية"!
كُتب على إحدى اللافتات: "أردنا تحرير فلسطين، لكن فلسطين حررتنا". وقالت المرأة التي تحمل اللافتة: "منذ أشهر ونحن نخرج إلى الشوارع لوقف هذه الإبادة الجماعية، لكن في الواقع، أيقظتنا فلسطين من سباتنا: نحن هنا لنقول لا لاقتصاد الحرب الذي يسلب خدماتنا ومكتسباتنا الاجتماعية ومدارسنا ومستشفياتنا. لقد ساعدتنا المقاومة الفلسطينية أيضًا".
عندما أعلن الأربعاء عن اختطاف اسطول الصمود، توافد الناس إلى ساحة "دي تشينكويشينتو" دون تعبئة مسبقة، وتوجهت التظاهرة العفوية إلى المقر الرسمي لرئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني.
وفي الخميس، تجمع حشد في الكولوسيوم. ونظمت تجمعات للعاملين في قطاع الصحية تجمعات في العديد من المستشفيات في جميع أنحاء إيطاليا احتجاجًا على استهداف جيش الاحتلال العاملين في قطاع الصحة الفلسطيني في غزة.
وفي الجمعة (3تشرين الاول)، بدأ الإضراب العام، الذي دعا إليه اتحاد نقابات (سي جي آي ال) والنقابات القاعدية، قبل فترة قصيرة. وأعلن الاتحاد المنظم، أن متوسط المشاركة في الإضراب العام في عموم البلاد بلغ قرابة 60 في المائة. واحتشد أكثر من مليوني مشارك في أكثر من 100 ساحة في جميع أنحاء إيطاليا. وكانت النقابات القاعدية قد دعت بالفعل إلى إضراب عام في 22 أيلول الفائت.
وفي التظاهرة الختامية في 4 تشرين الأول شارك مليون متظاهر في العاصمة روما سلمياً، مطالبين الحكومة الإيطالية وجميع الحكومات الأخرى باتخاذ إجراءات لوقف الإبادة الجماعية.
طبيعة الاضراب
قالت صحيفة كوليتيفا، صحيفة اتحاد (سي جي آي ال) أكبر اتحاد نقابي في إيطاليا، عن إضراب يوم الجمعة: " اليوم توقف العمل: إضراب عام"، وأضافت: "لكنه ليس إضرابًا كغيره. فهو لا يتعلق مباشرةً بالأجور أو عقود وفرص العمل. إنه إضراب يتجاوز الحدود، ويربط عالم العمل بمصير الذين يكافحون من أجل البقاء في غزة، والذين يتحدون الحصار والتهديدات لتقديم المساعدات الإنسانية بواسطة أسطول الصمود. إنه إضراب تضامن وضمير. تسخر منه الحكومة، وتجعله مجرد لفتة غير واقعية، وتهينه كما لو كان استفزازًا.
في كل مرة يرفع فيها العمال رؤوسهم، تردّ السلطات بابتسامة ساخرة. يُعلّمنا تاريخ النقابات أن وراء سخرية القصر يكمن الخوف. الخوف من أن تصبح سلطة الفرد سلطة الجميع. الخوف من أن يتحول المصنع إلى ساحة عامة، وأن يصبح التضامن سياسة، وأن يُزعزع النضال من أجل السلام استقرار آلة الحرب. ان هذا الإضراب يتعلق بغزة ويتعلق بنا. يتعلق بعمال الموانئ الذين يرفضون تحميل الأسلحة، ومعلمين يُعلّمون السلام، وعمال يُعيقون اقتصاد الحرب. إنه يُخبرنا عن بلد يُفضّل في الغالب النظر الى الحقيقة. لكنهم اليوم يشمرون عن سواعدهم، ويكسرون الخمول، ويؤكدون أن لا أحد وحيد في هذه المعركة". وان: "في هذا اليوم يُكرّم بلدنا". وأضاف الصحيفة: "على الحكومة أن تفخر بهذه التظاهرات التي تُدافع عن الإنسانية والتضامن ودستورنا. إنها تُعلن، كفى إبادة جماعية وحروب، وأن علينا الاستثمار في الصحة والتعليم لا في الأسلحة. نرى تطورًا كبيرًا، ومشاركة شبابية غير مسبوقة ".
أعلن اتحاد النقابات أن الإضراب كان رد فعل مباشر على اعتراض وإيقاف توقف الأسطول. وصرح السكرتير العام للاتحاد، ماوريتسيو لانديني، في روما، ان النشاطات التي جرت على الصعيد الوطني د أظهرت "إنسانية وعزيمة أناسٍ شرفاء يسعون إلى وقف إبادة جماعية، ويفعلون ما لا تريد الحكومات والدول النظر فيه، بل وتتواطأ معه". وأشاد لانديني "بالمشاركة الاستثنائية وغير المسبوقة للشباب المطالب بمستقبل يسوده السلام والعدالة الاجتماعية، وتوفير فرص عمل آمنة، واختفاء فرص العمل غير المستقرة". لقد رفع العمال والمواطنون والطلاب أصواتهم دعمًا لأسطول الصمود العالمي، وتضامنًا مع النشطاء المعتقلين، من أجل السلام، وتأكيدًا على الالتزام بالقانون الدولي.
ومن غزة صرحت ايمان أبو زايد لجريدة "المنفستو" الشيوعية الإيطالية: " بعد أيام قليلة من الترحيل القسري، وبينما كنت أحاول استيعاب خسائرنا الفادحة، وصلني فيديو من إيطاليا. بدا المشهد غريبًا: شوارع تعجّ بالناس، ولافتات تطالب بإنهاء الحرب، وأعلام فلسطين ترفرف في كل مكان. كان الناس يهتفون بشعارات لم أفهمها تمامًا، لكنني شعرتُ بمشاعرهم. في تلك اللحظة، أدركتُ أن ما يحدث لنا في غزة لم يمر مرور الكرام، وأن هناك من يساندنا في بلاد بعيدة لم نزرها من قبل. لم يعد الحزن هو السمة الوحيدة؛ بل بدأ شعورٌ يسود بأن العالم لم ينسَنا، وأن أصواتنا تصل إلى كل مكان، وأننا لسنا وحدنا في مواجهة الحرب والدمار. كان لهذا التأثير النفسي بالغ الأهمية لأنه منح الناس قوة الاستمرار، ولو للحظة، في مواجهة هذا الواقع القاسي. في النهاية، من الواضح أن حتى لفتة صغيرة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا".
وفي إسبانيا أيضا
خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد لثلاثة أيام متتالية. وشهدت جميع المدن الإسبانية الرئيسية قرابة ثمانين تظاهرة للمطالبة بالإفراج عن النشطاء المختطفين لدى إسرائيل وقطع جميع العلاقات مع دولة الإبادة الجماعية. والمطالبة بالإفراج الفوري عن قرابة خمسين سجينًا إسبانيًا من المشاركين في أسطول الحرية المحتجز بشكل غير قانوني من قبل جيش الاحتلال في المياه الدولية. طالب مئات الآلاف الذين تجمعوا في ساحات جميع المدن الإسبانية حكومة سانشيز باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا وتجاوز الكلمات لوقف إسرائيل عند حدها بعد عامين من الهمجية.
وفي العاصمة الكتالونية برشلونة، تظاهر 300 ألف، وفق معطيات المنظمين، و80 ألف وفق معطيات جهاز الشرطة في مركز المدينة، مرددين هتافات "غزة، لستِ وحدكِ، العالم ينتفض!"، " إسرائيل ليست دولة، إنها سلطة احتلال!"، و "نحن ضد الصهيونية!"، والهتاف العالمي "حرروا فلسطين!". وقد ضمت هذه التظاهرة مئات الجمعيات والمنظمات والنقابات والأحزاب اليسارية.
قالت سيرا ريغو (اليسار الإسباني المتحد)، وزيرة الشباب والطفولة في الحكومة الإسبانية: "لقد مر٧٦ عامًا من الاحتلال والفصل العنصري والعنف الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. إسرائيل دولة إبادة جماعية تطرد وتقتل وتدمر في ظل إفلات تام من العقاب. إن إنهاء الإفلات من العقاب يتطلب إجراءً حاسمًا: قطع كامل للعلاقات وعزل دولي".
وفي العاصمة مدريد، انطلقت تظاهرة، شارك فيها عشرات الآلاف، وكان في مقدمتها عدد من الشخصيات السياسية، منهم زعيمة حزب بوديموس اليساري، إيون بيلارا، التي طالبت، باسم حزبها، "بقطع جميع علاقات الحكومة الإسبانية بمرتكبي الإبادة الجماعية نهائيًا": "بالأمس، لقن الشعب مرة أخرى الحكومات المتعاونة مع إسرائيل درسًا باحتشاده في شوارع البلاد. وطالب بالإفراج عن النشطاء المختطفين وقطع جميع العلاقات مع مرتكبي الإبادة الجماعية. وحدها التعبئة كفيلة بوقف هذه الوحشية. فلنواصل الضغط. بالإضافة الى ذلك اندلعت تظاهرات حاشدة أخرى في فالنسيا، وبامبلونا، وبالما، وليون، وغيرها.
وسيتم طرح المرسوم الخاص بحظر تصدير الأسلحة في البرلمان، والذي يبدو من المرجح أن يحصل على أصوات حزب غونتس (كان الحزب الكتالوني متشككًا في البداية)، ولكنه لم يحصل بعد على أصوات نواب حزب بوديموس، الذي يعتبره غير فعال لأنه يحتوي على العديد من "الثغرات" ولا يعالج القضية الأساسية المتمثلة في علاقات التسلح مع إسرائيل، والتي "تعد الأكثر شمولاً في تاريخنا".
أمستردام ضد الإبادة الجماعية
تظاهر مئات الآلاف في أمستردام الهولندية يوم الأحد ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية. وشارك قرابة 250 ألف فيما أطلق عليه المنظمون اسم "الخط الأحمر". وسار المتظاهرون، الذين ارتدى كثير منهم ملابس حمراء، في شوارع المدينة رافعين أعلامًا فلسطينية ولافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية". واتهم المتظاهرون هولندا بالتواطؤ من خلال تجارة الأسلحة والصمت السياسي، ودعوا إلى فرض عقوبات على إسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة.
وردد المتظاهرون شعارات مثل "أمستردام تقول لا للإبادة الجماعية"، و"واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، لا مزيد من الاحتلال"، و" ستتحرر فلسطين من النهر إلى البحر". ولوّح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وحملوا لافتات كُتب عليها "لا أحد حر حتى تتحرر فلسطين" و"أوقفوا تسليح إسرائيل".
دعمت التظاهرة أكثر من 130 منظمة حقوقية، منها منظمة العفو الدولية، وأوكسفام نوفيب، وباكس، ومنتدى الحقوق. كما انضمت إليها عدة منظمات يهودية للتعبير عن رفضها لسياسات إسرائيل، مؤكدةً أن إسرائيل لا تمثل المجتمع اليهودي بأكمله.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الهولندية نهاية الشهر الحالي، صرّح المتظاهرون بأن هدفهم هو الضغط على المرشحين لرسم "خط أحمر" ضد أفعال إسرائيل. وقالوا في بيان: "رسم خط أحمر عبر العاصمة خلال شهر الانتخابات، ندعو السياسيين وسكان هولندا إلى إظهار العزم".
رد رئيس الوزراء ديك شوف على التظاهرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، معربا على تفهمه لـ "غضب المتظاهرين وقلقهم وشعورهم بالعجز". وصرّح قائلًا: "إن المعاناة الهائلة في غزة أمرٌ غير مقبول ولا يمكن تبريره". وأضاف: "يجب أن تنتهي الحرب في غزة، ويجب أن يكون هناك سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. هذا ما تريده الحكومة، وهذا ما يريده الآلاف الذين خرجوا إلى شوارع أمستردام اليوم. سنواصل العمل من أجل ذلك".
المانيا.. انبعاث لحركة السلام وخروج عن الصمت
بمبادرة من حزب اليسار الألماني نظم تحالف واسع ضم 50 منظمة من بينها منظمة العفو الدولية، ومدكوانترنسونال ومنظمات التضامن الفلسطينية، في السابع والعشرين من أيلول تظاهرة في العاصمة برلين، تحت شعار "معا من أجل غزة"، مثلت أكبر موجة احتجاج تشهدها مدن المانية، أدانت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني. وشكلت التظاهرة تحولا نوعيا في الشارع الألماني، على الرغم من الموقف الرسمي المخزي المؤيد لدولة الاحتلال. شارك في التظاهرة التي استمرت حتى الثامنة مساءً أكثر من 100 ألف، فيما تحدثت الشرطة كالعادة عن مشاركة 60 ألف فقط. وعند "عمود النصر" الشهير التقت التظاهرة مع تجمع "كل العيون على غزة"، فتشكل سيل جارف من المتضامنين.
طرح المحتجون مطالب عديدة منها: وقف فوري لصادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل.
توزع المتظاهرون على ستة كراديس كبيرة: مناهضة الاستعمار، "التضامن الاممي"، العائلة، حزب اليسار، وكتلة الشباب، و"بيتس إي جي" (لتأكيد سلمية التظاهرة نُظم كروس خاص بالعوائل). بعد بدء التظاهرة، سرعان ما اندمجت هذه الكراديس في كتلة واحدة.
كانت المتحدثة الأولى في تجمع الافتتاح الرئيسة المشاركة لحزب اليسار، إيناس شفيردتنر، وإلى جانبها المناهضة المعروفة للعسكرة والحرب عضوة البرلمان الأوروبي عن الحزب، أوزليم أليف ديميريل. قالت شفيردتنر: "أيها الأصدقاء، أتفهم ألمكم، لأن ما يحدث في غزة إبادة جماعية!". كان موقف حزب اليسار واضحًا - صاح أحدهم بين الحشد: "تأخرنا عامين!". ومع بدء هتافات "آسفين!"، ردّت شفيردتنر: "نقف هنا باسم الحزب بأكمله عندما نقول: لقد صمتنا طويلًا. لقد صمتُ طويلًا. إنها إبادة جماعية! يجب أن نوقف شحنات الأسلحة." غطّى التصفيق والهتاف على بقية كلماتها، يبدو أن الجليد قد انكسر. وفي اليوم نفسه شهدت مدينة دسلدورف عاصمة الولاية الأكثر سكانا في المانيا، تظاهرة مماثلة شارك فيها 15 ألف.
وبعد ستة أيام خرج أكثر من 30 ألف شخص إلى الشوارع في برلين وشتوتغارت يوم الجمعة (3 تشرين الأول) احتجاجاً على سباق التسلح ومن أجل السلام في أوكرانيا وفلسطين والسودان وكردستان وفي جميع أنحاء العالم.
بمسيرات موازية تحت شعار "لن نعود للحرب أبدًا! فلندافع عن السلام!"، تظاهر 20 ألف شخص في ساحة بيبل بلاتس ببرلين و15 ألفًا في ساحة شلوس بلاتس بشتوتغارت ضد السياسة الخارجية، وسياسة العسكرة للحكومة الألمانية، ومن أجل إنهاء الحروب في أوكرانيا وغزة، وضد إعادة تطبيق التجنيد الإجباري، ونشر أسلحة أمريكية متوسطة المدى في ألمانيا، وتسريع عسكرة التعليم والجامعات والرعاية الصحية. وبالتلويح بحمامات السلام، وأعلام فلسطين، بالإضافة إلى لافتات من تصميمهم، قدّمت التظاهرة مشهدًا متنوعًا.
دعا الى التظاهرة شبكات حركات السلام الرئيسة في المانيا، ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات السلام في الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية، ودُعمت التظاهرة من طيف سياسي واسع ضم قوى اليسار بتنوعها، والحزب المنشق من حزب اليسار الألماني، "تحالف "سارا فاكنكنشت"، وشخصيات ومجموعات تنتمي الى قوى الوسط..
كان من بين المتحدثين في تظاهرة برلين، رالف شتيغنر، أحد نواب يسار الحزب الديمقراطي الاجتماعي الشريك في التحالف الحاكم. الذي أكد أن هناك حاليًا 21 حربًا و150 صراعًا عسكريًا حول العالم. وحذّر شتيغنر قائلًا: ان "أي سلام سيء أفضل من الحرب". ويجب أن تصبح ألمانيا قادرة على السلام، لا الحرب. وتحدث أيضًا ممثلون لحزب اليسار الألماني و "تحالف سارا فاكنكنشت"، بالإضافة إلى مناهضين للحرب من روسيا وأوكرانيا. وانتقدت الكلمات، من بين أمور عدة، موقف الحكومة الألمانية من جرائم إسرائيل في غزة.
وأكدت أوزليم ديميريل، عضوة البرلمان الأوروبي عن حزب اليسار الالماني، في كلمتها على البعد الأممي لحركة السلام: "نحن مع السلام في أوكرانيا وغزة والسودان ومالي والكونغو، ونعارض الحروب التي تُشن هناك بأسلحة ألمانية وأوروبية". وطالبت: "أطلقوا سراح أسطول الصمود العالمي، واكسروا الحصار المفروض على غزة".
وكان من بين المتحدثين في تظاهرة شتوتغارت العديد من ممثلي النقابات العمالية والرئيسة السابقة لمجلس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا مارغوت كاسمان.
في المكسيك.. المطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل
في مدينة مكسيكو، نُظمت تظاهرة في الثاني من تشرين الأول، هي تقليد لإحياء ذكرى مذبحة الطلبة التي ارتكبها أفراد من الجيش في الثاني من تشرين الأول عام ١٩٦٨، في ساحة الثقافات الثلاث في تلاتيلولكو. وشملت مطالبهم هذه المرة الدفاع عن فلسطين وإنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. ورُفعت لافتات كُتب عليها: "الصمت في وجه الإبادة الجماعية تواطؤ" و"غزة ليست حربًا، بل إبادة جماعية". وطالبوا الرئيسة كلوديا شينباوم بقطع العلاقات مع إسرائيل..
إسطنبول تتضامن ايضا
وفق المنظمين، شارك قرابة نصف المليون في تظاهرة جابت شوارع إسطنبول يوم الأحد لدعم نشطاء أسطول الصمود العالمي. تجمع المتظاهرون أمام جامع آيا صوفيا الكبير، وساروا إلى حي أمينونو تحت شعار "نسير نحو الحرية". وهتفوا خلال التظاهرة بشعارات مثل "إسرائيل، أيها القتلة، اخرجوا من فلسطين!"، و"تحية لغزة، واصلوا المقاومة!"، و"فلسطين حرة من النهر إلى البحر!"، و" لا حياد مع استمرار الظلم"، و "يا مسلم، لا تغفُر، احمِ أخاك". نظمت التظاهرة عدة منظمات غير حكومية، منها مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والمساعدات الإنسانية، ومنصة دعم فلسطين في تركيا.
#رشيد_غويلب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس الفرنسي يقترب من نهايته.. أنصاره يطالبون بانتخابات مب
...
-
في الجمعية العامة.. أمريكا اللاتينية تدعو إلى السلام وتدين ا
...
-
اكثر من مئة ألف في شوارع برلين يطالبون بإيقاف حرب إبادة الشع
...
-
استمرار تساقط رموز اليمين.. الحكم على الرئيس الفرنسي الأسبق
...
-
ترامب وحكومات الفاشيين الجدد الأوربية يوصمون مناهضة الفاشية
...
-
بتُهم دعم الإبادة الجماعية.. محامون يقاضون الحكومتين الألمان
...
-
اسطورة التقشف اختراع أيديولوجي ضد الطبقة العاملة
-
القضية الفلسطينية والأزمة الفرنسية تُهيمنان على أجواء مهرجان
...
-
أمميةٌ فاشية تتشكّل ومركزُها نظام ترامب
-
الرئيس الكولومبي يُعرّي فاشية نتنياهو
-
مع القائد العمالي المخضرم جريمي كوربين حوار ضافٍ عن حزب اليس
...
-
مهرجان جريدة الشيوعي النمساوي.. مشاركة واسعة ورؤية مشتركة لل
...
-
هل سلّمت سياسات ترامب الصين مفاتيح النظام العالمي الجديد؟
-
قراءة تحليلية لخسارة اليسار التاريخية في بوليفيا
-
على طريق تعزيز الاستبداد والعنصرية / ترامب يصعّد ضد البنك ال
...
-
فضيحة فساد في الأرجنتين تُشعل أزمة والمعارضة تطالب بعزل الرئ
...
-
رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي
-
رداً على عنف السلطة.. محتجو صربيا يدافعون عن أنفسهم
-
بعد عسكرة ترامب للعاصمة.. الشيوعي الأمريكي يحذر: {مدينتكم قد
...
-
بسبب صراعات اليسار الداخلية / بعد 19 عاماً.. هزيمة تاريخية ل
...
المزيد.....
-
برئاسة السيسي وترامب.. مصر تعلن تفاصيل -قمة شرم الشيخ للسلام
...
-
العراق يعرب عن أسفه للعقوبات الأميركية على جهات مرتبطة بالحش
...
-
نصف مليون فلسطيني يعودون إلى شمال غزة وسط صدمة من حجم الدمار
...
-
ما احتياجات القطاع الصحي بغزة بعد وقف إطلاق النار؟
-
تركيا: لن نسمح لأي تنظيم -إرهابي- بالعمل في أراضي جيراننا
-
الأمن السوري يضبط شحنة صواريخ قبل تهريبها للخارج
-
مقتل عسكري إسرائيلي متأثرا بإصابته في معارك غزة قبل أيام
-
عاجل | الرئاسة المصرية: قمة دولية في شرم الشيخ الاثنين بمشار
...
-
مصر: السيسي وترامب يترأسان -قمة شرم الشيخ للسلام-
-
-يمكننا أن نتنفس أخيرًا-.. الفلسطينيون يشقّون طريقهم بين الأ
...
المزيد.....
-
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
/ سعيد مضيه
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
/ سعيد مضيه
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
/ سعيد مضيه
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
/ سعيد مضيه
المزيد.....
|